موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


55. الأيمان

في اللغة:

“ الهمزة والميم والنون أصلان متقاربان: أحدهما الأمانة التي هي ضد الخيانة ومعناها سكون القلب، والآخر: التصديق. . .” وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَن “[ 12 / 17 ] اي مصدّق لنا. .. “ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ امن “ ).

في القرآن:

ان الايمان في “ القرآن “ هو: تصديق القلب بالغيب ،

( 1 ) اما كلمة “ تصديق “ فمن حيث إن القرآن وضع الايمان في مقابل الكفر .” وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ “. ( 2 / 108 ).

( 2 ) والدليل على أن الايمان تصديق “ القلب “ هو ان التنزيل العزيز جعل محله القلب، وقارنه بالاسلام الذي هو تصديق اللسان 1 .” إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ “( 16 / 106 ) .” وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْن وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ “( 49 / 14 ).

( 3 ) واما كلمة “ بالغيب “ فتظهر من الأصول التي يتضمنها الايمان، اي من موضوع الايمان وهو: اللّه، وملائكته، ورسله وكتبه، واليوم الآخر، والقدر 2 .” فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ “( 4 / 59 ) .” وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ “( 2 / 4 ).

عند الشيخ ابن العربي 3:

للايمان معنيان عند الشيخ ابن العربي:

الايمان هو فعل التصديق عامة، وضده الكفر.

ان الايمان هنا غير مرتبط بالاسلام. فهو فعل التصديق بشكل عام بعيدا عن موضوع التصديق، فكل من صدق آمن وان كان موضوع ايمانه ضلالا.

والشيخ ابن العربي بذلك ينهج نهج القرآن يقول:

“ واما الايمان فهو امر عام 4 وكذلك الكفر الذي هو ضده ؟، فان اللّه قد سمى مؤمنا من آمن بالحق 5 وسمى مؤمنا من آمن بالباطل 6 وسمى كافرا من يكفر باللّه 7 وسمى كافرا من يكفر بالطاغوت 8 “. ( ف 3 / 338 ).

وفي نص آخر يبين الشيخ ابن العربي ان الايمان هو تصديق عامة، وان العبد سمى مؤمنا في كل فعل ايمان، ولكن فعل ايمانه باللّه يعطيه اسم “ الحنيف “ اي المائل يقول:

“ ولهذا قال فيه حنفاء للّه 9 اي مائلين به إلى جانب الحق الذي شرعه واخذه على المكلفين من جانب الباطل، إذ قد سماهم الحق مؤمنين في كتابه فقال في طائفة: انهم آمنوا بالباطل وكفروا باللّه فكساهم حلة الايمان. فما الايمان مختص بالسعداء ولا الكفر مختص بالأشقياء، فوقع الاشتراك وتميزه قرائن الأحوال. .. “ ( ف 4 / 57 ).

الايمان هو نور من اللّه 10 قابل لكل ما يرد منه من دين أو شرع، حاصل في قلب العبد، موصلا إيّاه إلى الامن 11 فهو اذن تصديق واستعداد للتصديق 12 قبل المشاهدة والعيان وبعدهما.

يقول:

“ ان الايمان عبارة عن نور حاصل من قبل الحق تعالى، متعين من حضرة الاسم الرحيم والهادي والمؤمن لإزالة ظلمة الهوى والطبع، قابل لكل ما يرد منه [ من الحق تعالى ] من دين أو شرع أو نحوهما فيستحق حامله. .. الامن من سخط الرحمن، فيسمى بهذا الوصف والحكم الخاص ايمانا وتصديقا، وعلى التحقيق انما هو أول اعتبار من العلم متعلق بالدين والشرع. .. من غير اعتبار تأييد بدليل وبرهان عقلي أو سمعي أو كشفي. .. والدليل على كونه نورا قول النبي صلى اللّه عليه وسلم: فذلك مثلهم ومثل ما قبلوا من هذا النور 13. .. واما الدليل على وروده على القلب 14 قوله عز من قائل “ أولئك كتب في قلوبهم الايمان ( 58 / 22 ). .. “

( تحرير البيان في تقرير شعب الايمان ص 2 - 3 ).

وهناك نص آخر يظهر فيه الايمان طاقة قابلة للايمان، وليس ايمانا بنص محدود وهذه من أمهات الافكار عند الشيخ الأكبر.

إذ ان كل ما في الانسان من القوى كالخيال والفكر يتحول إلى طاقة مستعدة لقبول آية صورة ترد عليها، فكمال 15 علم كل قوة من قواه في تخلصها من كافة ما تعلم ورجوعها إلى حالة الاستعداد 16.

“ ولقد آمنا باللّه وبرسله وما جاء به مجملا ومفصلا مما وصل الينا من تفصيله وما لم يصل الينا 17، ولم يثبت عندنا فنحن مؤمنون بكل ما جاء به. .. اخذت ذلك عن ابويّ اخذ تقليد. .. فعملت على ايماني بذلك حتى كشف اللّه عن بصري وبصيرتي وخيالي. .. فصار الامر لي مشهودا والحكم المتخيل المتوهم بالتقليد موجودا. .. فلم أزل أقول واعمل ما أقوله واعمله لقول النبي صلى اللّه عليه وسلم لا لعلمي ولا

لعيني ولشهودي، فواخيت بين الايمان والعيان 18 وهذا عزيز الوجود في الاتباع.

فان مزلة الاقدام للاكابر انما تكون هنا: إذا وقعت المعاينة لما وقع به الايمان فتعمل على عين [ اي عن شهود ] لا على ايمان فلم يجمع بينهما. .. والكامل من عمل على الايمان مع ذوق العيان وما انتقل ولا اثر فيه العيان. .. “ ( ف 3 / 323 ).

وقد فسر شيخنا الأكبر الايمان من خلال التوازن النفسي الذي يعطيه للشخصية بل جعله عين ذلك التوازن، هذا التوازن هو في الواقع ثمرة الوصول 19. ولكنه فارق علم النفس الحديث بجعله الايمان فعلا سلبيا المؤمن فيه قابلا للايمان وليس فاعلا له، فالايمان نور من اللّه وهو هديته لأهل منته وأحبابه.

يقول الشيخ ابن العربي:

“ الايمان، هو عبارة عن استقرار القلب وطمأنينة النفس. وذلك ان العبد لما كان طالبا لربه مترددا في طلبه مرة إلى الوثن ومرة إلى الشمس والقمر ومرة إلى النيران، وهو في ذلك كله متحير 20 لا يستقر ولا يسكن، فلما علم اللّه منه صدق القصد أفاض على قلبه نور الهداية فاستقر القلب واطمأنت النفس. .. “ ( تذكرة الخواص فقرة 78 ).

“. .. ان حقيقة الايمان كالشمس: تشرق على بصائر القلوب دون حجاب. .. ويعبر عنه في اصطلاح القوم باسفار صبح الكشف وهو: مقام عين اليقين. فإذا حالت بينهما غيوم الغفلات والهوى نقص الاشراق. .. فإذا ذهبت الغيوم والهوى زاد في اشراقه فاستقر القلب واطمأنت النفس وانبسطت الجوارح للعبودية 21. فالنور 22 هدية اللّه لأهل منته 23 وأحبابه وأوليائه والسعداء من عبيده “. ( تذكرة الخواص فقرة 79 ).

“. .. اسم المؤمن 24 فلأنه استقر واطمأن عن الترداد والجولان في طلب ربه. .. “ ( تذكرة الخواص فقرة 82 ).

..........................................................................................

( 1 ) يورد الحديث تفصيلا لهذه النقطة حيث نجد الايمان في مرحلة بين الاسلام والاحسان، الاسلام من حيث إنه تصديق اللسان والايمان تصديق القلب بالغيب، والاحسان تصديق

- ولكن عن شهود وعيان، انظر فهرس الأحاديث رقم: ( 14 ).

( 2 ) إشارة إلى سؤال جبريل النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: “ ان تؤمن باللّه، وملائكته وكتبه، ورسله والبعث بعد الموت وتؤمن بالقدر خيره وشره “.

راجع الحديث مع شرح تفصيلي في كتاب “ مختصر شعب الايمان “ للحافظ البيهقي المتوفى سنة 458 ه. مع الحواشي بقلم محمد منير الدمشقي. طبع المطبعة المنيرية 1355 ه. ص ص 8 - 17.

( 3 ) عند الكلام على الايمان عند الشيخ ابن العربي لا بد من التعرض إلى مسألة شغلت العالم الاسلامي بعده، وهي مسألة ايمان فرعون، فقبل الشيخ الأكبر كان هناك شبه اجماع على كفر فرعون، لان فرعون آمن لحظة الموت وايمان الباس لا يعتد به ( غير أن الحلاج جعل فرعون وإبليس من أهل الفتوة راجع كتابه الطواسين ص 172. و “ إبليس “ في بحثنا هذا ). ولكن للشيخ ابن العربي نظرة أخرى في فرعون فهو لم يؤمن لحظة موته بل ظهر ايمانه، الذي كان قد آمنه سابقا، لحظة الموت. يقول:

“ علم فرعون صدق موسى عليه السلام وأضمر الايمان في نفسه الذي أظهره [ الايمان ] عند غرقه حين رأى البأس “ ( ف 3 / 421 طبعة بولاق ).

“ فلما اخذ [ فرعون ] قلوبهم [ قلوب قومه ] بالكلية اليه ولم يبق للّه فيهم نصيب يعصمهم، اغضبوا اللّه فغضب فانتقم فكان حكمهم في نفس الامر خلاف حكم فرعون في نفسه، فإنه علم صدق موسى عليه السلام، وعلم حكم اللّه في ظاهره بما صدر عنه وحكم اللّه في باطنه بما كان يعتقده من صدق موسى فيما دعاهم اليه، وكان ظهور ايمانه المقرر في باطنه عند اللّه مخصوصا بزمان مؤقت لا يكون الا فيه وبحالة خاصة فظهر الايمان لما جاء زمانه وحاله فغرق قومه آية ونجا فرعون ببدنه دون قومه عند ظهور ايمانه آية، فمن رحمة اللّه بعباده قال فاليوم ننجيك ببدنك يعني دون قومك لتكون لمن خلفك آية اي علامة لمن آمن باللّه ان ينجيه اللّه ببدنه. .. “ ( ف 3 / 217 بولاق ).

“ فعلم [ فرعون ] ان الذي أرسلا [ موسى وهارون ] به هو الحق، فحصل القبول في نفسه وستر ذلك عن قومه. .. فلما رأى البأس قال آمنت فتلفظ باعتقاده الذي ما زال معه فقال له اللّه:

الان قلت ذلك. فاثبت اللّه بقوله الان انه آمن عن علم محقق واللّه اعلم. .. “

( ف 3 / 697 بولاق ).

“ فقالت [ امرأة فرعون ] لفرعون في حق موسى انه” قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ “[ 28 / 9 ] فبه قرّت عينها بالكمال الذي حصل لها. .. وكان قرة عين لفرعون بالايمان الذي أعطاه اللّه عند الغرق فقبضه طاهرا مطهرا ليس فيه شيء من الخبث، لأنه قبضه عند ايمانه قبل ان يكتسب شيئا من الآثام. والاسلام يجبّ ما قبله. .. “ ( فصوص الحكم ج 1 ص 201 ).

- راجع شروح الجامي على هذا المقطع الأخير من فصوص الحكم، ج 2 ص ص 313 - 314 طبع مطبعة الأمان سنة 1304 ه. على هامش شرح النابلسي.

اما فيما يتعلق بهذه المسألة التي شغلت كثيرا من المفكرين الاسلام وبعد الشيخ ابن العربي فليراجع:

- رسالة في ايمان فرعون الكوملجني منه نسخة في جامع شريفي في استانبول رقم 868 عمومي.

- كتاب في ايمان فرعون للجلال الدواني توفى سنة 928 ه. طبع المطبعة المصرية سنة 1964 م، 1383 ه. تحقيق عبد اللطيف ابن الخطيب.

- الأجوبة المرضية عن أئمة الفقهاء والصوفية للأمام الشعراني ورقة 140 مخطوط عند السيد رياض المالح.

- المواقف للأمير عبد القادر ج 1 ص 54 و 306 ،

- “ فر العون من مدّعي ايمان فرعون “ علي بن سلطان محمد القادري. منه نسخة ببرلين 2112، وقد طبع بهامش ايمان فرعون للدّواني المطبعة المصرية سنة 1964 تحقيق عبد اللطيف ابن الخطيب.

- ذيل للرسالة المسماة بفر العون للقاري منه نسخة في برلين 2114.

- بحث وافر عن ايمان فرعون ورده للعلامة أبي سعيد الخادمي انظر شرح الطريقة المحمدية ج 2 ص 285 طبع استانبول.

- “ الجاذب الغيبي في شرح الجانب الغربي في حل مشكلات الشيخ ابن العربي “، محمد بن عبد الرسول البرزنجي ت 1303 ه. توجد منه نسخة مخطوطة عند رياض المالح.

- بحث واسع عن ايمان فرعون وما قاله الشيخ الأكبر، راجع شرح الاحياء للسيد مرتضى ج 1 ص 256 ج 2 ص 245 طبع المطبعة الميمنية سنة 1306 ه.

حيث يجد ان من أثبت ايمان فرعون قد زلت قدمه في فهم الشيخ الأكبر لان مراده ليس فرعون وانما فرعون النفس يقول: “ وانما مراده [ الشيخ ابن العربي ] اسلام فرعون النفس بدليل ما ذكر ( الباب 62 من الفتوحات ). .. وقسم آخر ابقاهم اللّه في النار وهذا القسم هم أهل النار لا يخرجون منها فذكر منهم فرعون وأمثاله ممن ادعى الربوبية لنفسه. .. وقد أشار إلى كفره في كتابه عنقاء مغرب وفي شرح ترجمان الأشواق وفي تاج التراجم وقال في كتاب الاسفار له مشيرا لذلك. .. فكل ذلك يدل على أنه انما أراد بفرعون النفس. .. “ ج 1 ص 256.

- نجد في نفح الطيب تأليف احمد المقري المغربي مطبوعات دار المأمون، مطبعة عيسى البابي الحلبي ج 7 ص 116 هذه الأبيات للشيخ بن العربي .قلبي قطبي، وقالبي اجفاني * سرى خضري، وعينه عرفاني.

روحي هارون وكليمي موسى * نفسي فرعون والهوى هاماني.

- بحث عن ايمان فرعون وما قاله الشيخ الأكبر راجع كتاب “ الزواجر عن اقتراف الكبائر “ لابن حجر الهيتمي ص 27 ج 1 طبع مطبعة مصطفى محمد سنة 1356 ه. وحيث يجد ان ايمان فرعون باطل ويورد حديثا عن ابن عدي والطبراني انه صلى اللّه عليه وسلم قال: خلق اللّه يحي بن زكريا في بطن أمه مؤمنا، وخلق فرعون في بطن امّه كافرا. وان ايمانه ايمان بأس لا ينفع. كما يتعرض لتفاسير الصوفية ويشير إلى اقدمية فكره ان الايمان ينتفع به ولو عند معاينة العذاب ويرجعه إلى القاضي عبد الصمد الحنفي.

- التأييد والعون للقائلين بايمان فرعون. انتصر فيها للشيخ بن العربي. لمحمد ابن عبد الرسول البرزنجي ت 1103 ه. منه نسخة بالظاهرية رقم 112 عام مقابلة على نسخة المؤلف.

( 4 ) ويربط الشيخ ابن العربي كذلك الايمان بالاسلام جاعلا إياه تصديق خاصا. يقول: “ الايمان هو التصديق وجملته قول وعمل ونية وما وافق السنّة يزيد وينقص ويقوى ويضعف، لان العالم أقوى والجاهل أضعف ذلك بعلمه وهذا بجهله. أول منازل القربة من الايمان قول اللسان: لا اله الا اللّه محمد رسول اللّه تصديقا باللّه وملائكته وكتبه ورسله والبعث والنشور.

وعمل بالجوارح أقام الصلاة وإيتاء الزكاة وإقامة الاحكام. والنية: اخلاص العمل للّه وهو نهوض القلب بعقله ومعرفته إلى اللّه. .. “ ( تذكرة الخواص ص 51 ).

( 5 ) الايمان بالحق هو الغالب في الآيات القرآنية مما لا يسمح بالإشارة إلى آية بعينها.

( 6 ) إشارة إلى الآية :” فَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ “( 29 / 67 ).

( 7 ) وهذا غالب على تسمية الكافر في القرآن.

( 8 ) إشارة إلى الآية :” فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ “( 2 / 256 ).

( 9 ) إشارة إلى الآية” حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ “( 22 / 31 ).

( 10 ) انظر الفرق بين المؤمن والعارف وكيف ان المؤمن ينظر بنور اللّه بينما العارف ينظر باللّه عز وجل الخ. .. اللمع للطوسي ص ص 63 - 64 تحقيق عبد الحليم محمود 1960.

( 11 ) ان الايمان هنا المقصود به الايمان باللّه وليس الايمان عامة لأنه يوصل إلى الامن. راجع المعنى التالي.

( 12 ) انظر درجات الايمان الثلاث عند الشيخ ابن العربي في “ كتاب تحرير البيان في تقرير شعب الايمان “ مخطوط السيد مطيع الحافظ ص ص 8 - 9 حيث يصل السالك من المرتبة الثالثة التي هي الأخيرة إلى الاحسان.

كما يقسم الايمان إلى خمسة أقسام في الفتوحات 1 / 117: ايمان تقليد، ايمان علم، ايمان عين، ايمان حق، ايمان حقيقة. .. اما الحكيم الترمذي ففي كتابه تحصيل نظائر القرآن يرى أن الايمان له، مرادفات في القرآن:

التصديق والتوحيد يراجع: كتاب الترمذي المذكور ص ص 124 - 125 ،Exegese Coranique P 151. - - - - -

( 13 ) راجع كلمة مؤمن.

( 14 ) ان الايمان مكانه القلب عند الشيخ الأكبر في مقابل الاسلام الذي محله الصدر. وهذه التفرقة: قرآنية. فالقرآن ربط الايمان بالقلب والاسلام بالصدر. والكلام نفسه يطالعنا عند سهل التستري في كتابه “ تفسير القرآن العظيم “ طبع البابي الحلبي ص 24 حيث يقول:

“ وموضع الايمان باللّه تعالى القلب وموضع الاسلام الصدر. .. “.

كما نجد التخصيص نفسه عند الحكيم الترمذي في كتابه “ بيان الفرق بين الصدر والقلب والفؤاد واللب “ تحقيق نقولا هير نشر البابي الحلبي 1958 ص ص 41 - 44 وص ص 53 - 54.

( 15 ) راجع “ كمال “.

( 16 ) ويظهر ذلك من خلال هذا البيت :” لقد صار قلبي قابلا كل صورة * فمرعى لغزلان ودير لرهبان. .. “هنا يشير الشيخ ابن العربي إلى وصول القلب عنده إلى مرتبة كماله، لان كمال القلب هو في رجوعه إلى حالة الاستعداد التي أشرنا إليها. وعندما يصل إلى هذا الكمال يقبل كل صورة.

وبخصوص تكلمة الأبيات وشرحها راجع كلمة “ دين “ ووحدة الأديان.

( 17 ) تظهر هذه الجملة كيف ان الايمان عند الشيخ ابن العربي هو استعداد للتصديق وتصديق بالقوة، أكثر مما هو تصديق بالفعل لموضوع محدد. فالايمان ذلك النور القابل لكل ما يرد من جانب الحق.

( 18 ) لقد درج السالكون على التمييز والفصل بين الاسلام والايمان والاحسان، يستندون في ذلك إلى الحديث الشريف. فقد اعتبروا ان الاسلام هو المرتبة الأولى، يرتقي منها إلى الايمان، وعندما يحصل الشهود والكشف يرتقي إلى رتبة الاحسان، ولكن هناك فيصلا دقيقا هو ان السالك بارتقائه إلى المرتبة الاعلى ل تفارقه الأدنى، فالايمان لا يذهبه العيان، انه موجود قبل العيان وبعده، وهذا م يشير اليه الشيخ ابن العربي في قوله “ واخيت بين الايمان والعيان “ ويظهر من خلال هذا النص الذي سنورده ان تقسيم الحديث إلى اسلام وايمان واحسان موجود عند الشيخ ابن العربي يقول: “ فالاسلام عمل والايمان تصديق والاحسان رؤية أو كالرؤية. فمن جمع هذه النعوت. .. عم تجلي الحق له في كل صورة. .. “ ( ف 4 / 73 ).

ولكن كلمة “ جمع “ تظهر بوضوح ما ذهبنا اليه من أنه من يرتقي إلى مرتبة أعلى لا تفارقه الأدنى. والا كان الشيخ ابن العربي استعمل كلمة “ وصل “ إلى الاحسان، بدلا من “ جمع هذه النعوت “ اي جمع النعوت الثلاثة. كما يراجع فهرس الأحاديث حديث رقم: ( 14 ).

( 19 ) ان المؤمن يأخذ هنا مقام الواصل إلى الحق من حيث إنه لم يعد “ مترددا “ في طلبه كما سيرد بذلك النص.

( 20 ) راجع “ حيرة “.

( 21 ) راجع “ عبودية “

( 22 ) اعتمد الشيخ ابن العربي طبيعة الايمان النورانية ليقارن بينه وبين العلم والقرآن. راجع تذكرة الخواص الفقرات 80 - 81 - 83.

( 23 ) انظر “ منة “.

( 24 ) يراجع بخصوص الايمان والاسلام.

- احياء علوم الدين الغزالي، الفصل الرابع في قواعد العقائد ج 1 ص ص 116 - 125، مطبعة الاستقلال بالقاهرة حيث يسهب الغزالي في بحث الموضوع من الناحية اللغوية.

والتفسيرية والفقهية الشرعية.

- “ الحديقة الندية شرح الطريقة المحمدية “ لعبد الغني النابلسي ص ص 190 - 191 حيث يظهر ان الاسلام والايمان في المعنى الشرعي واحد دون المعنى اللغوي.

- لطائف الإشارات، للقشيري تحقيق إبراهيم بسيوني. الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر 1971 م. ص 12 ،

- “ علم القلوب “ لأبي طالب المكي تحقيق عبد القادر احمد عطا نشر مكتبة القاهرة ص 53 حيث يشبّه أبو طالب المكي الظاهر والباطن بمنزلة الاسلام والايمان.

- “ قوت القلوب “ لأبي طالب المكي ج 2 الفصل الخامس والثلاثون ص ص 123 - 138، حيث افرد أبو طالب فصلا “ كاملا “ عن الايمان والاسلام، كما حدد مباني الاسلام وأركان الايمان وذكر تفصيل ما نقل عن المحدثين من التفرقة بينهما.

- تفسير القرآن العظيم لأبي محمد سهل بن عبد اللّه التستري ت 283 ه. طبع دار الكتب العربية الكبرى، ص 92 ،

- تحصيل نظائر القرآن للحكيم الترمذي تحقيق وضبط حسني زيدان الطبعة الأولى 1970 م.

مطبعة السعادة. ص ص 122 - 125.

***


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!