موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


654.  – النار

في اللغة:

“ النون والواو والراء أصل صحيح يدل على إضاءة واضطراب وقلة ثبات، منه النور والنار. .. “ ( معجم مقاييس اللغة. مادة نور ).

في القرآن:

النار في القرآن: منزل الآخرة للأشقياء الظالمين، نار حقيقية وقوده الناس والحجارة، لها دركات في مقابل درجات الجنة - خلق منها إبليس.

( ) قال تعالى: ” لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ “( 59 / 20 ) .”

قال تعالى :"وَمَأْواهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ “( 3 / 151 ).

قال تعالى: ”فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ “( 2 / 24 ).

قال تعالى :” إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ “( 4 / 145 ).

( ب ) قال تعالى: ” قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ “( 7 / 12 ).

عند ابن العربي:

* النار هي أحد منزلي الآخرة [ منزل الأشقياء ] في مقابل الجنة وطريقها. وهي نار اعمال الانسان الظاهرة والباطنة، أو بمعنى آخر هي نتيجة اعمال وليست ابتداء من اللّه ولا ميراثا كالجنة

 - وهي دار الغضب لها مائة درك.

يقول ابن العربي:

( 1 ) “ وليس في النار: نار ميراث ولا نار اختصاص وانما ثمّ نار اعمال. .. “ ( ف 3 / 440 ).

“ والنار موجودة من العظمة، والجنة موجودة من الكرم “. ( ف 3 / 76 ).

“ واما من يدخلها [ النار ] ورودا عارضا لكونها طريقا إلى دار الجنان فهم الذين يتبرمون بها. .. كما أن الذين هم أهلها في أول دخولهم فيها يتألمون. .. حتى إذا انتهى الحد فيهم أقاموا فيها بالاهلية لا بالجزاء، فعادت النار عليهم نعيما، فلو عرضوا عند ذلك على الجنة لتألموا لذلك العرض 2. .. “ ( ف 4 / 120 ).

“ وان لم يخرج [ صاحب الكبيرة ] من النار لأنها موطنه ومنها خلق، حتى لو اخرج منها في المآل لتضرر، فله فيها نعيم مقيم لا يشعر به الا العلماء باللّه 3. .. “ ( ف 4 / 137 ).

نلاحظ ان الفكرة نفسها تتكرر عند ابن العربي: فلا يدوم شقاء أهل النار في النار وعذابهم، بل سرعان ما يتحول بالرحمة إلى: نعيم مقيم، دون ان يخرجوا من النار 4.

( 2 )” فالنار منك وبالاعمال توقدها *** كما بصالحها 5 في الحال تطفيه 6

فأنت بالطبع منها هارب ابدا *** وأنت في كل حال فيك تنشيها.

النار. .. وهي دار الغضب قال فيضع الجبار فيها قدمه، فتقول: قط قط.

اي قد امتلأت وليست تلك القدم الا غضب اللّه، فإذا وضعه فيها امتلأت

فإنها دار الغضب، واتصف الحق بالرحمة الواسعة فوسعت رحمته جهنم بم ملأها به من غضبه. . فهي ملتذة بما اختزنته ورحم اللّه من فيها، اعني في النار. .. فيجعل لهم. .. نعيما فيها. .. “ ( ف 2 / 386 ).

“ ودرجات الجنة مائة درجة لكل درجة رحمة، وللنار مائة درك في كل درك رحمة مبطونة، تظهر لمن هو في ذلك الدرك بعد حين. .. “ ( ف 4 48 /).

****

ان النار تنحصر في أنها: نار اعمال، وبما ان اعمال الانسان تنقسم: ظاهرة وباطنة، كذلك جزاء تلك الأعمال [ النار ] ينقسم ظاهرا وباطنا ؛ “ ونار اللّه “:

نار ممثلة نتيجة اعمال معنوية باطنة، و “ نار جهنم “: نار لهب نتيجة اعمال حسية ظاهرة - ونار اللّه: هي وجود الانسان، من حيث إنها نار معنوية تظهر في باطن الانسان، نتيجة اعماله الباطنة من كفر ونفاق. ..

يقول ابن العربي:

“ النار ناران: نار اللّه واللهب والدار داران: دار الفوز والعطب.

اعلم. .. ان النار جاء بها الحق مطلقة مثل قوله تعالى :” النَّارَ “ *بالألف واللام. .. وجاء بها مضافة فمنها نار أضافها إلى اللّه، مثل قوله :” نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ “[ 104 / 6 ] ونار. .. مثل قوله لهم” نارِ جَهَنَّمَ “[ 9 / 109 ]. .. والعبد منشأ النارين في الحالين، فما عذبه سوى ما أنشأه [ من الاعمال ]. .. “

( ف 3 / 385 - 386).

“ فنار جهنم لها نضج الجلود وحرق الأجسام، ونار اللّه نار ممثلة مجسدة لأنها نتائج اعمال معنوية باطنة. ونار جهنم نتائج اعمال حسية ظاهرة، ليجمع لمن هذه صفته بين العذابين. .. “ ( ف 3 / 387 ).

” فنار اللّه ليس سوى وجودي * ونار جهنم ذات الوقود “( ف 3 / 386 )

” نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ “(104 6 /).

والأفئدة: باطن الانسان فهي تظهر في فؤاد الانسان. .. [ وهي ] النار الباطنة. .. “ ( ف 3 / 385 ).

“ والنار انما تطلب من الانسان من لم تظهر عليه صورة حق، من ظاهر وباطن:

فالعلم للباطن كالعمل للظاهر، والجهل للباطن كترك الواجب للظاهر. وهن يتبين للإنسان مراتب وأسباب المؤاخذات الإلهية لعباده في الدار الآخرة “ ( ف 3 /387 ).

وهكذا يرى ابن العربي ان سبب المؤاخذات الإلهية في الآخرة اعمال الانسان في الدنيا: الظاهرة والباطنة، الاعمال الظاهرة لها نار جهنم وهي نار لهب.

والاعمال الباطنة مثل العلم والجهل والكفر وغيره لها نار اللّه وهي نار ممثلة من جنس الاعمال التي استحقتها. وكما أن الاعمال الظاهرة تنتج عن الاعمال الباطنة [ العلم والجهل ] كذلك تنتج نار جهنم عن نار اللّه.

يقول ابن العربي:

“ وعن. .. النار الباطنة ظهرت النار الظاهرة والعبد منشأ النارين في الحالين. .. “ ( ف 3 / 385 - 386 ).

..........................................................................................

( 1 ) راجع “ جنة ميراث “ و “ جنة اختصاص “.

( 2 ) راجع الموضوع نفسه الفتوحات ج 2 ص 251.

( 3 ) يقول ابن العربي: “. .. فانقلب فريق السعادة إلى الجنة وفريق الشقاوة إلى النار الذين هم أهلها، ان يدخلوا الجنة فما استطاعوا ويجرون إلى النار جر الحديد إلى المغناطيس. .. وأخبرنا ثقات ان ببلاد اليمن طائفة يسمون أولاد عيسى إذا عاينوا الضبع لا يتمالكون ان يرموا أنفسهم عليه حتى يأكلهم. ورأيت انا واحد من صلحائهم، وهو انزعاج يقتضيه طبعهم المناسب للمنجذب اليه كذلك أصحاب النار “ ( نسخة الحق. ورقة 30 ).

( 4 ) راجع “ جهنم “ و “ عذاب “.

( 5 ) بصالح الاعمال.

( 6 ) تطفي النار

.

حرف الهاء

هـ

.

- 645 الهباء

في اللغة:

“ الهاء والباء والحرف المعتل: كلمة تدلّ على غبرة ورقّة فيها. .. والهباء:

دقاق التّراب. .. والشيء المنبثّ الذي تراه في ضوء الشمس: هباء “ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ هبو “ ).

في القرآن:

ورد “ الهباء “ في القرآن في موضعين، وبالمعنى اللغوي السابق :” وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً “( 25 / 23 ).

عند ابن العربي:

الهباء: هو المادة المحدثة التي خلق اللّه فيها صور العالم، فهي الجوهر المظلم الذي قبل صور أجسام العالم.

وهي ما يسميها الفلاسفة: الهيولي [ في مقابل “ الصورة “ ]. تختلف في ماديتها عن الجسم الكل الموجود المتعين، في أنها غير متعينة. جوهر يقبل المعاني.

يقول:

- 1الهباء: مادة صور أجسام العالم “. .. الهباء الذي فتح [ اللّه، انظر “ فتح “ ] فيه صور أجسام العالم المنفعل عن الزمردة الخضراء [ فلتراجع ] “ ( ف 2 / 130 ).

“ وأعلى ما يشبهها [ البحار ] من المحدثات الهباء، الذي خلق [ اللّه ] فيه صور العالم “ ( ف 1 / 78 ).

“. .. وأصل الخلوة في العالم الخلاء الذي ملأه العالم، فأول شيء ملأه:

الهباء، وهو جوهر مظلم ملأ الخلاء بذاته، ثم تجلى له الحق باسم النور، فانصبغ به ذلك الجوهر، وزال عنه حكم الظلم وهو العدم، فاتصف بالوجود، مظهرا لنفسه بذلك النور المنصبغ به، وكان ظهوره به على صورة الانسان. .. “ ( ف 2 / 150 ).

- 2 الهباء: له التشكل في الصور ولكن لا يتحول عن كونيته.

“ والجسم القابل للشكل هو: هباء، لأنه الذي يقبل الاشكال لذاته، فيظهر فيه كل شكل، وليس في الشكل منه شيء، وما هو عين الشكل “. ( ف 2 / 433 ).

“ وأشبه شيء به [ بالهباء ]: الماء والهواء [ لقبولهما التشكل ]، وان كانا من جملة صورة المفتوحة [ انظر “ فتح “ ] فيه “ ( ف 1 / 5 ).

“. .. كما أن الهباء ما تغير عن كونه هباء، مع قبوله لجميع الصور، فهي: معان في جوهره. .. “ ( ف 4 / 19 ).

- 3 الهباء - الهيولي - الجسم الكل: “. .. وفيه علم ما يبدو للمكاشف إذا شاهد الهباء، الذي تسميه الحكماء:

الهيولى، من صور العالم قبل ظهور أعيانها في: الجسم الكل. .. “ ( ف 3 / 107 ).

“. .. فالطبيعة والهباء أخ وأخت لأب واحد وأم واحدة، فانكح الطبيعة الهباء، فولد بينهما: صورة الجسم الكلي، وهو أول جسم ظهر، فكان الطبيعة:

الأب، فان لها الأثر، وكان الهباء 1: الام “ ( ف 1 / 140 ).

..........................................................................................

( 1 ) يراجع بشأن “ هباء “ عند ابن العربي:

- الفتوحات ج 1 ص 118 ( بدء الخلق الهباء )، ص 121 ( الهباء ).

- الفتوحات ج 2 ص 433 ( الهباء: الجسم القابل للشكل ).

- الفتوحات ج 3 ص 420 ( الهباء - جوهر الهيولى )، ص 444 ( الهباء، الهيولى، الطبيعة ).

- الفتوحات السفر الثالث فق 636 ( الهباء: محدث ).

- عقلة المستوفز ص 56 ( الهباء: بحر الطبيعة )، ص 59 ( عالم الهباء ).

- 646 الهباء الطبيعيّ - الهباء الصّناعيّ

الهباء من حيث كونه المادة المظلمة التي أوجد اللّه فيها صور العالم، أضحت مرادفا: لمادة. ويضاف إليها الصفة: طبيعي أو صناعي، بحسب درجة وجود الصور التي قبلتها، فإن قبلت الصور الطبيعية فهي: الهباء الطبيعي.

وان قبلت الصور الصناعية فهي: الهباء الصناعي.

يقول:

“ والجسم القابل للشكل هو هباء لأنه الذي يقبل الاشكال لذاته، فيظهر فيه كل شكل وليس في الشكل منه شيء وما هو عين الشكل، والأركان هباء للمولدات وهذ هو الهباء الطبيعي، والحديد وأمثاله هباء لكل ما تصور منه من سكين وسيف وسنان وقدوم ومفتاح وكلها صور اشكال ومثل هذا يسمى: الهباء الصناعي. .. “ ( ف 2 / 433 ).


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!