موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

أنا أحمد بن محمد، عن أبي الفتح بن محمد المقري، عن إسماعيل بن ينال، عن أبي العباس محمد بن أحمد، عن أبي عيسي الترمذي، عن محمد بن بشار، عن صفوان بن عيسي، عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:

[ لما خلق الله آدم، ونفخ فيه الروح، عطس؛ فقال: الحمد لله. فحمد الله بإذنه.

فقال له ربه: يرحمك الله يا آدم، اذهب إلى أولئك الملائكة، إلى ملإ منهم جلوس،

فقال: السلام عليكم.

قالوا: وعليك السلام ورحمة الله،

ثم رجع إلى ربه، فقال (له الله عزّ وجلّ): إن هذه تحيتك وتحية بنيك بينهم.

فقال الله له، ويداه مقبوضتان: اختر أيُّهما شئت،

قال: اخترت يمين ربي، وكلتا يدي ربي يمين مباركة.

ثم بسطها؛ فإذا فيه آدم وذريته.

فقال: أي ربّ م هؤلاء؟

فقال (الله عزّ وجلّ): هؤلاء ذريتك.

فإذا كل إنسان مكتوب عمره بين عينيه،

فإذا فيهم رجل أضوؤهم، أو: من أضوئهم.

قال (آدم): يا ربّ من هذا؟

قال: هذا ابنك داود، وقد كتبت له عمر أربعين سنة.

قال: يا ربّ زده في عمره.

قال: ذلك الذي كتبت له.

قال: أي رب، فإني قد جعلت له من عمري ستين سنة.

قال: أنت وذاك.

قال (الرواي): ثم أُسكن (آدم) الجنّة ما شاء الله، ثم أُهبط منها.

فكان آدم يعدُّ لنفسه.

فأتاه ملك الموت فقال له آدم: قد عجلت؛ قد كُتب لي ألف سنة.

قال (ملك الموت): بلى ولكنك جعلت لابنك داود ستين سنة.

فجحد (آدم) فجحدت ذريته.

قال (الراوي): فمن يومئذ أمر بالكتب والشهود [ .

هذا حديث حسن غريب.