موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

17 - ومنها ** | ** 18 - ومنها ** | ** 19 - ومنها

 

 


منكم صح لكم تناول المستلذات فسر صاحب الكشاف الطيبات هنا بالمستلذات نظرا إلى طلب الشكر.

١٧ - (ومنها) قال بعض المشايخ قدس الله تعالى أسرارهم من عرف الله لا يضره ذنب اي الذنب الذي اكتسب قبل المعرفة لان الاسلام يجب ما كان قبله وحقيقة الاسلام هو معرفة الله سبحانه على طريقة الصوفية بعد الفناء والبقاء فيجب حصول هذه المعرفة الذنوب التي كانت حاصلة قبلها ويمكن ان يراد بالذنب الذنب الذي يحصل بعد هذه المعرفة فيراد بالذنب الذنب الصغير لا الكبير لان أولياء الله محفوظون عنه او عدم ضره بعدم الاصرار والتدارك بلا فصل بالتوبة والاستغفار ويجوز ان يكون معناه لا يصدر عنه ذنب لان عدم صدور الذنب ملزوم بعدم ضره فذكر اللازم واراد الملزوم وما توهم الملاحدة من هذه العبارة من ان يسع للعارف ارتكاب الذنوب بعدم ضرها فباطل قطعا وزندقة صريحا اولئك حزب الشيطان الا ان حزب الشيطان هم الخاسرون ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وآله وسلّم وبارك وارجو من الله الكريم الواسع مغفرته ان لا يضر الذنب المكتسب قبل المعرفة للعارف المتحقق بحقيقة الاسلام وان كان ذلك الذنب من قبل المظالم وحقوق العباد لما هو سبحانه المالك على الاطلاق وقلوب العباد بين اصبعيه من اصابعه يقلبها كيف يشاء ومطلق الاسلام يجب من الذنوب ما سوي المظالم وحقوق العباد كمالا يخفي فان لحقيقة الشيء وكماله مزيد ليس لمطلقه.

١٨ - (ومنها) ان الحق سبحانه موجود بذاته لا بالوجود بخلاف سائر الموجودات فانها موجودة بلوجود فلا يلزم احتياجه تعالى في الموجودية إلى الوجود فلا يقال ح ان وجوده تعالى عين ذاته لا ذائد عليه لئلا يلزم احتياجه إلى الغير فان القول بعينية الوجود يحتاج إلى ادلة متطاولة ويستلزم المخالفة لجمهور أهل السنة والجماعة فانهم لا يقولون بعينية الوجود بل يقولون بزيادته ولا يخفي ان الحكم بزيادة الوجود مستلزم لا حتياج الواجب تعالى وتقدس إلى الغير فسواء قلنا انه تعالى موجود بوجود زائد او انه موجود بذاته واخذنا الوجود عرضا عاما يكون كلام جمهور متكلمي اهل الحق صحيحا ويندفع اعتراض المخالفين بالاحتياج بالكلية والفرق بين القول بانه لا دخل للوجود فيه أصلا وبين القول بانه موجود بوجود هو عين ذاته واضح وهذه المعرفة مما خصني الله تعالى بها الحمد لله سبحانه على ذلك والصالة والسلام على رسوله.

١٩ - (ومنها) من خصائص الحق سبحانه انه موجود بذاته غير محتاج إلى الوجود في موجوديته سواء قلنا الوجود عين ذاته او زائد عليه فان المحذور لازم على كلا التقديرين وحيث ان عادته تعالى جارية بان يظهر في جميع مراتب الامكان انموذجا من كل ما هو ثابت في مرتبة الوجوب علمه احد او لم يعلمه جعل انموذج تلك الخاصة المذكورة آنفا في عالم الامكان نفس الوجود فانه وان كان من المعقولات الثانية غير موجود في الخارج الا اننا اذا فرضنا وجوده يكون موجودا بذاته لا بوجود آخر بخلاف سائر الموجودات فانها محتاجة في موجوديتها إلى الوجود وذواتها غير كافية فيها فاذا كان الوجود الذي له مدخل في موجودية الاشياء موجودا في ذاته غير محتاج إلى وجود آخر فما العجب اذا كان خالق الوجود بالاستقلال موجودا بذاته غير محتاج إلى وجود أصلا واستبعاد البعداء خارج عن المبحث والله سبحانه الملهم للصواب.

فان قيل ان مراد الحكماء والاشعري وبعض المتصوفة بقولهم بعينية الوجود بذاته تعالى هو عين ما قلته في المعرفة السابقة من ان واجب الوجود موجود بذاته لا بالوجود فان مبنى القول بانه موجود بوجود هو عين ذاته على انه موجود بذاته لا



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!