موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


194. - ختم الولاية العامّة

المترادفات: ختم الولاية الكبرى 1 - ختم الولاية على الاطلاق 2 - الختم العام 3.

يقسم الشيخ ابن العربي الولاية شقين:

الولاية العامة وهي التي تشمل ولاية الرسل والأنبياء 4، والولاية الخاصة وهي ولاية الأولياء.

وقد جعل لكل ولاية ختما، هو شخص معين 5 واحد 6، حاز جميع صفات “ الختم “ من حيث إنه الحدّ والنهاية 7 لكل افراد النوع الذي يختمه، ومن حيث إنه المشكاة التي يستمد منها كل ولي علمه الباطن 8.

ونلخص موقف الشيخ ابن العربي من الختمين: فنقول:

 - ختم الولاية العامة:

ختم الولاية العامة هو رسول رفعه اللّه اليه ينزل في آخر الزمان ولي يحكم بشرع محمد صلى اللّه عليه وسلم، ويختم بظهوره ولاية الرسل والأنبياء جميع فلا يظهر ولي بعده - هو من “ الافراد “ وأفضل أمة محمد صلى اللّه عليه وسلم - وهو عيسى “ عليه السلام “ 9

 - ختم الولاية الخاصة:

ختم الولاية الخاصة المحمدية هو رجل عربيّ، من “ الافراد “ على قلب محمد صلى اللّه عليه وسلم 10 جمع علم كل ولي محمدي، واختتم الولاية التي تحصل إرث محمديا للأولياء [ المحمديين ].

فلا ولي على قلب محمد صلى اللّه عليه وسلم بعده - وهو دون الختم العام الذي هو رسول - وهو: الشيخ ابن العربي [ يصرح بذلك أحيانا، وتلامذته يؤكدون ] 11.

وننتقل إلى نصوص الشيخ الأكبر، فهي كافية في وقرتها ووضوحها لالقاء الضوء على مذهبه في الختمين، يقول:

( 1 ) “ الا ان ختم الأولياء رسول وليس له في العالمين عديل هو الروح وابن الروح والأم مريم وهذا مقام ما اليه سبيل رفعه اللّه اليه ثم ينزله وليا خاتم الأولياء في آخر الزمان، يحكم بشرع محمد صلى اللّه عليه وسلم في أمته ؛ وليس يختم الا ولاية الرسل والأنبياء. وختم الولاية المحمدي يختم ولاية الأولياء، لتتميز المراتب بين ولاية الولي وولاية الرسل 12. .. “ ( ف 4 / 195 ).

“ فيكون عيسى عليه السلام. .. خاتم الأولياء. .. وهو أفضل هذه الأمة المحمدية وقد نبه عليه الترمذي الحكيم في كتاب ختم الأولياء له، وشهد له بالفضيلة على أبي بكر الصديق وغيره 13 فإنه وان كان وليا في هذه الأمة والملة المحمدية فهو نبي ورسول في نفس الأمر. .. وللولاية المحمدية المخصوصة بهذا الشرع المنزل على محمد صلى اللّه عليه وسلم ختم خاص، هو في الرتبة دون عيسى عليه السلام لكونه رسولا، وقد ولد في زماننا ورأيته فلا ولي بعده الا هو راجع اليه. .. “ ( ف 1 / 185 ).

“ واما المفردون فكثيرون والختمان منهم، اي من المفردين 14 فما هم قطبان 15 وليس في الأقطاب من هو على قلب محمد صلى اللّه عليه وسلم، واما المفردون فمنهم من هو على قلب محمد صلى اللّه عليه وسلم والختم منهم اعني خاتم الأولياء الخاص. .. “ ( ف 4 / 77 ).

( 2 ) “ الختم: ختمان 16، ختم يختم اللّه به الولاية [ عامة ]، وختم يختم اللّه به الولاية المحمدية. .. وأما ختم الولاية المحمدية فهي لرجل من العرب. .. وهو خاتم النبوة المطلقة 17. .. وكما أن اللّه ختم بمحمد صلى اللّه عليه وسلم نبوة الشرائع كذلك ختم اللّه بالختم المحمدي، الولاية التي تحصل من الورث المحمدي لا التي تحصل من سائر الأنبياء، فإن من الأولياء من يرث إبراهيم وموسى وعيسى فهؤلاء يوجدون بعد هذا الختم المحمدي، وبعده فلا يوجد ولي على قلب محمد صلى اللّه عليه وسلم هذا معنى خاتم الولاية المحمدية. واما ختم الولاية

العامة الذي لا يوجد بعده ولي فهو عيسى عليه السلام “ ( ف 2 / 49 ) .” انا ختم الولاية دون شك * لورث الهاشمي مع المسيح

كما اني أبو بكر عتيق * أجاهد كل ذي جسم وروح “( ف 1 / 244 )

..........................................................................................

( 1 ) انظر الفتوحات ج 3 - ص 507، 514 ،

( 2 ) انظر الفتوحات ج 2 ص 49 ،

( 3 ) انظر الفتوحات ج 3 ص 400

( 4 ) ان كل نبي أو رسول تنتهي رسالته مثلا بأدائها بينما لا تنتهي ولايته، فكل نبي هو ولي ولا تنعكس انظر “ نبي “.

( 5 ) لقد عودنا الشيخ ابن العربي نمطا خاصا في النظر إلى الكلمات وهو ان الكلمة تأخذ عنده معنى في كونها اسما، واخر في كونها صفة. بل تتحول في أكثر الأحيان إلى صفة تطلق على كل من حازها. انظر “ لوح “. على حين ان “ ختم الأولياء “ ليس صفة بل شخص معين.

( 6 ) يقول الشيخ ابن العربي:

“ ومنهم [ أصناف الرجال الذين يحصرهم العدد ] رضي اللّه عنهم الختم وهو واحد لا في كل زمان بل هو واحد في العالم، يختم اللّه به الولاية المحمدية فل يكون في الأولياء المحمديين أكبر منه، وثم ختم آخر يختم اللّه به الولاية العامة من آدم إلى آخر ولي وهو عيسى عليه السلام وهو ختم الأولياء “ ( ف 2 / 9 ).

( 7 ) انظر “ ختم “ المعنى “ الأول “.

( 8 ) ان فكرة الختم من أمهات الافكار عند الشيخ ابن العربي ويرتكز على صفات معينة في الختم لبناء نظرته في المعرفة الصوفية. وهو يقيم موازاة كاملة بين محمد صلى اللّه عليه وسلم في الأنبياء والختم في الأولياء.

فكما اعتقد بأزلية النور المحمدي تراه يؤكد أزلية ختم الولاية، ويضفي على شخصها كل المكاسب التي استحقها ختم النبوة. فيطبق حرفيا معنى كون الختم على قلب محمد صلى اللّه عليه وسلم ( انظر على قدم “ القدمية “ ) ونلخص بهذا الجدول أوجه الشبه.

ختم النبوة:

أزلية النور المحمدي

أوتي جوامع الكلم

مصدر كل علم - مشكاة

ختم الولاية:

أزلية ولاية ختم الولاية

الجامع علم كل ولي

المشكاة التي يأخذ منها كل ولي علمه - الباطن

يقول الشيخ ابن العربي:

- “ قوله صلى اللّه عليه وسلم: “ كنت نبيا وآدم بين الماء والطين “ وغيره من الأنبياء ما كان نبيا الا حين بعث، وكذلك خاتم الأولياء كان وليا وآدم بين الماء والطين، وغيره من الأولياء ما كان وليا الا بعد تحصيله شرائط الولاية من الاخلاق الإلهية. .. “ (فصوص 1 / 64 ).

ب - “ الختم الخاص هو المحمدي ختم اللّه ولاية الأولياء المحمديين اي الذين ورثوا محمدا صلى اللّه عليه وسلم، وعلامته في نفسه ان يعلم قدر ما ورث كل ولي محمدي من محمد صلى اللّه عليه وسلم، فيكون هو الجامع علم كل ولي محمدي للّه تعالى، وإذا لم يعلم هذا فليس بختم، الا ترى إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم لم ختم به النبيين أوتي جوامع الكلم، واندرجت الشرائع كلها في شرعه. .. “ ( ف 4 / 442 )

ج - “ روح محمد صلى اللّه عليه وسلم وهو الممد لجميع الأنبياء والرسل سلام اللّه عليهم أجمعين والأقطاب من حين النشء الانساني إلى يوم القيامة. .. ولهذا الروح المحمدي [ انظر القطب الواحد ] مظاهر في العالم، أكمل مظهر في قطب الزمان وفي الافراد وفي ختم الولاية المحمدي، وختم الولاية العامة الذي هو عيسى عليه السلام “ ( ف 1 / 151 ).

ج - “ أعطاه العلم السكوت. .. وهذا هو أعلى عالم باللّه. وليس هذ العلم الا لخاتم الرسل وخاتم الأولياء، وما يراه أحد من الأنبياء والرسل الا من مشكاة الرسول الخاتم، ولا يراه أحد من الأولياء الا من مشكاة الولي الخاتم. حتى أن الرسل لا يرونه - متى رأوه - الا من مشكاة خاتم الأولياء. .. فالمرسلون، من كونهم أولياء [ انظر “ ولي “ ] لا يرون ما ذكرناه الا من مشكاة خاتم الأولياء. .. “ ( فصوص 1 / 62 ).

( 9 ) لقد بحث ميشال الحايك المسيح ختما للأولياء في مؤلفات الشيخ ابن العربي.

فليراجع كتابه :Le christ de lIslam ed. du seuil P. P. 260 - 264( Le christ - sceau de la saintete )( 10 ) انظر “ محمدي “

( 11 ) يقول القيصري في شرحه لتائيه ابن الفارض:

“ فالظاهر بولايته الجزئية [ - الختم الخاص ] هو شيخنا الكامل المكمل سلطان المحققين محيي الملة والدين قدس اللّه سره، والظاهر بالولاية الكلية هو عيسى عليه السلام. .. “ ( ورقة 33 )

( 12 ) انظر “ ولاية “

( 13 ) لقد نقد ابن تيمية فكرة “ ختم الولاية “ عند الترمذي والشيخ ابن العربي واحتج بأنه لا ولي أفضل من أبي بكر، وغاب عن ذهنه ان ختم الولاية ليس ولي يظهر في آخر الزمان يختم الأولياء، كلا ! انه رسول نزل وليا فهو ولي رسول [ عيسى ]، ومن حيث رسالته يفضل أبا بكر. انظر نقد ابن تيمية: كتاب الترمذي ختم الأولياء نشر عثمان يحي ص 506 ،

( 14 ) راجع “ الافراد “ ( 15 ) انظر “ قطب “

( 16 ) بخصوص موضوع “ الختم “ يراجع عند الشيخ ابن العربي:

- الفتوحات ج 1 ص 7 - 8 ( الختم )، 150 ( خاتم الأولياء عيسى ).

- الفتوحات ج 2 ص 50 ( ختم الولاية المحمدية المنتظر، انظر “ مهدي “ ).

- الفتوحات ج 3 ص 328 ( ختم الأولياء - المهدي )، ص 400 ( خاتم المجتهدين المحمديين والختم العام ). ص 507 ( عيسى محمدي - ختم الولاية الكبرى )، ص 514 ( ختم الولاية الكبرى، ختم الولاية المحمدية ).

- الفتوحات ج 4 ص 27 ( خاتم الخلفاء )، ص ص 75 - 76 ( الختم العام - عيسى عليه السلام ). ص 116 ( الختم العام ).

- إشارات القرآن ورقة 53 ( خاتم ).

- التجليات ط. حيدرآباد ص 8: تجلي اخذ المدركات عن مدركاتها الكونية ( ختم النبوة، ختم الرسالة - ختم الولاية ).

- رسالة في معرفة الأقطاب. ق. 117 ب. ( الختمان الخارجان عن القطب ) - ق 118 أ، ( الختمان من الافراد ).

- بلغة الغواص ق 11 ( الختم - الصورة الآدمية ).

- عنقاء مغرب. ص 18 ( الختم ) ص ص 72 - 77 ( الختم والتعريف بينه وبين المهدي، وبيان مولده ونسبه ومسكنه وقبيلته وما يكون من أمره إلى حين موته واسمه. .. مما تضمنه نص القرآن ).

- فصوص الحكم فهرس الاصطلاحات مادة “ خاتم الأولياء “ “ خاتم النبيين “.

- بلغة الغواص ورقة 52 ( ختم الخلافة الانسانية - سليمان ).

كما يراجع بشأن ختم الولاية كتاب “ الترمذي “ من حيث إنه أول من تكلم في “ الختم “.

- ختم الأولياء ص ص 161 - 163 ( مع الهوامش )، ص ص 336 - 342 ( خاتم الأولياء وخاتم الأنبياء )، ص ص 367 - 374 ( خاتم الأولياء )، ص ص 421 - 422 ( خاتم الأولياء )، ص ص 457 - 458 ( نص من “ نوادر الأصول “ للترمذي، في “ خاتم الأولياء “ )، ص ص 470 - 471 ( نص لعمّار البدليسي في “ خاتم الأولياء “ من كتاب بهجة الطائفة ).

وبمقارنة نصوص المفكرين تخرج إلى النور الجذور الفكرية التي ازهرت عليها فكرة الشيخ ابن العربي في الختم.

( 17 ) النبوة المطلقة - الولاية. انظر “ نبوة مطلقة “ “ ولاية “.

- 206ختم النبوّة المطلقة

انظر: النبوة المطلقة “.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!