موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

تـأويل القرآن الكريم

ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

وهو للشيخ عبد الرزاق القاشاني

سورة البقرة (2)

 

 


الآيات: 257-259 من سورة البقرة

﴿ أو كالذي مرّ على قرية ﴾ أي: أرأيت مثل الذي مرّ على قرية باد أهلها، وسقطت سقوفها، وخرّت جدرانها عليها، فتعجب من إحيائها لكونه طالباً سالكاً لم يصل إلى مقام اليقين بعد، ولم يستعد لقبول نور تجلّي اسم المحيي - والمشهور أنه كان عُزَيْر - ﴿ فأمَاتَه الله ﴾ أي: فأبقاه على موت الجهل. كما قال:أَمَتَّنَا ٱثْنَتَيْن } [غافر، الآية: 11] على قول، وقال تعالى:وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ } [البقرة، الآية: 28]. ﴿ مائةَ عَام ﴾ يمكن أن يكون العام في عهدهم كان مبنياً على دور القمر، فيكون ثمانية أعوام وأربعة أشهر، وأن يكون مبنياً على فصول السنة فيكون خمسة وعشرين سنة، وأن تكون أعمارهم في ذلك الزمان كانت طويلة ﴿ ثم بَعَثه ﴾ بالحياة الحقيقية وطلب منه الوقوف على مدّة اللبث فما ظنها إلا يوماً أو بعض يوم، استصغارًا لمدة اللبث في موت الجهل المنقضية بالنسبة إلى الحياة الأبدية ولعدم شعوره بمرور المدة كالنائم الغافل عن الزمان ومروره. ثم لما تفكّر نبّهه الله تعالى على طول مدة الجهل وموت الغفلة، بأنه مائة عام، أو أماته بالموت الإراديّ في إحدى المدد المذكورة، فتكون المدة زمان رياضته وسلوكه ومجاهدته في سبيل الله، أو أماته حتف أنفه بالموت الطبيعي فتعلق روحه ببدن آخر من جنسه لاكتساب الكمال إما بعد زمان وإما في الحال حتى مرّ عليه إحدى المدد الثلاث المذكورة، وهو لا يطلع على حاله فيها، ولم يشعر بمبدئه ومعاده وكان ميتاً ثمّ بالحياة الحقيقية فاطلع بنور العلم على حاله وعرف مبدأه ومعاده. وقوله: ﴿ لبثْت يوماً أو بَعض يَوم ﴾ كقوله تعالى:وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُوۤاْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ ٱلنَّهَار } [يونس، الآية: 45]، وقوله تعالى:كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوۤاْ إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا } [النازعات، الآية: 46]، وقوله:وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُقْسِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُواْ غَيْرَ سَاعَة } [الروم، الآية: 55] كل ذلك لغفلتهم عن مرور الزمان وكذا مفارق أخاً أو مصاحباً أو شيئاً آخر إذا أدرك الوصال بعد طول مدة الفراق كأن تلك المدة حينئذ لم تكن، إذ لا يحس بها بعد مضيها وإن قاساها قبل الوصال ﴿ وانظر إلى طَعَامك وشَرَابك لم يَتَسنه ﴾ قيل: طعامه التين والعنب، وشرابه الخمر واللبن. فالتين إشارة إلى المدركات الكلية لكونه لباً كله، وكون الجزئيات فيها بالقوة، كالحبات التي في التين، والعنب إشارة إلى الجزئيات لبقاء اللواحق الماديّة معها في الإدراك كالثجير والعجم. واللبن إشارة إلى العلم النافع كالشرائع. والخمر إشارة إلى العشق والإرادة وعلوم المعارف والحقائق. لم يتسنه أي: لم يتغير عما كان في الأزل بحسب الفطرة مودعاً فيك، فإن العلوم مخزونة في كل نفس بحسب استعدادها، كما قال عليه السلام: " الناس معادن كمعادن الذهب والفضة " فإن حجبت بالموادّ وخفيت مدّة بالتقلّب في البرازخ وظلماتها، لم تبطل ولم تتغير عن حالها. حتى إذا رُفِعَ الحجاب بصفاء القلب ظهرت كما كانت، ولهذا قال عليه السلام: " الحكمة ضالّة المؤمن ". ﴿ وانْظُر إلى حِمَارك ﴾ أي: بدنك بحاله على الوجه الأول والثاني، وكيف نخرت عظامه وبليت على الوجه الثالث ﴿ ولنجعلك آية للناس ﴾ أي: ولنجعلك دليلاً للناس على البعث، بعثناك ﴿ وانْظُر إلى العِظَام كيفَ ننشزها ﴾ أي: نرفعها ﴿ ثمّ نَكْسوها لَحْماً ﴾ على كلا الوجهين ظاهر، فإنه إذا بعث وعلم حاله وتجرّده عن البدن على تركيب بدنه برفع العظام وجمعها وكسوتها لحماً ﴿ فلما تَبَين له ﴾ ذلك البعث والنشور ﴿ قال أعلم أنّ الله على كلّ شيء قَدِير ﴾.

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!