موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(64) المكتوب الرابع والستون إلى السيد النقيب الشيخ فريد في بيان اللذة والألم الجسمانيين والروحانيين والتحريض على تحمل المصائب والآلام الجسمانية وما يناسب ذلك

 

 


وأحكامهم الإجتهاديّة أيضا مؤيّدة بالوحي فإن وقعت منهم زلّة فرضا تداركها الله سبحانه في الحال بالوحي القاطع. ورؤساء المنكرين الّذين يدّعون الألوهيّة كلّ ما يقولون يقولونه من قبل أنفسهم ويحسبونه صوابا بواسطة زعم الألوهيّة، فينبغي الإنصاف لو أنّ شخصا زعم نفسه من كمال قلّة العقل إلها مستحقّا للعبادة وبهذا الزّعم الفاسد يرتكب أفعالا قبيحة، أيّ اعتبار يكون في كلامه وما الباعث والمدار على اتّباعه (ع) وكلّ إناء بالّذي فيه ينضح * وإيراد أمثال هذه الكلمات إنّما هو لزيادة الإيضاح، وإلّا فالحقّ ممتاز عن الباطل والنّور مباين ومغاير للظّلمة جاءَ الْحَقُّ وزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقًا (١) اللهمّ ثبّتنا على متابعة هؤلاء الأكابر عليهم الصّلاة والسّلام أوّلا وآخرا.

وبقيّة المقصود أنّ جنابكم أعلم بالسّيّد ميان پير كمال فما الحاجة إلى الكتابة في هذا الباب ولكن نكتب هذا القدر أنّ الفقير محظوظ بمودّته من مدّة أزمان وفيه اشتياق تقبيل العتبة العليّة من مدّة مديدة ولكن الآن طرأ عليه الضّعف بحسب الأبدان حتّى صار صاحب فراش منذ أزمان، وبعد القيام يتوجّه نحو ذلك الجانب العالي راجيا العناية من حضرتكم محطّ الآمال والأمانيّ.

(٦٤) المكتوب الرّابع والسّتّون إلى السّيّد النّقيب الشّيخ فريد في بيان اللّذّة والألم الجسمانيّين والرّوحانيّين والتّحريض على تحمّل المصائب والآلام الجسمانيّة وما يناسب ذلك

سلّمكم الله سبحانه وعافاكم في الدّارين بحرمة سيّد الثّقلين عليه وعلى آله الصّلوات والتّسليمات واعلم: أنّ لذّة الدّنيا وألمها على قسمين: جسمانيّ وروحانيّ، وكّل شيء فيه لذّة للجسم فيه ألم للرّوح وكلّ شيء فيه ألم للجسم فيه التذاذ للرّوح، فالرّوح والجسم ضدّان، وفي هذه النّشأة الّتي تنزّلت الرّوح فيها إلى مقام الجسم وتعلّقت به اكتسبت حكم الجسم فصارت تتلذّذ بتلذّذه وتتألّم بتألّمه، وهذا هو مرتبة العوامّ كالأنعام وقوله تعالى ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ (٢) صادق في شأنهم فآها ألف آه لو لم تتخلّص الرّوح من هذا التّعلّق ولم ترجع إلى وطنها الأصليّ، (شعر):

ومرتبة الإنسان في آخر الورى ... لذلك من عزّ الحضور تأخّرا

فلو لم يعد من بعده واغترابه ... فلا شيء محروم كأنس من الورى

__________

(١) الآية: ٨١ من سورة الإسراء.

(٢) الآية: ٥ من سورة التين.



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!