The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

تـأويل القرآن الكريم

ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

وهو للشيخ عبد الرزاق القاشاني

سورة مريم (19)

 

 


الآيات: 2-4 من سورة مريم

فنادى زكريا عليه السلام ربّه ليهب له وليّاً يقوم مقامه في أمر الدين، وتوسل إليه بأمرين، واعتذر إليه معتلاً بأمرين، توسل بالضعف والشيخوخة والوهن والعجز عن القيام بأمر الدين في قوله: ﴿ وَهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً ﴾ فأجابه باسمه الكافي فكفاه ضعفه وأعطاه القوّة وأيده بالولد ثم بعنايته به قديماً بقوله: ﴿ ولم أكن بدعائك ربِّ شقيّاً ﴾ فأجابه باسمه الهادي وهداه إلى مطلوبه بالبشارة والوعد، لأن العناية المقتضية للسعادة المستلزمة لسلب الشقاوة، كما أشار إليها، يلازمها عبارة عن علمه تعالى في الأزل بعين في العدم وتقتضي باستعدادها سعادة تناسبها وهو عين إرادته تعالى ذلك الكمال لها عند وجودها فلا بد من هداية لها إليه، والهداية إنما تتم بالتوفيق، وهو ترتيب الأسباب الموافقة لذلك المطلوب المؤدّية إليه، ولم يجدها موافقة ووجد خلافها فخاف واعتذر إليه بالخوف من الموالي لعدم صلاحيتهم لذلك، فأجابه باسمه الواقي، فوقاه شرّهم، وبامتناع وجود الولي من نسله لعدم الأسباب بقوله: ﴿ وكانت امرأتي عاقراً ﴾ فأجابه باسمه العليم لأنه علم عدم الأسباب الذي تعلل به محتجاً بها عن المسبب وعلم وجوده مع عدمها وما علمه لا بدّ من كونه، كما قالت الملائكة لامرأة إبراهيم عليه السلام:كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْعَلِيمُ } ولما بشره بالولد، وهداه إلى مقتضى العلم، تعجب منه لضراوته في عالم الأسباب بالحكمة وكرر التعلل بعدم الأسباب بقوله: ﴿ أنى يكون لي غلام ﴾ الخ، لأنه كان يطلب ولداً حقيقياً يلي أمره ويحذو حذوه ويسلك طريقه في القيام بأمر الدين وإن لم يكن من نسله لعدم أهلية مواليه لذلك، فكرر البشارة وهداه إلى سهولة ذلك في قدرته، فالتمس علامة تدل عليه، فهداه إليها وأنجز وعده باسمه الصادق فرحمه بهبة يحيى له. فاقتضت الأحوال الأربعة مع حال الوعد والبشارة إجابته بالرحمة عليه بالأسماء الخمسة. فعلى هذا يكون كـ إشارة إلى الكافي الذي اقتضاه حال ضعفه وشيخوخته وعجزه و هـ إشارة إلى الهادي الذي اقتضاه عنايته به وإرادة مطلوبه له و ي إشارة إلى الواقي الذي اقتضاه حال خوفه من الموالي و ع إشارة إلى العالم الذي اقتضاه إظهاره لعدم الأسباب و ص إشارة إلى الصادق الذي اقتضاه الوعد. ومجموع الأسماء الخمسة هو: الرحيم بهبة الولد، وإفاضة مطلوبه في هذه الأحوال. فذكر هذه الحروف وتعدادها إشارة إلى أن ظهور هذه الصفات التي حصل بها هذه الأسماء هو ظهور رحمة عبده زكريا وقت ندائه وذكرها ذكر تلك الرحمة التي هي وجود يحيى عليه السلام. ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما: كـ عبارة عن الكافي و هـ عن الهادي و ي عن الواقي و ع عن العالم و ص عن الصادق والله أعلم. والتطبيق أن يقال: نادى زكريا الروح في مقام استعداد العقل الهيولاني نداء خفيّاً، واشتكى ضعفه، وتوسل بعنايته، واشتكى خوف موالي القوى النفسانية وعقر امرأة النفس بولد القلب ﴿ فهبْ لي من لدنك وليّاً يرثني ويرث من آل يعقوب ﴾ العقل الفعّال ﴿ واجعله ربّ رضياً ﴾ موصوفاً بالكمالات المرضية ﴿ نُبَشّرك بغلام ﴾ القلب ﴿ اسمه يحيى ﴾ لحياته أبداً ﴿ ربّ اجعل لي آية ﴾ أتوصل بها إليه ﴿ آيتك ألا تُكَلم ﴾ ناس الحواس بالشواغل الحسيّة والمخالطة بالأمور الطبيعية ﴿ فأوحى إليهم أن سبّحوا ﴾ أي كونوا على عبادتكم المخصوصة بكل واحد منكم بالرياضة وترك الفضول دائماً. ﴿ يا يحيى ﴾ القلب ﴿ خذ ﴾ كتاب العلم، المسمى بالعقل الفرقاني ﴿ وآتيناه الحكم ﴾ أي: الحكمة ﴿ صبيّاً ﴾ قريب العهد بالولادة المعنوية ﴿ وحناناً من لدنا ﴾ أي: رحمة بكمال تجليات الصفات ﴿ وزكاة ﴾ أي: تقدّساً وطهارة بالتجرّد ﴿ وكان تقيّاً ﴾ مجتنباً صفات النفس ﴿ وبرّاً بوالديه ﴾ الروح والنفس ﴿ وسلام عليه ﴾ أي: تنزّه وتقدّس عن ملابسة المواد ﴿ يوم وُلِدَ ويوم يموت ﴾ بالفناء في الوحدة ﴿ ويوم يُبْعث ﴾ بالبقاء بعد الفناء ﴿ حيّاً ﴾ بالله.

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



Please note that some contents are translated Semi-Automatically!