موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

43 - ومنها

 

 


بين الكشف والفراسة كثير والمسائل التي قال بها اهل السنة وانكرها المخالفون بالتزام طور العقل كلها من هذا القبيل اعني انهم ادركوها بنور الفراسة والكشف الصحيح فان اوضحوها بالدلائل فمقصودهم منه التصوير والتنبيه لا اثباتها بالنظر والدليل فان نظر العقل عاجز عن اثباتها وتصويرها (والعجب) من العلماء انهم يقيمون انفسهم في هذه المسائل في مقام الاستدلال ويريدون اثباتها بالدلائل ويلزمون المخالفين الحجة وهذا لا يتيسر ولا يتم ويزعم المخالفون من ذلك ان هذه المسائل أيضا مزيفة وغير تامة مثلا أن العلماء اثبتوا الاستطاعة مع الفعل وهذه المسئلة من المسائل الحقة التي صارت معلومة بنور الفراسة والكشف الصحيح ولكن ادلتهم التي اوردوها في اثباتها مزيفة وغير تامة واقوى ادلتهم في ذلك عدم بقاء الاعراض في زمانين للزوم قيام العرض بالعرض وهو محال وحيث اعتقد المخالفون هذا الدليل مزيفا وغير تام تيقنوا ان هذه المسئلة أيضا غير تامة ولم يدروا ان مقتداهم ومستندهم في هذه المسئلة وامثالها هو نور الفراسة المقتبس من انوار النبوة وهذا من تقصيرنا حيث نجعل الحدسي والبديهي نظريا في نظر المخالف ونجتهد في اثباته بالتكلفات غاية ما في الباب ان الحدس والبديهة ليسا بحجة على المخالف ولا ضرر سلنا في ذلك فانه لا يلزمنا شيء سوي الاعلام والتبليغ فمن كان فيه حسن النشأة الاسلامية يقلبها بلا اختيار ومن ليس فيه ذلك لا نريد سوي الانكار وما احسن طريق اصحاب شيخ الاسلام الشيخ ابي منصور الماتريدي حيث انهم يقتصرون على المقاصد ويعرضون عن التدقيقات الفلسفية وإنما نشأ النظر والاستدلال على طريقة الفلسفي بين علماء اهل السنة والجماعة من الشيخ ابي الحسن الاشعري واراد هو ان يتم ويحفظ معتقدات اهل السنة بالاستدلالات الفلسفية وهذا عيب وموجب لجسارة المخالفين على الطعن في اكابر الدين وترك لطريق السلف ثبتنا الله سبحانه على متابعة آراء اهل الحق المقتبسة من انوار النبوة على صاحبها الصلاة والسلام والتحية يقول المعرب عفي عنه لقد صدق الامام قدس سره في قوله سلكوا مسلك الفلسفة في الاستدلال وقد كثر ذلك في القرن الخامس وبعده ونضج ذلك في عصر الطوسي ثم في عصر القاضي عضد والتفتازاني والدواني وعصر محشيه حتى فشى ذلك في سائر الاقطار وتنوسي طريق السلف في أكثر الامصار وقد اعترف التفتازاني بذلك في ديباجة شرحه للعقائد النفسية حيث قال فيها ثم لما نقلت الفلسفة إلى العربية وخاض فيها الاسلاميون حاولوا الرد على الفلاسفة فيما خالفوا فيه الشريعة فخلطوا بالكلام كثيرا من الفلسفة ليحققوا مقاصدها فيتمكنوا من ابطالها وهلم جرا إلى ان ادرجوا فيه معظم الطبيعيات والالهيات وخاضوا في الرياضات حتى كاد لا يتميز عن الفلسفة لو لا اشتماله على السمعيات اه‍كلام التفتازاني قلت لم يحصل هذا الغرض فانه لم ينتقل عن احد اهتداء فلسفي وتركه مذهبه ولكن عم ضرره وانتشر شرره بين المسلمين حيث زعموا ان هذا من ضروريات الدين ومن لم يعرفه لم يعد من المسلمين وتركوا ما هو أهم لهم في أمر الدين من حفظه من تعرضات المخالفين الموجودين بالاشتعال برد الموهومين ولما تنبه على وخامة هذا الامر بعض اذكياء الفضلاء المتأخرين رموهم بالضلالة والزيغ في الدين ولم يتحاشوا عن تكفيرهم واخراجهم من الدين فانا لله وانا اليه راجعون

(شعر)

اذا كنت لا تدري فتلك مصيبة ... وان كنت تدري فالمصيبة

اعظم ومجال الكلام في هذا الباب كثير ولكن خوف الاطناب والاملال يمنعني من ذلك اه‍ما قاله المعرب عفي عنه.

٤٣ - (ومنها) بحكم كريمة واما بنعمة ربك فحدث تظهر هذه النعمة العظمي قد حصل لهذا الفقير



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!