موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


592. - المنّة والاستحقاق

المرادفات:

المنة والجزاء - المنة والوجوب - العناية والاكتساب - الكرامة والجزاء - الرضا والفضل - الوهب والجزاء الوفاق - الفضل 1 والعدل 2 - الابتداء والجزاء.

يقسم ابن العربي كل ما يرد من اللّه على العبد، من توبة أو رحمة أو جزاء أو عطاء أو اجر أو نعيم أو غير ذلك قسمين:

قسم يعطيه الحق العبد “ ابتداء “ من عين المنة ،

وقسم يعطيه الحق العبد “ استحقاقا “ جزاء عن عمل قام به 3.

ثم لا يلبث ابن العربي بعد ان يقسم العطاء الإلهي 4 قسمين، ان يضمّن أحدهما الآخر ويرجع الجزاء إلى عين المنة، وذلك لان كل عمل استحق به العبد الجزاء هو في الواقع امتنان الهي 5.

وبعد ما أشرنا إلى سبيلي العطاء الرئيسين، ننتقل إلى النصوص على أن نفرد لكل نوع من أنواع العطاء عنوانا جانبيا ونبين وجهيه.

***

المحبة:

محبة اللّه للعبد هي في الحقيقة محبتان، ككل عطاء الهي، ويسمى ابن العربي هاتين المحبتين بالأسماء التالية: حب منة وحب جزاء، أو محبة امتنان ومحبة جزاء - حب عناية وحب كرامة - حب ابتداء وحب جزاء. يقول:

“ قد اخبر اللّه تعالى ان للّه عبادا يحبهم ويحبونه 6، فجعل محبتهم [ العباد ] وسطا بين محبتين منه لهم.

فأحبهم فوفقهم بهذه المحبة لاتباع رسوله فيما جاءهم به من الواجبات عليهم. ..

ثم أعلمهم انهم إذا اتبعوه فيما جاء به أحبهم، فهذا الحب الإلهي الثاني ما هو عين الأول.

فالأول: حب عناية ،

والثاني: حب جزاء

وكرامة. .. في الأصل حب الكرامة دون حب العناية، فإنه حب جزاء فلا يخلص خلوص الحب الأول [ اي حب العناية ]. .. لان الحب الأول [ العناية ] ابتداء. والحب الثاني [ الكرامة ] جزاء. .. “ ( ف 4 / ص 102 - 103 ).

“ فقال [ تعالى ]” إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ “7 فهذه محبة جزاء واما محبته الأولى. .. فهي المحبة التي وفقك بها للاتباع، فحبك قد جعله اللّه بين حبين الهيين: حب منة وحب جزاء. .. “ ( ف 4 / 456 ).

“ ثم ينتج له [ العبد ] هذا العمل الذي هو نافلة [ من صلاة أو صوم ]. .. محبة اللّه إياه، وهي محبة خاصة جزاء، ليست هي محبة الامتنان، فان محبة الامتنان الأصلية اشترك فيها جميع أهل السعادة عند اللّه تعالى. .. “ ( ف 1 / 203).

وهكذا تظهر من النصوص محبتان من اللّه للعبد: محبة أولى، هي ابتداء عامة لكل أهل السعادة.

والثانية، جزاء استحقها العبد نتيجة نافلة أو عمل قام به وهي خاصة.

****

التوبة:

التوبة التي يمنحها اللّه للعبد كذلك توبتان يسميهما ابن العربي: توبة امتنان وتوبة جزاء. يقول :” ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا8، فهذه [ التوبة ] الأولى: توبة امتنان فإذا تاب عليهم بالمغفرة بعد توبتهم، كانت هذه التوبة [ الثانية ] الإلهية: جزاء. .. “ ( ف 4 / 303 ).

اذن التوبة الأولى من اللّه: ابتداء يهب بها للعبد العمل على استغفاره، حتى يصل بهذا العمل إلى التوبة الثانية، التي استحقها على عمله.

****

الاجر والجزاء:

ان مفهوم الاجر والجزاء يتضمن في حقيقته معنى: الاستحقاق.

وقد رأينا في “ التوبة والمحبة “ كيف ان ابن العربي يضع الجزاء في مقابل المنة.

اذن الجزاء هو في الواقع: استحقاق.

ولكن هنا يضيف ابن العربي إلى كلمة “ جزاء “ كلمة “ وفاقا “، فيصبح الجزاء الوفاق: هو الاستحقاق، في مقابل: “ الهبة والكرم “ اللذين يأخذان مفهوم: المنة 9.

كما في “ الجزاء “ كذلك الشأن في “ الاجر “، فالاجر: عوض عن عمل. اذن الاجر: استحقاق.

ولكن هنا يضع ابن العربي الاجر الذي يقتضيه الكرم في مقابل “ اجر الاستحقاق “.

يقول:

( 1 ) “ وفيه [ منزل الرؤية ] علم الجزاء الوفاق، وإذا اعطى [ اللّه سبحانه وتعالى ] ما هو خارج عن الجزاء، فذلك [ العطاء ] من الاسم الواهب والوهاب. .. “ ( ف 3 / 468 ).

كذلك نجد عنوان الباب الرابع والسبعين وثلثماية من الفتوحات كالآتي:

“ في معرفة منزل الرؤية، والرؤية، وسوابق الأشياء في الحضرة الربية، وان للكفار قدما كما أن للمؤمنين قدما، وقدوم كل طائفة على قدمها وآتية بامامه عدلا وفضلا من الحضرة المحمدية. .. “ ( ف 3 / 462 ).

“ وقوله: يا عبادي الذين اسرفوا 10. .. وأمثاله اطمع إبليس في رحمة اللّه من عين المنة. .. وفضل اللّه لا انقطاع له لأنه خارج عن الجزاء الوفاق. .. “ ( ف 4 / 4 ).

اذن الجزاء الوفاق 11 هو كل عطاء الهي بحسب طبيعة الممكن، فإن كان ابتداء فهو فضل من اللّه ومنة.

( 2 ) “. .. فان الاجر قد يقتضيه الكرم من غير وجوب، وقد يقتضيه الوجوب والذي يقتضيه الوجوب أعلى. .. “ ( ف 4 / 24 ).

“ فاعلم أن اللّه تعالى له المنة على عباده، بان هداهم للايمان برسله، فوجب عليهم شكر اللّه، وحلاوة الرسول فيضمنها اللّه عنهم. .. فمن جمع شعب الايمان كلها فجزاء الرسول من اللّه عن هذا الشخص الجامع [ لشعب الايمان ]. ..

فانظر ما للرسول عليه السلام من الأجور فاجر التبليغ: اجر استحقاق. .. “ ( ف 4 / 23 ).

وهكذا يجد ابن العربي ان اجر الاستحقاق هو الذي اقتضاه عمل ما، كالتبليغ بالنسبة للرسول عليه السلام، وهناك اجر اخر لم يستوجبه عمل بل

اقتضاه: الكرم الإلهي.

****

العطاء:

“ والعطاء: منه واجب ومنه امتنان، فإعطاء الحق العالم الوجود: امتنان.

وإعطاء كل موجود من العالم خلقه: واجب. .. “ ( ف 4 / 274 ).

“ ومن اعطى المستحق ما يستحقه سمي: عادلا، وعطاؤه: عدلا 12 “

( ف 2 / 60 ).

” العدل لا يصلح الا لمن *** يفصل في الخلق إذا يعدل

فان أبى اكوانه عدله *** فإنه بحقه يفضل “

( ف 4 / 236 )

وهكذا يكون العطاء: عطاء وجوب وعطاء امتنان. عطاء وجوب: هو الذي يناسب فيه العطاء المعطى له.

اما في عطاء الامتنان فيعم العطاء الجميع كما في الوجود.

فاعطاء الحق العالم الوجود: امتنان، كما يقول ابن العربي.

وليست هذه الجملة الا إشارة إلى رحمة الوجوب، التي وسعت كل شيء، وهي اعطاء كل موجود الوجود. كما سيأتي في الرحمة.

ويقول الشيخ الأكبر:

“ والوجود: كرم الهي امتناني “ ( ف 4 / 365 ).

****

الجنة والنعيم:

الجنة والنعيم هما نمطان من أنماط العطاء الإلهي، لذلك يتبعان العطاء في شقيه: الوجوب والامتنان.

فجنة الاعمال: هي الجنة التي يكتسبها المؤمن باعماله. اما جنة الاختصاص:

فإنها عناية وفضل الهي لا تكتسب بعمل.

يقول:

“. .. ينبغي لك ان تحزن على ما يفوتك من جنة الاعمال 13،. .. لا تعتمد الا على جنة الاختصاص فإنها مثل التوفيق للأعمال الصالحة في هذه الدار، لا تنال الا بالعناية لا بالاكتساب. .. “ ( ف 4 / 402 ).

“. .. السعيد والشقي فهما في نتائج اعمالهما هذه المدة المعينة [ مدة بقاء السماوات والأرض ]، فإذا انتهت انتهى نعيم الجزاء الوفاق وعذاب الجزاء ،

وانتقل هؤلاء إلى نعيم المنن الإلهية التي لم يربطها اللّه بالاعمال، ولا خصّها بقوم دون قوم، وهو عطاء مجذوذ [ الآية” عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ “( 11 108/ ) ]، ماله مدة ينتهي بانتهائها كما. .. [ و ] انتهت إقامة الحدود في الأشقياء والنعيم الجزائي في السعداء، بانتهاء مدة السماوات والأرض. .. “ ( ف 3 / 387 ).

يظهر من النص السابق ان نعيم المنن الإلهية: نعيم لم يربطه الحق بعمل ولا خصه بقوم دون قوم. وهو يتبع نعيم الجزاء الوفاق في المدة، أي بعد ان تنتهي مدة نعيم الجزاء الوفاق بانتهاء مدة السماوات والأرض، ينتقل السعيد إلى نعيم المنن الإلهية الذي لا نهاية له.

****

الرحمة [ رحمة الامتنان ورحمة الوجوب - رحمة الفضل ورحمة الرضى ]

الرحمة عند ابن العربي رحمتان: رحمة عامة تفضّل بها الاسم الرحمن.

هي رحمة الامتنان أو رحمة الفضل.

ورحمة خاصة أوجبها الاسم الرحيم هي رحمة الوجوب أو رحمة الرضى 14.

ثم لا يلبث الشيخ الأكبر ان يرجع رحمة الوجوب إلى رحمة الامتنان، فكل وجوب كان: بعمل امتنه اللّه في البدء.

يقول:

“ فأتى [ اللّه سبحانه وتعالى ] سليمان بالرحمتين: رحمة الامتنان ورحمة الوجوب اللتان هما: الرحمن والرحيم. فامتنّ بالرحمن، وأوجب بالرحيم.

وهذا الوجوب من الامتنان. فدخل الرحيم في الرحمن دخول تضمن.

فإنه كتب على نفسه الرحمة سبحانه، ليكون ذلك للعبد بما ذكره للحق من الاعمال التي يأتي بها هذا العبد، حقا على اللّه تعالى أوجبه له على نفسه يستحق بها هذه الرحمة - اعني رحمة الوجوب. .. “ ( فصوص الحكم 1 151/ ).

كما يقول:

“ رحمة اللّه قاصرة على أعيان مخصوصين، كما تكون بالوجوب في قوم منعوتين بنعت خاص.

وفيمن لا ينالها بصفة مقيدة وجوبا، تناله الرحمة من باب الامتنان، كم نالت هذا الذي استحقها، ووجبت له الصفة التي أعطته فاتصفت بها، فوجبت له الرحمة.

فالكل على طريق الامتنان نالها ونالته فما ثم الا: منة الهية أصل وفرعا. .. “ ( ف 3 / 526 ).

“ فهو [ اللّه تعالى ] رحمن: بالرحمة العامة وهي رحمة الامتنان، وهو رحيم:

بالرحمة الخاصة وهي الواجبة في قوله” فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ “15

وقوله :” كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ “16.

واما رحمة الامتنان فهي التي تنال من غير استحقاق بعمل. .. وهي رحمة عناية. ..

يقول من غضب اللّه عليه: امتن علينا بالرحمة التي مننت بها على أولئك [ غير المغضوب عليهم ] ابتداء من غير استحقاق. .. “ ( ف 3 / 550 - 551 ).

كما يظهر من النص التالي كيف ان رحمة الامتنان: رحمة عامة مطلقة، ورحمة الوجوب: رحمة مقيدة 17.

يقول:

“. .. الرحمتان اللتان ذكرهما سليمان في الاسمين اللذين تفسيرهما بلسان العرب: الرحمن الرحيم. فقيد: رحمة الوجوب. وأطلق: رحمة الامتنان. .. “ ( فصوص الحكم ج 1 ص 152 - 153 ).

..........................................................................................

( 1 ) يشرح الحكيم الترمذي كلمة “ فضل “ في القرآن في كتابه “ نظائر القرآن “ يقول: “ واما قوله “ الفضل “ [قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ( آل عمران / 73 ) ] على كذا وجه: فالفضل ما كان قبل القسمة، وذلك ان اللّه خلق الخلق في ظلمة قبل خلق السماوات والأرض بخمسين الف سنة، فقدر المقادير وقسم الحظوظ. فمن كانت له مشيئة قبل المقادير فإنما ناله ذلك من الفضل الذي ابرزه لاحبابه وأوليائه قبل القسمة والتقدير، وعدل بينهم في القسمة يوم المقادير وسوى الحظوظ، ثم أعطاهم من فضله هذه الزيادات التي نراها في الدين والدنيا “. ( تحصيل نظائر القرآن ص 126 ).

( 2 ) يجعل الحكيم الترمذي “ العدل “ من نظائر “ الشرك “ و “ السواء “ في القرآن الكريم ( راجع تحصيل نظائر القرآن ص 27 - 28 ).

( 3 ) هذه من أمهات الافكار عند الشيخ الأكبر، ونستطيع ان نعممها على كل عطاء الهي وان لم ترد في نص محدود. وهذا الموقف هو في الواقع موقف صوفي، لأنه بخلاف المتكلمين الذين كثيرا ما يختلفون في الفضل الإلهي ومدى انسجامه في الوجود مع مفهومهم للعدل الإلهي.

ونجد في “ الكتاب الأوسط في المقالات “ اختلاف آراء أهل الصلاة في العدل والفضل: “. ..

افعال اللّه كلها عدل. .. قال عبد اللّه [ الناشئ الأكبر ت 293 هـ ]: كل جزاء من اللّه فضل وليس كل فضل منه جزاء. ..

والعدل من اللّه انما هو في العدالة بين ايلام الحيوان والذاذه وبين وعده ووعيده ومجازاته فقط، والفضل فيما جاد به اللّه عز وجل وليس كل جود عدلا. .. “ (مقتطفات من الكتاب الأوسط في المقالات للناشيء الأكبر. جمعها ابن العسال النصراني نشر يوسف فان اس - سلسلة نصوص ودراسات المعهد الألماني في بيروت ص ص 102 - 103 ).

حتى النبوة يراها المتكلمون عطاء فيختلفون فيها هل هي ثواب أم ابتداء ؟ وهذه فكرة ابن العربي نفسها في المنة والوجوب فالثواب وجوب والابتداء منة.

راجع مقالات الاسلاميين، الأشعري ج 2 ص 137 بحث رقم 162.

- كما يراجع كتاب “ اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع “، للأشعري ص 115 - 116 حيث يقابل بين الفضل والبخل.

وبينما نجد المتكلمين حذرين فيما يتعلق بالفضل الإلهي نظرا لتشديدهم على العدل، نرى الصوفية أوسع ادراكا لمفهوم العدل الإلهي فيثبتون “ الفضل “ دون ان يؤثر ذلك على “ العدل “، يقول إبراهيم بن أدهم.

“ خلا المطاف ليلة فطفت وصرت أقول يا رب أسئلك الحفظ من المعاصي، فهتف بي هاتف: يا إبراهيم أنت تسئلني الحفظ وكل عبادي يسألونني ذلك، فإذا حفظتهم من المعاصي فعلى من أتفضل ؟ “ ( طبقات الأولياء - المناوي ج 1 ص 75 - 76 ).

- كما يراجع كتاب “ التجريد في كلمة التوحيد “ لاحمد الغزالي ص ص 10 - 12 وص 26 وص 32 حيث يتكلم باسهاب على عالم العدل وعالم الفضل.

اما نجم الدين كبرى فيجعل الصفات الإلهية شقين: صفات الفضل وصفات العدل بمعنى صفات الجمال وصفات الجلال يقول:

“ ثم التجلي بالاتصاف وهو ان يتخلق القلب بهذه الاخلاق ويتصف بهذه الصفات [ الإلهية ]، بان يكوّن ويوجد ويحيي ويميت ويرحم ويعاقب إلى غير ذلك من صفات الفضل والعدل. .. “ ( فوائح الجمال ص 29 ).

( 4 ) نجد فكرة الجزاء والابتداء تمت إلى الكيان الفكري لابن العربي نفسه. فكل ما يكون مبنيا على فكرة المعاوضة والعوض فهو جزاء. وهنا نشير إلى أن هذه الفكرة تترك أحيانا مجال العطاءات الإلهية التي سنتكلم عليها بالتفصيل لتنسحب على افعال الانسان فالسيئة مثلا منها شرعية ومنها جزائية.

السيئة الشرعية هي التي يقوم بها العبد ابتداء، ويكون بها مأثوما عند اللّه، اما السيئة الجزائية فهي شرعا ليست سيئة ولا يحاسب عليها وان كانت سيئة لأنها ليست ابتداء بل جزاء.

يقول ابن العربي:

” ان القبيح لاقسام مقسمة * عرفية والتي التشريع بيّنها

فمن عفا عن مسيئ نفسه انفت * عن الجزاء لان السوء عينهاوهنا قال [ تعالى ] سيئة مثلها [جَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها( 42 / 40 ) ] فالسيئة الأولى:

سيئة شرعية صاحبها مأثوم عند اللّه.

والسيئة الثانية الجزائية ليست بسيئة شرعا وانما هي سيئة من حيث إنه تسوء المجازي بها. .. “ ( ف 4 171/).

كما يقول أبو العباس محمد بن يزيد المبرد النحوي ت 285 هـ في كتابه “ ما اتفق لفظة واختلف معناه من القرآن المجيد “: المطبعة السلفية - القاهرة 1350 ه ص 13.

“ وقوله تعالى ( 2 / 190 )” فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُو عَلَيْهِ “المعنى: فاقتصوا منه، يخرج اللفظ كلفظ ما قبله كقول العرب الجزاء بالجزاء، والأول ليس بجزاء فالفعلان متساويان والمخرجان متباينان، إذ كان الأول ظالما والثاني انما اخذ حقه. ومثله ( 42: 38 )” وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها “. والثانية ليست بسيئة تكتب على صاحبها، ولكنها مثلها في المكروه لان بالثاني يقتص. .. “

( 5 ) اما كون العمل الذي استحق به العبد الجزاء امتنانا الهيا، فلان العبد لم يكن ليفعله لو لم يمن اللّه عليه بالهداية لفعله، وهذه الهداية هي ابتداء لم يستحقها العبد بفعل بل تفضل اللّه بها عليه. اذن: منة.

( 6 ) إشارة إلى الآية” فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ “[ 5 / 54 ].

( 7 ) الآية 3 / 31

( 8 )” ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ “( 9 / 118 ).

( 9 ) والجدير بالذكر ان كلمة “ الجزاء الوفاق “ هي قرآنية يقول تعالى :” إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً جَزاءً وِفاقاً “( 78 / 26 ).

” (10 )قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ ل تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ “( 39 / 53 ).

( 11 ) يراجع بشأن الجزاء الوفاق الفتوحات ج 4 ص 265.

( 12 ) راجع المعاني المختلفة لكلمة “ عدل “ في هذا المعجم.

( 13 ) جنة الاعمال هي نفسها جنة الجزاء انظر ف 2 / 599. حيث يسميها “ جنة جزاء العمل “.

( 14 ) يقول ابن العربي:

“ رحمة الرضى ورحمة الفضل وأنواع الرحموتيات “ ( ف 3 / 474 ).

رحمة الرضى هي رحمة الوجوب لأنها رضاء من اللّه عن العبد استناد لافعاله، ورحمة الفضل امتن بها اللّه على عبده ابتداء.

” ( 15 )فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ “( 7 / 156 ).

” ( 16 )كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ “( 6 / 12 ).

( 17 ) يراجع بخصوص الرحمتين عند ابن العربي:

- الفتوحات ج 4 ص 163 حيث يقول: “ فمنا [ الممكنات ] من يأخذها [ الرحمة ] بطريق الوجوب. .. ومنا من يأخذها بطريق الامتنان من عين المنة والفضل الإلهي “.

- فصوص الحكم ج 1 ص 180.

- الفتوحات ج 4 ص 57 وص 274.

- الفتوحات ج 3 ص 485.

- تعليق أبو العلا عفيفي على الرحمتين فصوص الحكم ج 2 ص ص 205 - 207. حيث يجد ان رحمة الامتنان العامة هي الوجود.

- راجع كلمة “ رحمة “ في هذا المعجم.

****


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!