موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

تـأويل القرآن الكريم

ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

وهو للشيخ عبد الرزاق القاشاني

سورة آل عمران (3)

 

 


الآيات: 99-103 من سورة آل عمران

﴿ واعْتَصمُوا بحَبْل الله جَميعاً ﴾ أي: بعهده في قوله:أَلَسْتُ بِرَبِّكُم } [الأعراف، الآية: 172] مجتمعين على التوحيد ﴿ ولا تُفرقوا ﴾ باختلاف الأهواء، فإن التفرّق عن الحق إنما يكون باختلاف الطبائع واتباع الهوى وتجاذب القوى، والموحد عنها بمعزل، إذ تنوّر قلبه بنور الحق واستنارت نفسه من فيض القلب فتسالمت القوى وتصادقت. ﴿ واذْكروا نِعْمَةَ الله عَليكم ﴾ بالهداية إلى التوحيد المفيد للمحبة في القلوب ﴿ إذ كُنْتم أعْدَاء ﴾ لاحتجابكم بالحجب النفسانية والغواشي الطبيعية، بُعَدَاء عن النور والمقاصد الكلية التي تقبل الشركة وتزال بالاتفاق في مهوى الظلمة ﴿ فألّف بينَ قُلُوبكم ﴾ بالتحابّ في الله لتتنوّر بنوره ﴿ فأصبحتُم بِنِعْمته إخواناً ﴾ في الدين، أصدقاء في الله ﴿ وكنتم على شَفَا حُفْرة من النار ﴾ هي مهوى الطبيعة الفاسقة ومحل الحرمان والتعذيب ﴿ فأنقذكُم منها ﴾ بالتواصل الحقيقيّ بينكم إلى سدرة مقام الروح، وروح جنة الذات ﴿ كذلك يبيّن الله لكم آياته ﴾ بتجليات الصفات اللطيفة والإشراقات النورية ﴿ لعلكم تَهْتدون ﴾ إلى جماله وتجلي ذاته. ﴿ ولتكن منكم أمة يَدْعون إلى الخَيْر ﴾ أي: ليكن من جملتكم جماعة عالمون، عاملون، عارفون، أولو استقامة في الدين كشيوخ الطريقة ﴿ يدعونَ إلى الخَير ﴾ فإن من لم يعرف الله لم يعرف الخير، إذ الخير المطلق هو الكمال المطلق الذي يمكن للإنسان بحسب النوع من معرفة الحق تعالى، والوصول إليه، والإضافي ما يتوصل به إلى المطلق أو الكمال المخصوص بكلّ أحد على حسب اقتضاء استعداده الخاص. فالخير المدعوّ إليه، إما الحق تعالى، وإما طريق الوصول. والمعروف كل أمر واجب أو مندوب في الدين، يتقرّب به إلى الله تعالى، والمنكر كلّ محرّم أو مكروه يبعد عن الله تعالى ويجعل فاعله عاصياً أو مقصراً مذموماً. فمن لم يكن له التوحيد والاستقامة، لم يكن له مقام الدعوة ولا مقام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأن غير الموحد ربما يدعو إلى طاعة غير الله وغير المستقيم فى الدين وإن كان موحداً ربما أمر بما هو معروف عنده، منكر في نفس الأمر وربما نهى عما هو منكر عنده، معروف في نفس الأمر، كمن بلغ مقام الجمع واحتجب بالحق عن الخلق، فكثيراً ما يستحلّ محرّماً كبعض المسكرات والتصرّف في أموال الناس، ويحرّم حلالاً بل مندوباً كتواضع الخلق ومكافأة الإحسان وأمثال ذلك ﴿ وأولئك هُم ﴾ الأخصاء بالفلاح، الذين لم يبق لهم حجاب وهم خلفاء الله في أرضه. ﴿ ولا تكونوا ﴾ ناشئين بمقتضى طباعكم غير متابعين لإمام ولا متفقين على كلمة واحدة باتباع مقدم يجمعكم على طريقة واحدة ﴿ كالذين تفرقوا ﴾ واتبعوا الأهواء والبدع ﴿ واختلفوا من بعد ما جَاءَهم ﴾ الحجج العقلية والشرعية الموجبة لاتحاد الوجهة، واتفاق الكلمة. فإن للناس طبائع وغرائز مختلفة وأهواء متفرّقة، وعادات وسيراً متفاوتة، مستفادة من أمزجتهم وأهويتهم، ويترتب على ذلك فهوم متباينة، وأخلاق متعادية، فإن لم يكن لهم مقتدى وإمام تتحد عقائدهم وسيرهم وآراؤهم بمتابعته، وتتفق كلماتهم وعاداتهم وأهواؤهم بمحبته وطاعته كانوا مهملين متفرّقين فرائس للشيطان كشريدة الغنم تكون للذئب، ولهذا قال أمير المؤمنين عليّ عليه السلام: " لا بدّ للناس من إمام برّ أو فاجر ". ولم يرسل نبيّ الله صلى الله عليه وسلم رجلين فصاعداً لشأن إلا وأمر أحدهما على الآخر وأمر الآخر بطاعته ومتابعته ليتحد الأمر وينتظم، وإلا وقع الهرج والمرج، واضطراب أمر الدين والدنيا، واختلّ نظام المعاش والمعاد. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من فارق الجماعة قيد شبر لم ير بحبوحة الجنّة " وقال صلى الله عليه وسلم: " الله مع الجماعة " ألا ترى أن الجمعية الإنسانية إذا لم تنضبط برياسة القلب وطاعة العقل كيف اختل نظامها وآلت إلى الفساد والتفرّق الموجب لخسارة الدنيا والآخرة، ولما نزل قوله تعالى:وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِه } [الأنعام، الآية: 153]. " خطّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خطّاً فقال: " هذا سبيل الرشد " ، ثم خطّ عن يمينه وشماله خطوطاً فقال: " هذه سبل كلّ سبيل شيطان يدعوه إليه " ".

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!