موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


352. - إسراء – عروج

في اللغة:

اسراء: “ السرّى: كالهدى سير عامة الليل. .. “ ( القاموس المحيط. الفيروزآبادي ج 4 ص 341 ).

عروج: “ عرج: عروجا ومعرجا ارتقى. .. والمعراج والمعرج: السّلّم والمصعد. . “ ( القاموس المحيط. ج 1 ص 199 ).

في القرآن:

- لقد ورد الأصل عرج في القرآن بمعنى ارتقى وصعد، في مقابل نزل.

“ يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها، وَم يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ “. ( 57 / 4 ).

- اما الاسراء فلم يشر اليه التنزيل العزيز سوى مرة واحدة في الآية المعروفة :” سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى “( 17 / 1 ).

وقد حظيت هذه الآية بالكثير من التفسيرات، كما سنرى في بحث معنى الاسراء عند الشيخ الأكبر، وان كان المعنى اللغوي لكلمة الاسراء لم يفارق مضمونه: السير ليلا.

عند الشيخ ابن العربي:

* الاسراء والمعراج النبوي.

لقد جمعنا كلمتي اسراء ومعراج على ما بينهما من تفرقة: لان الفكر الاسلامي أوردهما مرتبطتين من جهة فلا يذكر الاسراء الا ويثنى بالمعراج، ولان “ الاسراء “ المحمدي هو في الوقت عينه “ معراج “ ففي اسرائه صلى اللّه عليه وسلم ليلا عرج إلى السماء، أو على وجه التحديد الاسراء هو المرحلة الأولى من الرحلة المحمدية “ - إذا أمكن التعبير - والمعراج هو المرحلة الثانية منها.

كما اننا قدمنا بحث المعراج النبوي على بحث المعراج الصوفي عامة، لان رؤية الشيخ ابن العربي لهذا المعراج ستحدد بالتالي أهدافه من اسراآته ومعارجه.

وننقل الآن نصوصا ثلاثة من فتوحات شيخنا الأكبر توجه قصدنا في الوصول إلى خصائص المعراج النبوي:

يقول:

“ فهو، تعالى، معنا أينما كنا. .. فما نقل اللّه عبدا من مكان إلى مكان ليراه، بل ليريه من آياته التي غابت عنه ،

قال تعالى:

سبحان الذي اسرى بعبده ليلا 1مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا2. ..

وحديث الاسراء يقول: ما اسريت به الا لرؤية الآيات لا اليّ فإنه ل يحويني مكان، ونسبة الأمكنة اليّ نسبة واحدة. .. فلما

أراد اللّه ان يري النبي عبده محمدا صلى اللّه عليه وسلم من آياته م شاء، انزل اليه جبريل عليه السلام. .. بدابة يقال لها البراق اثباتا للأسباب وتقوية له ليريه العلم بالأسباب ذوقا. .. “ ( ف 3 / 340 - 341 ).

“ وأعطاه اللّه في نفسه [ محمد صلى اللّه عليه وسلم ] علما علم به م لم يكن يعلمه قبل ذلك عن وحي من حيث لا يدري وجهته 3.

فطلب الاذن في الرؤية بالدخول على الحق، فسمع صوتا يشبه صوت أبي بكر وهو يقول له: يا محمد قف ان ربك يصلي. .. فأوحى اللّه اليه في تلك الوقفة 4 م أوحى، ثم أمر بالدخول فرأى عين ما علم لا غير، وما تغيرت عليه صورة اعتقاده، ثم فرض عليه في جملة ما أوحى به اليه خمسين صلاة. ..

ونزل إلى الأرض قبل طلوع الفجر. .. وله صلى اللّه عليه وسلم أربع وثلاثين مرة اسرى به فيها، اسراء واحد بجسمه 5 والباقي بروحه رؤيا رآها. .. “ ( ف 3 / 342 ).

“ الا ترى النبي صلى اللّه عليه وسلم في هذا المعراج قد فرضت عليه وعلى أمته خمسون صلاة فهو معراج تشريع وليس للولي ذلك. .. “ ( ف 3 55/ ).

يتضح من النصوص الثلاثة السابقة:

 - ان اللّه اسرى بمحمد صلى اللّه عليه وسلم ليريه من آياته، وليس اليه.

 - ان الاسراء تعليم وعلم ذوقي: فقد ارسل البراق اثباتا للأسباب وليريه للرسول العلم بها ذوقا.

 - ان الاسراء والمعراج هما في الحقيقة مرحلتان من مراحل “ اليقين “:

- الاسراء: عبور من “ علم اليقين “ إلى “ عين اليقين “، من حيث إن عين اليقين هو شهود لعلمه، وجملة الشيخ ابن العربي السابقة ( النص الثاني ) تؤكد ذلك: “ فرأى عين ما علم لا غير “.

- المعراج: عبور من “ عين اليقين “ إلى “ حق اليقين 6 “، من حيث إن حق اليقين هو العلم الذي يتبع “ الرؤية “ أو “ العين “.

ونرى الشيخ ابن العربي يكمل جملته التي تشير إلى كون الاسراء عبورا من علم اليقين إلى عينه بالتالي:

“ وما تغيرت عليه صورة اعتقاده “ اذن المعراج وصول إلى حق اليقين لان طبيعة ما وصل اليه: عقيدة، اى علم بعد عين.

ويمكن تلخيص هذه الملاحظة الثالثة كالآتي:

فرأي عين ما علم: علم - عين - ( اسراء ).

وما تغيرت عليه صورة اعتقاده: عين - علم - حق ( عروج ).

 - ان المعراج النبوي هو معراج تشريع: كنا قد قارنا في الملاحظة السابقة بين الاسراء والمعراج ومراتب اليقين، وتوصلنا إلى أن المعراج هو وصول إلى حق اليقين، ولكن “ لكل حق حقيقة 7 “ فما حقيقة حق اليقين هنا ؟

التشريع:

لقد اتخذ التشريع هنا مرتبة “ حقيقة اليقين “ من حيث إنه دليل واضح على كون المعراج النبوي معراجا حقيقيا جسميا لامن حضرة التمثل. 8

وبتلك الحقيقة ينفرد هذا المعراج النبوي عن بقية الاسراءات والمعارج النبوية ( 34 اسراء: انظر النص الثاني السابق ) نفسها، وعن اسراءات ومعارج الأولياء.

الاسراء والمعراج الصوفي.

اتخذ الصوفية عامة من المعراج النبوي، أنموذجا ومثالا الهب هممهم ( انظر “ همة “ ) فاندفعوا في البداية محاولين السير على القدم المحمدي ( انظر “ قدم “ ) مكتفين من “ المعراج “ بالفهم، فكان جل ما وصلوا اليه الدخول بعمق أكبر إلى حقيقة الشخصية المحمدية بما لها من ابعاد انسانية وتجربة فكرية 9، ولكن مع تقدم التجربة الصوفية كان للمتأخرين منهم اسراات ومعارج تنوعت بتنوع رتبهم ومقاماتهم، وان كانت تختلف في طبيعتها ونوعيتها عن المعراج المحمدي.

والشيخ ابن العربي بصورة خاصة وافق “ المعراج “ تكوينه الفكري المشبع بالشعرية، فكان له عدة معارج خصص لها الكثير مما كتب. فلم تعوزنا النصوص.

يقول:

“. .. واما الأولياء فلهم اسراآت روحانية برزخية يشاهدون فيها معاني متجسدة في صور محسوسة للخيال، يعطون العلم بما تتضمنه تلك الصور من المعاني، ولهم الاسراء في الأرض وفي الهواء، غير أنهم ليست لهم قدم محسوسة في السماء، وبهذا زاد على الجماعة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم باسراء الجسم واختراق السماوات والأفلاك حسا وقطع مسافات حقيقية محسوسة، وذلك كله لورثته معنى لا حسا.

فلنذكر من اسراء أهل اللّه ما اشهدني اللّه خاصة من ذلك فان اسراآتهم 10 تختلف

لأنها معان متجسدة بخلاف الاسراء المحسوس، فمعارج الأولياء معارج أرواح ورؤية قلوب وصور برزخيات 11. .. “ ( ف 3 / 342 - 343 ).

تبرز من النص السابق النقاط التالية التي تفرق بين المعراج النبوي والمعراج الصوفي:

 - ان المعراج الصوفي معراج روحاني برزخي: اي انه من ذاك العالم الوسطي حيث تتجسد المعاني في صور يحسها الخيال ( راجع “ برزخ “ “ خيال “ ) في مقابل المعراج النبوي، ( حسي بالجسم ).

 - ان المعراج الصوفي معراج “ علم “ “ وتعليم “ 12، بل هو عروج من علم إلى شهود يعطي علما أعلى 13، على حين ان المعراج النبوي إلى جانب صفته العلمية التعليمية فهو معراج تشريع.

ربط الشيخ ابن العربي في الفقرتين السابقتين العروج بالعلو المكاني، ولكنه في هذه الفقرة سيعدل “ بالعروج “ من ارتباطه بالعلو المكاني إلى علو المكانة اي صفة العلو، وهي للحق وتتبعه أينما كان.

فالعروج لا يفترض الارتقاء والصعود بالحس أو بالخيال بل أضحى تعريفه:

النظر إلى الحق، في مقابل النزول: النظر إلى الخلق.

يقول الشيخ الأكبر:

“. .. وانما سمي النزول من الملائكة الينا عروجا، والعروج انما هو لطالب العلو، لان للّه في كل موجود تجليا ووجها خاصا به يحفظه. .. ولما كان للحق سبحانه صفة العلو على الاطلاق، سواء تجلى في السفل أو العلو، فالعلو له.

والملائكة. . إذا توجهوا من مقامهم لا يتوجهون الا للّه لا لغيره، فلهم نظر إلى الحق في كل شيء ينزلون اليه، فمن حيث نظرهم إلى ما ينزلون اليه يقال تتنزل الملائكة، ومن حيث إنهم ينظرون إلى الحق سبحانه عند ذلك الامر.

يقال تعرج الملائكة، فهم في نزولهم أصحاب عروج، فنزولهم إلى الخلق عروج إلى الحق، وإذا رجعوا إلى مقاماتهم يقال إنهم عرجوا بالنسبة الينا وإلى كونهم يرجعون إلى الحق. ..

فكل نظر إلى الكون ممن كان فهو: نزول، وكل نظر إلى الحق ممن كان فهو: عروج. . “ ( ف 3 54/ ).

“ ثم سألت الرب سبحانه وتعالى عن المعراج. قال لي: ياغوث الأعظم المعراج

هو العروج عن كل شيء 14 “ ( الرسالة الغوثية مخطوط الأوقاف حلب ورقة 3 ).

المعراج [ الصوفي خاصة ] هو عودة إلى البطون 15، وتحليل للأركان ( عودة وتحليلا اعتباريا )، في مقابل التنزل الذي هو ظهور وتركيب ،

ويمكن تمثيل ذلك بالرسم التالي:

عروج - تحليل أركان

- ظاهر باطن

- تركيب - تنزل

يقول الشيخ ابن العربي:

“ فلما أراد اللّه ان يسري بي [ الشيخ ابن العربي ] ليريني من آياته في أسمائه من أسمائي، وهو حظ ميراثنا من الاسراء، ازالني عن مكاني وعرج بي على براق إمكاني، فزج بي في أركاني، فلم ار أرضي 16 تصحبني. ..

فلما فارقت ركن الماء فقدت بعضي. .. فنقص مني جزآن [ الأرض - الماء ] فلما جئت ركن الهواء تغيرت على الأهواء. .. فتركته عنده، فلما وصلت إلى ركن النار. .. فنفذت إلى السماء الأولى وما بقي معي من نشأتي البدنية [ أركانه الأربعة ] شيء اعوّل عليه. .. 17 “ ( ف 3 / 345 - 346 ).

“ مثل التحليل في الاسراء بتركه عند كل عالم ما يناسبه 18 إلى أن تبقى اللطيفة الربانية المنفوخة، فيبقى عند الحق بالحق بما شاء الحق، ثم يردها إلى عرشها وملكها فتنفصل فتأخذ من كل عالم ما تركت عنده، حتى تنزل إلى الأرض وقد انتظم ملكها وقام عرشها، فتستوي عليه بالتدبير “.

(ترجمان الأشواق ص 120 هامش رقم 2 – 4).

“. .. فحصلت في هذا الاسراء معاني الأسماء كلها. .. فما كانت رحلتي ال فيّ. .. “ ( ف 3 / 350 )

..........................................................................................

( 1 ) لقد أثبت الشيخ ابن العربي ان كلمة “ ليلا “ تبين ان معراج النبي كان بالجسد. انظر كتاب الاسفار طبع حيدرآباد ص ص 18 - 19.

( 2 ) الآية 17 / 1

( 3 ) نلاحظ هنا ان العلم الذي يوازي عند الشيخ ابن العربي “ علم اليقين “ والذي كان نتيجة الوحي يسبق الاسراء والمعراج اللذين سيشكلان في سلم اليقين درجة “ العين “. فالاسراء كما يظهر من النصوص هو رؤية ( ليريه من آياته ) اذن هو “ عين اليقين “. انظر “ علم اليقين “ عين اليقين “.

( 4 ) عندما قيل لمحمد صلى اللّه عليه وسلم قف ان ربك يصلي، لم تكن تلك الوقفة وقفة انتظار خالية من الوحي أوحى اللّه اليه فيها “ ما أوحى “، فالحق ل يشغله شيء عن شيء.

( 5 ) نلاحظ ان الشيخ ابن العربي هنا يجمع بين كلمتي اسراء ومعراج: فالاسراء - الذي هو المرحلة الا ومن الرحلة المحمدية - من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى: هو قطع لمسافات حقيقية الأرض، وهذا يكون للأولياء بالجسم. ولكن ما لا قدم لمخلوق فيه غير محمد صلى اللّه عليه وسلم المعراج بالجسم اي قطع لمسافات حقيقية في السماء ( وهذا سيظهر في المعنى “ التالي للمعراج فليراجع ).

( 6 ) راجع “ علم اليقين “ “ عين اليقين “ “ حق اليقين “.

( 7 ) إشارة إلى الحديث “ لكل حق حقيقة. .. “ انظر فهرس الأحاديث حديث رقم: ( 26 )

( 8 ) انظر “ حقيقة اليقين “.

( 9 ) لقد ساهم المعراج بتطور الصورة المحمدية في عقلية التابعين والانتقال بها من شخص تاريخية، إلى حقيقة فكرية وتجربة انسانية على صعيد فكري ونفسي خاص.

انظر :-Exegese coranique P. P. 90 - 91- Massignon passion P. 847اما كيفية الاسراء فهذا ما لم يستطع تبيانه المتقدمون، وقد سأل أحدهم جعفر الصادق يصف له المعراج. فقال: كيف أصف لك مقاما كان فوق طاقة جبريل نفسه رغم عن قدره. راجع :-Exegese coranique P. 184- كما يراجع في نفس المؤلف تفسير جعفر الصادق للآيات القرآنية التي تتكلم على الاسراء ص 185 - 186

- اما المعراج عند الغزالي فليراجع:

- في معجم الغزالي: الأب فريد جبر ص 169.

- معراج السالكين للغزالي. مكتبة الجندي ص 100 - 160 ،

( 10 ) راجع أنواع اسراآت الأولياء كما يوردها الشيخ ابن العربي في الفتوحات ج 3 ص ص 343 - 344.

( 11 ) راجع “ برزخ “.

( 12 ) ان معراج الشيخ ابن العربي المحمدي المقام ( انظر “ محمدي “ ) نسج على منوال معراج من هو على قدمه، فكان يلتقي في كل سماء نبيا يعلمه علما.

انظر: الفتوحات ج 3 ص ص 346 - 350.

( 13 ) هذه النظرة إلى المعراج نتلمس خيوطها عند ابن عجيبه ( 1266 ه ) في تفسيره لحقائق التصوف: إذ انه جعل “ التأويل “ طريقة يتم من خلالها العروج من ظاهر اللفظ أو المصطلح إلى باطنه.

ويسمى ابن عجيبة الكتاب “ معراج التشوف إلى حقائق التصوف “ وفي العنوان نفسه إشارة إلى هذا الموقف من المعراج، لان لفظ “ تشوف “ في اطلاقه على: العروج إلى الحقائق، يشير إلى صفة المعراج العلمية. انظر :Le Soufi marocain Ahmad Ibn Ajiba et son miraj. Jean - Louis Michon Lib. J. Vrin. P. P. 142 - 143.( 14 ) ان نسخة حلب من الرسالة الغوثية منسوبة إلى عبد القادر الجيلاني، على حين ان نسخة الظاهرية من المخطوط نفسه منسوبة إلى الشيخ الأكبر ( راجع عثمان يحيHist. et class R. G. 194) ويختلف نص تعريف العروج في مخطوط الظاهرية يقول:

“ ثم سألت عن المعراج، قال لي: يا غوث هو العروج من كل شيء “ ( الظاهرية ق 81 ب ) ولا يخفى ان نص حلب أقرب إلى مجمل فكر الحاتمي وأكثر انسجاما مع موقفه من العروج.

لان العروج “ عن “ يثبت وجهة قد تكون صفاتية، اما العروج “ من “ فتحديد لانطلاق مكاني.

( 15 ) لعل أروع ما كتب الشيخ ابن العربي عن المعراج رسالته: “ الاتحاد الكوني في حضرة الاشهاد العيني “ ولنتركه يوضح نوع عروجه فيبتدر رسالته قائلا: “ هذا كتاب كريم. .. كتبت به من انتقاصي إلى كمالي. .. ومن شتاتي إلى اجتماعي. .. ومن شروقي إلى غروبي، فمن نهاري إلى الليالي. .. واني لا أزال في هذا الكتاب اخاطبني وارجع فيهما إلي مني. .. “ ( ق 141 وجه أ، ب ). وهكذا يمضي في وصف عروجه، وهو في الواقع رجوع من ظاهره إلى باطنه، من كثرته إلى وحدته. وجملة “ من شروقي إلى غروبي “ واضحة جلية.

لان الشروق هو الظهور، والغروب هو البطون عند الشيخ الأكبر. ( انظر شروق ).

فليراجع:

- الرسالة المذكورة. مخطوط من مكتبة السيد رفيق حمدان الخاصة.

- ديوان الشيخ الأكبر. ط. بولاق سنة 1271 هـ. ص 34 - 36 ،

- كتاب الاسرا إلى المقام الاسرا، الذي رتب فيه الرحلة من العالم الكوني إلى الموقف

الأزلي. وكان اسراء إلى رفع الحجاب.

- كما كتب الشيخ ابن العربي في الفتوحات معراجا صوفيا كاملا تحت عنوان “ كيمياء السعادة “ عرض فيه المقابلة بين طريقي النظر العقلي والكشف الذوقي. ( انظر الكتاب التذكاري.

محي الدين عربي ص 20 - 21. كما يراجع في نفس الكتاب معراج الانسان الكامل عند الجيلي ص 29 - 31 ).

( 16 ) ارضي - ركن الأرض من وجودي ،

( 17 ) يظهر اثر الفلسفة اليونانية واضحا في أركان الشيخ ابن العربي الأربعة التي يوردها: الأرض - الماء، الهواء، النار. وان كان هنا يتكلم على هذه الأركان بلغة الرمز لان هذا التحليل هو تحليل اعتباري لا اثر له على صعيد الوجود الحسي، بل ينحصر اثره في الوجود البرزخي التمثيلي الخيالي الذي ينتج علما.

( 18 ) الانسان في عروجه إلى السماء الأولى يقطع أركانا ثلاثة ( على أساس ان نقطة انطلاقه هي الركن الرابع: الأرض ) وهي: الماء، الهواء، النار. وعندم يمر بكل ركن منها ( الركن هو في الواقع عالم: عالم الماء، عالم الهواء. .. ) يترك فيه مثيله منه: اي يترك في عالم الماء ركن الماء من وجوده وهكذا.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!