موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

14 - ومنها ** | ** 15 - ومنها ** | ** 16 - ومنها

 

 


عليه وعلى آله من الصلوات اتمها ومن التسليمات اكملها.

١٤ - (ومنها) ان حضرة خاتم الرسالة صلى الله عليه وسلم ممتاز من بين الانبياء عليهم الصلاة والسلام بالتجلي الذاتي ومخصوص بهذه الدولة التي هي فوق جميع الكمالات ولكمل تابعيه صلى الله عليه وسلّم نصيب من هذا المقام الخاص لا يقال يلزم على هذا التقدير ان يكون كمل الأولياء افضل من سائر الانبياء عليهم السلام وهذا خلاف معتقد اهل السنة والجماعة وهذا الفضل ليس بجزئي حتى يرفع به الشبهة بل هو كلي فان تفاضل الرجال إنما هو بالقرب الالهي جل سلطانه وكل فضيلة سواه فهي دون ذلك لانا نقول لا يلزم ذلك فانه لا يلزم من كون النصيب لهم من ذلك المقام وصولهم اليه والفضيلة مربوطة بالوصول وهذا مفقود في حق الكمل فان نهاية عروج كمل الأولياء من هذه الامة التي هي خير الامم إلى تحت اقدام الانبياء عليهم الصلوات والتسليمات حتى ان الصديق الاكبر رضي الله عنه الذي هو أفضل جميع البشر بعد الانبياء عليهم السلام نهاية عروجه إلى تحت قدم نبي هو دون سائر الانبياء عليهم السلام غاية ما في الباب ان لكمل أولياء هذه الامة مع كونهم في المقام التحتاني نصيبا تاما من كمالات مقام فوق الفوق التي هي مختصة بنبيهم عليه الصلاة والسلام فان الخادم باي مكان كان يصل اليه شئمن نصيب مخدومه والخادم البعيد يجد بطفيلية مخدومه ما لا يتيسر للمقربين بدون دولة الخدمة.

ينبغي أن يعلم أن هذا التوهم يحصل للمريدين احيانا بالنسبة إلى شيوخهم وحصول مقامات شيوخهم يكون باعثا على توهم المساواة لهم وحقيقة المعاملة هي ما ذكرنا فان حصول المساواة إنما هو على تقدير الوصول الي تلك المقامات لا على تقدير حصولها فقط فانه طفيلى ولا يتوهمن احد من هذا أن المريد لا يكون مساويا لشيخه فان الامر ليس كذلك فان المساواة جائزة بل واقعة لكن الفرق بين حصول ذلك المقام وبين الوصول اليه دقيق لا يهتدي اليه كل مريد لا بد فيه من كشف صحيح والهام صريح والله سبحانه الملهم للصواب والسلام على من اتبع الهدى.

١٥ - (ومنها) أن درويشا سئل انه ما السبب في انه يظهر لسالك هذا الطريق حالة وتبقي زمانا ثم تتواري بعد ذلك ثم تظهر ثانيا بعد ثم تتواري ثانيا بعد ذلك وهكذا إلى ما شاء الله.

جوابه أن للانسان سبع لطائف ومدة دولة كل لطيفة وسلطنته على حدة فاذا ورد وارد على الطف تلك اللطائف ونزل حال قوي تنصبغ كلية السالك بلون تلك اللطيفة وصبغها ويسري ذلك الحال على جميع اللطائف وما دامت دولة تلك اللطيفة ثابتة فتلك الحالة باقية ومتي انقضت مدة دولة تلك اللطيفة تزول تلك الحالة فاذا رجعت تلك الحالة بعد ذلك فلا تخلوا من حالين فاما أن يرجع إلى تلك اللطيفة نفسها فطريق حينئذ مسدود على السالك واما أن ترجع إلى لطيفة أخري فطريق الترقي حينئذ مفتوح فمعاملة هذه اللطيفة أيضا مثل معاملة اللطيفة الأولى فان ذلك الحال اذا رجع بعد زواله لا يكون خاليا من الحالين وهكذا حال جميع اللطائف فاذا سري ذلك الحال في جميع اللطائف بطريق الاصالة فقد انتقل من الحالية وصار مقاما ومحفوظا من الزوال والله سبحانه أعلم بحقيقة الحال والصلاة والسلام على سيد البشر وآله الاطهر.

١٦ - (ومنها) قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا الله ان كنتم أياه تعبدون، يحتمل أن يكون الشرطية قيد للامر بالاكل أي كلوا من مستلذات ما رزقناكم ان صح منكم ان تخصوه بالعبادة ولو لم يصح منكم ذلك بل كنتم عابدين ملهيات انفسكم فلا تأكلوا من مستلذاته لكونكم مرضي بالمرض الباطني والمستلذات من المرزوقات سم قاتل لكم واذا زال المرض الباطني



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!