موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

تـأويل القرآن الكريم

ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

وهو للشيخ عبد الرزاق القاشاني

سورة البقرة (2)

 

 


الآيات: 250-255 من سورة البقرة

﴿ الله لا إله إلا هو ﴾ في الوجود، فكلّ ما عبد دونه لم تقع العبادة إلا له، علِمَ أو لم يعلم، إذ لا معبود ولا موجود سواه ﴿ الحيّ ﴾ الذي حياته عين ذاته، وكلّ ما هو حيّ لم يحيى إلا بحياته ﴿ القيوم ﴾ الذي يقوم بنفسه ويقوم كلّ ما يقوم به. فلولا قيامه ما قام شيء في الوجود ﴿ لا تَأخُذه ﴾ غفوة ونعاس، كما يعتري الأحياء من غير قصدهم. فإنّ ذلك لا يكون إلا لمن حياته عارضة، فتغلبه الطبيعة بالحالة الذاتية طلباً للهدوء والراحة والإبدال عن تحليل اليقظة. فأمّا من حياته عين ذاته، فلا يمكن له ذلك. وبين كون حياته غير عارضة بقوله ﴿ ولا نَوْم ﴾ فإنّ النوم ينافي كون الحياة ذاتية، لأنه أشبه شيء بالموت. ولهذا قيل: النوم أخو الموت. ومن لا نوم له لذاته، لمنافاته كون الحياة غير ذاته، فلا سنة له، إذ السنة من مقدّماته وآثاره كما تقول: ليس له ضحك ولا تعجب، وقوله: ﴿ لا تأخذه سنة ولا نوم ﴾ بيان لقيوميته ﴿ له ما في السموات وما في الأرض ﴾ نواصيهم بيده، يفعل بهم ما يشاء. ﴿ من ذا الذي يشْفَع عنده إلاّ بإذْنِه ﴾ إذ كلهم له وبه يتكلم من يتكلم به وبكلامه، فكيف يتكلم بغير إذنه وإرادته ﴿ يَعْلَم ﴾ ما قبلهم وما بعدهم، فكيف بهم وبحالهم. أي: علمه شامل للأزمنة والأشخاص والأحوال كلها، فيعلم المستحق للشفاعة، وغير المستحق لها ﴿ ولا يُحِيطونَ بشيءٍ من عِلْمه إلاّ بما شَاء ﴾ أي: بما اقتضت مشيئته أن يعلمهم، فعلم كلّ ذي علم شيء من علمه ظهر على ذلك المظهر، كما قالت الملائكة:لاَ عِلْمَ لَنَآ إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا } [البقرة، الآية: 32]. ﴿ وسِع كُرسيه السموات والأرض ﴾ أي: علمه، إذ الكرسيّ مكان العلم الذي هو القلب. كما قال أبو يزيد البسطامي رحمة الله عليه: لو وقع العالم وما فيه ألف ألف مرّة في زاوية من زوايا قلب العارف ما أحسّ به لغاية سعته. ولهذا قال الحسن: كرسيه: عرشه، مأخوذ من قوله عليه السلام: " قلب المؤمن من عرش الله " والكرسي في اللغة: عرش صغير لا يفضل عن مقعد القاعد، شُبه القلب به تصويراً وتخييلاً لعظمته وسعته. وأما العرش المجيد الأكبر فهو الروح الأول وصورتهما ومثالهما في الشاهد الفلك الأعظم، والثامن المحيط بالسموات السبع وما فيهنّ ﴿ ولا يؤده ﴾ أي: ولا يثقله ﴿ حِفظهما ﴾ لأنهما غير موجودين بدونه ليثقله حملهما، بل العالم المعنوي كله باطنه والصوريّ ظاهره، فلا وجود لهما إلا به وليسا غيره. ﴿ وهو العليّ ﴾ الشأن الذي لا يعلوه شيء وهو يعلو كل شيء، ويقهره بالفناء ﴿ العَظيم ﴾ الذي لا يتصوّر كنه عظمته، وكل عظمة تتصور لشيء فهي رشحة من عظمته، وكل عظيم فبنصيب من عظمته وحصة منها عظيمة. فالعظمة مطلقاً له دون غيره، بل كلها له، ليس لغيره فيها نصيب. وهي أعظم آية في القرآن لعظم مدلولها.

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!