موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


44. الأمّ

في اللغة:

“ أم كل شيء أصله وعماده “ ( الفيروزآبادي المحيط ج 4 ص 76 ).

“ واما الهمزة والميم فأصل واحد، يتفرع منه أربعة أبواب، وهي: الأصل، والمرجع، والجماعة والدين “ ( معجم مقاييس اللغة أحمد بن فارس ج 1 ص 21 )

“ والام: الرئيس “ ( المرجع السابق ص 31 ).

في القرآن:

لقد وردت كلمة أمّ في القرآن مضافة إلى:

- الكتاب: “ أم الكتاب “ ( سيأتي ذكرها مفصلا )

- القرى: “ أم القرى “ ( مكة )

- الانسان: “ أم موسى “ “ أمك “ “ أمه “ “ أمهاتكم “. .. وفي اضافته إلى الانسان تحددت بصورة دائمة بالوالدة ،

ورد في التنزيل العزيز :” إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ “( المجادلة 58 / 2 ).

عند الشيخ ابن العربي:

* الام هي محل الالقاء - والاستحالات - والايجاد والتكون والظهور.

يقول:

( 1 ) “ والنفس الكلية هي. .. محل القاء القلم الإلهي. .. وكل ما دونه فهو من عالم التولد، العقل 1 أبوه والنفس أمه. .. “ ( ف 2 / 429 ).

( 2 ) “ والطبيعة أمّ لما كانت محل الاستحالات. .. “ ( ف 1 / 138 ).

( 3 ) “ الام محل الايجاد. .. “ ( ف 1 / 111 )

“ تشكلت [ الكلمة المقولة ] في الهواء ملكا مسبحا يعرف أمه وهو القائل، ولا يعرف له أبا، ماله نسب يعرفه سوى الذي تكوّن فيه. .. “ ( ف 4 / 203 ).

“ ورأى [ التابع 2 في معراجه الروحي ] في هذه السماء [ السماء الوسطى - الرابعة ] غشيان الليل النهار 3، والنهار الليل، وكيف يكون كل واحد منهما لصاحبه ذكرا وقتا وأنثى وقتا. ..

وما يتولد فيهما من المولدات بالليل والنهار، والفرق بين أولاد الليل وأولاد النهار، فكل واحد منهما أب لما يولد في نقيضه، وأم لما يولد فيه. .. “ ( ف 2 / 276 ).

****

الام هي الجامعة الكلية لكل ما يظهر في المولود - والحاكمة على مجموع ما هي امّ له.

يقول الشيخ ابن العربي:

( 1 ) “ فالأم هي الجامعة الكلية “ ( ف 1 / 111 )

“ الأم هي الجامعة ومنه أمّ القرى، والرأس أمّ الجسد، يقال أمّ رأسه لأنه مجموع القوى الحسية والمعنوية كلها التي للانسان، وكانت الفاتحة أما لجميع الكتب، اي المجموع العظيم الحاوي لكل شيء. .. “ ( ف 2 / 134 ).

( 2 ) “ فليس في امّ الكتاب 4 [ هنا الفاتحة ] آية غضب بل كلها رحمة وهي الحاكمة على كل آية في الكتاب لأنها الام. .. “ ( ف 3 / 551 )

****

الام هي المؤثر فيه في مقابل المؤثر ( أب )، والصفة العاملة في مقابل الصفة العالمة ( أب )، والقابل بالنسبة للفاعل ( أب ).

“ وكل مؤثر فيه أم. .. “ ( ف 1 / 138 ).

ولكن لا يكفي ان يتأثر الموجود ليكون أما، بل هو في هذه الحالة أنثى فقط، وليكتسب الأمومة لا بد من الولد، فالامومة مرتبطة ارتباطا وثيقا بوجود الأبوة والبنوة، فالولد يعطيها اسم الام.

يقول شيخنا الأكبر:

“ فالصفة العلامة [ العالمة ] أب فإنها المؤثرة، والصفة العاملة أم فإنها المؤثّر فيها. .. فان النجار المهندس إذا كان عالما ولا يحسن العمل فيلقي م عنده على سمع من يحسن عمل النجارة. .. فكلام المهندس: أب، وقبول السامع: أم، ثم يصير علم السامع أبا، وجوارحه أما. .. “ ( ف 1 / 140 ).

“. .. فإن لم يقم السامع وهو امّ بلا شك فهو عقيم، وإذا كان عقيما فليس بأمّ في تلك الحالة. .. “ ( ف 1 / 139 ).

وهذا لا يعني ان مجرد علمك الشيء يجعلك أبا له، بل لا بد من توصيل العلم عن طريق العمل إلى الايجاد، والا كان العالم محلا لعلمه ليس أكثر، ويتحول إلى أمّ بدل ان يكون أبا فالابوة هي: العلم المؤثر المنتج.

“ فكل أب ليس عنده صفة العمل فليس هو أب من ذلك الوجه، حتى أنه لو كان عالما ومنع آلة التوصيل بالكلام أو الإشارة ليقع الافهام وهو غير عامل لم يكن:

أبا من جميع الوجوه، وكان: أما لما حصل في نفسه من العلوم. “ ( ف 1 / 140 )

وهكذا تكون الام: كالانوثة 5، وصفا ونسبة تطلق على الشيء من وجه، بحيث يكون الشيء نفسه أما وأبا في وقت واحد من وجهين مختلفين: أما منفعلا عما فوقه، وأبا فاعلا فيما دونه.

“. .. الأفلاك ذكور والعناصر محال التكوين والظهور، وقد كانت الأفلاك أمهات لما ظهر فيها من المولدات، الفاعلات املاك والمنفعلات أفلاك. .. “ ( ف 4 / 337 ).

* * * *

الام هي الأصل الجسمي الذي ينتسب اليه الولد.

بهذا المعنى يقارب الشيخ ابن العربي المعنى اللغوي من حيث إن الام هي الأصل ولكن يميز الشيخ ابن العربي بين أصلين للمولود: أصل جسمي مادي ( أمّ ) وأصل روحي عقلي ( أب ) 6.

“ فمن اكتنز ماله فقد دفن قلبه في ارض طبيعته. .. ومثل هذا يكون ابن أمه، وان كان له أب ولكن لا ينسب اليه، كعيسى ابن مريم عليهما السلام ينسب إلى أمه. .. فما نسب الا إلى البقعة الجسمية. .. “ ( ف 3 / 320 )

“ فان حواء خلقت من آدم. وآدم خلق من الأرض، فهو [ آدم ]: الامّ لحوا، وهو ابن الأرض، والأرض له: أمّ. .. “ ( ف 4 / 415 ).

“ فإنه انما انشأك من الأرض، فلا تعلو 7 عليها فإنها " ( ف 4 / 458 ).

..........................................................................................

( 1 ) العقل - العقل الأول - القلم الاعلى - القلم الإلهي. ( انظر مادة “ قلم “ و “ عقل “ ).

( 2 ) يحدد أبو العلا عفيفي “ التابع “ في كلامه عن هذا المقطع من الفتوحات “ والتابع هنا هو الصوفي المسلم الوارث للعلم الباطن عن النبي. “ ( سلسلة تراث الانسانية المجلد الأول ص 160 ).

( 3 ) إشارة إلى الآية” يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ “ *( 54 الأعراف / 7 - 3 الرعد / 13 ).

( 4 ) انظر “ أم الكتاب “

( 5 ) راجع مادة “ الأنثى “

( 6 ) راجع مادة “ أب “

( 7 ) النسخة تثبت الواو في تعلو. .. معنى ذلك ان لا للنفي هنا.

****


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!