موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


62. الإنسان الكامل

 - بعض المصطلحات التي ترادف مفهوم الانسان الكامل في ماهيته أو طبيعته الميتافيزيقية أو في دلالانه نفسها في التعبير عن التجربة الصوفية 1.

حقيقة الحقائق - الحق المخلوق به 2 - فلك الحياة 3 - أصل العالم 4- أصل الجوهر الفرد - الهيولي 5 - المادة الأولى 6 - جنس الأجناس 7 - الحقيقة الكلية - الفلك المحيط - العدل 8 - كل شيء 9 - الكتاب 10 - المفيض 11 - مركز الدائرة 12 - العقل الأول 13 - القلم الاعلى 14 - العقاب - الدرة البيضاء - العرش المجيد 15 - الامام المبين 16 - الروح الكلي 17 - روح العالم - نور محمد - التعين الأول - اللوح المحفوظ 18 - عرش اللّه 19 - الخليفة - نائب عن اللّه - ظل اللّه 20 - النسخة العظمى أو الجامعة أو الكاملة 21 - الكلمة الجامعة 22 - البيت الاعلى 23 - المختصر الشريف 24 - عين الجمع والوجود - الممد الأول ( 9 ) المعلم الأول - البرنامج الجامع - مرآة الحق والحقيقة - البرزخ - الانسان الأزلي 25.

 - تعليق على كثرة المترادفات:

لقد أوردنا فيما تقدم بعض 26 المترادفات لعبارة الانسان الكامل، ليتسنى للقارئ ان يدخل في عمق فكرتها عند الشيخ ابن العربي، وفي أوج شمولها لكل ما

تحتويه من صفات وحقائق ونسب ومفاهيم.

ويعود السبب في كثرة هذه المترادفات إلى باعثين:

الأول: ان كل مصطلح عند الشيخ ابن العربي هو كلمة ترمز إلى حقيقة، هي في الواقع واحدة لها وجوه عدة.

فالحقيقة المحمدية مثلا هي حقيقة واحدة تتعدد في وجوهها ونسبها.

فيأخذ كل وجه صفة تميّزه من الوجه الآخر وبالتالي اسما آخرا.

وهكذا تتعدد المترادفات وكل منها له نسبة إلى هذه الحقيقة الواحدة وهو هي أيضا لأنه يرمز إليها.

الثاني: ان النزعة التوفيقية بين الدين والفلسفة التي وسمت الفكر الاسلامي في القرنين الرابع والخامس الهجريين، شطحت عند الحاتمي في اتساعها.

فهو ذو نزعة توفيقية شاملة لكل المذاهب والتيارات الفكرية، انه يوحد في موقفه الفلسفي متنافرات عقائد السابقين.

لقد بلغ من سعة أفقه ان استوعب في نظريته مصطلحات ومضامين سابقة متباعدة وهذه النزعة التوحيدية أدت إلى كثرة المترادفات، واتخاذها معاني جديدة تتلاءم ومنهجه النظري.

ونشير إلى نص من التدبيرات الإلهية يبين كيفية تقريبه وتوحيده للمضامين والمصطلحات المتباعدة ،

يقول في الباب الأول:

“ [ العنوان ] في وجود الخليفة الذي هو ملك البدن واغراض الصوفية فيه وتعبيرهم عنه، وهو الروح الكلي. .. وعبّر أهل الحقائق عن هذا الخليفة بعبارات مختلفة، لكل عبارة منها معنى، فمنهم من عبّر عنه بالامام المبين ومنهم من عبر عنه بالعرش ومنهم من عبر عنه بمرآة الحق. .. فاما ما اطلق عليه بعض المحققين من أهل المعاني: المادة الأولى، فكان الأولى ان يطلقوا عليه الممد الأول. ..

وعبر عنه بعضهم بالعرش. .. وعبر عنه بعضهم بالمعلم الأول 27. ..

وعبّر عنه بعضهم بمرآة الحق والحقيقة. ..

وعبر عنه الشيخ العارف أبو الحكم بن برجان 28 بالامام المبين: وهو اللوح المحفوظ المعبر عنه: بكل شيء. ..

وعبر عنه بعضهم: بالمفيض وبه كان يقول شيخنا وعمادنا أبو مدين 29. ..

وعبر عنه بعضهم بمركز الدائرة. .. “ ( ص 120 - 128 ).

نجد الشيخ ابن العربي في هذا الباب 30، قد استوعب ثقافة عصره واستطاع ان ينفذ من خلال الكلمات والمصطلحات إلى حقيقة ما تعبر، عنه هذه الكلمات ،

ويلمس بالتالي وحدتها.

 - مضمون “ الانسان الكامل “ عند الشيخ ابن العربي 31 الشيخ ابن العربي هو أول من استعمل تعبير “ الانسان الكامل “ في الفكر الصوفي والفلسفي الاسلامي، هذا من ناحية اللفظ 32.

اما المضمون فقد استقاه من ينابيع متعددة 33 لم تؤثر في ابتكاره وفرديته.

ان أهم ما يميّز فلسفة الحاتمي تلك المكانة التي استوى عليها الانسان:

فالمطالع كتبه يشعر بالاعتزاز من تدفق سيل الصفات العالية الرفيعة، التي تميّز الحقيقة الانسانية. ولكن رغم ان هذه النظريات المترابطة المتكاملة تنعش الكرامة الانسانية الا انها تظل في مجملها في مرتبة وجودية مثالية، اي تصف الانسان “ كما يجب ان يكون “ ( قيمة كمالية )، لا الانسان “ كما هو “ من صميم واقعه الانساني، وربما اعترض الشيخ الأكبر مشددا بان انسانه الكامل ليس نظرية تصف الانسان “ كما يجب ان يكون “. ولكنها واقع عاشه الانسان الكامل.

لا يسعنا هنا الا ان نوافقه الرأي، ولكن هذه الموافقة لا تخفف من حدة النقد شيئا، بل توصلنا إلى الاستنتاجين التاليين:

 - ان “ الانسان الكامل “ ظاهرة فردية لا تنطبق على الواقع الانساني العام.

 - لقد جعل الشيخ ابن العربي “ اللّه “ مقياسا للكمال الانساني، بدل ان يستقرىء الانسان متخذا إياه القياس.

ولذلك تتوالى مصطلحاته المرادفة للانسان الكامل: ظل اللّه - عرش اللّه - خليفة اللّه. ..

ربما انتقد أحدهم تقديمنا هذه الاستنتاجات على شرح مضمون الانسان الكامل عند الشيخ الأكبر.

ولكن حجتنا في هذا التقديم هو ان نبين بوضوح انه في قلب فلسفة تبحث الانسان الكامل، لم نصل إلى مفاهيم انسانية بالتعبيرات الفلسفية الحديثة.

ولذلك يجب الّا ننتظر بحثا في “ الانسان “ بل بحثا في “ صورة الحق “.

ولنعد إلى عبارة “ الانسان الكامل “، فهي مؤلفة من لفظين وقد سبق لن ايضاح لفظة انسان فلتراجع.

اما “ كامل “ فليس لها اي معنى خلقي على الاطلاق بل تفيد:

تمام الشمول للصفات كافة، دون النظر إلى تصنيفها الخلقي من خير أو شر.

فللكمال هنا معنى وجودي - اي وجود جميع الصفات الإلهية والكونية أو

قابلية وجودها في الانسان - وليس خلقيا، اذن انسان كامل في وجوده.

 - كمال المعرفة بالنفس وباللّه.

فالانسان الكامل هو من أدرك في مرحلة من مراحل كشفه وحدته الذاتية بالحق، ووصل من تحققه هذا إلى كمال المعرفة بنفسه وباللّه. اذن انسان كامل في معرفته 34.

وهكذا نجد ان للكمال معنى انطولوجيا وابستمولوجيا وليس خلقيا.

يجب ان ننبه هنا دفعا لكل التباس، إلى أن المقصود بالانسان الكامل هو محمد صلى اللّه عليه وسلم، ولم يختلط على دارسي الشيخ ابن العربي عبارة أكثر من هذه، لان الشيخ ابن العربي نفسه يستعملها أحيانا للكلام على الحقيقة المحمدية، وأحيانا ليعبر عن آدم أو عن الكامل من الرجال أمثال أبي يزيد وغيرهم، اذن، من هو الانسان الكامل بين هؤلاء ؟

وهل تعني هذه العبارة جنسا يضم في حناياه الكثير من الافراد، أم هي اسم لحقيقة واحدة متميزة ؟

ان الانسان الكامل هو محمد صلى اللّه عليه وسلم، أو بعبارة أخرى الحقيقة المحمدية، ولكن هذه الحقيقة قطب يدور في فلكه دائما كل طالب للكمال، فل يزال يدور، اي يتحقق بالصفات المحمدية، ويدور. ..

وفي دورانه يصغر قطر الدائرة ويصغر، حتى يتلاشى القطر، ويتحقق الطالب بوحدته الذاتية مع مركز الدائرة، اي الحقيقة المحمدية.

وهنا في تحققه يطلق عليه اسم من تحقق به، اي اسم الانسان الكامل.

فعبارة الانسان الكامل هي لصاحبها اي لمحمد صلى اللّه عليه وسلم، ويصح ان نطلقها على المتحققين به الفانين، لأنهم أصبحوا عينه [ الصفاتية 35 ] ،

فهي أصلا لصاحبها الذي خلق انسانا كاملا. وهي تحققا لأكمل الرجال الذين جاهدوا في سلوك طريقها 36.

اما فحوى هذا المصطلح فيحدده كلامنا السابق على معنى الكمال عند الشيخ الأكبر لان لكل كمال من الكمالين وظيفة.

- ( 1 ) إذا نظرنا إلى الكمال انطولوجيا، اي بالمعنى الأول للكمال عند الشيخ الأكبر، تتحدد وظيفة الانسان الكامل الانطولوجية بأنه:

الانسان الكامل: هو الحد الجامع الفاصل بين الحق والعالم: 37

فهو يجمع من ناحية بين الصورتين 38: يظهر بالأسماء الإلهية فيكون حقا، ويظهر بحقيقة الامكان فيكون خلقا وهو يفصل من ناحية أخرى بين وجهي الحقيقة فيمنع

الخلق من عودة الاندراج في الغيب الذي ظهر منه، انه حد بين الظاهر والباطن يمنع الظاهر من اندراجه في البطون 39 - كما أن الانسان الكامل هو علة وجود العالم والحافظ له 40.

يقول الشيخ ابن العربي:

( ) “ الانسان الكامل أقامه الحق برزخا بين الحق والعالم، فيظهر بالأسماء الإلهية فيكون، حقا، ويظهر بحقيقة الامكان فيكون، خلقا. .. “ ( ف 2 / 391 ).

“ الانسان الكامل الجامع حقائق العالم وصورة الحق سبحانه “ ( ف 3 / 447 ).

“ الانسان الذي خلقه اللّه في أحسن تقويم وأبرزه نسخة كاملة جامعة لصور حقائق المحدث وأسماء القديم. .. وأنشأه برزخا جامعا للطرفين. .. “ ( عقلة المستوفز ص 42).

“ فما صحت الخلافة الا للانسان الكامل، فأنشأ صورته الظاهرة من حقائق العالم وصوره، وأنشأ صورته الباطنة على صورته تعالى، ولذلك قال فيه “ كنت سمعه وبصره “ ما قال كنت عينه واذنه: ففرق بين الصورتين “ ( فصوص 1 / 55).

“ في الانسان قوة كل موجود في العالم، فله جميع المراتب ولهذا اختص وحده بالصورة فجمع بين الحقائق الإلهية وهي الأسماء وحقائق العالم. .. فكان الانسان أكمل الموجودات. .. فكل ما سوى الانسان خلق، الا الانسان فإنه خلق وحق. فالانسان الكامل هو على الحقيقة الحق المخلوق به، اي المخلوق بسببه العالم. .. “ ( ف 2 / 396 ).

“ فالكامل من الخلفاء كالحبوب من الحبة. .. فيعطي كل حبة ما أعطته الحبة الأصلية لاختصاصها بالصورة على الكمال. .. وما عدا الخلفاء من العالم فلهم من الحق ما للأوراق والأغصان والأزهار والأصول من النواة. .. “ ( ف 3 / 370 ).

“ ان الانسان الكامل لا يبقى له في الحضرة الإلهية اسم الا وهو حامل له “ ( كتاب حلية الابدال. ط. حيدرآباد ص 9 ).

“ في خلقه على الصورة. .. الانسان الكامل ولهذا سمّي كاملا، وانه روح العالم، والعالم المسخر له علوه وسفله، وان الانسان الحيواني من جملة العالم المسخر له. .. “ ( ف 3 / 266 ).

( ب ) “ فكأنه [ الانسان ] برزخ بين العالم والحق وجامع لخلق وحق وهو الخط الفاصل، بين الحضرة الإلهية والكونية كالخط الفاصل بين الظل والشمس وهذه حقيقته. .. “ ( انشاء الدوائر - ص 22 ).

 - وإذا أخذنا الكمال ابستمولوجيا، اي بالمعنى الثاني عند الشيخ ابن العربي، تتحدد وظيفة الانسان الكامل الابستمولوجية بأنه: المشكاة التي يستمد من خلالها كل عارف معرفته، وكل عالم علمه، حتى الأنبياء. فهو الممد للهمم.

وكما هو برزخ بين الحق والخلق في الوجود كذلك هو برزخ بينهما في العلم والمعرفة 41.

يقول الشيخ ابن العربي:

“ الحمد للّه منزل الحكم على قلوب الكلم 42 بأحدية الطريق الأمم من المقام الأقدم. .. وصلى اللّه على ممد الهمم. .. محمد وعلى آله وسلم “

( فصوص 1 / 47 ).

“ وهو [ الانسان الكامل ] الكلمة الجامعة، وأعطاه اللّه من القوة بحيث انه ينظر من النظرة الواحدة إلى الحضرتين: فيتلقى من الحق ويلقي إلى الخلق “.

( ف 2 / 446 ).

راجع “ حقيقة الحقائق “

كلمة أخيرة: لا نستطيع ان نقول اننا أشبعنا البحث في الانسان الكامل عند الشيخ ابن العربي، لان فكرة الانسان الكامل لها عدة وجوه ستبحث كل منها في مكانها والا وقعنا في ترداد ممل، ولذلك نرجو القارئ ان يعود إلى المترادفات التي أثبتناها في البداية ويرجع إلى أماكنها من المعجم هذا لأن أكثرها يدخل ضمن مصطلحاته.

..........................................................................................

( 1 ) أكثر المصطلحات المترادفة التي سترد قد بحثت في هذا الكتاب بشكل مستقل، فلتراجع.

( 2 ) راجع “ الحق المخلوق به “ كما يراجع انشاء الدوائر ص 17، و “ عقلة المستوفز “ ص 51، ومن اين استقى الشيخ ابن العربي فلسفته الصوفية. مجلة كلية الآداب - جامعة الإسكندرية سنة 1933 ص 10.

( 3 ) راجع “ انشاء الدوائر “ ص 17 - كما يراجع مجلة كلية الآداب جامعة الإسكندرية سنة 1957 مقال بعنوان “ أبو القاسم بن قسي “ وكتابه “ خلع النعلين “ بقلم أبو العلا عفيفي ص 80.

( 4 ) يظهر العالم عن أصلين: أصل معقول وهو حقيقة الحقائق وأصل موجود وهو اللّه. راجع “ انشاء الدوائر “ ص 17 وص 32.

( 5 ) راجع “ انشاء الدوائر “ ص 19.

( 6 ) ان عبارة “ المادة الأولى “ لم يطلقها الشيخ ابن العربي على حقيقة الحقائق أو الانسان الكامل. بل تبناها من الفكر الذي سبقه، وان كان يفضل استبدال عبارة “ الممد الأول “ بها “ راجع “ انشاء الدوائر ص 19 - والتدبيرات الإلهية ص 122.

( 7 ) راجع “ انشاء الدوائر “ ص 19. ( 8 ) راجع “ عدل “ وف 2 / 60.

( 9 ) راجع كلام الشيخ ابن العربي في ارجاعه هذه الالفاظ لابن برجان كتاب التدبيرات الإلهية ص 125 وعقلة المستوفز ص 52.

( 10 ) راجع “ التدبيرات الإلهية “ ص 126.

( 11 ) انظر ارجاع الشيخ ابن العربي لهذا المصطلح لأبي مدين، التدبيرات الإلهية ص 126. ( 12 ) انظر التدبيرات الإلهية ص 128.

( 13 ) ( 14 ) ( 15 ) راجع عقلة المستوفز ص 52 ،

( 16 ) راجع كلام الشيخ ابن العربي في ارجاعه هذه الالفاظ لابن برجان كتاب التدبيرات الإلهية ص 125 وعقلة المستوفز ص 52.

( 17 ) راجع عقلة المستوفز ص 52 ،

( 18 ) راجع كلام الشيخ ابن العربي في ارجاعه هذه الالفاظ لابن برجان كتاب التدبيرات الإلهية ص 125 وعقلة المستوفز ص 52.

( 19 ) ان الانسان “ عرش اللّه “ وليس “ عرش الرحمن “ راجع كتاب “ التدبيرات الإلهية “ ص 123 - كما يراجع كتاب الجلالة ص 4 ط. حيدرآباد وبلغة الغواص ص 10 - ( 20 ) راجع كتاب الجلالة ص 4.

( 21 ) راجع “ نسخة “ وكتاب عقلة المستوفز ص 42، 45، 51، 94.

( 22 ) راجع “ كلمة “ كما يراجع عقلة المستوفز ص 94.

( 23 ) راجع “ عقلة المستوفز “ ص 43 ،

( 24 ) راجع “ مختصر شريف “ وكتاب عقلة المستوفز ص 94 ،

( 25 ) “ الانسان الأزلي فنسب الانسان إلى الأزل، فالانسان خفي فيه الأزل فجهل لان الأزل ليس ظاهرا في ذاته، وانما صح فيه الأزل لوجه ما من وجوه وجوده. .. جهة وجوده على صورته التي وجد عليها في عينه في العلم القديم الأزلي المتعلق به في حال ثبوته فهو موجود أزلا. .. “ ( ف 1 / 54 ).

( 26 ) نقول “ بعض “ المترادفات لأننا لم نحصها جميعا، فالاحصاء العلمي الدقيق لمترادفات هذا

المصطلح يتطلب الكثير من الصفحات لان كل مترادف أشرنا اليه هو بحد ذاته باب لمجموعة أخرى من المترادفات، ولذلك نكتفي بما أوردنا على أن يبحث كل ما يمت إلى الانسان الكامل في أماكن أخرى من هذا المعجم.

( 27 ) المعلم الأول إشارة إلى موقف آدم من الملائكة ولا علاقة له بارسطو ،

( 28 ) من صوفية الأندلس توفى بمراكش عام 537 ه.

( 29 ) أبو مدين شعيب بن الحسين الأندلسي التلمساني الصوفي المشهور، مدفنه بتلمسان ت - سنة 594 ه. له ترجمة طويلة في نفح الطيب 7: 136 - 144 والتشوف إلى رجال التصوف للنادلي ص 316 - 325.

( 30 ) راجع هذا الباب من التدبيرات الإلهية.

( 31 ) لقد تغلغلت فكرة “ الانسان الكامل “ في كل تراثنا الصوفي بعد الشيخ ابن العربي، فلا يخلو تعريف من نفحته فلنلق نظرة على “ الانسان الكامل “ بعده:

- “ الانسان الكامل هو الجامع لجميع العوالم الإلهية والكونية الكلية والجزئية وهو كتاب جامع للكتب الإلهية، فمن حيث روحه وعقله كتاب عقلي مسمى بأم الكتاب ومن حيث قلبه كتاب اللوح المحفوظ ومن حيث نفسه كتاب المحو والاثبات. فهو الصحف المكرمة المرفوعة المطهرة. .. “ ( تعريفات الجرجاني ص 39 ).

- “ الحقيقة الانسانية الكمالية هي حضرة الألوهية المسماة بحضرة المعاني، وبالتعين الثاني والمعنى بكونها الحقيقة الانسانية الكمالية هو كون صورة الانسان الكامل صورة لمعنى ولحقيقة. ذلك ان المعنى وتلك الحقيقة هي حضرة الألوهية المسماة بالتعين الثاني. فكان الانسان الكامل هو مظهر التعين الثاني. والانسان الأكمل هو مظهر التعين الأول المسمى بحقيقة الحقائق “ ( لطائف الاعلام - ورقة 82 ب ).

نلاحظ ان صاحب لطائف الاعلام يرادف الانسان الكامل بالتعين الثاني وذلك أنه يميز بين الانسان الكامل والانسان الأكمل على حين ان الشيخ ابن العربي يقتصر على الانسان الكامل الذي يوازي الأكمل هنا وبالتالي التعين الأول.

- “ ومرتبة الانسان الكامل عبارة عن جمع جميع المراتب الإلهية والكونية من العقول والنفوس الكلية والجزئية ومراتب الطبيعة إلى آخر تنزلات الوجود. ويسمى بالمرتبة العمائية أيضا فهي مضاهية للمرتبة الإلهية ولا فرق بينهما الا بالربوبية والمربوبية لذلك صار خليفة اللّه “.

( مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم. القيصري - ق 4 ب).

- الأجوبة عن الانسان الكامل مخطوط الظاهرية رقم 6824 من 215 - 225، لم يذكر المؤلف ولكن أجوبته عن أسئلة السائل فيها، مقاطع كاملة من كتب الشيخ ابن العربي انظر ص 223 ب مثلا.

- اما الجيلي فلا نقتبس منه خلاصة في هذا الموضوع لأنه يعتبر بحق فيم يتعلق بالانسان

الكامل، الصورة الواضحة الكاملة التي بذرتها إشارات الشيخ الأكبر، وم على القارئ الا ان يتصفح كتابه “ الانسان الكامل “ ليرى ثمار المتصوف الأندلسي يانعة طرية.

كما يراجع:

- كتاب “ الانسان الكامل في الاسلام “ لعبد الرحمن بدوي. القاهرة 1950 وخصوصا الصفحات من 79 إلى 112 حيث يترجم مقاله لماسينيون عن الانسان الكامل في الاسلام.

- المرجع السابق نفسه ص ص 63 - 72، حيث يبين هانز هينرش شيدر الأصول التاريخية التي استمد منها الشيخ ابن العربي نظرية الانسان الكامل، ويؤكد على أن الغنوص الاسلامي الذي نشأ في بابل متكونا من عناصر مانوية وهلينية قد نقل إلى إسبانية في عصر مبكر ووجد كماله عند الشيخ ابن العربي ،

ثم يشرح نظرية الشيخ ابن العربي في الانسان الكامل ويقارنها بموقف الحلاج ويبين تأثيرها في الشعر الفارسي والتركي. فليراجع.

- مجلة المشرق بيروت 1958. ص 129 - 155، مقال الأب ميشال الحايك بعنوان “ الانسان الكامل وميزته النشورية في الاسلام “.

- نظريات الاسلاميين في الكلمة. أبو العلا عفيفي. مجلة كلية الآداب سنة 1944 - مايو العدد الأول.

- في التصوف الاسلامي وتاريخه. نيكلسون. ترجمة أبو العلا عفيفي. القاهرة ص ص 85 - 88-Louis Gardet. Etudes de philosophie et de mystique comparees ed. J. Vrin. PP: 217 - 218. ( حيث يقارن آدم قبل الهبوط في المسيحية مع الانسان الكامل في التصوف الاسلامي )

( 32 ) ان الشيخ ابن العربي، في رأي نيكلسون، هو أول من استعمل عبارة الانسان الكامل، وان كان الدكتور كامل مصطفى الشيبي يرى أنه استقاها من رسائل اخوان الصفاء، وبالتحديد من العبارة التالية: “. .. ولما رأيناك [ المقصود المريد الإسماعيلي ] بهذه الصفة وعرفناك بهذه المعرفة، لم يحل لنا ولا وسعنا في ديننا ان نكتمك النصيحة ولا نؤدي إليك الأمانة لئلا ترانا بين الخيانة وليصح عندك قول نبين الصادق الفاضل السيد الكامل: سافروا تغنموا “.

راجع كتاب الصلة بين التصوف والتشيع - الدكتور كامل الشيبي الطبعة الثانية - دار المعارف بمصر ص ص 464 - 465.

- ويرى هانز هينرش شيدر ان الأصول الإيرانية القديمة وبخاصة الخطبة النعاسنية، هي التي تقدم اللفظ الاصطلاحي “ الانسان الكامل “ لأول مرة. انظر: الانسان الكامل في الاسلام. بدوي ص 34.

( 33 ) راجع:

- مجلة كلية الآداب المجلد الثاني الجزء الأول 1934 نظريات الاسلاميين في الكلمة لأبي العلا

عفيفي ص ص 59 - 60، حيث يبين تأثير الفلسفة الرواقية اليونانية في الانسان الكامل عند الشيخ ابن العربي.

- من التراث الصوفي. لسهل بن عبد اللّه التستري. ج 1 - دراسة وتحقيق الدكتور محمد جمال جعفر الطبعة الأولى 1974 دار المعارف بمصر ص ص 296 - 310. حيث يبين الدكتور جعفر “ الحقيقة المحمدية “ عند التستري الذي تبنّى فكرة سفيان الثوري ت 261 ه في “ عمود النور “. وأثبت أسبقية الوجود المحمدي على الخليقة دون ان يصل بها إلى صراحة الحلاج في نصه على أزلية النبي، ثم لا يلبث الدكتور جعفر ان يلمح إلى امكانية استفادة الشيخ ابن العربي من أقوال سهل عن النور المحمدي ( ص 304 ).

-Exegeses Coranique p. 384حيث أورد الأب نويا عبارة للنفري صاحب المواقف فسرها التلمساني في ضوء فكرة الانسان الكامل. فلتراجع.

اما بخصوص الأصول التاريخية لفكرة الانسان الكامل، فيقول ماسينيون انه “ قد بدت في تاريخ مذاهب الانسانية من عهد موغل في القدم. وكتب المتون في الدين المقارن، وقد جعلت نقطة ابتدائها من آساس سكونية ( استاتيكية ) آرية انما ترى فيه خصوصا انه “ الانسان الكامل “ و “ الكيومرث “ عند المزدكية. و “ آدم قدمون “ في كتب القبالة اليهودية، و “ الانسان القديم “ عند المانوية المستعربة “ ( الانسان الكامل في الاسلام.

نشر بدوي الطبعة الثانية ايار 1976 ص 113 ).

( 34 ) راجع “ نظريات الاسلاميين في الكلمة “ أبو العلا عفيفي ص 62، حيث يجد أبو العلا ان الشيخ ابن العربي يخلط بين نظريتين أو على الأقل يتردد بينهما: نظرية فلسفية ترى ان الانسان أكمل مخلوق في الوجود. .. ونظرية صوفية هي م أوردناه من تمام المعرفة بالنفس وباللّه. ولكن الشيخ ابن العربي لا يخلط كما يخيل لأبي العلا بل يقرر وظيفتين للانسان الكامل، وظيفة انطولوجية ووظيفة ابستمولوجية كما نبين ذلك بما يأتي. ( 35 ) راجع “ على قدم - القدمية “.

( 36 ) يثبت ما أشرنا اليه ان الشيخ ابن العربي يقرر أحيانا ان الانسان الكامل خلق على الصورتين جامعا كافة الحقائق. وأحيانا أخرى يراه قابلا لجميع الحقائق، والواضح انه في الأولى يقصد الانسان الكامل بالفعل اي محمد صلّى اللّه عليه وسلم، وفي الثانية يشير إلى الانسان الكامل بالقوة المتحقق أو القابل للتحقق بالانسان الكامل.

“ نفس الانسان الكامل القابلة لجميع الأسماء الإلهية والكونية “ ( ف 3 / 267 ).

“ الانسان منطو على جميع اسرار العالم، قابل لجميع الصفات والمراتب. .. “

( بلغة الغواص ص 38 ).

( 37 ) “ فهو الانسان الحادث الأزلي. .. والكلمة الفاصلة الجامعة “ ( فصوص 1 / 50 ).

( 38 ) ان الانسان على الصورتين صورة الحق وصورة الخلق. راجع “ صورة.

( 39 ) “ إعلم ان مرتبة حقيقة الانسان الكامل هي باطن الاسم الظاهر - وهو برزخ بين الظاهر المطلق وبين الباطن المطلق. .. فالحضرة الكونية المسماة بالعالم هي صورة الاسم الظاهر والحضرة الإلهية هي مرتبة الاسم الباطن، وحضرة الانسان الكامل هي مظهر الاسم الجامع بين الاسم الظاهر والاسم الباطن. .. فالانسان الكامل برزخ بين الحضرة الإلهية والكونية. .. “ ( الأجوبة عن الانسان الكامل. مخطوط الظاهرية رقم 6824 ص 220 )

- يظهر من هذه الوظيفة ان الانسان الكامل ليس كمثله شيء، فهو فريد في نوعه، راجع ما كتبه الأمير عبد القادر الجزائري في المواقف. موقف رقم 248 فصل 1. حيث يفسر قوله تعالى :لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، بأنه تعالى أثبت لجنابه مثلا وهو الانسان الكامل، ونفى ان يماثل هذا المثل. ( دار اليقظة - الطبعة الثانية 1966 ص 569 - 570 ).

( 40 ) هذه الصفة للانسان الكامل سترد عند الكلام على “ الماسك “ راجع “ ماسك “.

( 41 ) يقول التهانوي في الكشاف ج 1 ص 77 “ وقال الشيخ الكبير في كتاب الفكوك [ الكتاب لصدر الدين القونوي ] ان الانسان الكامل الحقيقي هو البرزخ بين الوجوب والامكان والمرآة الجامعة بين صفات القدم واحكامه وبين صفات الحدثان، وهو الواسطة بين الحق والخلق وبه وبمرتبته يصل فيض الحق والمدد الذي سبب لقاء ما سوى الحق إلى العالم كله علوا وسفلا.

ولولاه من حيث برزخيته التي لا تغاير الطرفين لم يقبل شيء من العالم المدد الإلهي الوحداني لعدم المناسبة والارتباط. .. “

- يقول الجنيد:

“ الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا على من اقتفى اثر الرسول عليه الصلاة والسلام. “

[ أبو مدين الغوث - عبد الحليم محمود - كتاب الشعب القاهرة 1973 ص 31 هامش رقم 1 ].

( 42 ) راجع “ كلمة “.

***


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!