موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


111. - التجلّى

مرادفات: الفيض - الظهور - التنزل - الفتح.

في اللغة:

“ الجيم واللام والحرف المعتل أصل واحد، وقياس مطرّد، وهو انكشاف الشيء وبروزه. .. ويقال تجلى الشيء، إذا انكشف. .. ويقولون: هو ابن جلا، إذا كان لا يخفى امره لشهرته. .. “ ( معجم مقاييس اللغة. مادة “ جلو “ ).

في القرآن:

- وردت صيغة “ تجلي “ في القرآن بالمعنى اللغوي السابق.

قال تعالى: “ وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى، وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى “[ 92 / 2 ].

- اما تجلي الحق، فلم يرد في القرآن نصّ يثبته للخلق. بل حين طلب موسى عليه السلام من ربه ان يراه احاله على الجبل، والأشد من ذلك، ان الحق تجلى للجبل وليس لموسى 1.

اذن، لم يرد نص قرآني واضح بتجلي الحق للبشر، فالتجلي الإلهي للبشر كالخطاب الإلهي لا يكون الا في حجاب الصور الكونية.

قال تعالى: ” فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّ وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً “( 7 / 134 ).

عند الشيخ ابن العربي 2:

يتسرب لفظ “ التجلي “ إلى كل البنيان الفكري لشيخنا الأكبر، ويتداخل مع نظرياته كافة، بل هو العماد الذي يبني عليه فلسفته في وحدة الوجود: إذ بالتجلي يفسر: الخلق 3 - وكيفية صدور الكثرة عن الوحدة 4 دون ان تتكثر الوحدة الوجودية - والمعرفة العلمية الصوفية. ..

وسنفرّع “ التجلي “ شقين. نسميهما أسوة بالجامي: التجلي الوجودي 5 - والتجلي الشهودي 6 أو بالعلمي العرفاني.

التجلي الوجودي 7:

ان العالم باسره هو صور التجلي الإلهي من حيث الاسم الظاهر. ان الحق يتجلى في الأشياء 8 اي يظهر فيها فيمنحها بهذا التجلي: الوجود 9 - وهذا التجلي: دائم مع الأنفاس في العالم 10، واحد يتكثر في مظاهره 11 لاختلاف استعداد المتجلي فيه.

يقول الشيخ ابن العربي:

“. .. وتجلى الحق لكل من تجلى له من اي عالم كان من عالم الغيب أو الشهادة، انما هو من الاسم الظاهر 12، واما الاسم الباطن فمن حقيقة هذه النسبة انه لا يقع فيها تجل ابدا 13 لا في الدنيا ولا في الآخرة “ ( ف 1 / 166 ).

“ وان العالم ليس الا تجليه [ تجلي الحق ] في صور أعيانهم الثابتة التي يستحيل وجودها بدونه 14، وانه [ الحق ] يتنوع ويتصور بحسب حقائق هذه الأعيان وأحوالها. .. “ ( فصوص 1 / 81 ).

“ والتجلي الإلهي يكسب الممكنات الوجود 15. .. “ ( ف 3 / 80 ).

“. .. فله تعالى التجلي الدائم العام في العالم على الدوام 16 وتختلف مراتب العالم فيه لاختلاف مراتب العالم في نفسها، فهو يتجلى بحسب استعدادهم “ ( ف 2 / 556 ).

“ فالشيء الواحد يتنوع في عيون الناظرين: هكذا هو التجلي الإلهي “ ( فصوص 1 / 170 ).

“ والمؤثر واحد والتأثير مختلف بحسب القوابل كما ترى النفخة الواحدة: تطفيء السراج وتشعل الحشيش الذي فيه النار. .. “ ( بلغة الغواص. ورقة 35 ).

التجلي الشهودي: أو العلمي العرفاني.

ان التجلي هنا يتصل بطبيعة المعرفة من حيث إنه نوع من أنواع الكشف يفني المتجلي له ويورثه علما، بل لا يصح العلم باللّه عند الشيخ ابن العربي الا عن طريقه - وهو واحد يتنوع باستعداد المحل.

يقول الشيخ ابن العربي:

“( 1 ) فلم يبق العلم الكامل الا في التجلي الإلهي وما يكشف الحق عن أعين البصائر والابصار من الأغطية فتدرك الأمور قديمها وحديثها، على ما هي عليه في حقائقها وأعيانها “ ( فصوص 1 / 133 ).

“ اعلم أن من الكشف ما هو عقلي. .. ومنه ما هو رباني وذلك بطريق التجلي، وهذا النوع يتعدد بتعدد الحضرات الاسمائية. فان للحق تجليات من كل حضرة من الحضرات الاسمائية، وأعلاها وهو التجلي الإلهي الجمعي الاحدي يعطي المكاشفات الكلية وفوقها التجلي الذاتي 17. .. “ ( انشاء الدوائر ص 35 ).

“ التجلي. .. ما ينكشف للقلوب من أنوار الغيوب. .. “ ( ف 2 / 132 ).

“ ( 2 ) ان علومنا غير مقتنصة من الالفاظ. .. بل علومنا عن تجليات على القلب عند غلبة سلطان الوجد وحالة الفناء 18 بالوجود فتقوم المعاني مثلا وغير مثل ،

على حسب الحضرة التي يقع التنزل فيها. .. “

( كتاب المسائل. ط. حيدرآباد. ص ص 6 - 7 ).

“ التجلي 19. .. إذا أبقاك لا يعول عليه “ ( رسالة لا يعول عليه. ص 18 ).

“( 3 )والتجلي 20 لا يكون الا بما أنت عليه من الاستعداد الذي به يقع الادراك الذوقي. .. انك ما أدركت الا بحسب استعدادك. .. “ ( فصوص 1 / 134 ).

..........................................................................................

( 1 ) انظر شرح القشيري لهذا الموقف، فقد أفاض في اظهار الجانب الصوفي لطلب موسى رؤية الحق: لطائف الإشارات. ج 2 ص ص 259 - 261. ( وهي شرح الآية التي سترد 7 / 143 ).

( 2 ) كما يراجع في هذا المعجم المواد التالية: التجلي في الشيء - التجلي العام في الكثرة - التجلي العام للكثرة - التجلي الذاتي.

( 3 ) لكي يتحامى الشيخ ابن العربي الاثنينية التي تستشف من فعل الخلق بما يتضمنه من فاعل ومفعول ( خالق - مخلوق ) عمد إلى “ التجلي “ ففسر الخلق وحافظ على الوحدة الوجودية: فما ثمة الا حقيقة واحدة تتجلى اي تظهر، وما العالم ال مراتب تجلياتها أو مراتب ظهورها. انظر “ خلق “ “ فيض أقدس “ “ فيض مقدس “.

( 4 ) انظر “ وحدة “

( 5 ) ان الجيلي احتفظ بلفظ التجلي في المجال العلمي العرفاني، اما على الصعيد الوجودي فقد استبدل به كلمة “ التنزل “ وفسر على أساسه “ الخلق “ بالخطوات نفسها والترتيب الذي نجده عند الشيخ الأكبر. ( انظر الكتاب التذكاري. ص ص 28 - 31 ).

- راجع “ تجلي في الشيء “.

( 6 ) انظر شرح الفصوص للجامي. ج 2 ص 172.

( 7 ) ان التجلي الوجودي - تعين - فيض انظر “ فيض “.

( 8 ) يقول الشيخ ابن العربي:

“. . .” لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ “[ 42 / 11 ] فنفى عنه المماثلة في قبوله التجلي في الصور كلها التي لا نهاية لها لنفسه، فان كل من سواه تعالى ممن له التجلي في الصور [ كالأرواح والمتروحنين من الاناسي ] لا يتجلى في شيء منها لنفسه، وانما يتجلى فيها بمشيئة خالقه وتكوينه. .. “ ( ف 4 / 19 ).

( 9 ) ان خروج الحق من البطون إلى الظهور لا يتم دفعة واحدة بل نرى الشيخ ابن العربي يفصل مراحله ويقسمه إلى: فيض أقدس وفيض مقدس.

انظر: “ فيض أقدس “ “ فيض مقدس “.

( 10 ) ان التجلي دائم مع الأنفاس: فالحق لم يزل ابدا متجليا في صور العالم، والعالم لم يزل فانيا في ذاته ثابتا في عدمه ( انظر عين ثابتة ) فالحق يتجلى مع الأنفاس، اي انه دوما في خلق جديد ( انظر خلق جديد ).

( 11 ) درج الشيخ ابن العربي في ايضاحه لتكثر وحدة التجلي في المظاهر على ايراد الصورة التمثيلية التالية بهدف تشبيهي: النور واحد إذا انعكس على زجاج مختلف الألوان يتكثر ويتعدد ( نور احمر نور اصفر. .. ) فالنور الواحد هو تشبيه للتجلي الواحد، اما تعدد ألوان الزجاج فهو إشارة إلى تعدد استعدادات المظاهر ( المظاهر - المجالي. انظر “ مجلى “ ).

( 12 ) ان الخلق عند الشيخ ابن العربي ليس ايجادا من عدم مطلق بل هو في الواقع ظهور، ظهور للغيب أو للباطن. فالتجلي ظهور وبالتالي يكون من الاسم الظاهر. انظر “ ظاهر “.

( 13 ) ان للاسم الباطن حركة طبيعية تناقض حركة الاسم الظاهر. فكم يتوق الظاهر إلى الظهور نجد الباطن متوجها إلى الغيب، ولذلك لا يكون فيه تجل ابدا.

( 14 ) راجع “ فيض أقدس “ و “ فيض مقدس “ ،

( 15 ) التجلي الإلهي الذي يكسب الممكنات الوجود هو الفيض المقدس. ونستطيع ان نشبّه هذا التجلي الذي يخرج الممكنات من “ الغيب “ إلى “ الشهادة “ بالصورة التالية:

غرفة مظلمة تحتوي على مجموعة من الأشياء، ولكن الظلام لا يسمح بتمييز شيء من آخر ففي الظلام تتحد كل الأشياء. ولكن إذا أنرنا الغرفة توجد هذه الأشياء باشكالها وذاتيتها فالنور اظهر الأشياء. وهكذا التجلي فهو النور الذي اظهر “ محتويات “ الغيب فأوجدها.

( 16 ) هذا التجلي الدائم هو: الخلق الجديد. انظر. “ خلق جديد “، كم يقول الشيخ ابن العربي: “ إذا تجلى اللّه لشيء خشع له. فشأن اللّه: التجلي. وشأن الموجودات: التغير. .. “ ( رسالة القواعد الكلية. ورقة 15 ب ).

( 17 ) انظر “ تجلي ذاتي “.

( 18 ) ان التجلي العلمي يفني المتجلى له. بخلاف التجلي الوجودي الذي يبقى.

( 19 ) ترد لفظة “ تجلى “ عند الشيخ ابن العربي دون تحديد لانتمائه إلى الوجود أو العرفان، ولمعرفة ذلك يدقق في صفاته وآثاره من النص. فهنا مثل التجلي يفنى لأنه إذا أبقى لا يعول عليه. اذن هو: تجلي عرفاني.

( 20 ) للاستزادة من موقف الشيخ ابن العربي من “ التجلي “، انظر:

- الفتوحات ج 2 ص 71، 305، 307، 606 ،

- الفتوحات ج 3 ص 107، 201، 311، 315، 321 ( الجلي )، 409، 524 ،

- الفتوحات ج 4 ص 2، 43، 192، 280، 357 ،

- شق الجيوب. ورقة 60 ،

- تاج الرسائل. ورقة 32 ،

- ترجمان الأشواق. ص 54. هامش 1 ( “ تجلي الهوية “ ).

- الارشاد. ورقة 148 ،

- مواقع النجوم ص ص 158 - 160 ( أنواع التجليات: صمداني، نوري، ضيائي ).

- رسالة لا يعول عليه، ص 13.

- عقلة المستوفز. ص 52.

- فصوص الحكم. المقدمة. ص 23 - 36، ج 2 ص 21، 23، 88، 146، 147، 162، ( التجلي والفيض الافلاطوني ) 192، 246، 291، 337 ،

كما يراجع بخصوص “ تجلي “:

من الناحية الصوفية:

- لطائف الاعلام من 44 ب - 48. حيث يورد صاحبه اقسام التجليات: التجلي الأول - التجلي الثاني - التجلي الذاتي - التجلي الاحدي الجمعي - تجلي الغيب الأول - تجلي الغيب الثاني - تجلي الهوية - تجلي الشهادة - التجلي المعطي للاستعداد - التجلي الساري - التجلي المفاض - التجلي الصفاتي - التجليات التجردية. ..

- الترمذي. كتاب الرياضة وأدب النفس. ص 71 ،

-Limag inationcreatriceهنري كوربان. ص ص 81 - 103 ،

- عفيفيThe mysticalص ص 35 - 40 ،

- كتاب شفاء السائل. ص 93 ،

- الرسالة القشيرية ص ص، 39 - 40 ( الستر والتجلي ) ،

من الناحية الشرعية والكلامية:

انظر تعليق المستشرق لاووست في كتاب الشرح والإبانة. ( ابن بطة. الترجمة الفرنسية ).

ص 89. تعليق 2، 3.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!