موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


625. - النفس الرّحماني

المترادفات: نفس الرحمن - العماء.

في اللغة:

“. .. النّفس: الفرج من الكرب. وفي الحديث: لا تسبّوا الريح فإنها من نفس الرحمن، يريد انه بها يفرّج الكرب وينشئ السحاب، وينشر الغيث ويذهب الجدب. .. وفي الحديث: انه، صلى اللّه عليه وسلم ،

قال: أجد نفس ربكم من قبل اليمن. .. ...

ويقال: بين الفريقين نفس اي متسّع.

ويقال: لك في هذا الامر نفسة اي مهلة.

وتنفّس الصبح ايّ تبلجّ وامتدّ حتى يصير نهارا بينا.

وتنفسّ النهار وغيره: امتدّ وطال “. ( لسان العرب مادة “ نفس “ ).

في القرآن:

غير واردة.

عند ابن العربي

* ماهية النفس الرحماني:

النفس الرحماني: عبارة عن الجوهر، الذي تفتحت فيه صور الوجود بأجمعها، وهو يحتويها [ صور الوجود ] بالقوة، كما يحتوي نفس الانسان جميع ما يصدر عنه من كلمات وحروف.

النفس الرحماني أطلقه ابن العربي على الوجود في صورته الأولى قبل ان تظهر فيه أعيان الممكنات.

اي هو سابق لمرحلتي وجود الممكن: الثبوت، عالم الثبوت [ انظر “ ثبوت “ ]، والظهور في الأعيان [ - العالم الخارجي ].

ولا يخفي أهمية اطلاق ابن العربي عبارة: “ النفس الرحماني “، على الجوهر الذي سيتفتح فيه الوجود لما للنفس من علاقة: بالكلام من جهة - وبالنفخ من جهة ثانية [ الكلام والنفخ فسر بهما الخلق والمخلوقات ].

يقول:

 - النفس الرحماني - جوهر العالم “. .. وليست الطبيعة على الحقيقة الا: النفس الرحماني، فإنه فيه انفتحت صور العالم أعلاه وأسفله، لسريان النفخة في الجوهر الهيولاني في عالم الاجرام خاصة 1. .. “ ( فصوص1 /219 ).

“ ان جوهر العالم: النفس الرحماني، الذي ظهرت فيه صور العالم “ ( ف 3 / 452 ).

“ ان الحق وصف نفسه بالنفس الرحماني، ولا بد لكل موصوف بصفة، ان يتبع الصفة جميع ما تستلزمه تلك الصفة. وقد عرفت ان النفس في المتنفس ما يستلزمه. فلذلك قبل النفس الإلهي صور العالم. فهو لها كالجوهر الهيولاني وليس الا عين الطبيعة “ ( فصوص 1 / 143 - 144 ).

 - النفس الرحماني: أول غيب ظهر لنفسه - العماء “ والكلمات كظهور العالم من العماء، الذي هو نفس الحق الرحماني، في المراتب المقدرة في الامتداد المتوهم لا في جسم. .. “ ( ف 2 / 395 ).

“. .. فالنفس أول غيب ظهر لنفسه، فكان فيه الحق من اسم الرب، مثل

العرش اليوم الذي استوى عليه: بالاسم الرحمن “ ( ف 3 / 420 ).

 - النفس الرحماني والكلمات [ - المخلوقات ] “ فالكلمات عن الحروف، والحروف عن الهواء، والهواء عن النفس الرحماني. . “ ( ف 1 / 168 ).

“ الكلام: صفة مؤثرة نفسية رحمانية، مشتقة من الكلم، وهو الجرح.

فلهذا قلنا: مؤثرة، كما اثر الكلم في جسم المجروح، فأول ما شق اسماع الممكنات، كلمة “ كن “.

فما ظهر العالم الا عن صفة الكلام، وهو توجه نفس الرحمن على عين من الأعيان، ينفتح في ذلك النفس، شخصية ذلك المقصود. فيعبر عن ذلك الكون بالكلام، وعن المتكون فيه بالنفس، كما ينتهي النفس من المتنفس المريد ايجاد عين حرف، فيخرج النفس المسمى: صوتا، ففي اي موضع انتهى أمد قصده، ظهر عند ذلك: عين الحرف المقصود. .. “ ( ف 2 / 181 ).

“. .. والمادة التي ظهرت فيها كلمات اللّه، التي هي العالم، هي: نفس الرحمن. ولهذا عبر عنه “ بالكلمات “ وقيل في عيسى عليه السلام.

انه: كلمة اللّه. .. “ ( ف 4 / 65 ).

 - النفس الرحماني والنفخ [ النفخ إشارة إلى أن الانسان من نفس الرحمن ] “ ولما كانت نشأته [ الانسان ] من هذه الأركان الأربعة، والمسماة في جسده اخلاطا.

حدث عن نفخه [ تعالى ]، اشتعال بما في جسده من الرطوبة ،

فكان روح الانسان: نارا، لأجل نشأته. ..

فلو كانت نشأته طبيعية، لكان روحه، نورا.

وكنى عنه: بالنفخ، يشير إلى أنه من نفس الرحمن، فإنه بهذا النفس الذي هو النفخة ظهر عينه، وباستعداد المنفوخ فيه كان الاشتعال نارا، لا نورا.

فبطن نفس الرحمن فيما كان به الانسان انسانا “ ( الفصوص 1 / 16 ).

****

مبررات التسمية يعطينا ابن العربي مبررات تسميته هذه المرتبة بالنفس الرحماني في النص التالي:

“ ولهذا الكرب تنفس، فنسب النفس إلى الرحمن، لأنه رحم به ما طلبته النسب

الإلهية، من ايجاد صور العالم، التي قلنا هي: ظاهر الحق، إذ هو الظاهر. .. فلما أوجد الصور في النفس وظهر سلطان النسب المعبر عنها بالأسماء. .. “ ( فصوص 1 / 112 ).

نستخلص منه ما يلي:

 - ان الجملة “ ولهذا الكرب تنفس “ تفيدنا وجود الكرب من جهة، والتنفس الذي اعطى المرتبة اسمه [ النفس ] من جهة ثانية.

- “ فالكرب “: موجود على مستوى الأسماء الإلهية، التي تطلب الكون لظهور ربوبيتها.

يقول:

“ فأول ما نفسّ عن الربوبية بنفسه، المنسوب إلى: الرحمن، بايجاده العالم الذي تطلبه الربوبية بحقيقتها وجميع الأسماء الإلهية. .. “ ( فصوص 1 / 119 ).

- و “ التنفس “: الذي وقع، كانت صورته: “ العماء “، من حيث إن العماء الذي هو السحاب يتولد من الأبخرة، ونفس الرحمن، بخار رحماني.

فالعماء أول صورة قبلها النفس [ انظر “ عماء “ ].

 - قوله “ فنسب النفس إلى الرحمن لأنه رحم به ما طلبته النسب الإلهية. .. “ بيّن سبب نسبة هذا النفس إلى الاسم الإلهي: “ الرحمن “، لأن ابن العربي يحصر معناه: بالوجود والايجاد. فالفعل: رحم به، تعنى: أوجد به.

فالنفس الرحماني هو، ان أمكن التعبير، النفس الايجادي.

ولذلك اطلق على “ النفس “ هذا الاسم لأنها من نفس الرحمن.

يقول:

“ فهذا اللوح، محل الالقاء العقلي، هو للعقل بمنزلة: حواء لآدام، وسميت نفسا لأنها وجدت من نفس الرحمن، فنفّس اللّه بها عن العقل إذ جعلها ؛ محلا:

لقبول ما يلقى إليها. ولوحا: لما يسطره فيها. . “ ( عقله ص 55 )

****

يستعمل ابن العربي “ النفس “ مضافة إلى “ الألوهية “ لا إلى “ الرحمن “ ويجمعها “ أنفاس “ [ “ نفس الرحمن “ لا يقبل الجمع ].

والنفس هنا لها مدلولات سلوكية [ نفس الرحمن له إشارات وجودية ] ،

تعرض للعبد يترقى بها.

يقول: “ فإن قلت: وما النفس ؟ قلنا: روح يسلطه اللّه على نار القلب ليطفي شررها، لأجل سلطان الحقيقة “. ( ف 2 / 132 ).

“ كل نفس 2 لا تنشأ من صورة تشاهدها لا يعول عليه“. (رسالة لا يعول ص 8 ).

“. .. للانفاس الإلهية معارج، تعرج عليها، إلى المكر. وبين من عباد اللّه، تأتيهم [ الأنفاس ] من تحت أرجلهم، لأنهم طالبون لها، فهي من اكسابهم، فلهذا كانت من تحت أرجلهم 3. .. “ ( ف 4 / 418 ).

..........................................................................................

( 1 ) يراجع شرح المقطع في الفصوص ج 2 ص 334.

( 2 ) يراجع بشأن “ نفس رحماني “ عند ابن العربي:

- الفتوحات ج 2 ص 400 ( النفس للرحمن )

- الفتوحات ج 3 ص 391 ( النفس الناطقة )، ص 443 ( النفس )، ص 459 ( نفس الرحمن )

- فصوص الحكم ج 2 ص 128 ( نسب النّفس إلى الرحمن )، ص ص 192 - 193 ( النفس والنفس )، ص 195 ( النفس الإلهي - حضرة الأسماء )، ص ص 197 - 198 ( النفس - الجوهر الهيولاني )، ص 234 ( النفس الرحماني - هوية الحق )، ص 337 ( النفس الرحماني )

- الاصطلاحات الصوفية ق 85 ب ( النفس الرحماني )

- الارشاد ق 149 ( النفس الرحماني )

- مطلع خصوص الكلم ق 15 ( النفس الرحماني )

( 3 ) إشارة إلى الآية :” لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ “[ 5 / 66 ].

****


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!