موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

رسالة المبشّرات المناميّة

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

رسالة المبشرات

 

 


رسالة المبشرات

بسم الله الرحمن الرحيـم

الحمدُ ﷲ رب العالمين، والعاقبةُ للمتقين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

أما بعدُ، فإن الله تعالى جعل الرؤيا وحيه إلى أوليائه، والمسلمين من عباده، وجعلها جزءا من أجزاء النبوة كما ذكره الترمذي في مسنده، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي ولا نبي»، قال: ففزع الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكن المُبشرات»، قالوا: يا رسول الله، وما المبشرات؟ قال: «رؤيا المسلم يراها الرجل أو تُـرَى له، وهي جزٌءٌ من أجزاء النبوة». وقال أبو عيسى: هذا حديثٌ حسن صحيح.

وذكره مسلم في مسنده الصحيح، من حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: «كان أول مِا بُدِئَ به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة، فكان لا يرى رؤيا إلا خرجت مثل فَـلق الصبح».

وقال الله تعالى إخبارا عن يوسف عليه السلام، ﴿إِنِّى رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَٰجِدِينَ﴾. فلما خر إخوته وأبواه بين يديه سجدا، قال عليه السلام: ﴿هَٰذَا تَأْوِيلُ رُءْيَٰىَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّى حَقًّا﴾، وقال تعالى إخبارًاً عن إبراهيم مع ابنه إسماعيل عليهما الصلاة والسلام ﴿يَٰبُنَىَّ إِنِّىٓ أَرَىٰ فِى ٱلْمَنَامِ أَنِّىٓ أَذْبَحُكَ فَٱنظُرْ مَاذَا تَرَىٰ﴾.

فلما أراد عليه السلام أن يذبح ابنه، كما رآه في المنام، ناداه الله تعالى: ﴿يَٰٓإِبْرَٰهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ ٱلرُّءْيَآ﴾.

وقال تعالى: ﴿وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰٓ أُمِّ مُوسَىٰٓ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِى ٱلْيَمِّ﴾ ... القصة.

قيل: إن هذا الوحي كان رؤيا رآها في المنام.

قال رضي الله عنه: وإني عزمت أن أذكر في هذا الجزء ما رأيته في المنام، ومما تعود منه منفعة على الغير، وتعين على أسباب الخير، وما يختص بذاتي فلا أحتاج إلى ذكره.

واعلم أن الرؤيا على ثلاثة أقسام:

1. رؤيا من الله، وهي المبشرات.

2. ورؤيا من النفس، وهي التي يحدث الرجل فيها نفسه في اليقظة.

3. ورؤيا من الشيطان، وهي المفزعة ليحزنك بها الشيطان، فمن رأى رؤيا تحزنه، فليستعذ بالله من شر ما رأى، وليتفل على يساره ثلاثا، فإنها لا تضره، ولا يتحدث بها. هكذا رويناه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروينا عنه عليه الصلاة والسلام، أنه قال في الرؤيا «إنها معلقة في رجل طائر، فإذا قيلت سقطت كما قيلت له».

واعلم أن رؤية الله في النوم، ورؤية الملائكة والأنبياء، والفضلاء من العلماء على نوعين:

1. يرَون على صورة حسنة كاملة يتفاضل الكمال والحسن في بابه.

2. ويـرَون على صورة قبيحة ناقصة على مراتب القبح والنقص.

وهذا الإدراك لهذه الصورة لأمرين:

1 فالحسنُ منها لتعظيم الدين والحق وكماله.

2 والقبحُ منها لإظهار الباطل والشر، ما لا يرضي الله، وذلك يرجع إلى موطنين:

   *. إما إلى حال الرائي في نفسه.

   *. وإما إلى الموضع الذي رأى فيه ذلك الرسول، أو الحق، أو الفاضل العالم، فإن الدين والحق في ذلك الموضع على وفق الصورة التي رأيتها في النوم من القبح والحسن، كما أخبرني رجل من الصالحين بمجلس الإمام العالم الزاهد أبي عبد الله محمد بن العاص الباجي، قال: "إن رجلا من أصحابنا رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فلطمه هذا الرائي في حر وجهه، حتى أثر كفه في وجه النبي صلى الله عليه وسلم، فاستيقظ الرجل فزعا، فقصها على بعض شيوخنا، فقال له: إنك مع امرأتك في حرام، فطلب الرجل الرائي في نفسه، فإذا به قد حلف بطلاق امرأته، وحنث ولم يطلق، وبقي معها".

ومثل ذلك ما اتفق لرجل من الصالحين، رأى فقهاء البلد الذي كان فيه، قد اجتمعوا ودفنوا النبي صلى الله عليه وسلم، وقد مات بينهم، فاستيقظ الرجل فسأل، فوجدهم في مسألة من الحج، قد أبينت لهم الأحاديث الصحيحة التي لا مطعن فيها، فأبوا قبولها، وحكموا في المسألة بالرأي، وقالوا مذاهب قد استقرت، يريد هذا المنازع أن يردها هذه الأحاديث، وتعصبوا عليه، فنعوذ بالله من الخذلان.

ولقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ميتا، وقد دفن في موضع من المسجد الجامع بإشبيلية، فسألت عن ذلك الموضع، فإذا به مغصوب أخذ من صاحبه، ولم يعط حقه.

فلمثل هذا ترجع أحوال من ذكرنا في الرؤيا لا في ذواتهم.

فأنا أحب أن لا أذكر مما رأيته في المنام إلا ما يثبت حكما، أو يفيد علما، أو يحرض على طاعة، فمن ذلك:



 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!