موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


نصيحة عليم ومقالة حكيم

روينا من حديث الدينوري عن يوسف بن عبد الله، عن عثمان بن السمرقندي، عن عوف، عن الحسن، أنه قال: من استتر عن طلب العلم بالحياء لبس الجهل سربالا، فقطّعوا سرابيل الحياء، فإنه من رقّ وجهه رقّ علمه. ومن حديثه أيضا، عن محمد بن يونس، عن محمد بن الحارث، عن المدائني، قال: قال بعض الحكماء: لا تقل فيما لا تعلم، تجهل فيما تعلم.

قال الدينوري: أنشدنا محمد بن صالح:

اصبر لكل مصيبة وتجلّد واعلم بأن المرء غير مخلد

واصبر كما صبر الكرام فإنها ثوب تنوب اليوم تنكشف في غد

وإذا ذكرت مصيبة تشجى بها فاذكر مصابك بالنبي محمد

ومن باب حنين الإبل وسيرها قول الأديب مهيار الديلمي:

تمدّ بالآذان والمناخر لحاجر كيف لها بحاجر

تقدّها عنه أحاديث الصبا ولا نبات في السحاب الباكر

أرض بها السابغ من ربيعها أو شوقها المكنون في الضمائر

وحيث دنّت ورنت بغامها وبركت تفحص بالكراكر

فهل لها فهل لمن تحمله من عاشق يحمله أو زاجر

فإنها من حبها نجدا ترى في عشب الفور شعار الغادر

يا ليت شعري والمنا تعلمه هل بمنى لعهدنا من ذاكر

في الصوف والعرياء لي عندكم قلب يصاح ما له من ناصر

أما قرى الباري الكريم أو فردّوه إلى أربابه بالحاضر

و من هذا الباب:

يغرّه عن وردها بحاجر شوق يعوق الماء في الخناجر

وردّها على الطوى سوابغا ذلّ الغريب وحنين الذاكر

مغرورة الأعين من أحبابها يخالب الإيماض غير ماطر

ومن هذا الباب:

أولى له أن ترعوي نفارها وأن يقرّ بالحمى قرارها

ترعى وتروي ناضيا وناصعا وللرعاة بعدها أساره

حتى تروح ضخمة جنوبها وإنما يحضّها أوبارها

وكيف لا وماء سلع ماؤها معلوة والعلمان داره

ومن هذا الباب:

دعوه ترد بعد خمس شروعا وأرخوا أزمتها والنسوعا

وقولوا دعاء لها لا عقرت ولا امتد دهرك إلا ربيع

حملن نشاوى بكأس الغرام وكل غدا لأخيه رضيعا

فأحيوا فؤادي ولكنهم على صيحة البين ماتوا جميع

حموا راحة البين أجفانهم ولفّوا على الزفرات الضلوعا

أسكان رامة هل من قرى فقد دفع الليل ضيفا قنوع

كفاه من الزاد أن تمهدوا له نظرا وحديثا وسيعا

ومن هذا الباب:

حبّ إليها بالغضا مرتبعا وبالنخيل موردا ومشرعا

وبائيلات النقا ظلائلا تفرشها كراكرا وأضلع

متى لها لو جعل الدهر لها أن تأمن المطرد والمزعزعا

عزّت فما زال بها جور النوى والبيد حتى أذعنت أن تخضع

الله يا ساقيها فإنها جرعة خيف أن تجوز الأجرعا

أسل بها الوادي رفيقا إنما يسيل منها أنفسا وأدمع

ومن هذا الباب:

دعت من تبالة جعدا لفيفا وسبطا يرف عليها رفيفا

وحنّت لأيامها بالبطاح فمدّت وراء ضليف ضليف

وساق لها فارس الانتجاع من حيث حنّت نميرا وديفا

تراود أيديها في الرّوبد ويأبى لها الشوق إلا الوجيفا

فهل في الخيام على المأزمين فلبّ يكون عليها عطوف

وهل بان سلع على العهد منه يحلو ثمارا ويدنو قطوفا

ومن هذا الباب:

ردّ له خلف الغمام فسقا ومدمن ظلّ عليها ما وقا

فغنّ بالجرعاء يا سائقها فإن ونت شيئا فردها الأبرق

واعن عن السياط في أرجوزة بحاجر ترى السهام الممرقا

وكلما تزجرها حداتها رعى الحمى ربّ الغمام وسقى

حواملا منها هموما ثقلت وأنفسا لم تبق إلا رمقا

تحملنا وان وناء أو ضنا وإن هيين أذرعا وأسوق

دام عليها الليل حتى أصبحت تحسب نحو ذات عرق مسعقا

وداميات لا يؤدين دما ولا يبالين أسال أم رق

وقفن صفا فرأين شوكا من القلوب فرمين طلقا

عرّج على الوادي فقل عن كبدي للبان ما شئت الجوى والحرق

واحجر على عينيك حفظا أن ترى غصنين منه دنيا فاعتنقا

فطالما استظللته مصطحبا سلافة العيش به مغتبق

ولنا من هذا الباب فيما يستحسن من صفات النساء:

هي الغادة الخود اليحيدات والرداح خدلجة ممكورة ثغرها أقاح

وهركولة رعبوبة ثم بضّة وهيفاء أملود يمايسه الرياح

برهرهة ممسودة ثم طفلة وعطيولة تزهو إذا ذكر الملاح

هي الرود والعطبول بهنانة ترى لها خفرا فهي النوار من السّفاح

وغانية غيظاء غيدا خريدة كعوب من الأعراب خمصانة الوشاح

مهفهفة شنباء معسولة اللمى مقبّلها عذب فقبّل ولا جناح

شرحه:

الغادة و الأملود والرؤد والطّفلة بفتح الطاء كلها الناعمة. والخود: الحسنة الخلق.

و اليحيدات: التامّة القصب. والرداح: الثقيلة العجز والساقين. والأملودة: المطوية الخلق. والأقاح: نبات أبيض مشبّه بالأسنان لبياضه. والهركولة: العظيمة الوركين.

و الرعبوبة: البيضاء الناعمة والبضّة الرقيقة الجلد. والهيفاء: الضامرة البطن. و يمايسه:

أي يمايله، مال الغصن إذا أماله الريح فمال. والبرهرهة: الناعمة. والممسودة: الممشوقة وهي الطرية اللحم. والعطبولة: الطويلة العنق. والبهنانة: الطيبة الريح، وترى لها خفرا أي حياء. والخفرة: الحيية. والنوار: النفور من الريبة، و منه النور سمي نورا لأنه ينفر الظلمة. والسّفاح: الزنا، يقول: إنها تنفر من مواضع الريب والغانية ذات الزوج تمدح به المرأة، لأنها تستغني بجمالها وحسنها. و الغيظاء: الطويلة. والغيد: التي في عنقها ميل عند الالتفات، وهو مما يستحسن يصفها بلين العنق. والخريدة: مثل الخفرة وهي الحيية.

والكعوب و الناهد: التي صار نهدها كالكعب. والعروب: ذات الحسن، فقوله: من الأعراب: من الحسان. والخمصانة: الضامرة، وهي عكس المفاضة الي هي المسترخية البطن، قال امرؤ القيس:

مهفهفة بيضاء غير مفاضة ترائبها مصقولة كالسجنجل

الترائب: عظام الصدر. والسجنجل: المرآة. وخمصانة الوشاح: يعني لطيفة الخصر. و المهفهفة: هي ضامرة البطن. والشنباء: التي لأسنانها بريق من صفائها.

والشنب: بريق الأسنان. والظّلم: الذي يرى كالماء يجري في صفاء الأسنان. ومعسولة اللمى و عذب المقبّل باب واحد، يريد أن ريقها كالعسل.

ومم نظمناه فيما يستقبح من صفاتهن قولنا في ذلك:

هي العفضاج بهصلة شريم وبحترة ومومسة تئوم

ورضعاء هي الرشحاء أيضا وكرواء ودفلس لا تقوم

وضهباء ولخناء عجوز فمنظرها ومخبرها ذميم

قوله: هي العفضاج: المسترخية البطن. والبهصلة: القصيرة، وكذلك البحترة.

و الشريم: هي التي يتوصل إليها من يريدها. والمومسة: الفاجرة. والرضعاء والرشحاء:

الزلاء. و الكروى: الدقيقة الساقين. والدّفلس: الحمقاء. والضهياء: التي لا تحيض.

و اللخناء: المنتنة الريح.

ومم نظمنا فيما يستحسن من صفات الرجال قولنا في ذلك:

جواد خضمّ أريحي حلاحل هضوم وصنديد همام سميدع

أريب سريّ لوذعيّ ومدرة منجد حجحاج زكي ومصقع

نهيك كمي رمى صمة نهمة غشمشم شهم باسل لا يروّع

إذا ذكر الأبطال في حومة الوغا هو الفحل إلاّ أنه لا يزعزع

شرحه:

جواد: أي سخي. والخضم: الكثير العطية. والهضوم: الكثير الإنفاق. و الأريحي:

الذي يرتاح للعطاء. والحلاحل: السيد الوقور. والصنديد: الرئيس العظيم، وكذلك الهمام و السّميدع والحجحاج والسري. والأريب: العاقل. واللوذعيّ: الذكي القلب.

و المدرة: رأس القوم ولسانهم. والمنجد: الذي جرّب الأمور، وكذلك المحنّك و المصقع. البليغ: الفصيح. والنهيك: الشجاع، وكذلك البطل والكمي والدمي والصمة و النهمة والباسل. والغشمشم: الذي لا يرده شيء عما يريده. والشهم: الحديد القلب.

ومم نظمناه فيما يذمّ من صفات الرجال قولنا:

هذان نحيب خبّأ الخربرم وعتريف مجمع مائق ثم أميل

عيام وزميل وكلف ولعمط وهلباجة غمر وقدم وزمل

وفي خلقه لو تبتليه شراسة ورعديد ما فوق وخب وأعزل

شرحه:

الهذان: الضعيف، وكذا الزمل والزميل والنحيب. والرعديد: الجبان. والخبا:

مقصور الخبوب. والكلف والأميل: الذي لا يثبت على الخيل. والحز: البخيل. والبرم:

اللئيم. و العتريف: الخبيث. والمجمع والعدم: البعيد الفهم. والمائق: المدله العقل، وقد يكون من العشق. والعبام: الثقيل الجاهل. واللعمط: الحريص. والشراسة: سوء الخلق، و الرجل شرس. والمأفون: الضعيف العقل والرأي. والخب: المخادع.

و الأعزل: الذي لا سلاح معه.

ولنا في اللطائف الروحانية والإشارات العلوية:

حملن على اليعملات الخدورا وأودعن فيها الدما والبدورا

وأوعدن قلبي أن يرجعوا وهل تعد الخود إلا غرور

وحيث بعنا بها للوداع فأذرت دموعا تهيج السعيرا

فلما تولت وقد يممت تريد الخورنق ثم السرير

دعوت ثبورا على أثرهم فردّت وقالت أتدعو ثبورا

فلا تدعون بها واحدا ولكنما أدعو ثبورا كثير

ألا يا حمام الأراك قليلا فما زادك البين إلا هديرا

ونوحك يا أيّ هذا الحمام يثير المشوق يهيج الغيور

يذيب الفؤاد يذود الرقاد يضاعف أشواقنا والزفيرا

يحوم الحمام لنوح الحمام فنسأل منه البقاء يسير

عسى نفحة من صبا حاجر تسوق إلينا سحابا مطير

نروي بها أنفسا قد ظمئن فما ازداد سحبك إلا نفورا

فيا راعي النجم كن لي نديما ويا ساهر البرق كن لي سمير

ويا راقد الليل هنيّته فقبل الممات عمرت القبورا

فلو كنت تهوى الفتاة العروب لنلت النعيم بها والسرور

تعاطى الحسان خمور الخمار تناجي الشموس تناغي البدورا


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!