موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

36 - ومنها ** | ** 37 - ومنها ** | ** 38 - ومنها

 

 


والظاهر والباطن وأمثالها فنقول أن الحق سبحانه قريب ولكن لا ندري معني قربه أنه ما هو وكذلك نقول انه الاول ولكن لا نعلم أن المراد بالاول ما هو ومعني القرب والاولية الذي يحصل في حيطة علمنا وفهمنا فهو سبحانه منزه ومبرأ منه وما يظهر في كشفنا وشهودنا فهو تعالى متعال عنه والقرب والمعية اللذان وجد هما بعض المتصوفة بطريق الكشف واعتقد الحق سبحانه قريبا ومعا بذلك المعنى الكشفي فليس ذلك بمستحسن وله قدم في مذهب المجسمة وما قاله بعض العلماء في تاويله بالقرب العلمي فهو مثل تأويل اليد بالقدرة والوجه بالذات فهو مجوز عند مجوزي التأويل ونحن لا نجوز التأويل بل نحيل علمه على الله تعالى العلم عند الله سبحانه والسلام على من اتبع الهدى.

٣٦ - (ومنها) كنت اؤدي صلاة الوتر احيانا في اول الليل واحيانا في آخره فأريت في ليله من الليالي أن الانسان اذا نام بنية اداء الوتر في آخر الليل يكتب له الحسنات في جميع الليل إلى ان يصلي الوتر فكلما يؤخر الوتر يكون احسن وانفع ومع ذلك ليس منظور الفقير في تأخير الوتر وتعجيله سوي متابعة النبي صلى الله عليه وسلم ولا اعدل شيأ من الفضيلة بمتابعته صلى الله عليه وسلم وكان صلى الله عليه وسلم يصلي الوتر في اول الليل احيانا وفي آخره اخري واري سعادتي في التشبه به صلى الله عليه وسلم في جميع الامور وان كان ذلك التشبه بحسب الصورة فقط وبعض الناس يجعلون لبعض السنن دخلا في احياء الليالي وامثالها والعجب من قصور فهمهم وانا لا اشتري الوفاء من احياء الليالي بنصف متابعة ولما اردت الاعتكاف في العشر الاخير من رمضان جمعت اصحابي وقلت لهم لا تنووا شيأ غير اتباع السنة ماذا يكون تبتلنا وانقطاعنا نقبل مائة من التعلق بمتابعة واحدة ولا نقبل الفا من التبتل والانقطاع بلا توسل متابعة.

شعر

من كان في قصره الحسناء قد فرغا ... من التلذذ بالبستان والخضر

رزقنا الله سبحانه كمال متابعته عليه الصلاة والسلام.

٣٧ - (ومنها) كان جمع من الدراويش ذات يوم قاعدين عندي قال هذا الفقير من كمال محبته به صلى الله عليه وسلم ان محبته صلى الله عليه وسلم قد استولت على نهج احب الله سبحانه لكونه رب محمد صلى الله عليه وسلم فتخير الحاضرون من هذا الكلام ولكن لم يكن فيهم مجال للانكار والمخالفة وهذا الكلام نقيض كلام رابعة حيث قالت قالت له صلى الله عليه وسلم في المنام ان محبة الحق سبحانه قد استولت على نهج لم يبق محل المحبتك وهذان الكلامان وان كانا ينبئان عن السكر ولكن في كلامي اصالة وقالت هي في عين السكر وانا في ابتداء الصحو وكلامها في مرتبة الصفات وكلامي بعد الرجوع عن مرتبة الذات فانه لا مجال في مرتبة الذات لمثل هذا الكلام فان جميع النسب قاصرة عن تلك المرتبة هناك كله حيرة وجهل بل هناك نفي المحبة بالذوق لا يري السالك نفسه لا بقاء بالمحبة هناك والمحبة إنما هي في مرتبة الصفات فقط وما يقال من المحبة الذاتية ليس المراد بها الذات الاحدية بل الذات مع بعض اعتباراتها فمحبة رابعة إنما هي في مرتبة الصفات والله سبحانه الملهم للصواب والصلاة والسلام على سيد البشر وآله الاطهر.

٣٨ - (ومنها) أن شرافة المعلوم فكلما يكون المعلوم أشرف يكون العلم به أعلي فيكون علم الباطن الذي امتاز به الصوفية اشرف من علم الظاهر الذي هو نصيب علماء الظواهر على قياس شرافة علم الظاهر بالنسبة إلى علم الحجامة والحياكة فيكون رعاية آداب الشيخ الذي أخذ عنه علم الباطن أزيد من أضعاف رعاية آداب الاستاذ الذي استفاد منه علم الظاهر وكذلك رعاية آداب الاستاذ في

سائر الحقوق بعد انعامات الحق سبحانه واحسانات رسوله عليه الصلاة والسالم بل الشيخ الحقيقي للكل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم والولادة الصورية وان كانت من الوالدين ولكن الولادة المعنوية مخصوصة بالشيخ والولادة الصورية منشأ لحياة أيام معدودة وأما الولاية المعنوية فهي مستلزمة لحياة ابدية والذي يكنس نجاسة المريد المعنوية بقلبه وروحه ويطهر كرشه هو الشيخ وقد يحس في التوجهات إلى بعض المريدين والمسترشدين لتطهير نجاساتهم الباطنية ان التلوث يسري أيضا لصاحب التوجه ويجعله مكدرا إلى مدة والشيخ هو الذي يوصل بتوسله إلى الله عز وجل الذي هو فوق جميع السعادات الدنيوية والاخروية والشيخ هو الذي بوسيلته تتزكي النفس الامارة التي هي خبيثة بالذات وتطهر وتتخلص من الامارية وتنقلب مطمئنة ويخرج من الكفر الجبلي ويتشرف بالاسلام الحقيقي.

(ع) يطول اذا بينت تفصيل شرحه

(فينبغي) للسالك ان تعتقد سعادته في قبول شيخه وشقاوته في رده نعوذ بالله سبحانه من ذلك وقد جعل رضا الحق سبحانه تحت حجب رضا المرشد وما لم يجعل المريد نفسه فانيا في رضا المرشد لا ينال نصيبا من مرضياته سبحانه وتعالى وآفة المريد في أذية شيخه وكل زلة يمكن تداركها الا زلة أذية المرشد فانه لا يمكن تداركها بشئ من الاشياء وأذية المرشد أصل شقاوة المريد وعرقها عياذا بالله سبحانه من ذلك والخلل الطارئي في المعتقدات الاسلامية والفتور الواقع في إتيان الاحكام الشرعية من نتائج تلك الاذية وثمراتها وما ذا أقول من الأحوال والمواجيد المتعلقة بالباطن فان

__________

(١) رواه مسلم عن الاغر المزني منه عفي عنه علم الظاهر يكون أزيد من أضعاف رعاية آداب استاذ حجامة والحياكة وهذا التفاوت جار أيضا فيما بين أصناف العلوم الظاهرية فان استاذ علم الكلام والفقه أولى واقدم من أستاذ علم النحو والصرف والاستاذ فيهما أولى من استاذ العلوم الفلسفية مع ان الفلسفة ليست بداخلة في العلوم المعتبرة فان اكثر مسائلها لا طائل فيها ولا حاصل واقل مسائلها الذي اخذوها عن الكتب الاسلامية وتصرفوا فيه ليس بخالية عن الجهل المركب فانه لا مجال للعقل في ذلك الموطن فان طور النبوة وراء طور العقل النظري. (ينبغي) أن يعلم أن حقوق الشيخ فوق حقوق جميع ارباب الحقوق بل لا نسبة بين حقوق الشيخ وبين.

(١) رواه اصحاب السنن بالفاظ مختلفة منه عفي عنه.

(١) قال المخرج لم يوجد بهذا اللفظ ولكن اخرج ابن ابي الدنيا والبيهقي من حديث ابن عباس المستغفر من الذنب وهو مصر عليه كالمستهزئي بربه قال العراقي سنده ضعيف قلت هذا اذا كان استغفاره بمجرد اللسان فلا ينافي قوله عليه الصلاة والسلام خياركم المفتتن التواب فان هذا ما كان بالجنان منه عفي عنه.

(١) اخرج أحمد والترمذي عن ابي هريرة مرفوعا بلفظ اتق المحارم تكن اعبد الناس وارض بما قسم الله لك تكن اغني الناس الحديث منه عفي عنه.

(٢) رواه البيهقي عنه منه عفي عنه.



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!