موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


59. الإنسان

في اللغة:

“ الهمزة والنون والسين أصل واحد، وهو ظهور الشيء، وكل شيء خالف

طريقة التوحش قالوا: الانس خلاف الجن، وسموا لظهورهم. يقال آنست الشيء إذا رأيته. .. “ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ انس “ ).

ويرى الشيخ ابن العربي ان سبب تسمية الانسان هذا الاسم لأنه انس الرتبة الكمالية. اذن ربط بين الأنس والانسان. وهذا سيظهر من خلال النصوص الآتية.

في القرآن:

هو مخلوق تكلم اللّه على نشأتين له ،

أحدهما: الصلصال والطين

والثانية: النطفة.

وهو في كلا الحالين في أحسن تقويم [ 95 / 4 ] ابرز صفاته في القرآن:

هلوعا، كفورا، ظلوما، جهولا، ضعيفا، يؤوسا.

( ) قال تعالى :” وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ “( 15 / 26 ).

قال تعالى :” وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ “( 23 / 12 ).

( ب ) قال تعالى :” إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ 1نَبْتَلِيهِ “ ( 76 / 2 ).

قال تعالى :” خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ “( 96 / 2 ).

( ج ) قال تعالى :” إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً “( 70 / 19 ).

قال تعالى: "قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ “( 80 / 17 ).

قال تعالى :” وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولً “( 33 / 72 ).

قال تعالى :” وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً “( 4 / 28 ).

قال تعالى :” وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْناها مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُسٌ “( 11 / 9 ).

عند الشيخ ابن العربي:

* الانسان من جهة اطلاق اللفظ:

ان المرتبة الانسانية واحدة لا غير 2، تتحقق في “ الانسان الكامل “ الذي يسميه الشيخ ابن العربي “ انسانا “ وما عداه يطلق عليه اسم انسان لتشابهه مع الانسان الكامل في شكل أو صفة.

( 1 ) التشابه في الشكل: كل فرد من افراد الجنس البشري يسمى انسانا ،

سواء تحقق بالمرتبة الانسانية أو لم يتحقق. ولكن تعميم التسمية بهذ الشكل غير جائز لان منطلقه الشبه الصوري بين افراد الجنس البشري ليس الا. فالانسان الكامل والانسان الحيوان يطلق عليهما نظر التشابه في الشكل لفظ “ انسان “.

يقول الشيخ ابن العربي:

“ الانسان الكامل 3 وانما قلنا الكامل، لان اسم الانسان قد يطلق على المشبه به في الصورة، كما تقول في زيد انه انسان وفي عمرو انه انسان وان كان زيد قد ظهرت فيه الحقائق الإلهية وما ظهرت في عمرو، فعمرو على الحقيقة حيوان في شكل انسان 4. .. “ ( ف 2 / 396 ).

( 2 ) التشابه في صفة: يطلق الشيخ ابن العربي لفظ الانسان على ثلاث مراتب وجودية مختلفة: مرتبة الانسانية أو الانسان الكامل - العالم أو الانسان الكبير - القرآن أو الانسان الكلي. وهذا ما سنبحثه في ثلاثة مصطلحات تتفرع عن كلمة انسان وهي: الانسان الكامل - الانسان الكبير - الانسان الكلي ( فلتراجع ).

يقول الشيخ ابن العربي:

“ ما في الوجود الا ثلاثة اناسي: الانسان الأول الكل الأقدم، والانسان العالم، والانسان الآدمي. .. “ ( ف 3 / 231 ).

الانسان من جهة المضمون 5:

الان، وبعد ما بحثنا كلمة “ انسان “ من جهة اللفظ، ننتقل إلى المضمون وسبب التسمية. نبدأ أولا باستبعاد التعريف الارسطي للانسان بأنه حيوان ناطق، وبيان انه لا يتفق مع ما يستنبط شهود أهل الكشف في القرآن والحديث ،

يقول الشيخ ابن العربي:

“ فالكل [ الجماد والنبات والحيوان ] عند أهل الكشف حيوان ناطق بل حيّ ناطق، غير أن هذا المزاج الخاص يسمى انسانا لا غير بالصورة ووقع التفاضل بين الخلائق في المزاج. .. قال تعالى :” وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ “6 وشيء نكرة، ولا يسبح الا حيّ عاقل عالم بمسبحه، وقد ورد ان المؤذن يشهد له مدى صوته من رطب ويابس. .. “ ( ف 1 / 147 ).

يتضح من النص ان النطق ليس صفة خاصة بالانسان، بل الكل حتى الجماد هو ناطق عند أهل الكشف، ويقدم الشيخ ابن العربي دليلين، الأول قرآني ( الآية ):

(وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ) ولا يسبح الا حيّ عاقل. والثاني من الحديث الشريف: حيث ورد ان المؤذن يشهد له مدى صوته من رطب ويابس 7 ؛ ولا يشهد الا حيّ عاقل.

اذن، التعريف الارسطي لا يتفق وشهود أهل الكشف، فلننظر ماذا يقدمون ؟

يقول الشيخ ابن العربي:

“ فأراد “ الهو “ ان يرى نفسه رؤية كمالية تكون لها ويزول في حقه حكم الهو فنظر في الأعيان الثابتة 8، فلم ير عينا يعطي النظر إليها هذه الرتبة الانانة 9، الا عين الانسان الكامل، فقدرها عليه وقابلها به، فوافقت الا حقيقة واحدة نقصت عنه، وهي وجودها لنفسها فاوجدها لنفسها.

فتطابقت الصورتان من جميع الوجوه: وقد كان قدر تلك العين على كل م أوجده قبل وجود الانسان من عقل ونفس وهباء وجسم وفلك وعنصر ومولد، فلم يعط شيء منها رتبة كمالية الا الوجود الانساني، وسماه انسانا لأنه أنس الرتبة الكمالية فوقع بما رآه الانس له فسماه: انسانا، مثل عمران، فالألف والنون فيه زائدتان في اللسان العربي “ ( ف 2 / 642 - 643 ).

“ ان معنى الانسانية هو: الخلافة عن اللّه، وان الخلافة عن اللّه مرتبة تشمل:

الولاية والنبوة، والرسالة والإمامة والامر والملك فالكمال الانساني بكمال هذه المراتب، وهو مركوز في الانسان بالقوة منذ آدم إلى آخر مولود. .. “

( بلغة الغواص ص 54).

نخلص من النصين السابقين إلى أن:

- حقيقة الانسان مرآة رأى فيها “ الهو “ نفسه، وظهر بتلك الرؤية، وامكانية تلك الرؤية نتجت عن حقائق اتاحت للانسان المضاهاة 10، فهو وحده اختصر في كونه الحقائق الإلهية فكان مرآة أنست الرتبة الكمالية لكمال حقيقتها الجامعة لجميع الحقائق الإلهية والكونية 11.

ولذلك سميت تلك الحقيقة انسانا.

- الانسانية مرتبة الخلافة عن اللّه، وكل من استخلفه اللّه حاز المرتبة والاسم

فالخليفة يظهر بصفات من استخلفه، لذلك ليس كل فرد من افراد البشر خليفة وبالتالي ليس انسانا حاز مرتبة الانسانية، بل بقي حيوانا، فهو انسان حيوان وليس انسانا خليفة 12.

..........................................................................................

( 1 ) لفتت هذه الآيات وأمثالها من الآيات المتعلقة بمظاهر طبيعية بم تحويه من معطيات لا يسمح بتفسيرها الا العلم المعاصر، نظر طبيب جراح فدرس العربية والقرآن وبالتالي انكب على دراسة الكتب المنزلة لمقارنتها بالعلم الحديث للوصول من خلال ذلك إلى اثبات منبعها الإلهي. ونجد في الصفحات التي سنرجع القراء إليها، تفسيرا كاملا عن المراحل التي يمر بها الانسان قبل ولادته في مقارنة حرفية بين القرآن والعلم الحديث.

انظر :-La Bible le coran et la science. Maurice Bucaille.

Ed. Seghers Paris 1976 PP .200 - 207( 2 )

يقول الشيخ ابن العربي:

“ ان حقيقة الانسان واحدة يجمعها آدم عليه السلام إذ هو مجموع الذرية “

( بلغة الغواص ص 30 ).

( 3 ) عبارة “ انسان كامل “ لم تأخذ هنا حدودها الاصطلاحية أو بكلام أوضح. يقصد الشيخ ابن العربي هنا بالانسان الكامل، المتحقق بالكمال لا من له الكمال بالأصالة. اذن يقصد كل من تحقق بالكمال من افراد الجنس البشري. انظر “ انسان كامل “.

( 4 ) راجع “ انسان حيوان “.

( 5 ) سوف نلاحظ ان مضمون الانسان عند الشيخ ابن العربي هو في الواقع تعريف للانسان المتحقق بالانسانية والكمال من حيث إنه المتفرد من البشر باستحقاقه اسم “ الانسان “.

( 6 ) الآية 17 / 44.

( 7 ) راجع تخريج الحديث في فهرس الأحاديث حديث رقم: ( 15 ).

( 8 ) راجع “ عين ثابتة “.

( 9 ) “ الانانة: قولك انا “ ( اصطلاحات الشيخ محي الدين العربي. - ص 294 ).

( 10 ) راجع “ نسخة “.

( 11 ) راجع “ مختصر “.

( 12 ) راجع “ انسان حيوان “ “ انسان كامل “.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!