موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


319.  – الرزق

في اللغة:

“ الراء والزاء والقاف أصل واحد يدل على عطاء لوقت، ثم يحمل عليه غير الموقوت. فالرّزق: عطاء اللّه جل ثناؤه، ويقال رزقه اللّه رزقا، والاسم الرّزق. .. “ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ رزق “ ).

في القرآن:

الرزق في القرآن هو ما خصص للموجود [ انسانا أو حيوانا ] من الانعام الإلهي [ دون تحديد لمضمون الرزق ] يصله في حتمية لا تقبل التذبذب، من حيث أن الحق وحده هو: الرازق.

( ) قال تعالى: ” وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها “( 11 / 6 ).

( ب ) قال تعالى: ” وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ “(/ 2 57 ).

قال تعالى: “ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ “( 2 / 22 ).

( ج ) قال تعالى :” اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ “( 13 / 26 ).

( ذ ) قال تعالى :” قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ “( 34 / 24 ) .” إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ “( 51 / 58 ).

عند الشيخ ابن العربي:

* أرجع الشيخ ابن العربي “ الرزق “ من شموله، إلى كل ما يهبه الحق للمخلوق فيدخل في ملكيته، إلى “ الغذاء “. المحدد بما تتقوم به نشأة الموجود وتدوم قوته وحياته - وهو محسوس ومعنوي.

يقول الشيخ الأكبر:

“( 1 )فإنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها. .. وليس رزقك الا ما تقوم به نشأتك وتدوم به وقتك وحياتك، ليس رزقك ما جمعت وادخرت فقد يكون ذلك لك ولغيرك. .. فإذا تغذيت به [ رزقك ] وسرى في ذاتك. حينئذ تعلم أنه رزقك. .. “ ( ف 4 / 114 ).

يلاحظ من النص، ان الشيخ ابن العربي لا يعترف باي قوت يكسبه الانسان رزقا، بل لا بد من أن يتحول الرزق إلى المرزوق حتى يصح ان يطلق عليه هذا الاسم.

فالرزق هو ما تحول إلى عين المرزوق 1.

“( 2 ) فالرزق المحسوس للجسوم، والرزق المعنوي للأرواح “ ( بلغة الغواص ق 21 ).

“. .. فان الانسان الحيوان 2 يرزق رزق الحيوان وهو للكامل [ للانسان الكامل 3 ] وزيادة، فان الكامل له رزق الهي لا يناله الانسان الحيوان، وهو م يتغذى به من علوم الفكر. .. والكشف والذوق والفكر الصحيح 4. .. “ ( ف 3 / 357 ).

الرزق يتلخص في ايصال الغذاء وسريانه في ذات المتغذى به 5. وفعل التغذية هذا ينطبق على وجهي الحقيقة الوجودية الواحدة: الحق والخلق 6.

الحق يتغذى بالخلق: من حيث إنه لا ظهور للحق الا في صورة خلقية تغذيه باحكامها ولا بقاء للألوهية الا ببقاء المألوه، فالألوهية غذاؤها وجود مألوهيها.

والخلق يتغذى بالحق: من حيث إنه لا يتقوم وجوده وكيانه الا بالحق فالخلق مظهر، الظاهر به هو الحق. فالحق: رزق كيان الخلق، وغذاؤهم بالوجود.

يقول الشيخ ابن العربي:

“ ( 1 )ولما كان العالم لا بقاء له الا باللّه وكان النعت الإلهي 7 ل بقاء له الا بالعالم، كان كل واحد رزقا للآخر به يتغذى لبقاء وجوده. . .فنحن له رزق تغذى بكوننا * كما أنه رزق الكيان بلا شك

فيحفظنا كونا ونحفظ كونه *** الها وهذا القول ما فيه من افك” ( ف 3 / 363 ).

“. .. علّمتك [ علم الحق العبد ] فعلمت ما تستحقه الأسماء الحسنى من الرزق 8 الذي تقوم به حياتها ونشأتها. .. وجعلتك الآتي به إليهم. ..

وأسمائي لا بد ان يصل إليها ذلك [ الرزق ] من العالم. .. “ ( ف 4 / 114 ).

“ ( 2 ) فهو [ الحق ] الساري في مسمى المخلوقات والمبدعات ولو لم يكن الامر كذلك ما صح الوجود. . .فهو الكون كله * وهو الواحد الذي

قام كوني 9 بكونه * ولذا قلت يغتذى

فوجودي غذاؤه * وبه نحن نحتذى. . .” ( فصوص 1 / 111 )” إذا شاء الاله يريد رزقا * له فالكون أجمعه غذاء

وان شاء الاله يريد رزقا * لنا فهو الغذاء كما يشاء “( فصوص 1 / 187 )

“ فأنت [ العبد ] غذاؤه بالاحكام، وهو [ الحق ] غذاؤك بالوجود 10 “ ( فصوص 1 / 83 ).

..........................................................................................

( 1 ) انظر مثل: الفراشة ونور الشمعة، الهامش رقم ( 5 )

( 2 ) انظر “ انسان حيوان “

( 3 ) انظر “ انسان كامل “

( 4 ) راجع كتاب المواقف للأمير عبد القادر الجزائري، الموقف ( 16 ) ص 53: حيث يشرح الآية” قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ.. . “ ( 10 / 31 ) جاعلا الرزق من السماء: ما تنتفع به العقول من العلوم والاسرار. والرزق من الأرض: ما تنتفع به الأجسام.

( 5 ) لكي يتسنى للقارئ ان يقف على مرمى الشيخ الأكبر في الغذاء نرجع إلى مثل نستعين به من كتاب منطق الطير لفريد الدين العطار [ الفراشة ونور الشمعة ]: الفراشة تعشق النور ويتأكلها شوق إلى معرفته التي دونها الفناء به، فتقوم سكرى بالحب وتقذف بنفسها على لهيب الشمعة، وللحظة يزداد نور الشمعة يغذيه جسد محبته التي اسعدها أن تكون، ولو للحظة، ذات محبوبها. فالفراشة في احتراقها كانت غذاء محبوبها، كانت محبوبها.

انظر: منطق الطير الترجمة الفرنسية ص ص 222 - 223.

كما استعمل الصورة التمثيلية نفسها ( الفراشة والنور ) احمد الغزالي وبالتعابير نفسها تقريبا.

راجع :Hist. de la philo Islamique. Corbin P. 281( 6 ) ان الحق المتغذى بالخلق هو الحق من حيث أسماؤه وصفاته لا من حيث ذاته الغنية عن العالمين، رغم تأكيد عفيفي ان العالم هو غذاء الذات الإلهية، والذات الإلهية هي غذاء العالم.

( انظر فصوص ج 2 ص 278 ) وهذا سيتضح من النصوص التي سنوردها لالشيخ ابن العربي في المتن.

( 7 )هاتان العبارتان تثبتان ما ذهبنا اليه سابقا من أن الخلق هم غذاء الأسماء والصفات الإلهية لا غذاء الذات الغنية عنهم.

( 8 )هاتان العبارتان تثبتان ما ذهبنا اليه سابقا من أن الخلق هم غذاء الأسماء والصفات الإلهية لا غذاء الذات الغنية عنهم.

( 9 )كون المخلوق.

( 10 )راجع الفصوص ج 2 ص 64، 67، 190، 191.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!