موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


41. امام مبين

في القرآن:

وردت عبارة “ امام مبين “ في موضعين من القرآن :” وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ “( 36 / 12 )” فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ “( 15 / 79 )

ففي الموضع الأول تتفق كتب التفاسير تقريبا بان المشار اليه بالامام المبين هو:

اللوح المحفوظ 1، اما الموضع الثاني فقد عبّر بالامام المبين عن: الطريق الواضح

.

عند الشيخ ابن العربي:

تتضارب نصوص الشيخ ابن العربي في الامام المبين، فهو يتفق مع المفسرين للقرآن في أنه اللوح المحفوظ، كما يصرح أحيانا بأنه العقل الأول أو القلم الاعلى. فهل يتناقض الشيخ الأكبر ؟

كلا. ولكن يستحسن ان ننبه إلى أن الكلمة نفسها تتخذ عدة معان عنده إذ نظرنا إليها اسما للذات أو للمرتبة، وهذا ما يجعل مصطلحات الشيخ الأكبر ماء ينساب من أيدي الباحثين.

* * * *

إذا نظرنا إلى “ الامام المبين “ على أنه اسم لذات يصبح المقصود منه: الكتاب، اي القرآن 3 - واللوح المحفوظ 4.

يقول الشيخ ابن العربي:

“ قال تعالى” وَأَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً “( 72 / 28 )

وقال في الكتاب” لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاه “( 18 / 49 )

وهذا مقام كاتب

صاحب الديوان كاتب الحضرة الإلهية وهذا الكاتب وهو: الامام المبين ،

قال تعالى :” وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ “( 36 / 12 ). ..

واما الامام فهو الكتاب وهو اللوح المحفوظ. .. “ ( ف 4 / 287 ).

“ ومن أهل اللّه يشهد الامر قبل ظهورة في الحس، وهو التكوين الآخر، يشهده في الامام المبين وهو اللوح المحفوظ الحاوي على المحو والاثبات فكل شيء فيه. .. “ ( ف 4 / 83 )

****

إذا نظرنا إلى الامام المبين على أنه اسم لمرتبة، يكون الامام المبين هو مرتبة الاحصاء: فكل “ ما “ أو “ من “ احصى جملة من الصفات أو الحقائق فهو امام مبين لما أحصاه.

ومن هذه الزاوية يصبح العقل الأول أو القلم الاعلى أو الانسان الكامل هو الامام المبين.

لان الذات المشار إليها بالتعبيرات الثلاثة السابقة أحصت كل الحقائق التي نرى تفصيلها في عالم الكون 5.

يقول الشيخ ابن العربي:

“ باب في خلق العقل الأول وهو القلم الاعلى [ - العنوان ]، فأول م أوجد اللّه تعالى. .. جوهرا بسيطا. .. وسماه الحق في القرآن: حقا وقلما وروحا 6، وفي السنة: عقلا 7. .. وهو أول عالم التدوين والتسطير. .. فهو العقل. .. وهو القلم. .. وهو الروح. .. وهو العرش. .. وهو الامام المبين من حيث الاحصاء. .. “ ( الانسان الكلي ورقة 4 ب ).

“ اعلم أن “ منزل المنازل “، عبارة عن المنزل الذي يجمع جميع المنازل التي تظهر في عالم الدنيا، من العرش إلى الثرى. وهو المسمى بالامام المبين. .. لأنه ليس فيه [ الامام المبين ] الا ما كان، من يوم خلق اللّه العالم. إلى أن ينقضي حال الدنيا، وتنتقل العمارة إلى الآخرة. “ ( ف. السفر الثالث فقرة 121 ) 8.

كما ننقل هذا النص من الفتوحات الذي يوميء فيه إلى الامام المبين بإشارات يستدل منها ان المقصود منه: الانسان الكامل.

يقول:

“ الامام المبين هو الصادق الذي لا يمين، مجلى ما أحاط به العلم وتشكل فيه الكيف والكم. .. وجوهر الجواهر. .. رفيع المكانة. .. هو المحصي لما علم وجهل وفصل وأجمل، لكل صورة فيه عين وله في كل صورة كون، يمدّ ويستمدّ. .. منه ظهرنا وإياه نهينا وأمرنا “ ( ف 4 / 327 ).

لقد شرح الجيلي هذا المقطع شرحا وافيا في كتابه “ شرح مشكلات الفتوحات المكية 9، مبينا ان الامام المبين هو الانسان الكامل 10.

..........................................................................................

( 1 ) انظر شرح الآية:

- لطائف الإشارات، القشيري ج 5 ص 213 ،

- أنوار التنزيل البيضاوي ج 2 ص 149 ،

( 2 ) انظر شرح الآية:

- لطائف الإشارات ج 3 ص 278 ،

- أنوار التنزيل ج 1 ص 271 ،

( 3 ) راجع “ كتاب “ “ قرآن “ ،

اما الآيات التي يستدل منها على أن الامام المبين هو الكتاب فهي :” وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ “( 10 / 61 )” وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَمُسْتَوْدَعَها كُلٌّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ “( 11 / 6 )” وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ “( 6 / 59 ).

( 4 ) راجع “ لوح محفوظ “.

( 5 ) “ الامام المبين هو محل الاحصاء المشار اليه بقوله” وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ “( 36 / 12 ) فهذا الامام تارة يراد به كتاب اللّه تعالى، قال تعالى :” وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ “( 6 / 59 ). .. وتارة يراد بالامام المبين الانسان الكامل إذ كانت الحقائق كلها الاهيّتها وكونيتها محصاة فيه. “ ( لطائف الاعلام ق 33 ب ).

( 6 ) إشارة إلى الآيات :” وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ “. ( 6 / 73 )” الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ “( 96 / 4 ).

( 7 ) إشارة إلى الحديث: “ أول ما خلق اللّه العقل “ - انظر فهرس الأحاديث. حديث رقم: ( 12 ).

( 8 ) كما يراجع فقرة 112 - 1، 122، 123.

( 9 ) راجع كتاب الجيلي. مخطوط حلب. المكتبة العثمانية رقم 761 ق ق 9 - 11، يبدأ الجيلي شرحه لهذا النص قائلا:

“ سر الامام المبين وهو الروح الذي تكلم عليه في الباب الأول من الفتوحات وهو حقيقة الختم الإلهي. .. “

( 10 ) راجع “ انسان كامل “ وبخاصة في وظيفتيه الانطولوجية والابستمولوجية.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!