The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

تـأويل القرآن الكريم

ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

وهو للشيخ عبد الرزاق القاشاني

سورة هود (11)

 

 


الآيات: 51-69 من سورة هود

﴿ ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبُشْرى ﴾ إلى آخره، إن للنفوس الشريفة الإنسانية اتصالات بالمبادئ المجرّدة العالية والأرواح المقدّسة الفلكية من الأنوار القاهرة العقلية والنفوس المدبرة السماوية واختلاطات بالملأ الأعلى من أهل الجبروت وانخراطات في سلك الملكوت. ولكل نفس بحسب فطرتها مبدأ يناسبها من عالم الجبروت ومدبّر يربها من عالم الملكوت تستمد من الأول فيض العلم والنور، ومن الثاني مدد القوة والعمل كما أشار إليه قوله:وَجَآءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَآئِقٌ وَشَهِيدٌ } [ق، الآية: 21] ومقرّ أصلي تأوي إليه من جناب اللاهوت إن تجرّدت، كما قال عليه الصلاة والسلام: " أرواح الشهداء تأوي إلى قناديل من نور معلقة تحت العرش " ، وكلما انجذبت إلى الجهة السفلية بالميل إلى اللذات الطبيعية احتجبت بغشاوتها عن ذلك الجناب وانقطع مددها من تلك الجهة من الأنوار الجبروتية والقوى الملكوتية، فضعفت في الإدراكات لاحتجابها عن قبول تلك الإشراقات. وفي المنّة والقوة لانقطاع مددها من تلك القوة. وكلما توجهت إلى الجهة العلوية بالتنزّه عن الهيئات البدنية، والتجرّد عن الملابس المادية، والتقرّب إلى الله تعالى، مبدأ المبادئ، ونور الأنوار بالزهد والعبادة. والتشبث في المبادئ بالنظافة والنزاهة مقروناً عمله بالصدق في النية وإخلاص الطويّة أمدّه الله تعالى لمناسبته سكان حضرته من عالمهم إمداد النور والقوة، فتعلم ما لا يعلمه غيرها من أبناء جنسها وتقدر على ما لا يقدر عليه مثلها من بني نوعها، ويكون لها أوقات تنخرط فيها في سلكها بالانخلاع عن بدنها وأوقات تبعد فيها عنها بما هي ممنوّة به من تدبير جسدها. ففي أوقات اتصالها بها وانخراطها في سلكها قد تتلقى الغيب منها، إما كما هو على سبيل الوحي والإلهام والإلقاء في الروع والإعلام بمطالعة صورة الغيب المنتقشة هي بها منها، وإما على طريق الهتاف والإنهاء، وإما على صورة كتابة في صحيفة تطالعه منها وذلك بحسب جهة قبول لوح حسها المشترك واختصاصه بنوع بعض المحسوسات دون بعض للأحوال السابقة والاتفاقات العارضة. وقد يتراءى لها صور منها تناسبها في الحسن واللطافة فيتجسد لها إما بقوة تخيلها وظهورها في حسها المشترك لاستحكام الاتصال واستقراره ريثما تحاكيها المتخيلة، وإما بتمثيلها في متخيلة الكل التي هي السماء الدنيا وانطباعها في متخيلتها بالانعكاس كما فيما بين المرايا المتقابلة فتخاطبها بصورة الغيب شفاهاً على ما يُرَى في المنامات الصادقة من غير فرق، فإن الرؤيا الصادقة والوحي كلاهما من واد واحد لا تباين بينهما إلا بالنوم واليقظة، فإن صاحب الوحي يقدر على الغيبة من الحواس وإدراكاتها وعزلها عن أفعالها وتعطيلها في استعمالها فيتصل بالمجرّدات العلوية لقوة نفسه وحصول ملكة الاتصال لها، وصاحب الرؤيا الصادقة يقع له ذلك بحكم الطبع وتلك الرؤيا هي التي لا تحتاج إلى تعبير كما أشار إليه من رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن بقوله: لَّقَدْ صَدَقَ ٱللَّهُ رَسُولَهُ ٱلرُّؤْيَا بِٱلْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ ٱلْمَسْجِدَ ٱلْحَرَامَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لاَ تَخَافُونَ } [الفتح، الآية: 27] ولهذا جعل الرؤيا الصادقة جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة، وكانت مقدمة وحيه المنامات الصادقة ستة أشهر ثم استحكمت وصارت إلى اليقظة. وقد تنتقل المتخيلة في الحالتين، أي: النوم واليقظة، إلى اللوازم، فيقع الاحتياج إلى التعبير والتأويل وقد يظهر على تلك النفس المتدربة بملكة الاتصال المتمرّنة فيها من خوارق العادات وأنواع الكرامات والمعجزات لوصول المدد من عالم القدرة ما ينكره من لا يعلمه من المحجوبين بالعادة وأصحاب قسوة القلوب والجفوة والمحجوبين بالعقول الناقصة المشوبة بالوهم القاصرة عن بلوغ الحد وإدراك الحق، ويقبله من تنوّر قلبه بنور الهداية وعصم عن الضلالة والغواية استبصاراً وإيقاناً أو سلمت فطرته عن الحجب المظلمة والغباوة وخلصت عن الجهالة والغشاوة تقليداً وإيماناً للين قلبه بالإرادة وقوة قبوله للصقالة، وذلك إما بتأييد نفسه من عالم الملكوت وتقويها بمبدأ الأيد والقوة كما قال علي عليه السلام عند قلعه باب خيبر: " والله ما قلعت باب خيبر بقوة جسدانية، ولكن قلعته بقوة ملكوتية ونفس بنور ربها مضيّة ". وإما بصدور ذلك عن تلك النفوس الملكوتية والمبادئ الجبروتية التي اتصل هو بها لإجابة دعوته بإطاعة الملكوت له بإذن الله تعالى وأمره وتقديره وحكمه وتسخيره. وقد دلت الآية على تمثل الملائكة لخليل الله عليه الصلاة والسلام وتجسدها على الحالات الثلاث: مخاطبتها إياه بالغيب الذي هو البشرى بوجود الولد، وإهلاك قوم لوط وإنجائه وتأييده بهم في خرق العادة من ولادة العجوز العقيم من الشيخ الفاني وتأثيرهم في إهلاك قوم لوط وتدميرهم بدعائه والله أعلم بحقائق الأمور.

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



Please note that some contents are translated Semi-Automatically!