موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


323. - رقيقة

في اللغة:

“ الراء والقاف أصلان: أحدهما صفة تكون مخالفة للجفاء، والثاني اضطراب شيء مائع. .. فالأول الرقة، يقال: رق يرق رقة فهو رقيق. ..

والأصل الثاني: قولهم ترقرق الشيء، إذا لمع. .. “ ( معجم مقاييس اللغة، مادة “ رق “ )

في القرآن:

المفرد غير وارد في القرآن عند الشيخ ابن العربي:

* الكون في تصور الشيخ ابن العربي كلّ. .. مندمج. .. متصل غير منقطع. فكل حقيقة أو مرتبة في العالم متصلة بغيرها تستمد [ من الأعلى ] وتمدّ [ الأدنى ].

وقد اضطر إلى هذا التصور لاستكمال منطق بنيانه الفلسفي لأن القول “ بالخلق الجديد “ يحتم عليه تصورا متصلا للكون.

ومن اجل هذا الاتصال وجدت “ الرقائق “.

فما هي الرقائق ؟ وما وظيفتها في عالم شيخنا الأكبر ؟

الرقائق هي هذه الصلات الممتدة بين الحقائق أو الذوات، تشبه في رقته أشعة الشمس في امتدادها إلى البصر، فهي ليست انتشارا فقط وانما انتشار يتصل ب فكل حقيقة يشع منها رقائق تربطها بالحقائق الاعلى والأدنى، على هذه الرقائق يصل الامداد العلمي والوجودي من الحقائق الاعلى إلى هذه الحقيقة، وعليها توصل الامداد العلمي والوجودي إلى الحقائق الأدنى.

ولا تخفى أهمية “ الامداد “ في بنيان فكري يقول بالخلق الجديد. فالامداد هو عصب الخلق الجديد. لأن الممكن يسقط من ذاته في العدم لولا امداده بالوجود في كل لحظة 1 لذلك ومن اجل الامداد نرى الشيخ ابن العربي يتصور اتصال رقيقا بين الحقائق والمراتب يشبه في وظيفته الأوردة والشرايين في الجسم البشري.

يقول:

 - صورة الحقيقة والرقائق:

” تمتد منه إلى قلبي رقائقه *** مثل امتداد شعاع الشمس للبصر “( ف 3 / 2 )

“ فان الرقائق الممتدة بين القلوب وبين هذه المناظر متصلة، اتصال الدخان بالسراج من رأس الفتيلة “ ( ترجمان الأشواق ص 41 هامش 3 ).

نلاحظ في النصين السابقين التركيز على: الامتداد والاتصال. فالرقيقة تمتد ولكن الامتداد وحده لا يكفي لانجاز مهمتها [ الامداد ]، لذلك لا بد من الاتصال.

وقد استخدم الشيخ ابن العربي صورتين:

الشمس واشعتها، والنار ودخانها، ليعبر عن فكرة الانتشار والاتصال معا.

 - ماهية الرقيقة:

“. .. وجعل [ تعالى ] الانسان مجموع رقائق العالم كله 2 فمن الانسان إلى كل شيء في العالم رقيقة ممتدة، من تلك الرقيقة يكون من ذلك الشيء - في الانسان - ما أودع اللّه عند ذلك الشيء من الأمور التي امنه اللّه عليها ليؤديها إلى هذ الانسان، وبتلك الرقيقة يحرك الانسان العارف ذلك الشيء لما يريده. فما من شيء في العالم الا وله اثر في الانسان وللانسان اثر فيه. .. “ ( ف 1 / 157 ).

“. .. وكشف له [ تعالى ] عن ذاته ورأى جميع العالم في حضرته، ورأى الرقائق بينه [ العبد ] وبين كل جزء من العالم، فعمد يحسن من نفسه على تلك الرقيقة التي بين ما يناسب من العالم وبين المناسب له. .. “ ( ف 30 / 407 ).

يظهر هنا بوضوح ماهية الرقيقة، من حيث إنها تصل المناسب بالمناسب له، اتصالا له خصوصية يؤمن تبادل التأثر والتأثير.

 - وظيفة الرقيقة:

“ فالحق له تسعة أفلاك للالقاء والانسان له تسعة أفلاك للتلقي، فتمتد من كل حقيقة من التسعة الحقية رقائق إلى التسعة الخلقية [ للنزول، للالقاء ]، وتنعطف من التسعة الخلقية رقائق على التسعة الحقية [ للعروج، للتلقي ] “..

( ف 1 / 54 ).

“. . وبين هذه الصور العلويات الفلكيات وبين الصور السفليات العنصريات رقائق ممتدة للأسماء الإلهية والحقائق الربانية، وهي الوجوه الخاصة التي لكل ممكن الذي صدر منه عن كلمة كن، بالتوجه الإرادي الإلهي الذي لا يعلمه المسبب عنه من غيره. .. “ ( ف 30 / 260 ).

“. .. وبين العالمين [ العالم العلوي والعالم السفلي ] رقائق ممتدة من كل صورة إلى مثلها متصلة غير منقطعة على تلك الرقائق يكون العروج والنزول. .. “ ( ف - 3 / 260 ).

“ الرقائق منه في العروق منك موضع سريان الحياة فحافظ عليها ففيه تشهده 3 “ ( تراجم ص 8 ).

“. .. وما بقي بأيدي المحققين الا الفقه الإلهي الوارد بالاسرار، وهو المعروف عند أهل البصاير المجهول عند أهل الابصار، وبهذا الفقه تفقه تسبيحات الكاينات رب البر هو رب البحر فلا تهتم، فما لك زمام حقيقتك بيد مالك رقيقتك واستسلم. .. “ ( إشارات القرآن ق 61 ب ).

تظهر في نهاية هذا النص أهمية الرقيقة إذ يقول “ فما لك زمام حقيقتك بيد مالك رقيقتك “ من حيث إن الحقيقة في ذاتيتها لا تخرج عن كونها ممكنة والممكن من ذاته يسقط في العدم، لذلك “ فالحقيقة “ من دون “ الرقيقة “ لن تفارق العدم إذ لن يتوفر لها الامداد الوجودي أولا والعلمي ثانيا.

يحافظ الشيخ ابن العربي على خاصية الامتداد - الاشعاع في الرقيقة، فيجعلها في مقام الرسل، “ فالحقيقة “ تشبه الذات في مقابل الرقيقة [ اشعاعاتها - رسلها ].

“. .. ومنها [ الموجودات ] موجود مجرد عن المادة وهي العقول المفارقة الروحانية القابلة للتشكيل والتصوير، ذوات الرقائق النورية وهي المعبر عنه بالملائكة. .. “ ( انشاء الدوائر ص 20 ).

وحيث إن الرقيقة هي في مقام الاشعاعات والرسل للحقيقة، لذلك ليس لها في مصطلحات الشيخ الأكبر مضمون خاص متميز، بل تتخذ صفة الذات التي أرسلتها، وقد تقابل في الواقع وجها من وجوه هذه الذات أو صفة من صفاتها أو نسبة من نسبها.

“. .. كجبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل وغيرهم من رؤساء الملائكة الكرام عليهم الصلاة والسلام، فإن كلا من هؤلاء الأربعة واقف بين يدي ربه لا يشغله عنه بغيره، فهذه الحقائق الكلية النورانية العلوية التي هي رقائق تلك الحقيقة المحمدية، عيون تلك الأرواح التي هي الرقائق الجزئية. .. “ ( شق الجيب ق 21 ).

“. .. الرقيقة المحمدية التي تمتد إليهم [ حروف عالم الغيب ] منه صلى اللّه عليه وسلم من كونه أوتي جوامع الكلم، اتى إليهم بها رسولهم. .. “ ( ف 1 / 80 ).

****

الرقيقة هي الصفة أو الجنس في مقابل الماهية أو النوع ( حقيقة ). يقول:

“. .. الذكر والأنثى وان اجتمعا في الحقيقة وانتظما في دايرة الخليقة، فقد باتت [ بانت ] مراتبها باختلاف الرقيقة. .. “ ( إشارات القرآن ق 61 ).

“. .. ان شاء اللّه ننشىء الدوائر والجداول ونمد الرقائق والحبائل، ونبرز الأصول والفروع ونفرق بين المفروق والمجموع وما يتعلق بينهما من الأسماء. .. “ ( انشاء الدوائر ص 6 ).

الرقيقة تأخذ أحيانا معنى “ المناسبة “ في فكر الشيخ الأكبر، فيرى مثل ان بين ذاتين “ رقيقة “ اي مناسبة ونسبة.

يقول:

“ ما أحسن الحقائق إذا أدرجت في مدرجة المناسبة، فإن الرقائق الواضحة تعجمها المخاطبة والمكاتبة. .. “ ( إشارات القرآن ق 61 ب ).

“ فهي [ الرقائق ] معارج ومدارج وقد يعبر عنها بالمناسبات. .. “ ( ف 3 / 260 ).

يمتد استعمال مفرد “ رقيقة “ عند الشيخ ابن العربي مستندا إلى صفة الامداد العلمي ليشمل أنواع الشهود والتجلي والخواطر. فيقول: رقيقة ملكية ورقيقة شيطانية، إذا ليست الرقيقة هي طريق الامداد النوري فقط بل قد يكون امدادا شيطانيا، وهذا لا يتنافى مع ماهية الرقيقة من حيث كونها موصلة فقط.

فهي طريق وتوصيل بين “ ذات “ مشعة و “ أخرى “ جزئية مستقبلة على أن يكون بينهما مناسبة، تلك وظيفتها ولا علاقة لها بمضمون الامداد.

يقول:

“. .. الا ان الروح الذي يلقى على ذلك النبي تمتد منه رقيقة ملكية لقلب هذا الرجل الوارث، في صورة حالة مشوبة في ظاهرها بصورة ذلك الملك. .. وينطلق على تلك الرقيقة اسم ذلك الروح. .. “ ( ف 2 / 80 ).

“. .. أو تراءت له [ الولي أو النبي ] الرقيقة رجلا ممثلا أو صورة حيوان يخاطبه بما جاء به اليه، فإن كان وليا فيعرضه على الكتاب والسنة. .. وان لم يوافق الكتاب والسنة رآه خطاب حق وابتلاء لا بد من ذلك، فعلم قطعا ان تلك الرقيقة ليست برقيقة ملك ولا بمجلس الهي ولكن هي رقيقة 4 شيطانية. .. “ ( ف 3 / 39 ).

..........................................................................................

( 1 ) انظر “ خلق جديد “

( 2 ) الانسان مجموع حقائق العالم من حيث إنه جمع في ذاته كل الحقائق المتفرقة في العالم [ انظر “ مجموع العالم “ ] أضاف الشيخ ابن العربي هنا ان الانسان هو مجموع رقائق العالم، من حيث إن جمع الحقائق هو في الواقع مناسبة.

( 3 ) “ يشهده “ لان الرقائق للنزول والالقاء أو التجلي يقابلها من العبد تلقي وعروج وشهود كل

ذلك من باب الامداد العلمي.

( 4 ) يراجع بشأن رقيقة عند الشيخ ابن العربي:

- ف ج 1 ص 55 ( الرقيقة الاسرافيلية ) ج 4 ص 328 ( للحقيقة رقائق - الخلائق )

- كتاب القربة ص 8 ( رقائق )

- عنقاء مغرب ص 50

- فصوص الحكم ج 2 ص 237

- انشاء الدوائر ص 34 ( امتداد الرقائق )

- الديوان ص 38 ( رقائق تدلت ).


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!