موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المشهد الثالث: مشهد نور الستور بطلوع نجم التأييد [الشرح]

 

 


بسم الله الرحمن الرحيم

أشهدني الحق بمشهد نور الستور وطلوع نجم التأييد .وقال لي : أتعرف بكم حجبتك ؟قلت : لا .قال : بسبعين ستار . فإن رفعتها لم ترني ، وإن لم ترفعها لم ترني .ثم قال لي : إن رفعتها رأيتني ، وإن لم ترفعها رأيتني .ثم قال لي : إياك والاحتراق .ثم قال لي : أنت بصري ، فكن في أمان : أنت وجهي ، فاستترْ .ثم قال لي : ارفع الستور كلها عني ، واكشفني ، فقد أبحت لك ذلك ، واجعلني في خزائن الغيوب حتى لا ترى غيري ، وادعُ الناس إلى رؤيتي ، وستجد خلف كل ستار ما وجد الحبيب .فتأمّل واقرأ : { سُبْحَانَ } فإذا وصلت { السَّمِيعُ البَصِيرُ } فافهم مرادي ، وأخبر العباد بما رأيتَه ، تُشوِّقهم إلي وتًرغّبهم في وتكون رحمةً لهم .ثم قال لي : ارفع الستور واحداً فواحداً .فرفعت الأول : فرأيت العدم .ثم الثاني : فرأيت الوجود .ثم الثالث : فرأيت الموجود .ثم الرابع : فرأيت العهود .ثم الخامس : فرأيت الجوع .ثم السادس : فرأيت البحور .ثم السابع : فرأيت الظلمات .ثم الثامن : فرأيت الخضوع .ثم التاسع : فرأيت التعليم .ثم العاشر : فرأيت الاشتقاق .ثم الحادي عشر : فرأيت الإباحة .ثم الثاني عشر : فرأيت المنع .ثم الثالث عشر : فرأيت التعدي .ثم الرابع عشر : فرأيت الغضب .ثم الخامس عشر : فرأيت السحر .ثم السادس عشر : فرأيت الحروف .ثم السابع عشرة : فرأيت التولد .ثم الثامن عشرة : فرأيت الموت الجزئي .ثم التاسع عشر : فرأيت الموت الكلي .ثم العشرين : فرأيت التوجيه .ثم الحادي والعشرين : فرأيت التبليغ .ثم الثاني والعشرين : فرأيت الاعتصام .ثم الثالث والعشرين : فرأيت القدمين .ثم الرابع والعشرين : فرأيت الاختصاص العام .ثم الخامس والعشرين : فرأيت التنزيل .ثم السادس والعشرين : فرأيت الشق .ثم السابع والعشرين : فرأيت التطهير .ثم الثامن والعشرين : فرأيت التلفيق .ثم التاسع والعشرين : فرأيت التحريم .ثم رفعت الثلاثين : فرأيت التقديس .ثم الحادي والثلاثين : فرأيت الشفع .ثم الثاني والثلاثين : فرأيت الامتطاء .ثم الثالث والثلاثين : فرأيت السلوك .ثم الرابع والثلاثين : فرأيت اللِّين .ثم الخامس والثلاثين : فرأيت القرع .ثم السادس والثلاثين : فرأيت الامتزاج .ثم السابع والثلاثين : فرأيت الأرواح .ثم الثامن والثلاثين : فرأيت الجمال .ثم التاسع والثلاثين : فرأيت العُلا .ثم الأربعين : فرأيت السيادة .ثم الحادي والأربعين : فرأيت المناجاة .ثم الثاني والأربعين : فرأيت التحليل .ثم الثالث والأربعين : فرأيت الانتهاء .ثم الرابع والأربعين : فرأيت التَّرك .ثم الخامس والأربعين : فرأيت المحبة .ثم السادس والأربعين : فرأيت رفع الوسائط .ثم السابع والأربعين : فرأيت رفع السرّ .ثم الثامن والأربعين : فرأيت الصدور .ثم التاسع والأربعين : فرأيت الصديقية .ثم رفعت الخمسين : فرأيت القهر .ثم الحادي والخمسين : فرأيت الحياة .ثم الثاني والخمسين : فرأيت الشهامة .ثم الثالث والخمسين : فرأيت الانصرام .ثم الرابع والخمسين : فرأيت الميراث .ثم الخامس والخمسين : فرأيت الاصطلام .ثم السادس والخمسين : فرأيت الفناء .ثم السابع والخمسين : فرأيت البقاء .ثم الثامن والخمسين : فرأيت الغيرة .ثم التاسع والخمسين : فرأيت الهمّة .ثم رفعت الستين : فرأيت الكشف .ثم الحادي والستين : فرأيت المشاهدة .ثم الثاني والستين : فرأيت الجلال .ثم الثالث والستين : فرأيت الجمال .ثم الرابع والستين : فرأيت ذهاب العين .ثم الخامس والستين : فرأيت ما لا يُدرَك .ثم السادس والستين : فرأيت ما لا يُسمَع .ثم السابع والستين : فرأيت ما لا يُفهَم .ثم الثامن والستين : فرأيت ما لا يُقال .ثم التاسع والستين : فرأيت الإشارة .ثم رفعت السبعين : فرأيت الكُل .ثم يتبعه التفصيل .قال العبد : فلمّا انتهيت ، قال لي : ما رأيت ؟قلتُ : عظيماً .قال : ما أخفيته عنك أعظم .ثم قال لي : وعِزّتي ما أخفيت عنك شيئاًً ، وما أظهرت لك شيئاًً .ثم قال لي : اخرق الستور ورائي ، فرأيت العرش .فقال لي : احمله . فحملته .فقال لي : ألقه في البحر ، فألقيته . فغاب العرش . ثم رمى به البحر .فقال لي : استخرج من البحر حجر المثل . فأخرجته .فقال لي : ارفع الميزان . فرفعته .فقال لي : ضع العرش وما حواه في كفّة ، وضع حجر المثل في كفة أخرى . فرجح الحجر .فقال لي : لو وضعت في العرش ألف ألف إلى منتهى الوقف لرجحه ذلك الحجر .فقلت له : ما اسم هذا الحجر ؟فقال : ارفع رأسك ، وانظر في كل شيء ، تجده مرقوماً . فرفعت رأسي ، فوجدته في كل شيء . ثم حجبني بخمسين حجاب ، وكشف عن وجهي أربعمائة حجاب ، ما شعرت بها أنها على وجهي من دقتها .ثم قال لي : أضف ما رأيت في كل شيء إلى الحجب ، فما اجتمع فهو اسم ذلك الحجر . ثم قال لي : كل ذلك مكتوب أزلا . هذا كل شيءٍ بين يديك فاقرأ : بسم الله الرحمن الرحيم . من الوجود الأول إلى الوجود الثاني .أما بعد فالعدم سبقك ، وكنت موجودا ، ثم عاهدتك في حضرة الوحدانية بالإقرار : { إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا } فشهدت لي بذلك ، ثم رددتك ، ثم أخرجتك ، ثم رميتك في البحر ، ثم ألقيت أجزائك في الظلمات ، ثم بعثتك إليهم ، فأقروا لك بالطاعة وخضعوا ، ثم آنستك بجزئك في حضرتك ، مباحة لك ، ثم حرّمت عليك حضرتي ، فأذنت لك في الدخول فيها ، فغضبت عليك فسجنتك ، وأنت مرحوم . ثم شكلت لك الحروف ، فحفظتها ، ثم أعطيتك القلم فاستويت على عرشك ، وكتبت في اللوح المحفوظ ما أردته منك ، ثم أحييت بعضك ، ثم أكملتك بالحياة ، ثم أخرجت منك أجزاء فرقتهم في زوايا السجن بأصناف اللغات ، وأيدتهم بالعصمة ، وأقعدتهم على الكراسي ، ثم خصصت واحدا منهم فخصصتك بسببه ، فأيدته بالكلمات ، ثم طهرته من الأدناس ، وحرمت عليه الأكوان ، وقدست محله ، وشفعته في ذلك ، ثم غمسته في البحر فركب على دابة من دوابه ، ثم سرى في الآن ، فأنزلته على 'قبة أرين' فأعطيته الحياة الكلية ، وعصمته من جزئه ، وخاطبته من وسطه بقوله : عند ترك التناهي أحبك ، وعند إزالة الأرواح أسرك . فاصدر ، واصدع قلب الصدق واقهره . وخذ سرّ الحياة ، واجعله فيمن تريده . وجرّد سيف الانتقام ، وأعلِ به منارك ، واقطع من عاداك . ثم ائتِ إليَّ ، واترك ولدك ، فإنه يقوم مقامك .وقل له : يصطلم في الفناء ببقائي ، ولا يغار على كشفه ، ويشاهدني في الصفات ، ولا يشاهدني في الذوات . فإن عاينني ذهب منها ، وإن سمع ، وإن فهم ، أو علم ، أو أشار ، أو نقل ، أو فصل ، أو جمع لم يدركني . وفي الشعور تلوح لأهل النظر الأمور .



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!