موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

تـأويل القرآن الكريم

ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

وهو للشيخ عبد الرزاق القاشاني

سورة النحل (16)

 

 


الآيات: 57-75 من سورة النحل

﴿ ضرَبَ الله مثلاً ﴾ للمجرّد والمقيد والمُشْرِك والموحد ﴿ عبداً مملوكاً ﴾ محبّاً لغير الله، مؤثراً له بهواه، فإن المقيد بالشيء يدين بدينه ويصدر عن حكمه، ويتصرّف بأمره، فهو عبده إذ كل من أحب شيئاً أطاعه، وإذا أطاعه فقد عبده. فمنهم من يعبد الشيطان ومنهم من يعبد الشهوة ومنهم من يعبد الدنيا أو الدينار أو اللباس، كما قال عليه الصلاة والسلام: " تِعْس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، وتعس عبد الخميصة " ، وقال الله تعالى:أَفَرَأَيْتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ } [الجاثية، الآية: 23] وإذا عبده كان مملوكه ورقيقه. ﴿ لا يقدر على شيء ﴾ لأن المحب والعابد لا يرتقي همته وتأثيره وقوّة نفسه من محبوبه ومعبوده وإلا لما كان مقهوراً له، أسيراً في وثاقه، بل ينقض منه ومعبوده عاجز لا تأثير له، بل لا وجود سواء كان جماداً أو حيواناً أو إنساناً أو ما شئت، فهو أعجز منه وأذلّ، ولهذا قيل: إن الدنيا كالظلّ، إذا تبعته فاتك وإن تركته تبعك، فإن تابع الدنيا أحقر قدراً من الدنيا وأقلّ خطراً، ولا تأثير للدنيا فكيف به حتى يحصل له وبسببه شيء؟ وإنّ الدنيا ظلّ زائل، فهو ظل الظل ولا ظلّ لظلّ الظلّ، بل الظلّ للذات ولا ذات له فلا ملك له ولا قدرة. ﴿ ومن رزقناه منا رزقاً حسناً ﴾ ومن أحبنا وأقبل بقلبه علينا، وتجرّد عما سوانا، وانقطع إلينا، أعطيناه الأيد والقوة، ورزقناه المُلْك والحكمة، وأسبغنا عليه النعمة الظاهرة والباطنة لأنه متوجه إلى مالك المُلْك، منعم الكل، منيع القوى والقدر، فأكسب نفسه القوة و التأثير والقدرة منه، وتأثر منه الأكوان والأجرام وأطاعه الملك والملكوت كما أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: " يا دنيا اخدمي من خدمني، واتعبي من خدمك ". ثم إذا ربت همّته الشريفة عن الأكوان ولم تقف بمحبته مع غير الله ولم يلتفت إلى ما سواه زدنا في رزقه فآتيناه صفاتنا ومحونا عنه صفاته، فعلمناه من لدنا علماً وأقدرناه بقدرتنا، كما قال تعالى: " لا يزال العبد يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به " ، الحديث. ﴿ فهو يُنْفِق منه سرّاً وجهراً ﴾ يُنْفق من النعم الباطنة كالعلم والحكمة سرّاً، ومن الظاهرة جهراً، أو ينفق من كلتيهما سرّاً كالذي يصل إلى الناس من غير تسببه لوصوله ظاهراً وهو في الحقيقة منه وصل لأنه حينئذ واسطة الوجود الإلهي ووكيل حضرته وجهراً كالذي يتسبب هو بنفسه ظاهراً لوصوله ﴿ هل يستوون ﴾ استفهام بطريق الإنكار وكذا المشرك كالأبكم الذي لم يكن له استعداد النطق في الخلقة لأنه ما استعدّ للإدراك والعقل الذي هو خاصية الإنسان، فيدرك وجوب وجود الحق تعالى وكماله وإمكان الغير ونقصانه فيتبرأ عن غيره ويلوذ به عن حول نفسه وغيره وقوّتهما. ﴿ لا يقدر على شيء ﴾ لعدم استطاعته وقصور قوته للنقص اللازم لاستعداده ﴿ وهو كلّ على مولاه ﴾ لعجزه بالطبع عن تحصيل حاجته، فهو عبد بالطبع محتاج، متذلّل للغير، ناقص عن رتبة كل شيء لكونه أقل من لا شيء، فإن الممكن الذي يعبده ليس بشيء سواء كان ملكاً أو ملكاً أو فلكاً أو كوكباً أو عقلاً أو غيرها ﴿ أينما يوجهه لا يأت بخير ﴾ لعدم استعداده وشرارته بالطبع فلا يناسب إلا الشرّ الذي هو العدم فكيف يأتي بالخير ﴿ هل يستوي هو ﴾ والموحد القائم بالله، الفاني عن غيره حتى نفسه يقوم بالحق، ويعامل الخلق بالعدل، ويأمر بالعدل، لأن العدل ظلّ الوحدة في عالم الكثرة فحيث قام بوحدة الذات وقع ظله على الكل، فلم يكن إلا آمراً بالعدل ﴿ وهو على صراط مستقيم ﴾ أي: صراط الله الذي عليه خاصته من أهل البقاء بعد الفناء الممدود على نار الطبيعة لأهل الحقيقة يمرّون عليه كالبرق اللامع.

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!