موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب سعادة الدارين في الصلاة على سيد الكونين

للشيخ يوسف النبهاني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


التنبيه الثالث في أن المحافظة على الأعداد الواردة في الأذكار ومثلها الصلوات

التنبيه الثالث في أن المحافظة على الأعداد الواردة في الأذكار ومثلها الصلوات هل هي شرط لحصول الثواب المقرون بتلك الأعداد أو لا؟ قد ذكر في بعض صيغ الصلوات أن من قرأها عدداً مخصوصاً فله من الثواب كذا وكذلك ورد مثل ذلك في بعض الأوراد الواردة فهل إذا زاد على ذلك العدد يستحق الأجر الموعود به أو زيادة عنه أو لا يستحقه لكونه داخل بالعدد المذكور معه؟

والجواب ما ذكره الإمام ابن حجر الهيتمي في تحفته (شرح المنهاج) حيث قال قبيل باب شروط الصلاة تنبيه

كثر الاختلاف بين المتأخرين فيمن زاد على الوارد كأن سبح أربعاً وثلاثين

فقال القرافي: يكره لأنه سوء أدب وأيد بأنه دواء وهو إذا زيد فيه على قانونه يصير داء وبأنه مفتاح وهو إذا زيد على أسنانه لا يفتح

وقال غيره: يحصل له الثواب المخصوص مع الزيادة

ومقتضى كلام الزين العراقي ترجيحه لأنه بالإتيان بالأصل حصل له ثوابه فكيف يبطله زيادة من جنسه

واعتمده ابن العماد بل بالغ فقال: لا يحل اعتقاد عدم حصول الثواب لأنه قول بلا دليل بل الدليل يرده وهو عموم من جاء بالحنسة فله عشر أمثالها

ولم يعثر القرافي على سر هذا العدد المخصوص وهو تسبيح ثلاث وثلاثين والحمد لله كذلك والتكبير كذلك بزيادة واحدة تكملة المائة

وهو أن أسماءه تعالى تسع وتسعون وهي إما ذاتية كالله أو جلالية كالكبير أو جمالية المحسن فجعل للأول التسبيح لأنه تنزيه للذات وللثاني التكبير وللثالث التحميد لأنه يستدعي النعم وزيد في الثالثة التكبير أو لاإله إلا الله وحده لا شريك له الملك ... إلى آخره لأنه قيل أن تمام المائة في الأسماء الاسم الأعظم وهو داخل في أسماء الجلال

وقال بعضهم هذا الثاني أوجه نقلاً ونظراً ثم استشكله بما لا إشكال فيه بل فيه الدلالة للمدعي

وهو أنه ورد في روايات النقص عن ذلك في العدد والزيادة عليه كخمس وعشرين وإحدى عشرة وعشرة وثلاث ومرة وسبعين ومائة في التسبيح وخمس وعشرين وإحدى عشرة وعشرة ومائة في التحميد وخمس وعشرين وإحدى عشرة وعشرة ومائة في التكبير ومائة وخمس وعشرين وعشرة في التهليل وذلك يستلزم عدم التعدية إلا أن يقال التعبد به واقع مع ذلك بأن يأتي بإحدى الروايات الواردة والكلام إنما هو فيما إذا أتى بغير الوارد

نعم يؤخذ من كلام شرح مسلم أنه إذا تعارضت روايتان سٌنَّ له الجمع بينهما كختم المائة بتكبيرة أو بلا إله إلا الله وحده إلى ...... آخره فيندب أن يختمها بهما احتياطاً وعملاً بالوارد ما أمكن

ونظيره قوله في ظلمت نفسي ظلماً كثيراً (كبيراً) في دعاء التشهد روي بالوحدة (كبيراً) والمثلثة (كثيراً) والأولى الجمع بينهما لذلك

ورده العز ابن جماعة بما رددته عليه في حاشيتة (الإيضاح) في بحث دعاء يوم عرفة

ورجح بعضهم أنه إن نوى عند انتهاء العدد الوارد امتثال الأمر ثم زاد أثيب عليهما وإلا فلا

وأوجه منه تفصيل آخر وهو أنه إن زاد لنحو شك عذر أو لتعبد فلا لأنه حينئذ مستدرك على الشارع وهو ممتنع.

انتهت عبارة (التحفة)

(فائدة)

الصلاة الثالثة والستون من (أفضل الصلوات) وهي {اللهم صل صلاة كاملة وسلم سلاماً تاماً.} إلى آخرها ذكرها الهاروشي في كتابه (كنوز الأسرار) بلفظ

{على نبي تنحل به العقد} بدون ذكر لفظ محمد وبدون زيادة {بعدد كل معلوم لك} وقال إنها تنسب للعارف بالله سيدي إبراهيم النازي رضي الله عنه وتعرف في المغرب بالصلاة النازية وهي من الصلوات الكوامل ومن المعروف المشهور المتداول بين جميع الناس أن من ذكرها أربعة الآف مرة ثم سأل الله حاجته قضيت كائنة ما كانت وهي من المجربات وقيل أنه لم يكمل قط أحد هذا العدد إلا وأتاه الفرج من الله سبحانه وتعالى ونقلتها في (أفضل الصلوات) عن كتاب (خزينة الأسرار) للشيخ محمد حقي النازلي وقد ذكرها بلفظ النارية وهو تحريف عن النازية وبلفظ (محمد) دون لفظ (نبي) فنقلتها هناك كما رأيتها في كتابه والصحيح ما ذكرته هنا

لكن القلب يميل إلى استحسان ذكر لفظ (محمد) مع إثبات لفظ (النبي)

كأن يقول {سيدنا محمد النبي الذي تنحل به العقد} أو وحده بأن يقول {سيدنا محمد الذي تنحل به العقد}

تعليق الناقل

وإتماماً للفائدة نذكر هنا الصلاة الثالة والستون من كتاب (أفضل الصلوات) بكاملها وفوائدها وهي

الصلاة الثالثة والستون

التفريجية

{اللَّهُمَّ صَلِّ صَلاَةً كَامِلَةً وَسَلِّمْ سَلاَماً تَامًّا عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النبي الذي تَنْحَلُّ بِهِ الْعُقَدُ وَتَنْفَرِجُ بِهِ الْمكُرَبُ وَتُقْضَى بِهِ الْحَوَائِجُ وَتُنَالُ بِهِ الرَّغَائِبُ وَحُسْنُ الْخَوَاتِمِ وَيُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ وَعَلى آلِهِ وَصَحْبِهِ فِي كُلِّ لَمْحَةٍ وَنَفَسٍ بِعَدَدِ كُلِّ مَعْلُومٍ لَكَ}

هذه الصلاة التفريجية ذكرها الشيخ العارف محمد حقي أفندي النازلي في (خزينة الأسرار)

ونقل عن الإمام القرطبي أن

من داوم عليها كل يوم إحدى وأربعين مرة أو مائة أو زيادة فرَّج الله همّه وغمّه وكشف كربه وضره ويسَّر أمره ونوَّر سره وأعلى قدره وحسن حاله ووسع رزقه وفتح عليه أبواب الخيرات والحسنات بالزيادة ونفذ كلمته في الرياسات وأمَّنه من حوادث الدهر وشر نكبات الجوع والفقر وألقى له محبة في القلوب ولا يسأل من الله تعالى شيئاً إلا أعطاه

ولا تحصل هذه الفوائد إلا بشرط المداومة عليها وهذه الصلاة كنز من كنوز الله وذكرها مفتاح خزائن الله يفتح الله لمن داوم عليها من عباد الله ويوصله بها إلى ما شاء الله.

وقال في موضع آخر من كتابه المذكور ومن الصلوات المجربات الصلاة التفريجية القرطبية ويقال لها عند المغاربة الصلاة النارية لأنهم إذا أرادوا تحصيل المطلوب أو دفع المرهوب يجتمعون في مجلس واحد ويقرؤونها أربعة آلاف وأربعمائة وأربعة وأربعين مرة فينالون مطلوبهم سريعاً

ويقال لها عند أهل الأسرار مفتاح الكنز المحيط لنيل مراد العبيد وهي هذه [[اللهم صل صلاة كاملة وسلم سلاماً تاماً على سيدنا محمد إلى ... ]] آخرها كذا أجاز لي الشيخ محمد السنوسي في جبل أبي قبيس ثم الشيخ المغربي ثم الشيخ السيد زين مكي رضي الله عنهم

وزاد السنوسي [[في كل لمحة ونفس بعدد كل معلوم لك]] وقال من داوم عليها كل يوم إحدى عشرة مرة فكأنها تنزل الرزق من السماء وتنبته من الأرض

وقال الإمام الدينوري

من قرأَ هذه الصلاة دبر كل صلاة إحدى عشرة مرة ويتخذها ورداً لا ينقطع رزقه وينال المراتب العلية والدولة الغنية

ومن داوم عليها بعد صلاة الصبح كل يوم إحدى وأربعين مرة ينال مراده أيضاً

ومن داوم عليها كل يوم مائة مرة يحصل مطلوبه ويدرك غرضه فوق ما أراد

ومن داوم على قراءتها كل يوم بعدد المرسلين عليهم السلام ثلاثمائة وثلاث عشرة مرة لكشف الأسرار فإنه يرى كل شيء يريده



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!