موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

أنا أبو الطاهر السلفي، عن الطبري، عن عبد الغافر الفارسي، عن الجلودي، عن إبراهيم عم مسلم، عن زهير بن حرب، نا يعقوب بن إبراهيم، عن أبي، عن ابن شهاب، عن عطاء بن بزيد الليثي، عن أبي هريرة قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم في حديث فراغ الله من القضاء بين العباد يوم القيامة، فقال عليه السلام:

[ ويبقي رجل مقبل بوجهه على النار وهو آخر أهل الجنّة دخولا الجنّة،

فيقول: أي ربّ اصرف وجهي عن النار، فإنه قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها.

فيدعو الله ما شاء الله أن يدعوه،

ثم يقول الله تبارك وتعالى: هل عسيت إن فعلتُ ذلك بك أن تسأل غيره،

فيقول: لا أسألك غيره، ويعطي ربّه من عهود ومواثيق ما شاء الله؛ فيصرف الله وجهه عن النار.

فإذا أقبل على الجنّة ورآها سكت ما شاء الله أن يسكت ثم يقول: أي ربّ قدمني إلى باب الجنّة.

فيقول الله له: أليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك لا تسألني غير الذي أعطيتك، ويلك يا ابن آدم ما أغدرك.

فيقول: أي ربّ، فيدعو الله عزّ وجلّ حتى يقول له: فهل عسيت إن أعطيتك ذلك أن تسأل غيره.

فيقول: لا وعزتك، فيعطي ربّه ما شاء الله من عهود ومواثيق، فيقدمه إلى باب الجنّة.

فإذا قام على باب الجنّة انفهقت له الجنّة؛ فرأى ما فيها من الخير والسرور،

فيسكت ما شاء الله أن يسكت، ثم يقول: أي ربّ أدخلني الجنّة.

فيقول الله تبارك وتعالى له: أليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك أن لا تسأل غير ما أعطيت، ويلك يا ابن آدم ما أغدرك.

فيقول أي ربّ ل أكون أشقى خلقك، ...

فلا يزال يدعو الله حتى يضحك الله تبارك وتعالى منه،

فإذا ضحك الله منه قال: ادخل الجنّة.

فإذا دخلها قال الله تعالى له: تمنَّه،

فيسأل ربه ويتمنّى، حتى إنّ الله ليذكّره من كذا وكذا،

حتى إذا انقطعت به الأماني؛ قال الله عزّ وجلّ: ذلك لك، ومثله معه[ .