موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

تـأويل القرآن الكريم

ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

وهو للشيخ عبد الرزاق القاشاني

سورة يونس (10)

 

 


الآيات: 48-57 من سورة يونس

﴿ يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة ﴾ أي: تزكية لنفوسكم بالوعد والوعيد والإنذار والبشارة والزجر عن الذنوب المورطة في العقاب والتحريض على الأعمال الموجبة للثواب لتعملوا على الخوف والرجاء ﴿ وشفاء لما في الصدور ﴾ أي: القلوب من أمراضها كالشك والنفاق والغلّ والغش وأمثال ذلك بتعليم الحقائق والحكم الموجبة لليقين وتصفيتها لقبول المعارف والتنوّر بنور التوحيد، والتهيئ لتجليات الصفات ﴿ وهدىً ﴾ لأرواحكم إلى الشهود الذاتي ﴿ ورحمة ﴾ بإفاضة الكمالات اللائقة بكل مقام من المقامات الثلاث بعد حصول الاستعداد في مقام النفس بالموعظة ومقام القلب بالتصفية ومقام الروح بالهداية ﴿ للمؤمنين ﴾ بالتصديق أولاً ثم باليقين ثانياً ثم بالعيان ثالثاً. ﴿ قُلْ بِفَضْل الله ﴾ أي: بتوفيقه للقبول في المقامات الثلاثة ﴿ وبرحمته ﴾ بالمواهب الخلقية والعلمية والكشفية في المراتب الثلاث فليعتنوا وإن كانوا يفرحون ﴿ فبذلك فليفرحوا ﴾ لا بالأمور الفانية القليلة المقدار، الدنيئة القدر والوقع ﴿ هو خيرٌ مما يجمعون ﴾ من الخسائس الفاسدة والمحقرات الزائلة من جملة الحطام إن كانوا أصحاب دراية وفطنة وأرباب قدر وهمة. ﴿ قل أرأيتم ما أنزل الله ﴾ إلى آخره، أي: أخبروني ما أنزل الله من رزق معنوي كالحقائق والمعارف والأحوال والمواهب وكالآداب والشرائع والمواعظ والنصائح ﴿ فجعلتم ﴾ بعضه ﴿ حراماً ﴾ كالقسم الأول ﴿ و ﴾ بعضه ﴿ حلالاً ﴾ كالقسم الثاني ﴿ قل الله أذن لكم ﴾ في الحكم بالتحريم والتحليل ﴿ أم على الله تفترون وما ظنّ الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة ﴾ الوسطى بتجرّد القلب عن ملابس النفس وحصول اليقين أو يوم القيامة الكبرى بالتوحيد الذاتي وظهور العيان، أي: لا يبقى ظنهم وليس شيئاً حينئذ أو يوم القيامة الصغرى بالموت وحصول الحرمان أي: يكون ظنهم وبالاً وعذاباً حينئذ ﴿ إنّ الله لذو فضل على الناس ﴾ بصنفي العلمين وإفاضتهما وتوفيق القبول لهما وتهيئة الاستعداد لقبولهما ﴿ ولكن أكثرهم لا يشكرون ﴾ نعمته فيستعملون ما وهب لهم من الاستعداد والعلوم في تحصيل المنافع الجزئية والمطالب الحسية ويكفرون نعمته فيمنعون عن الزيادة. ﴿ ألا إن أوليَاء الله ﴾ المستغرقين في عين الهوية الأحدية بفناء الأنية ﴿ لا خوف عليهم ﴾ إذ لم يبق منهم بقية خافوا بسببها من حرمان ولا غاية وراء ما بلغوا فيخافوا من حجبه ﴿ ولا هم يحزنون ﴾ لامتناع فوات شيء من الكمالات واللذات منهم، فيحزنوا عليه. وعن سعيد بن جبير رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل من هم؟ فقال: " هم الذين يذكروا الله برؤيتهم " وهذا رمز لطيف منه عليه السلام. وعن عمر رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن من عباد الله عباداً ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لمكانهم من الله " ، قالوا: يا رسول الله، أخبرنا من هم وما أعمالهم؟ فلعلنا نحبهم. قال: " هم قوم تحابّوا في الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنور وإنهم لعلى منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس " ثم قرأ الآية. قوله: وإنهم لعلى منابر من نور، يريد به اتصالهم بالمبادئ العالية الروحانية كالعقل الأول وما يليه. ﴿ الذين آمنوا وكانوا يتّقون ﴾ إن جعل صفة لأولياء الله فمعناه الذين آمنوا بالإيمان الحقيّ وكانوا يتقون بقاياهم وظهور تلويناتهم. ﴿ لهم البُشْرى في الحياة الدنيا ﴾ بوجود الاستقامة في الأعمال والأخلاق المبشرة بجنة النفوس ﴿ وفي الآخرة ﴾ بظهور أنوار الصفات والحقائق الروحانية والمعارف الحقّانية عليهم المبشرة بجنة القلوب وحصول الذوق بهما واللذة ﴿ لا تبديل لكلمات الله ﴾ لحقائقه الواردة عليهم وأسمائه المنكشفة لهم وأحكام تجلياته النازلة بهم، وإن جعل كلاماً برأسه مبتدأ فمعناه الذين آمنوا الإيمان اليقيني وكانوا يتقون حجب صفات النفس وموانع الكشف من التشكيكات الوهمية والوساوس الشيطانية ﴿ لهم البشرى في الحياة الدنيا ﴾ بوجدان لذة برد اليقين في النفس واطمئنانها بنزول السكينة وفي الآخرة بوجدان ذوق تجليات الصفات وأثر أنوار المكاشفات لا تبديل لكلمات الله من علومهم اللدنية وحكمهم اليقينية أو فطرتهم التي فطرهم الله عليها فإن كل نفس كلمة.

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!