موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

41 - ومنها ** | ** 42 - ومنها

 

 


لغيره يكون طفيليا وتبعية ومقصورا على الروح والبصيرة.

٤١ - (ومنها) ان التكوين احدي صفات واجب الوجود الحقيقة والاشاعرة يرونها من الصفات الاضافية ويزعمون ان القدرة والارادة كافيتان في الايجاد ولكن الحق انها صفة حقيقية برأسها سوي القدرة والارادة وبيان ذلك ان القدرة هي صحة الفعل والترك والارادة تخصيص أحد هذين الطرفين فتكون رتبة القدرة مقدمة على رتبة الارادة والتكوين الذي نعده من الصفات الحقيقية رتبته بعد رتبة القدرة والارادة وحكمه ايجاد الطرف المخصص بالارادة فالقدرة مصححة للفعل والارادة مخصصة له والتكوين موجده فلا بد ح من التكوين وهو بمثابة الاستطاعة الكائنة مع الفعل التي اثبتها علماء أهل السنة في العباد ولا شك ان هذه الاستطاعة بعد ثبوت القدرة بل بعد تعلق الارادة وتحقق الايجاد مربوط بهذه الاستطاعة بل هي الترك غير متصور هنا وحال صفة التكوين هو هذا يعني الايجاد به بطريق الايجاب وهذا الايجاب لا يضر في تحقق الاختيار في الواجب تعالى فان ثبوته بعد تحقق القدرة التي هي بمعني صحة الفعل والترك وبعد تعلق الارادة بخلاف ما قال به الفلاسفة فانهم زعموا ان الشرطية الأولى يعني ان شاء فعل واجب الصدق وان الشرطية الثانية ممتنع الصدق وينفون الارادة فانه صريح في الايجاب تعالى الله سبحانه عن ذلك علوا كبيرا والايجاب الحاصل بعد تعلق الارادة وتخصيص أحد المقدورين مستلزم للاختيار ومؤكد له ليس بناف له وقد وقع كشف صاحب الفتوحات أيضا موافقا لرأي الفلاسفة حيث يعتقد الشرطية الأولى في القدرة واجبة الصدق والثانية ممتنعة الصدق وهذا قول بالايجاب ويلزم على هذا تعطل ضفة الارادة فان تخصيص أحد المتساويين منتف هنا فان أثبت هذا المعنى في التكوين فله مساغ وهذا الفرق تدقيق قل من سبق ببيانه وعلماء الماتريدية وان أثبتوا هذه الصفة ولكنهم لم يقتفوا أثر حدة النظر هذه وقد جعلهم أتباع السنة السنية ممتازين بهذه المعرفة من بين سائر المتكلمين وهذا الحقير من مقتطفي أزهارهم ثبتنا الله سبحانه على معتقداتهم القة بحرمة سيد المرسلين عليه وعلى آله أتم الصلوات واكمل التسليمات.

٤٢ - (ومنها) أن رؤية المؤمنين الحق عز وجل في الآخرة حق وهذه مسئلة لم يقل يجوازها أحد من فرق الاسلام والفلاسفة غير اهل السنة والجماعة والباعث على انكارهم هو قياس الغائب على الشاهد وهو قياس فاسد فان المرئي اذا كان غير مكيف تكون الرؤية المتعلقة به أيضا غير مكيفة ينبغي الايمان بها وان لا يشتغل بكيفيتها وقد أظهروا هذا السر اليوم لخواص الأولياء وان لم تكن رؤية ولكنها ليست ببعيدة كانك تراه ويراه المؤمنون غدا كلهم بعين رؤسهم ولكنهم لا يدركون شيئا لا تدركه الابصار وإنما يجدون شيئين العلم اليقيني بالذي يرونه والالتذاذ المترتب على الرؤية واغير هذين من لوازم الرؤية كلها مفقودة وهذه المسئلة من أغمض مسائل علم الكلام وطور العقل عاجز في اثباتها وتصويرها وقد أدركها متابعوا الانبياء من العلماء والصوفية بنور الفراسة المقتبس من انوار النبوة وكذلك سائر المسائل الكلامية الذي يعجز العقل في اثباتها ويتحير وجدها العلماء بنور الفراسة فقط والصوفية بنور الفراسة والكشف والشهود والفرق

__________

(١) يعني في حصول هذه الفضيلة فقط لا من جميع الوجوه عفي عنه



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!