موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(34) المكتوب الرابع والثلاثون أرسل إلى الحاج محمد اللاهوري أيضا في بيان الجواهر الخمسة الأمرية بطريق البسط والتفصيل مهما أمكن

 

 


الخواجه بهاء الدّين النّقشبند قدّس سرّه " رأيت في سوق منى تاجرا اتّجر بمقدار خمسين ألف دينار تقريبا ولم يغفل قلبه عن الحقّ سبحانه لحظة».

(٣٤) المكتوب الرّابع والثّلاثون أرسل إلى الحاجّ محمّد اللّاهوريّ أيضا في بيان الجواهر الخمسة الأمريّة بطريق البسط والتّفصيل مهما أمكن

اعلم: أنّ نقد سعادة الدّارين مربوط باتّباع سيّد الكونين عليه وعلى آله من الصّلوات أفضلها ومن التّسليمات أكملها. ولمّا لم تكن عين بصيرة الفلسفيّ مكحّلة بكحل متابعة صاحب الشّريعة عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام والتّحيّة صارت في عماية عن حقيقة عالم الأمر، فضلا عن أن يكون له شعور عن مرتبة الوجوب تعالى وتقدّس ونظره القاصر مقصور على عالم الخلق وليس بتامّ فيه أيضا. وما أثبتوه من الجواهر الخمسة كلّها في عالم الخلق. ومن جهالتهم عدّوا العقل والنّفس من المجرّدات فإنّ النّفس النّاطقة هي النّفس الأمّارة المحتاجة إلى التّزكية وهمّتها بالذّات في السّفالة والدّناءة، فما المناسبة بينها وبين عالم الأمر، وأيّ نسبة له بالتّجرّد، والعقل لا يدرك من المعقولات إلّا الأمور الّتي لها مناسبة بالمحسوسات بل لا يدرك إلّا ما له حكم المحسوسات وأمّا الأمور الّتي لا مناسبة لها بالمحسوسات وليس لها شبه ومثال في المشاهدات، فلا سبيل لإدراك العقل إليها ولا يفتح بمفتاح العقل مغلقاتها. ولهذا كان نظره قاصرا في أحكام اللّاكيفيّ وضالّا محضا عن الطّريق في إدراك الغيب وذلك علامة كونه من عالم الخلق. وميل عالم الأمر إلى اللّاكيفيّ وتوجّهه إلى ما تنزّه عن الكيفيّة وابتداء عالم الأمر من مرتبة القلب وفوق القلب الرّوح وفوق الرّوح السّرّ وفوق السّرّ الخفيّ وفوق الخفيّ الأخفى.

فإن قيل: لهذه الخمسة الأمريّة جواهر خمسة فله وجه. ومن قصور نظرهم التقطوا عدّة من قطعات الخذف وظنّوها جواهر. وإدراك هذه الجواهر الخمسة الأمريّة والاطّلاع على حقائقها إنّما هو نصيب كمّل تابعي النّبيّ صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم ولمّا كان ما في العالم الصّغير الّذي هو الإنسان أنموذجا ممّا في العالم الكبير، كان أصول هذه الجواهر الخمسة أيضا في العالم الكبير، فالعرش المجيد مبدأ هذه الجواهر في العالم الكبير كالقلب في العالم الصّغير، وبهذه المناسبة يقال للقلب عرش الله تعالى أيضا. والمراتب الباقية من جواهر العالم الكبير الخمسة فوق العرش، والعرش برزخ بين عالم الخلق وعالم الأمر في العالم الكبير بمثابة قلب الإنسان حيث انّه برزخ بين عالم الخلق وعالم الأمر في العالم الصّغير.

والقلب والعرش وإن كانا ظاهرين في عالم الخلق لكنّهما من عالم الأمر ولهما نصيب من اللّاكيفيّ واللّاكمّيّ. والإطّلاع على حقيقة هذه الجواهر الخمسة مسلّم لكمّل أفراد أولياء الله الّذين أتمّوا مراتب السّلوك بالتّفصيل وبلغوا نهاية النّهايات. شعر:



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!