موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

32 - ومنها ** | ** 33 - ومنها ** | ** 34 - ومنها ** | ** 35 - ومنها

 

 


والروح ويحصل هذه المقامات في النفس المطمئنة أيضا بالنسبة إلى اخص الخواص واما القالب فهو خال من هذا المعنى ولا نصيب له منه وان انكسرت سورته وشدته قال شخص للشبلي انت تدعي المحبة وسمانتك هذه تنافي المحبة فقال الشبلي في جوابه

(شعر)

أحب قلبي وما دري بدني ... ولو دري ما أقام في السمن

فاذا ظهر في قالب الكامل ما ينافي تلك المقامات لا يضر ذلك في حصول تلك المقامات بالنسبة إلى باطنه ولا ينافيه وأما غير الكامل فتظهر نقائض تلك المقامات في كليته بحيث اذا كان راغبا بظاهره وباطنه ومنافي التوكل يكون شاملا لصورته وحقيقته ويظهر فيه الجزع قلبا وقالبا وتبدو فيه الكراهة روحا وبدنا وهذه الاشياء هي التي جعلها الحق سبحانه قباب أوليائه وجعل بها اكثر الناس محرومين من كمالاتهم وفي ابقاء هذه الاشياء في الأولياء حكمهة غامضة وهي عدم امتياز الحق عن الباطل الذي هو من لوازم هذه الدار التي هي محل الابتلاء وفي ابقائها فيهم ولو بحسب الصورة ترقيهم فانه لو ارتفعت هذه الاشياء عن الأولياء بالكلية لانسد طريق ترقيهم ولصاروا محبوسين في مقام مخصوص كالملك والسلام على من اتبع الهدى والتزم متابعة المصطفى عليه وعلى آله أتم الصلوات واكمل التسليمات.

٣٢ - (ومنها) الهي ما هذا الذي جعلت أولياءك باطنهم زلال الخضر من ذاق منه قطرة نال الحياة الابدية وظاهرهم سم قاتل من نظر إليه مات بالموت الأبدي وهم الذين باطنهم رحمة وظاهرهم رحمة من اطلع على بواطنهم فهو منهم ومن اقتصر نظره على ظواهرهم فهو من معاربهم وظاهرهم كالشعير وباطنهم كالحنطة بظاهرهم من عوام البشر وبباطنهم من خواص الملك بصورتهم في الارض وبمعناهم في الفلك لا يشقي جليسهم ويسعد انيسهم أولئك حزب الله ألا ان حزب الله هم المفلحون وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وآله وسلّم.

٣٣ - (ومنها) ان الحق سبحانه قد أخفي أولياءه على وجه لا يكون لظاهرهم خير عن كمالاتهم الباطنية فكيف من عداهم وقد حصلت لباطنهم نسبة اللاكيفي واللامثلي وهي أيضا لا كيفية وحيث ان باطنهم من عالم الامر فله أيضا نصيب من اللاكيفي فالظاهر الذي هو كيفي من القدم إلى الرأس كيف يدرك حقيقتها بل يكاد ينكر نفس حصول تلك النسبة من غاية الجهل وعدم المناسبة ويمكن ان يعلم نفس حصول النسبة ولكن لا يدري ان متعلقها من هو بل ربما ينفي متعلقها الحقيقي وكل ذلك لعلو تلك النسبة ودنو الظاهر واما الباطن فهو مغلوب تلك النسبة وخارج عن الشهود والمعرفة فما يدريه انه ماذا حصل فيه وبمن يتعلق حاصله فلا جرم لا يكون سبيل إلى المعرفة سوي العجز عن المعرفة ولهذا قال الصديق الاكبر رضي الله عنه العجز عن درك الادراك ادراك نفس الادراك عبارة عن النسبة الخاصة التي العجز عن ادراكها لازم لان صاحب هذا الادراك مغلوب لا يعلم حاله كما مر.

٣٤ - (ومنها) كان شخص ممن يتلبس بلباس الصوفية مبتلا بالبدعة الاعتقادية وكان لي يردد في حقه فرأيت اتفاقا أن الانبياء عليهم الصلاة والسلام كلهم مجتمعون وكلهم يقولون بلسان واحد في حقه انه ليس منا فخطر في خاطري في تلك الاثناء أن استفسرهم عن حال شخص آخر كان لي تردد فيه أيضا فقالوا في حقه كان منا نعوذ بالله سبحانه من سوء الاعتقاد ومن طعن انبيائه الأمجاد.

٣٥ - (ومنها) قد اظهروا لهذا الفقير أن الفاظ القرب والمعية والاحاطة الالهية الواقعة في القرآن من جملة المتشابهات القرآنية كاليد والوجه وكذلك لفظ الاول والآخر



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!