موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

56 - ومنها ** | ** 57 - ومنها

 

 


آمينا (يقول المعرب عفي عنه قد شدد الامام الرباني قدس سره في البدعة تشديدا كثيرا في غير موضع من مكاتيبه ويحق له فلولا هذا لاستغرقت ظلمات البدعة جميع بلاد الهند وما وراء النهر ولا يخالف قوله في ذلك قول العلماء الاسلاف رحمهم الله حيث قسموا البدعة على حسنة وسيئة وأرادوا بالحسنة ما يكون له أصل في الصدر الاول ولو اشارة كبناء المنائر والمدارس والرباطات وتدوين الكتب وترتيب الدلائل ونحو ذلك والسيئة ما ليس له أصل فيه أصلا فالامام قدس سره لا يطلق اسم البدعة على القسم الاول لوجود أصله في الصدر الاول فلا يكون مبتدعا ومحدثا بل يخصه بالقسم الثاني فقط لكونه مبتدعا ومحدثا حقيقة ولقوله صلى الله عليه وسلم وكل بدعة ضلالة فالنزاع بينهما لفظي اعني في اطلاق اسم البدعة على القسم الاول وعدم اطلاقه قال سيدي الشيخ محمد مظهر قدس سره في المقامات السعيدية وكان والدي رضى الله عنه يقول البدعة الحسنة عند الامام الرباني قدس سره داخلة في السنة ولا يطلق عليها اسم البدعة بموجب كل بدعة ضلالة والنزاع لفظي بينه وبين العلماء القائلين بوجود الحسن في البدعة واثبت هذا بابلغ الوجود في رسالة الرابطة اهـ).

وقال في هامشه قوله لفظي اي فكل بدعة لم تخالف السنة وهي البدعة الحسنة عند العلماء داخلة عند الامام الرباني في السنة وإنما كتب ذلك ردا للوهابية القائلين بعدم الحسن في البدعة أصلا متمسكين بقول الامام الرباني قدس سره اه‍قلت وكون هذا النزاع لفظيا إنما هو بينه وبين العلماء المتقدمين واما المتأخرون الذي وسعوا ذيل البدعة الحسنة وادخلوا فيها كثيرا من البدعة السيئة خصوصا في زمنه وفي بلاده قدس سره كما رد عليهم افعالهم المخصوصة اتي ليس لها أصل في الصدر الاول ولم يرد بحسنها نقل من العلماء المتقدمين المتشرعين فالنزاع بينه وبينهم معنوي حقيقي فادر ذلك أيضا وقد وقع في كثير من مكاتيبه منعه عن قراءة المولد بعلة البدعة ولكن هذا المنع من وصف قراءة المولد لا من أصلها كما فصل ذلك في المكتوب الثاني والسبعين من الجلد الثالث فاعرف ذلك أيضا وإنما اطنبنا في ذلك لئلا يغتر بظاهر كلامه الجاهلون اه‍كلام المعرب.

٥٦ - (ومنها) اظهروا لهذا الدرويش ذات يوم أحوال الجن فرأيت أن الجن يطوفون في الازقة مثل بنى آدم ومع كل جني ملك موكل والجني لا يقدر رفع رأسه والنظر إلى يمينه ويساره من خوف ذلك الملك الموكل بحيث صاروا كالمحبوسين والمقيدين وليس فيهم مجال المخالفة أصلا الا ان يشاء ربي شيئا وظهر في ذلك الوقت كأن في يد الموكل مطرقة من حديد اذا احس قليلا من مخالفة الجني يكفي أمره بضربة واحدة منه

(شعر)

ان الذي خلق السماء والثري ... ابدي قويا فوق كل الاقويا.

٥٧ - (ومنها) ان الولي كلما يجده من الكمال وكلما يصل اليه من الدرجات إنما هو بطفيل متابعة نبيه فلو لا متابعة نبي لما يحصل نفس الايمان فكيف يفتح الطريق إلى الدرجات العلى فلو حصل لولي فضل من الفضائل الجزئية او درجة من الدرجات العليا مما ليس بحاصل لنبي فرضا يكون للنبي أيضا نصيب كامل من ذلك الفضل ومن تلك الدرجة فان حصول ذلك الكمال للولي إنما هو بواسطة متابعته للنبي ونتيجة من نتائج اتباع سننه فلا جرم يكون للنبي حظ وافر ونصيب تام من ذلك الكمال قال عليه الصلاة والسلام من سن سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها ولكن الولي سابق في حصول هذا الكمال ومقدم في الوصول إلى تلك الدرجة وقد جوزوا مثل هذا القسم من الفضل على النبي لانه فضل جزئي لا يعارض الفضل الكلي الذي في النبي وما قال



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!