The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

تـأويل القرآن الكريم

ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

وهو للشيخ عبد الرزاق القاشاني

سورة هود (11)

 

 


الآيات: 42-45 من سورة هود

﴿ ونادى نوح ربّه فقال ربّ إن ابْني من أهلي ﴾ حمله شفقة الأبوة وتعطف الرحم والقرابة على طلب نجاته لشدّة تعلقه به واهتمامه بأمره، وراعى مع ذلك أدب الحضرة وحسن السؤال فقال: ﴿ وإن وعْدَك الحقّ ﴾ ولم يقل لا تخلف وعدك بإنجاء أهلي، وإنما قال ذلك لوجود تلوين وظهور بقية منه إذ فهم من الأهل ذوي القرابة الصورية والرحم الطبيعية وغفل لفرط التأسف على ابنه عن استثنائه تعالى بقوله:إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ ٱلْقَوْلُ } [هود، الآية: 40] ولم يتحقق أنّ ابنه هو الذي سبق عليه القول ولا استعطف ربّه بالاسترحام وعرّض بقوله: ﴿ وأنت أحكم الحاكمين ﴾ إلى أن العالم العادل والحكيم لا يخلف وعده. ﴿ قال يا نوح إنه ليس من أهلك ﴾ أي: إنّ أهلك في الحقيقة هو الذي بينك وبينه القرابة الدينية واللحمة المعنوية والاتصال الحقيقي لا الصوري كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: " ألا وإنّ وليّ محمد من أطاع الله وإن بَعُدَتْ لحمته، ألا وإن عدّو محمد من عصى الله وإن قَرُبَتْ لحمته " ، ﴿ إنه عمل غير صالح ﴾ بين انتفاء كونه من أهله بأنه غير صالح تنبيهاً على أنّ أهله هم الصلحاء، أهل دينه وشريعته وأنه لتماديه في الفساد والغيّ كأن نفسه عمل غير صالح. وأنّ سبب النجاة ليس إلا الصلاة لا قرابته منك بحسب السورة، فمن لا صلاح له لا نجاة له. ولوّح إلى أنه صورة من صور الخطايا صدرت منك كما قيل: إنه سرّ من أسرار أبيه على ما قال النبي عليه الصلاة والسلام: " الولد سرّ أبيه " وذلك أنه لما بالغ في الدعوة وبلغ الجهد في المدة المتطاولة وما أجابه قومه غضب ودعا عليهم بقوله:وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى ٱلأَرْضِ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ دَيَّاراً إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُوۤاْ إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً } [نوح، الآيات: 26-27]، فذهل عن شهود قدرة الله وحكمته وأنه:يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ } [يونس، الآية: 31] فكانت دعوته تلك ذنب حاله في خطيئه مقامه ، فابتلاه الله بالفاجر الكَفّار الذي زعم حال غضبه أنهم لا يلدون إلا مثله وحكم على الله بظنه فزكّاه عن خطيئته بتلك العقوبة. وفي الحديث: " خلق الكافر من ذنب المؤمن " ﴿ فلا تسألني ما ليس لك به علم ﴾ من إنجاء من ليس بصالح ولا من أهلك، واعلم أن الصلاح هو سبب النجاة دون غيره، وأن أهلك هو ذو القرابة المعنوية لا الصورية. ﴿ إني أعِظك أن تكون من الجاهلين ﴾ الواقفين مع ظواهر الأمور، المحجوبين عن حقائقها، فتنبّه عليه السلام عند ذلك التأديب الإلهي والعتاب الرباني وتعوّذ بقوله: ﴿ ربّ إني أعوذ بك أن أسالك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي ﴾ تلويناتي وظهور بقاياي ﴿ وترحمني ﴾ بالاستقامة والتمكين ﴿ أكن من الخاسرين ﴾ الذين خسروا أنفسهم بالاحتجاب عن علمك وحكمتك ﴿ قيل يا نوح اهبط ﴾ أي: اهبط من محل الجمع وذروة مقام الولاية والاستغراق في التوحيد إلى مقام التفصيل وتشريع النبوّة بالرجوع إلى الخلق ومشاهدة الكثرة في عين الوحدة لا مغضباً بالاحتجاب بهم عن الحق ولا راضياً بكفرهم بالاحتجاب بالحق عنهم ﴿ بسلام ﴾ أي: سلامة عن الاحتجاب بالكثرة وظهور النفس بالغضب ووجود التلوين وحصول التعلق بعد التجرد والضلال بعد الهدى ﴿ منّا ﴾ أي صادر منا وبنا ﴿ وبركات ﴾ بتقنين قوانين الشرع وتأسيس قواعد العدل الذي ينمو به كل شيء ويزيد ﴿ عليك وعلى أُمم ﴾ ناشئة ﴿ ممن معك ﴾ وعلى دينك وطريقتك إلى آخر الزمان. ﴿ وأمم ﴾ أي: وينشأ ممن معك أمم ﴿ سنُمَتعهم ﴾ في الحياة الدنيا لاحتجابهم بها ووقوفهم ﴿ ثم يمسّهم منا عذابٌ أليمٌ ﴾ بإهلاكهم بكفرهم وإحراقهم بنار الآثار، وتعذيبهم بالهيئات، وإن شئت التطبيق أوّلت نوحاً بروحك والفلك بكمالك العلمي والعملي الذي به نجاتك عند طوفان بحر الهيولى حتى إذا فار تنور البدن باستيلاء الرطوبة الغريبة والأخلاط الفاسدة وأذن بالخراب، ركب هو فيها وحمل معه من كل صنفين من وحوش القوى الحيوانية والطبيعية وطيور القوى الروحانية اثنين، أي: أصليهما وبنيه الثلاثة حام القلب، وسام العقل النظري، ويافث العقل العملي، وزوجه النفس المطمئنة وأجراها باسم الله الأعظم فنجا بالبقاء السرمدي من الهلاك الأبدي بالطوفان وغرقت زوجه الأخرى التي هي الطبيعة الجسمانية وابنه منها الذي هو الوهم ﴿ لآوي إلى جبل ﴾ الدماغ، وأوّلت استواءها على الجودي وهبوطه بمثل نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان.

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



Please note that some contents are translated Semi-Automatically!