The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

تـأويل القرآن الكريم

ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

وهو للشيخ عبد الرزاق القاشاني

سورة الدخان (44)

 

 


الآيات: 2-13 من سورة الدخان

﴿ أنى لهم الذكرى ﴾ أي: الاتعاظ والإيمان بمجرد انكشاف العذاب ﴿ وقد جاءهم ﴾ ما هو أبلغ منه من الرسول المبين طريق الحق بالمعجز والبرهان ودعاهم إلى سبيله بالطرق الثلاثة من الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن ﴿ ثمَّ ﴾ أعرضوا ونسبوه إلى الجنون والتعليم المتنافيين لفرط احتجابهم وعنادهم ﴿ إنَّا كاشفوا العذاب قليلاً ﴾ بتعطيل الحواس والإدراكات ﴿ إنكم عائدون ﴾ إليه. ﴿ يوم نبطش البطشة الكبرى ﴾ أي: وقت تمام الفراغ إلى إدراك العذاب المؤلم بتلك الهيئات وتحقق الخلود ﴿ إنّا منتقمون ﴾ معذّبون بالحقيقة أو بالردّ إلى الصحة والحياة البدنية، إنكم عائدون إلى الكفر لرسوخه فيكم ﴿ يوم نبطش البطشة الكبرى ﴾ بزوال الاستعداد وانطفاء نور الفطرة بالرين الحاصل من ارتكاب الذنوب والاحتجاب الكلي الموجب للعذاب الأبدي كما قال:كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ * كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ } [المطففين، الآيات:14 - 15] ننتقم منهم بالحقيقة بالحرمان الكلي والحجاب الأبدي والعذاب السرمدي. وإن فسرنا القيامة بالكبرى: فالدخان هو حجاب الأنية الذي يغشى الناس عند ظهور نور الوحدة بطغيان النفس لانتحال صفات الربوبية وغلبة سكرة يوم الجمع المورثة للإباحة إذ هو من بقية النفس الأرضية اللطيفة بنور الوحدة المرتقبة إلى محل الشهود التي تأتي بها سماء الروح لتأثيره فيها بالتنوير إذ لم تحترق بالكلية بنار العشق بل صفت وتلطفت وتصعدت. فأما المؤمن بالإيمان الحقيقي الموحد التام الاستعداد، المحب الغالب المحبة، فيصيبه كهيئة الزكمة، أي: السكرة التي قال فيها أبو زيد قدّس الله روحه: سبحاني ما أعظم شأني. والحسين بن منصور رحمه الله: أنا الحق. ثم يرتفع عنه سريعاً لمزيد العناية الإلهية وقوة الاستعداد الفطرية وشدة المحبة الحقيقية، فيتنبه لذلك ويتعذب به غاية التعذب ويشتاق إلى الانطماس في عين الجمع غاية الشوق، فيقول: هذا عذاب أليم، ويطلب الفناء الصرف، كما قال الحلاج قدّس الله روحه: بيني وبينك أني ينازعني فارفع بفضلك أني من البين. ويدعو بلسان التضرع والافتقار:رَّبَّنَا ٱكْشِفْ عَنَّا ٱلْعَذَابَ إِنَّا مْؤْمِنُونَ } [الدخان، الآية:12] بالإيمان العيني عند كشف الحجاب الآني، ﴿ أنى لهم الذكرى ﴾ من أين لهم ذكر الذات والإيمان العيني في مقام حجاب الأنائية، ﴿ وقد جاءهم رسول مبين ﴾ أي: رسول العقل المبين لوجوداتهم وصفاتهم، أي: إنما احتجبوا بحجاب الأنية لظهور العقل وإثباته لوجوداتهم، فكيف ذكرهم للذات تعجب من تذكرهم مع كونهم عقلاء ثم بيّن كونهم عشاقاً مشتاقين بقوله: ﴿ ثم تولوا عنه ﴾ لقوة المحبة وفرط العشق ﴿ وقالوا معلم ﴾ أي: من عند الله بإفاضة العلم عليه ﴿ مجنون ﴾ مستور الإدراك، محجوب عن نور الذات، كما قال جبريل عليه السلام: " لو دنوت أنملة لاحترقت ". ﴿ إنا كاشفوا العذاب ﴾ أي:عذاب الحجاب والحرمان لإعراضهم بقوة العشق عن الرسول قليلاً بطلوع نور الوجه الباقي وإشراق سبحاته وإحراقها ما انتهى إليه بصره من خلقه ﴿ إنكم عائدون ﴾ بالتلوين إلى الحجاب بعد تجلي نور الذات لبقية الآثار إلى وقت التمكين ﴿ يوم نبطش البطشة الكبرى ﴾ أي: وقت الفناء الكلي والانطماس الحقيقي بحيث لا عين ولا أثر ﴿ إنا منتقمون ﴾ أي: ننتقم بالقهر الأحدي والإفناء الكلي من وجوداتهم وبقاياهم فيطهرون عن الشرك الخفي بالوجود الأحدي. وأما الكافر، أي: المحجوب عن نور الذات، الممنوّ بحجب الصفات، المحروم عن الطمس عن عين الجمع بتوهم الكمال فيبقى في مقام الأنائية ويتفرعن وراء حجاب الأنائية كما قال اللعين:أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ } [النازعات، الآية:24 ﴾مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِي } [القصص، الآية:38]، فيخلع عن عنقه ربقة الشريعة ويسير بسيرة الإباحة ويتجسر على المخالفات ويتزندق بارتكاب المعاصي وتركه الطاعات، فيكون من شرار الناس الذين قال فيهم: " شرّ الناس من قامت القيامة عليه وهو حيّ " فهو في عدم التمييز والرجوع إلى التفصيل والانهماك في الدواعي الطبيعية والتعمّق في الجاهلية كالسكران غلب الهوى على عقله وأحاط به الحجاب من جميع جهاته وظهر أثر الغيّ من مشاعره، هذا عذاب أليم لكنه لا يشعر به لشدّة انهماكه في تفرعنه وقوة شكيمته في تشيطنه، كلما دعاه الموحد القائم بالحق المهدي إلى نور الذات بالفناء المطلق المنصور من عند الله بالوجود الموهوب المتحقق ونبهه على ما به من الاحتجاب أبى واستكبر وطغى وتجبر لاستغنائه بنفسه وثباته في غيِّه حتى إذا وقع في الارتياب وتفطّن بالحجاب عند ارتتاج الباب بتعيين المآب وتيقن العقاب قال:رَّبَّنَا ٱكْشِفْ عَنَّا ٱلْعَذَابَ إِنَّا مْؤْمِنُونَ } [الدخان، الآية:12] كما قال فرعون حين أدركه الغرق:آمَنتُ أَنَّهُ لاۤ إِلِـٰهَ إِلاَّ ٱلَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنوۤاْ إِسْرَائِيلَ } [يونس، الآية:90]، ﴿ أنى لهم الذكرى ﴾ أي: الاتعاظ والإيمان الحقيقي وقد عاندوا الحق وأعرضوا عن القائم بالحق، فلعنوا وطردوا. ﴿ إنا كاشفو العذاب ﴾ ريثما تحققوا ما هم فيه من الوقوف مع النفس وتبينوا التفريط في جنب الحق ﴿ إنكم عائدون ﴾ لفرط تمكن الهوى من أنفسكم وتشرّب قلبوكم بمحبة نفوسكم واستيلاء صفاتها عليكم وقوّة الشيطنة فيكم. ﴿ يوم نبطش البطشة الكبرى ﴾ بالقهر الحقيقي والإذلال الكلي والطرد والإبعاد ننتقم منهم لمكان شركهم وعبادتهم لأنفسهم ومبارزتهم علينا بالظهور في مقابلتنا ومنازعتهم رداء الكبرياء منَّا، كما قلنا: " العظمة إزاري والكبرياء ردائي، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار " وأما حكاية قوم فرعون فاشتهيت تطبيقها على حالك فافهم منها.

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



Please note that some contents are translated Semi-Automatically!