موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(92) المكتوب الثاني والتسعون إلى الفقير هاشم الكشمي في جواب سؤاله عن سماع الصوفية كلام الحق سبحانه ومكالمتهم معه تعالى

 

 


أوّلا حتّى لا تجترئوا على سؤال حلّ مثل هذا المعمّى فَلا تَلُومُونِي ولُومُوا أَنْفُسَكُمْ (١) (السّؤال الثاني) انّ الزّهّاد والعبّاد هل هم مشرّفون بالإيمان الحقيقيّ أو لا؟ (جوابه) انّهم إن بلغوا مرتبة المقرّبين وصارت نفوسهم مطمئنّة فقد بلغوا مرتبة الإيمان الحقيقيّ (والسّؤال الثالث) انّ أصحاب المعرفة الإجماليّة الّتي منشأها الكفر الحقيقيّ كيف يمكن أن يقال لهم العرفاء؟ لم يفهم معنى هذه العبارة كما ينبغي وأنتم تكتبون العبارة مغلقة وتمنعون الآخرين من ذلك فإن كان المقصود أنّ كافر الطّريقة بأيّ معنى يقال له: إنّه عارف (فجوابه) انّ كافر الطّريقة أيضا عرف الحقّ سبحانه بالوحدانيّة وجعل ما سواه ممحوّا ومتلاشيا فهو عارف ولكنّه ليس بعارف مطلقا لانّه خرج من دائرة التّمييز فإذا رجع إلى التّمييز يصير عارفا مطلقا ويكون مشرّفا بالإيمان الحقيقيّ والسّلام.

(٩٢) المكتوب الثاني والتّسعون إلى الفقير هاشم الكشميّ في جواب سؤاله عن سماع الصّوفيّة كلام الحقّ سبحانه ومكالمتهم معه تعالى

قد سالتم أنّه: «ما معنى ما قاله بعض العرفاء من انّا نسمع كلام الحقّ سبحانه أو تقع بيننا وبينه مكالمة؟ كما نقل عن الإمام الهمام جعفر الصّادق رضي الله عنه أنّه قال: ما زلت أردّد الآية حتّى سمعتها من المتكلّم بها ويفهم ذلك أيضا من الرّسالة الغوتيّة الّتي هي منسوبة إلى حضرة الشّيخ عبد القادر الجيلانيّ قدّس سرّه؟ وما تحقيق ذلك عندك؟ (اعلم) أرشدك الله تعالى أنّ كلام الحقّ سبحانه وتعالى كذاته وسائر صفاته لا كيفيّ ولا مثليّ وسماع الكلام الكيفيّ أيضا لا كيفيّ فإنّه لا سبيل للكيفيّ إلى اللّاكيفيّ فلا يكون ذلك السّماع مربوطا بحاسّة السّمع فإنّها متكيّفة بالكيف بالكلّيّة فإن كان هناك للعبد سماع فهو بتلقّ روحانيّ فإنّ لها - يعني الرّوح - نصيبا من اللّاكيفيّ وبلا توسّط الحروف والكلمات وأيضا لو كان الكلام من العبد فهو أيضا بالقاء روحانيّ بلا حروف وكلمات ويكون لهذا الكلام نصيب من اللّاكيفيّ حيث يكون مسموعا للّاكيفيّ مع أنّا نقول إنّ الكلام اللّفظيّ الذى يصدر عن العبد يسمعه الحقّ سبحانه وتعالى بسماع لا كيفيّ بلا توسّط الحروف والكلمات وبلا تقديم وتأخير إذ لا يجري عليه تعالى زمان يسع فيه التّقديم والتّأخير فلو كان في ذلك الموطن من العبد سماع فهو سامع بكلّيّته وإن كلام فمتكلّم بكلّيّته فالعبد بتمامه سمع وبتمامه لسان وقد سمعت الذّرّات المخرجة يعني من ظهر آدم قول أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ (٢) يوم الميثاق بكلّيّتهم بغير واسطة وأجابوه وكانوا بتمامهم أسماعا وبتمامهم السنا فإنّه

__________

(١) الآية: ٢٢ من سورة إبراهيم.

(٢) الآية: ١٧٢ من سورة الأعراف.



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!