موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


541.  – القلب

في اللغة:

“ القلب: تحويل الشيء عن وجهه. .. وقلّب الأمور: بحثها، ونظر في عواقبها. .. وفي التنزيل العزيز” وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ“[ 9 / 48 ]. ..

وتقلّب في الأمور وفي البلاد: تصرّف فيها كيف شاء. وفي التنزيل العزيز :” فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ “[ 40 / 4 ]

معناه: فلا يغررك سلامتهم في تصرفهم فيها، فإن عاقبة امرهم الهلاك. ورجل قلّب: يتقلب كيف شاء. ..

وقوله تعالى :” تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ “[ 24 / 37 ]

قال الزجاج: معناه ترجف وتخف من الجزع والخوف. .. والمنقلب: مصير العباد إلى الآخرة [“ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ“( 26 / 227 ) ]

والقلب: مضغة من الفؤاد معلّقة بالنياط. ..

وقوله تعالى :” نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ “[ 26 / 194 ] ،

قال الزجاج: معناه نزل به جبريل، عليه السلام، عليك، فوعاه قلبك. ..

قال الفراء في قوله تعالى :” إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ “[ 50 / 37 ] اي عقل.

قال الفراء: وجائز في العربية ان تقول :. .. وما قلبك معك. .. ما عقلك معك. .. وقال بعضهم: سمي القلب قلبا لتقلبه ،

وانشد :ما سمي القلب الا من تقلبه * والرأي يصرف بالانسان أطواراوروي عن النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) ،

أنه قال: سبحان مقلب القلوب !

وقال اللّه تعالى :” وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ “[ 6 / 110 ]. .. “ ( لسان العرب مادة “ قلب “ ).

في القرآن:

انظر “ في اللغة “

عند ابن العربي:

سار الصوفية على النهج القرآني في جعل القلب محل الكشف والالهام. ..

أداة المعرفة. .. المرآة التي تتجلى فيها معاني الغيب وتتنزل عليه الحكم. ..

فهو باختصار تلك القوة الخفية التي تدرك الحقائق الإلهية ادراكا واضح جليا لا يخالطه شك.

ألم يقل عز وجل :” فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها؟ “ [ 47 / 24 ]

فجعل تعالى القلب محل الايمان والفهم والتدبر.

فالقلب في القرآن، هو العقل الذي يعقل عن اللّه.

وبالتالي ابن العربي لم يخرج عن هذا الخط القرآني - الصوفي، بل تابعه جاعلا للقلب: عينا، ووجها. ..

وسنترك نصوصه تتكلم فهي واضحة جلية.

يقول:

 - سبب التسمية: القلب - العقل [ أحدي النظرة ]

“ والقلب ما سمى الا بتقلبه في الأحوال والأمور دائما مع الأنفاس “ ( ف 4 / 77 ).

” إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ “[ 50 / 37 ]

لتقلبه في أنواع الصور والصفات، ولم يقل لمن كان له عقل، فان العقل قيد، فيحصر الامر في نعت واحد، والحقيقة تأبى الحصر في نفس الامر.

فما هو ذكرى لمن كان له عقل، وهم أصحاب الاعتقادات...

فلهذا قال :” لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ “فعلم تقلب الحق في الصور بتقليبه في الاشكال. .. “ ( فصوص 1 / 122 ).

فالتقليب هو سبب تسمية القلب قلبا. وعلى قدر خوف العبد المؤمن من تقليب القلب، المشار اليه في حديث الأصابع: “ قلب المؤمن بين إصبعي الرحمن “، تأتيه الطمأنينة، من اسمه تعالى “ الرحمن “، فلا يكون تقليبه الا من رحمة إلى رحمة.

يقول:

“. .. فمن عرف نفسه عرف ربه، وفي حديث الأصابع 1 بشارة الهية، حيث

أضافهما إلى الرحمن، فلا يقلبه الا من رحمة إلى رحمة.

وان كان في أنواع التقليب بلاء، ففي طيه رحمة غائبة عنه، يعرفها الحق.

فإن الإصبعين إصبعا الرحمن، فافهم. فإنك إذا علمت ما ذكرناه، علمت من هو قلب الوجود “ ( ف - 3 / 199).

 - مكانة القلب من الانسان:

“ فقد ثبت ان القلب رئيس البدن، وهو المخاطب في الانسان، وهو العقل الذي يعقل عن اللّه، وهو الملك المطاع الذي قال فيه رسول اللّه [ صلى اللّه عليه وسلم ]: ان في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد، وان فسدت فسد الجسد، الا وهي القلب. .. “ ( مواقع النجوم ص 144 ).

وحيث إن “ القلب “ هو المخاطب في الانسان، لذلك جعل ابن العربي “ الزاجر “ أو “ الزواجر “، هذا المصطلح القرآني - الصوفي 2، واعظ الحق والداعي إلى اللّه في قلب المؤمن.

يقول:

“ الزاجر: واعظ الحق في قلب المؤمن وهو الداعي إلى اللّه “ ( الاصطلاحات 290 ).

 - القلب - محل الكشف والالهام.

“ فهذه الحقيقة القلبية الإلهية الأحدية الجمعية الكمالية، والمرآة المجلية. ..

التي وسعت الحق سبحانه. ..

ولذلك مدحها بقوله تعالى: “ لم يسعني سمائي ولا ارضي ووسعني قلب عبدي المؤمن “ ( شق الجيوب ف 58 - 59 ).

“. .. فان القلب محل الصور الإلهية 3، التي أنشأتها الاعتقادات بنظره وأدلتها، فهي ستور عليها. لذلك تبصر الشخص ولا تبصر ما اعتقده، الا ان يرفع لك الستر بستر آخر. .. “ ( ف 4 / 214 ).

 - القلب - محل السعة الإلهية [ - البيت العتيق - البيت المعمور ( فليراجعا ) ].

“. .. واعلم أن القلب وان كان محل السعة الإلهية، فان الصدر محل السعة القلبية. .. “ ( ف 2 / 651 ).

“ قلب العبد الذي وسعه. .. فيكون خاليا من الأكوان كلها، فيظهر فيه بذاته. ونسبة القلب إلى الحق، ان يكون على صورته فلا يسع فيه سواه. .. “ ( ف - 2 / 150 ).

“. .. ثم رأيت البيت المعمور فإذا به قلبي “ ( ف 3 / 350 ).

“ البيت العتيق القديم، وهو قلب العبد العارف التقي النقي، الذي وسع الحق سبحانه حقيقته “. ( ترجمان الأشواق ص 115 هامش 1 ).

 - القلب - كتاب الحسنات والسيئات [ - أم الكتاب ( فلتراجع ) ].

قال سبحانه :” وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ “[ 9 / 15 ]

والقلوب هي الكتب، التي سطر فيها الحسنات والسيئات “.

( بلغة الغواص ق 109 ).

“ وعنده أم الكتاب، وهو القلب. .. “ ( شق الجيوب ق 67 ).

 - وجه القلب - مرآة تجلي.

“. .. فتبسمت جذلا، وقلت مرتجلا. .. قلت ثم صرفت عنه وجه قلبي، وأقبلت به على ربي. .. “ ( ف 1 / 50 ).

“ ان القلب على خلاف بين أهل الحقائق والمكاشفات، كالمرآة المستديرة لها ستة أوجه، وقال بعضهم ثمانية..

.. . ثم نقول، وقد جعل اللّه في مقابلة كل وجه من وجوه القلب، حضرة من أمهات الحضرات الالاهية، تقابله. فمتى جلي وجه من هذه الوجوه، تجلت تلك الحضرة فيه. .. “ ( مشاهد الاسرار ق ق 71 - 72 ).

 - عين القلب:

“ عين قلبك 4 في المثال، كعين وجهك. فلا يرى الا بعد نفوذه السبع الطباق، التي جعلت جنّة بينه وبين الآفات. . فإذا نفذ هذه الطباق، وتصفح هذه الأوراق، حينئذ ينفذ إلى أول منزل من منازل الغيب. .. “ ( الشاهد ص ص 15 - 16 ).

انظر “ ساذج القلب “ “ القلبية “

..........................................................................................

( 1 ) انظر فهرس الأحاديث حديث رقم ( 39 ).

( 2 ) “ زجر “ في اللغة كلمة تدل على الانتهار. يقال زجرت البعير حتى مضى أزجره. وزجرت فلانا عن الشيء فانزجر. .. “ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ زجر “ ).

وفي القرآن ورد الأصل “ زجر “ بنفس المعنى:

قال تعالى :” فَكَذَّبُوا عَبْدَنا وَقالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ “( القمر / 9 ).

قال تعالى :” وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ “( القمر / 4 ).

اما الصوفية فقد نظرت إلى “ الزاجر “ على أنه تنبيه للمريد الصادق يأتيه في شكل واعظ في القلب يبين له الباطل ليتجنبه. فيعمل العبد الصادق في ضوء هذا الواعظ غير منقاد لشهوة أو معصية.

( 3 ) لا ننسى قصيدته المشهورة “ لقد صار قلبي قابلا كل صورة. .. “

( 4 ) يراجع بشأن قلب عند ابن العربي:

- الفتوحات ج 2 ص 155 ( كان عينا فصار قلبا ) ص 394 ( القلب )

- الفتوحات ج 4 ص 25 ( أم القلب - أبو القلب ) ص 136 ( قلبه )

- ترجمان الأشواق ص 43 ( قابلية القلب للصور )

- الديوان ص 30 ( قلب كتاب اللّه ) ص 31 ( قلب الحق )

- فصوص الحكم، ج 1 ص 128 ( قلوبنا ) ص 133 ( ساذج القلب ).

- مواقع النجوم ص 100 ( مرآة القلب ) ص 101 ( سماء القلب، أكوان القلب، قلبه - كعبته ).

كما يراجع:

- التوجه الأولى. صدر الدين القونوي ق 4

- الأجوبة عن الانسان الكامل ق 219

- علم التصوف النوري ق 59 ب

- بقية اللّه ق 112 ب

- الغزالي: مدخل السلوك [ يدور حول القلب ]

- معارج القدس 19 - 108

- الحكيم الترمذي. رسالة بيان الفرق ص 36.

****


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!