The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

تـأويل القرآن الكريم

ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

وهو للشيخ عبد الرزاق القاشاني

سورة الإسراء (17)

 

 


الآيات: 56-70 من سورة الإسراء

﴿ ولقد كرّمنا بني آدم ﴾ بالنطق والتمييز والعقل والمعرفة ﴿ وحملناهم في البرّ والبحر ﴾ أي: يسرنا لهم أسباب المعاش والمعاد بالسير في طلبها فيهما وتحصيلها ﴿ ورزقناهم من الطيبات ﴾ أي: المركبات التي لم ترزق غيرهم من المخلوقات ﴿ وفضلناهم على كثير ممن خلقنا ﴾ أي: ما عدا الذوات المقدّسة من الملأ الأعلى، وأما أفضلية بعض الناس كالأنبياء على الملائكة المقرّبين فليست من جهة كونهم بني آدم فإنهم من تلك الحيثية لا يتجاوزون مقام العقل بل من جهة السرّ المودع فيهم المشار إليه بقوله:إِنِّيۤ أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } [البقرة، الآية: 30] وهو ما أعدّ لذلك البعض من المعرفة الإلهية التامة بواسطة الجمعية التي فيه، أي: مقام الوحدة، وحينئذ ليس هو بهذا الاعتبار من بني آدم كما قيل:
وإني وإن كنت ابن آدم صورة   فلي فيه معنى شاهد بأبوّتي
بل هو عين المكرّم المعروف كما قيل:
رأيت ربي بعين ربي   فقال من أنت قلت أنت
وقد فني ابن آدم في هذا المقام وما بقي منه شيء وإلا فما للتراب وربّ الأرباب، أو ﴿ ولقد كرّمنا بني آدم ﴾ بالتقريب ومعرفة التوحيد وحملناهم في بر عالم الأجساد وبحر عالم الأرواح بتسييره فيهما لتركيبه منهما وإرقائه عنهما في طلب الكمال ورزقناهم من طيبات العلوم والمعارف، ﴿ وفضلناهم ﴾ على الجم الغفير ﴿ ممن خلقنا ﴾ ، أي: جميع المخلوقات، على أن تكون من للبيان والمبالغة في تعظيمه بوصف المفضل عليهم بالكثرة وتنكير الوصف وتقديمه على الموصوف أي كثير، وأي كثير وهو جميع مخلوقاتنا لدلالة من على العموم ﴿ تفضيلاً ﴾ تاماً بيّناً. ﴿ يوم ندعو ﴾ إلى آخره، أي: نحضر ﴿ كل ﴾ طائفة من الأمم مع شاهدهم الذي يحضرهم ويتوجهون إليه من الكمال ويعرفونه سواء كان في صورة نبيّ آمنوا به كما ذكر في تفسير قوله:فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ } [النساء، الآية: 41] أو إمام اقتدوا به أو دين أو كتاب أو ما شئت على أن تكون الباء بمعنى مع أو ننسبهم إلى إمامهم وندعوهم باسمه لكونه هو الغالب عليهم وعلى أمرهم المستعلي محبتهم إياه على سائر محباتهم ﴿ فمن أوتي كتابه بيمينه ﴾ أي: من جهة العقل الذي هو أقوى جانبيه وبعث في صورة السعداء ﴿ فأولئك يقرؤون كتابهم ﴾ دون غيرهم لاستعدادهم للقراءة والفهم لأن الذي أوتي كتابه بشماله، أي: من جهة النفس التي هي أضعف جانبيه لا يقدر على قراءة كتابه وإن كان مقروؤًا لذهاب عقله وفرط حيرته ﴿ ولا يظلمون ﴾ أي: لا ينقصون من صور أعمالهم وكمالاتهم وأخلاقهم شيئاً قليلاً. ﴿ ومن كان في هذه أعمى ﴾ عن الاهتداء إلى الحق ﴿ فهو في الآخرة ﴾ كذلك ﴿ وأضلّ سبيلاً ﴾ مما هنا لأن له في هذه الحياة آلات وأدوات وأسباباً يمكنه الاهتداء بها وهو في مقام الكسب باقي الاستعداد إن كان ولم يبق هناك شيء من ذلك. ﴿ وإن كادوا ليفتنونك ﴾ الخ، هو من باب التلوينات التي تحدث لأرباب القلوب بظهور النفس ولأرباب الشهود والفناء بوجود القلب، فإنه عليه السلام لفرط شغفه وحرصه على إيمانهم بوجود القلب كاد يميل إليهم في بعض مقترحاتهم ويرضى ببعض ما هو خلاف شريعته، ويضيف إلى الله ما ليس منه طلباً للمناسبة التي كان يتوقع أن تحدث بينه وبينهم بذلك فيحبوه كما قال: ﴿ وإذاً لاتّخذوك خليلاً ﴾ عسى أن يقبلوا قوله ويهتدوا به. واستمالة وتطييباً لقلوبهم عسى أن يلينوا وينزلوا عن شدّة إنكارهم فيرّق حجابهم وتتنوّر قلوبهم، فشدد وأقيم من عند الله، ولهذا قالت عائشة رضي الله عنها: " كان خلقه القرآن " تعني أنه عليه الصلاة والسلام كلما ظهرت نفسه وهمّت بما ليس بفضيلة نبّه من عند الله وثبت بتنزيل آية تقوّمه وتردّه إلى الاستقامة حتى بلغ مقام التمكين، وهذا وأمثاله من قوله تعالى:مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ } [الأنفال، الآية: 67]، وقوله:عَفَا ٱللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ } [التوبة، الآية: 43]، وقوله:وَتَخْشَى ٱلنَّاسَ وَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ } [الأحزاب، الآية: 37]، وقوله:عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ } [عبس، الآية: 1] يدل على أنه كان أكثر سلوكه في الله بعد الوصول في زمان النبوة وزمان الوحي.

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



Please note that some contents are translated Semi-Automatically!