موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

25 - ومنها ** | ** 26 - ومنها

 

 


الغضب من الأولياء وكذلك هؤلاء الاكابر شركاء لسائر الناس في الاكل والشرب ومعاشرة الاهل والعيال ومؤانستهم فان التعلقات الشتي التي هي من لوازم البشرية لا تزول عن العوام والخواص قال الله سبحانه في حق الانبياء عليهم الصلاة والسلام وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام وقال الكفار الذين اقتصر نظرهم على الظاهر ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الاسواق فمن اقتصر نظره على ظواهر اهل الله صار محروما وكان مصداق خسر الدنيا والآخرة واقتصار النظر على الظاهر هذا هو الذي جعل أبا جهل وأبا لهب محرومين من دولة الاسلام ورماهما في الخسران الابدي والسعيد هو الذي كف نظره عن ظواهر أهل الله ونفذت حدة نظره إلى أوصافهم الباطنية واقتصر عليها فهم كنيل مصر بلاء للمحجوبين وماء للمحبوبين والعجب أن الصفات البشرية تظهر من أهل الله على حد لا يظهر مثلها من سائر الناس ووجهه أن الظلمة والكدورة يكون ظهورهما في محل طيب مصفي أشد وأزيد وان كانتا قليلتين بخلاف المحل غير المصفي فانهما لا يظهران بتلك المثابة وان كانا أزيد ولكن ظلمة الصفات البشرية تسري في كلية العوام وتحيط بقوالبهم وقلوبهم وارواحهم واما في الخواص فهي مقصورة على القالب والنفس وفي أخص الخواص مقصور على القالب فقط والنفس مبرأة عنه وأيضا ان هذه الظلمة في العوام موجبة للخسارة والنقصان وفي الخواص موجبة للنضارة والرجحان وظلمة الخواص هي التي تزيل ظلمة العوام وتورث التصفية لقلوبهم والتزكية لنفوسهم فلو لا هذه الظلمة لما كانت في الخواص مناسبة للعوام فيكون طريق الافادة والاستفادة مسدودا وهذه الظلمة لا تمكث في الخواص كثيرا حتى تجعلهم مكدرين بل يظهر من وراها ندامة واستغفار يغسل ظلمات وكدورات اخر كثيرة ويورث الترقي وهذه الظلمة مفقودة في الملائكة ولهذا كان طريق الترقي مسدودا فيهم واطلاق اسم الظلمة عليها من قبيل المدح بما يشبه الذم والعوام كالانعام يعدون الصفات البشرية الصادرة من اهل الله كصفاتهم البشرية فيحرمون بهذا الاعتقاد بركاتهم وقياس الغائب على الشاهد فاسد ولكل مقام خصوصية على حدة ولكل محل لوازم مستقلة والسلام على من اتبع الهدى والتزم متابعة المصطفى عليه وعلى آله الصلوات والتسليمات.

٢٥ - (ومنها) ان الانسان ما دام مبتلا بالعلم والمعرفة ومنقشا بنقوش السوي فهو حقير وعديم الاعتبار ونسيان السوي شرط هذه الطريقة والفناء فما عداه قدم أول فيه ومالم تطهر مرآة الباطن من صدأ الامكان ظهور آثار حضرة الوجوب فيها محال فان جمع العلوم الامكانية مع المعارف الوجوبية من قبيل الجمع بين الأضداد وههنا سؤال قوي وهو ان العارف اذا تشرفت بالفناء ورجع القهقري لتكميل الناقصين تعود اليه العلوم التي كانت زائلة عنه أولا فعلي هذا التقدير اجتمعت فيه العلوم الامكانية بالمعارف الوجوبية وانت قلت بانه جمع بين الضدين (اجيب) بان العارف الباقي بالله طرأ عليه في هذا الوقت حكم البرزخية فكانه برزخ بين الوجوب والامكان ومنصبغ بلون كل من هذين المقامين فاي اشكال على هذه الصورة اذا اجتمعت فيه علوم كلا المقامين ومعارفهما فان محل اجتماع الضدين لم يبق واحدا بل صار كانه متعدد فلا جمع.

٢٦ - (ومنها) ان العلوم الزائلة في مرتبة الفناء أذا رجعت بعد البقاء لا يلزم منها نقص في كمال العارف بل كماله في هذا الرجوع بل تكميله مربوط به فان العارف بعد البقاء متخلق باخلاق الله تعالى وعلم الاشياء في الواجب تعالى عين الكمال وضده موجب للنقص المحال فكذا حال العارف المتخلق باخلاق المولي المتعال والسر فيه ان العلم في الممكن يحصل



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!