موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب سعادة الدارين في الصلاة على سيد الكونين

للشيخ يوسف النبهاني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


التنبيه الثاني في الكلام على ثواب الصيغ الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم وغيرها أيهما ثوابه أكثر

التنبيه الثاني في الكلام على ثواب الصيغ الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم وغيرها أيهما ثوابه أكثر

اعلم أن الصلوات التي ذكرتها في هذا الباب منها المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم ومنها غير المأثور عنه عليه الصلاة والسلام مما هو مروي عن بعض الصحابة فمن بعدهم من الأولياء الكرام والعلماء الأعلام

قال الحافظ السخاوي في (القول البديع) نقلاً عن الحافظ ابن مسدي قد روي في كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة وذهب جماعة من الصحابة فمن بعدهم إلى أن هذا الباب لا يوقف فيه مع المنصوص وأن من رزقه الله بياناً فأبان عن المعاني بالألفاظ الفصيحة المباني الصريحة المعاني مما يٌعربْ عن كمال شرفه صلى الله عليه وسلم وعظيم حرمته كان ذلك واسعاً واحتجوا بقول ابن مسعود رضي الله عنه [أحسنوا الصلاة على نبيكم فإنكم لا تدرون لعلَّ ذلك يعرض عليه].أ. هـ

وقال العلامة الفاسي في (شرح الدلائل) قال الحطاب أعرب القاضي أبو بكر بن العربي في (العارضة) فقال:

أن قوله صلى الله عليه وسلم [من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً] ليس لمن قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما هي لمن صلى عليه وسلم عليه كما عٌلمَ مما نصصناه. أ. هـ

قال وقد ذكر السخاوي في (الخاتمة) منامات كثيرة تدل على حصول الثواب في اللفظ المذكور (وقد تقدمت هي وغيرها في باب اللطائف من هذا الكتاب).

قال وفي شرح (الوغليسية) للشيخ زروق: وقال ابن العربي ولا تجزيء بغير لفظ مروي عنه عليه الصلاة والسلام

قال ونحو ما لإبن العربي نحا الشيخ تقي الدين السبكي فقال: إن أحسن ما يٌصلى به على النبي صلى الله عليه وسلم هي الكيفية الواردة في التشهد عنه صلى الله عليه وسلم فمن أتى بها فقد صلى عليه صلى الله عليه وسلم بيقين وكان له الجزاء الوارد في أحاديث الصلاة عليه بيقين وكل من جاء بلفظ غيرها فهو في شك من إتيانه بالصلاة المطلوبة لأنهم قالوا كيف نصلي عليك فقال قولوا اللهم صل فجعل الصلاة عليه منهم هي ذا.أ. هـ

وقد استحب النووي وغيره أن يلتزم في الدعوات والأذكار ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم قال النووي:

وكذلك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على طريق الأولى والأفضل. أ.هـ

ووسع غيرهم في ذلك لإختلاف الروايات في الكيفية المأمور بها وتنويعها واختلاف طرقها بالزيادة والنقص في ذكر النبوة والأمية والعبودية والرسالة في أوصافه صلى الله عليه وسلم وفي ذكر من يٌصلى عليه معه من الآل والذرية والأولاد ومخالفة ما ورد عن الصحابة والسلف الصالح من ألفاظ الصلاة للكيفيات الواردة عنه صلى الله عليه وسلم وتواطيء المؤلفين من المحدثين والفقهاء وغيرهم على الصلاة عليه في كتبهم بلفظ [صلى الله عليه وسلم] ولفظ [عليه الصلاة والسلام] ونحو ذلك من الكيفيات المختصرة حتى يكاد ذلك أن يكون من قبيل الإجماع والتواتر على سعة القول فيها.

قال واختلف في أفضل الكيفيات التي يصلى بها على النبي صلى الله عليه وسلم على أقوال كثيرة

قال الشيخ مجد الدين الشيرازي: وفي ذلك كله دليل على أن الأمر فيه سعة من الزيادة والنقص والفضل والأكمل ما علَّمناه صلى الله عليه وسلم. انتهت عبارة شرح الدلائل.

وقال صاحب كتاب (نزل الأبرار) قال بعض الأعلام: أن الطاعة مع الإتباع وإن قلت أفضل منها بغيره وإن جلت لقوله تعالى {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم لمَّا سمعوا قوله تعالى {صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} لم يكتفوا بإنشاء صلوات من عند أنفسهم مع ما هم عليه من كمال الفصاحة وتمام البلاغة والعلم بمقام لا يساويهم في بعضه أحد ممن بعدهم بل سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صفة الصلاة وقد ورد في ذلك نحو من عشرين رواية فالمحب لله عز وجل والمتبع لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لا يعدل عنها أبداً وعن بعضها إلى صيغ اخترعها جماعة من التابعين ومن بعدهم الذين لا يبلغون شأو أحد من الصحابة المتعلمين صفة الصلاة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شك في عظم ثواب المصلي بأي صلاة كانت.

ثم قال وقد توسع بعضهم في ذلك حتى قال في (روح البيان) أن الصلوات متنوعة إلى أربعة الآف وفي رواية إلى اثنى عشر ألفاً على ما نقل عن الشيخ سعد الدين الحموي كل منها مختار جماعة من أهل الشرق والغرب بحسب ما وجدوه رابطة المناسبة بينهم وفهموا فيه الخواص والمنافع.أ. هـ

ثم نقل عن كتاب (الفتح الرباني) ما نصه: وقول القائل [اللهم صل وسلم على محمد وعلى آل محمد صلاة يصدق مطلق الأحاديث الصحيحة] فيستحق فاعلها ما ورد من الإثابة على مطلق الصلاة وليس من شرط ذلك أن تكون الصلاة التي يفعلها على صفة تثبت عنه صلى الله عليه وسلم بل المٌعْتبر صدق اسم الصلاة المأمور بها عليها وإن كانت الصلاة التي ورد بها التعليم أتم وأكمل وأفضل لكن ذلك لا يستلزم أن يكون غيرها من الصلوات غير داخلة تحت ما رسمه صلى الله عليه وسلم من الأجور للمصلي ورغَّب فيه والحاصل أن الترغيبات المطلقة صادقة على صفات الصلوات المطلقة والصلاة المذكورة فرد من الأفراد وصفة من الصفات ولا مانع من أن يكتب الله للعبد المصلي بإحدى تلك الصلوات الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم بطريق التعليم زيادة على ما يكتبه لمن صلى بغيرها ولكن تلك الزيادة غير مانعه من استحقاق الأصل المزيد عليه بمجرد فعل ما يصدق عليه أنه صلاة كالصورة المسئول عنها مثلاً.

وورد في حديث أنس عند النسائي [من صلى عليَّ صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات .. ] الحديث

وفي حديث أبي طلحة عند النسائي [إلا صليت عليه عشراً وسلمت عليه عشراً]

وعند الترمذي عن ابن مسعود [أولى الناس بي أكثرهم عليًّ صلاة]

ولا شك أن فاعل الصلاة المسئول عنها يصدق عليه أنه مصل فيستحق ما ذكر من صلاة الله عليه ومن حط الخطيئات ورفع الدرجات ومن أولويته بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأنه يستحق ذلك فاعل مطلق الصلاة المذكورة في الآية الصلاة المفعولة هي الصلاة التي علَّمَنا

وليس معنى مطلق الصلاة المذكورة في الآية والأحاديث مجملاً حتى يتوقف على البيان ولا أولوية فعل الصلاة المذكورة تستلزم نقصان مطلق الصلاة عن استحقاق ذلك المقدار بل غايته أن يكون فاعلها مستحقاً لأجر زائد على الأجر المذكور لمزية التأسي وخصيصة التبرك باللفظ المصطفوي. أ.هـ

قال بعد ما ذكر دلَّ ما تقدم على أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بأي صيغة كانت من صيغ الصلاة المأثورة أو غيرها يستحق الآتي بها الأجر الموعود الوارد في الأحاديث الصحيحة فمن قرأ كتاب (دلائل الخيرات) أو كتاب (شفاء الأسقام) وغيرهما مما جمعوه في الصلوات مثلاً كان مستحقاً لذلك الأجر لكن ينبغي أن يحترز من بعض الألفاظ التي فيه مما يفضي إلى ما لم يرد به النص كقولهم قنديل عرش الله وأما الكتاب الذي أورد مؤلفه ألفاظ الصلوات الواردة في الأحاديث الصحاح والحسان والضعاف ما خلا الموضوعات فالإتيان بها يوجب الأجر المذكور ولا مَطْعن فيه أصلاً وعلى كل حال أكثر الأجر فيما يثبت صحة ثم الأمثل فالأمثل. أ.هـ

قال جامعه الفقير يوسف النبهاني عفا الله عنه قد سمعت من بعض العلماء الاعتراض على صيغ الصلوات التي ألفها ساداتنا الصوفية قائلاً كيف يترك الإنسان الصلاة بالصيغ الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم ويصلي بهذه الصيغ التي ألفها غيره؟

فقلت له لا شك أن الصلاة بالصيغ الواردة عنه صلى الله عليه وسلم هي أفضل من الصلاة عليه بغيرها

ولكن هذه الصلوات الواردة عن بعض الصحابة كسيدنا علي وابن مسعود رضي الله عنهما والواردة عن بعض التابعين كزين العابدين والواردة عمن بعدهم من الأولياء العارفين والعلماء العاملين هي تشتمل زيادة عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على الثناء عليه وتعظيمه وتوقيره صلى الله عليه وسلم بالأوصاف الجميلة الجليلة التي وصفوه بها في صيغهم وهي غير موجودة في الصيغ المأثورة عنه عليه الصلاة والسلام لأنه من شدة حيائه وتواضعه صلى الله عليه وسلم لم يذكر فيها شيئاً من أوصافه الجميلة بل الصيغة الإبراهيمية ذكر الصلاة فيها مشبهة بصلاة الله على إبراهيم عليه السلام وهذا أيضاً والله أعلم من تواضعه وبره بجده إبراهيم الخليل وتحقيقاً لدعائه بقوله {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ} أما أصحابه عليه الصلاة والسلام ومن بعدهم فلم يجعلوا صيغ صلواتهم خالية من تعظيمه بالثناء عليه صلى الله عليه وسلم فإن المقصود من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم هو تعظيمه مع إظهار احتياجه لله تعالى ورحمته اللائقة بمقامه العالي صلى الله عليه وسلم وإلا فهو غير محتاج لصلاتنا عليه بالكلية بما أفرغه الله عليه من أنواع الكمالات التي لا نهاية لها وهي في كل لحظة بالزيادة والترقي وحينئذ يكون تصريحهم بالثناء عليه صلى الله عليه وسلم في صيغ صلواتهم ليس خارجاً عن المقصود منها بل يكون زيادة في حصول المقصود

وقلت لذلك المعترض لا شك أن الثناء عليه وتعظيمه صلى الله عليه وسلم له ثواب آخر زيادة عن ثواب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم فحينئذ يٌنظر هل الزيادة توازي زيادة الثواب بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في الصيغ المأثورة أو لا؟

هذا لا يمكن جوابه بالقطع إذ كل منهما محتمل فحينئذ نصلي عليه صلى الله عليه وسلم بالمأثور وغير المأثور إذ كل منها فيه من الميزة ما ليس في الآخر

ومن فوائد الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم بالصيغ الواردة عن العلماء والأولياء حصول النشاط للمصلي بالثناء عليه وذكر أوصافه الجميلة صلى الله عليه وسلم والانتقال في ذلك من أسلوب إلى أسلوب فلا يحصل للمصلي ملل ويكون ذلك عوناً له على الإكثار من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم والثناء عليه ورسوخ تلك المعاني البديعة في نفسه بكثرة تكرارها فتزداد محبته للنبي صلى الله عليه وسلم وشوقه إليه وذلك من أكبر الفوائد المعتنى بها شرعاً

على أن كثيراً من صيغهم رضي الله عنهم ذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم لقنهم إياها يقظة كصيغ سيدي محمد البكري وصيغ سيدي أحمد بن إدريس وسيدي أحمد التيجاني وغيرهم وبعضهم رواها عنه صلى الله عليه وسلم في المنام ومعلوم أن من رآه عليه الصلاة والسلام في المنام فكأنما رآه في اليقظة وربما كانت المقادير التي ذكروها في ثواب بعض تلك الصيغ كقولهم بألف أو بعشرة آلاف أو بمائة ألف قد رووها عنه صلى الله عليه وسلم في تلك الحالات في النوم أو اليقظة بل صرح بعضهم بذلك وربما اطَّلعوا عليها بوجه آخر نحو ما نقله الشيخ الهاروشي في (كنوز الأسرار) عن العارف الشعراني حيث قال قال الشيخ سيدي عبد الوهاب الشعراني في كتاب (الطبقات الوسطى) في ترجمة شيخه الشيخ نور الدين الشوني نفع الله به رأيته في المنام بعد موته بسنين وهو يقول لي علمني صلاة الشيخ سيدي عبد الله العبدوسي فإني وجدت ثوابها في الآخرة تعدل المرة الواحدة منها عشرة آلاف من غيرها وقد فاتني في دار الدنيا فعلمت أن الشيخ إنما يريد أن يعلمني أن أصلي أنا بها لا هو. إنتهى كلام الشعراني. انتهت عبارة (كنوز الأسرار)

وصلاة سيدي عبد الله العبدوسي هي [اللهم اجعل أفضل صلواتك أبداً وانمى بركاتك سرمداً .. ] إلى آخرها وهي مذكورة في كتابي (أفضل الصلوات) الصلاة الثانية والثلاثين منه منسوبة إلى الغزالي أو الجيلاني لأنه ذكرها في صلاته الكبرى والصحيح أنها للعبدوسي كما قاله الشعراني

وقول الشيخ الصاوي نقلها الغزالي عن العيدروس كما ذكرته هناك هو تحريف عن العبدوسي

وكثرة ثواب هذه الصلاة يؤيد ما قدمته من كثرة الاهتمام بالثناء عليه وتعظيمه صلى الله عليه وسلم فإن هذه الصيغة هي من أبلغ الصيغ وأحسنها ثناء عليه صلى الله عليه وسلم

ومن صيغهم الفاضلة ما وقع فيه المبالغة بالأوصاف البليغة والأعداد الكثيرة بعباراتهم الفائقة البديعة كل على حسب ما ألهمه الله تعالى ومستندهم في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في حديث جويرية أم المؤمنين رضي الله عنها الذي رواه الترمذي وغيره [سبحان الله عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته] إذا علمت ذلك تعلم كثرة ثواب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في صيغهم ومنافعها من وجوه شتى وإن كان الثواب المترتب على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من حيث هي صلاة في الصيغ المأثورة عنه عليه الصلاة والسلام أعظم منه في غيرها.

هذا ما فتح الله به على ذهني القاصر والحمد لله رب العالمين وليس كل ما ذكرته هنا أجبت به ذلك المعترض بل بسطت الكلام هنا بأكثر مما أجبته به لزيادة البيان والله ولي الإحسان

تعليق الناقل

إتماماً للفائدة نذكر هنا الصلاة الثانية والثلاثين من كتاب (أفضل الصلوات على سيد السادات) بتمامها وهي

الصلاة الثانية والثلاثون

للإمام الغزالي وقيل لسيدنا عبد القادر الجيلاني رضي الله عنهما

{اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَفْضَلَ صَلَوَاتِكَ أَبَداً. وَأَنْمَى بَرَكَاتِكَ سَرْمَداً. وَأَزْكَى تَحِيَّاتِكَ فَضْلاً وَعَدَداً. عَلَى أَشْرَفِ الْخَلاَئِقِ الإِنْسَانِيَّةِ. وَمَجْمَعِ الْحَقَائِقِ الإِيمَانِيَّةِ. وَطُورِ الْتَّجَلِّيَاتِ الإِحْسَانِيَّةِ. وَمَهْبِطِ الأَسْرَارِ الرَّحْمَانِيَّةِ. وَاسِطَةِ عِقْدِ النَّبِيِّينَ. وَمُقَدَّمِ جَيْشِ الْمُرْسَلِينَ. وَقَائِدِ رَكْبِ الأَنْبِيَاءِ الِمُكَرَّمِينَ. وَأَفْضَلِ الْخَلاَئِقِ أَجْمَعِينَ. حَامِلِ لِوَاءِ الْعَزِّ الأَعْلَى. وَمَالِكِ أَزِمَّةِ الَمَجْدِ الأَسْنَى. شَاهِدِ أَسْرَارِ الأَزَلِ. وَمُشَاهِدِ أَنْوَارِ السَّوَابِقِ الأُوَلِ. وَتَرْجُمَانِ لِسَانِ الْقِدَمِ. وَمَنْبَعِ الْعِلْمِ وَالْحِلْمِ وَالْحِكَمِ. مَظْهَرِ سِرِّ الْجُودِ الْجُزْئِي وَالْكُلِّيِّ. وَإِنْسَانِ عَيْنِ الْوُجُودِ الْعُلْوِيِّ وَالسُّفْلِيِّ. رُوحِ جَسَدِ الْكَوْنَيْنِ. وَعِيْنِ حَيَاةِ الدَّارَيْنِ. الْمُتَحَقِّقِ بِأَعْلَى رُتَبِ الْعُبُودِيَّةِ. المُتَخَلِّقِ بِأَخْلاَقِ الْمَقَامَاتِ الإِصْطِفَائِيَّةِ. الْخَلِيلِ الأَعْظَمِ. وَالْحَبِيبِ الأَكْرَمِ. سَيِّدِنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَعَلَى سَائِرِ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ. وَعَلَى آلِهِمْ وَصَحْبِهِمْ أَجْمَعِينَ. كُلَّمَا ذَكَرَكَ الذَّاكِرُونَ. وَغَفَلَ عَنْ ذِكْرِهِمُ الْغَافِلُونَ.

قال سيدي أحمد الصاوي في شرح ورد الدردير أن هذه الصلاة نقلها حجة الإسلام الغزالي عن القطب العيدروس وتسمى شمس الكنز الأعظم ومن قرأها حجب قلبه عن وساوس الشيطان.

وقال عن بعضهم أنها للقطب الرباني سيدي عبد القادر الجيلاني وأن من قرأ بعد صلاة العشاء الإخلاص والمعوذتين ثلاثاً وصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الصلاة رأى النبي صلى الله عليه وسلم.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!