موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب سعادة الدارين في الصلاة على سيد الكونين

للشيخ يوسف النبهاني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


فصل أذكر فيه رسالة المبشرات للشيخ الأكبر سيدي محيي الدين بن العربي رضي الله عنه

فصل أذكر فيه رسالة المبشرات للشيخ الأكبر سيدي محيي الدين بن العربي رضي الله عنه

وهي جملة مفيدة من مرائيه للنبي صلى الله عليه وسلم قال رضي الله عنه:

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين. أما بعد

فإن الله تعالى جعل الرؤيا وحيه إلى أوليائه والمسلمين من عباده وجعلها جزءً من أجزاء النبوة

كما ذكره الترمذي في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [إن الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي ولا نبي قال ففزع الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن المبشرات قالوا يا رسول الله وما المبشرات قال رؤيا المسلم يراها الرجل أو ترى له وهي جزء من أجزاء النبوة] وقال عيسى هذا حديث حسن صحيح

وذكره مسلم في مسنده الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها قالت [كان أول ما بُدِيَء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة فكان لا يرى رؤيا إلا خرجت مثل فلق الصبح]

وقال تعالى إخباراً عن يوسف عليه السلام {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لَأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ}

فلما خرَّ أخوته وأبواه بين يديه سجداً قال عليه السلام {هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً}

وقال تعالى إخباراً عن إبراهيم مع ابنه إسماعيل عليهما السلام {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}

فلما أراد عليه السلام أن يذبح ابنه كما رآه في المنام ناداه الله تعالى {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}

وقال تعالى {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} القصة قيل إن هذا الوحي كان رؤيا رأتها في المنام

قال رضي الله عنه

وإني عزمت أن أذكر في هذا الجزء ما رأيته في المنام مما تعود منه منفعة على الغير وتعين على أسباب الخير وما يختص بذاتي فلا احتاج إلى ذكره.

واعلم أن الرؤيا على ثلاثة أقسام

رؤيا من الله وهي المبشرات

ورؤيا من النفس وهي التي يحدِّث الرجل بها نفسه في اليقظة

ورؤيا من الشيطان وهي المفزعة ليحزنك بها الشيطان فمن رأى رؤيا تحزنه فليستعذ بالله من شر ما رأى وليتفل عن يساره ثلاثاً فإنها لا تضره ولا يتحدث بها هكذا رويناه عن النبي صلى الله عليه وسلم

وروينا عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال في الرؤيا أنه معلقة في رجل طائر فإذا قيلت سقطت كما قيلت له.

واعلم أن رؤية الله في النوم ورؤية الملائكة والأنبياء والفضلاء من العلماء على نوعين

يرون على صورة حسنة كاملة يتفاضل الكمال والحسن في بابه

ويرون على صورة قبيحة ناقصة على مراتب القبح والنقص

وهذا الإدراك لهذه الصورة لأمرين

فالحسن منها لتعظيم الدين والحق وكماله

والقبح منها لإظهار الباطل والشر وما لا يرضي الله

وذلك يرجع إلى موطنين

إما حال الرائي في نفسه

وإما إلى الموضع الذي رأى فيه ذلك الرسول أو الحق أو الفاضل العالم فإن الدين والحق في ذلك الموضع على وفق الصورة التي رأيتها في النوم من القبح والحسن.

كما أخبرني رجل من الصالحين بمجلس الإمام العالم الزاهد أبي عبد الله محمد بن العاص الباجي قال أن رجلاً من أصحابنا رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فلطمه هذا الرائي في حر وجهه حتى أثَّر كفه في وجه النبي صلى الله عليه وسلم فاستيقظ الرجل فزعاً فقصها على بعض شيوخنا فقال له إنك مع إمرأتك في حرام فطلب الرجل الرائي في نفسه فإذا به قد حلف بطلاق إمرأته وحنث ولم يطلق وبقي معها.

ومثل ذلك ما اتفق لرجل من الصالحين رأى فقهاء البلد الذي كان فيه قد اجتمعوا ودفنوا النبي صلى الله عليه وسلم وقد مات بينهم فاستيقظ الرجل فسأل فوجدهم في مسئلة من الحج قد أُبِينَت لهم الأحاديث الصحيحة التي لا مطعن فيها فأبُوا قبولها وحكموا في المسئلة بالرأي وقالوا [مذاهب قد استقرت] يريد هذا المنازع أن يردها بهذه الأحاديث وتعصبوا عليه فنعوذ بالله من الخذلان.

ولقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ميتاً وقد دفن في موضع من المسجد الجامع بإشبيليه فسألت عن ذلك الموضع فإذا به مغصوب أخذ من صاحبه ولم يعط حقه

فلمثل هذا ترجع أحوال من ذكرنا في الرؤيا لا في ذواتهم

فأنا أحب أن لا أذكر مما رأيته في المنام إلا ما يثبت حكماً أو يفيد علماً أو يحرض على طاعة فمن ذلك

مبشرة تحرض على التمسك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وأنا بمكة وكان إبراهيم بن همام الإشبيلي قد اعتنى بضبط الحديث والعمل به وعليه قام هؤلاء الفقهاء الذين دفنوا النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكرنا فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبل إبراهيم بن همام ويضمه إليه ضم مودة ويعرفه بأنه يحبه

مبشرة أخرى في معناها

رأيت في النوم رسول الله صلى الله عليه وسلم يعانق الإمام المحدث أبا محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الفارسي صاحب (المجلى) وكان إماماً في الحديث. عالماً به عاملاً وقد غشى النور ذات رسول الله صلى الله عليه وسلم وذات ابن حزم وقد انضما حتى كأنهما جسد واحد فهذا من بركة الحديث.

مبشرة أخرى في معناها

كان جملة من أصحابنا قبل أن أعرف العلم قد رغبوا وقصدوني محرضين على قراءة كتب الرأي وأنا لا علم لي بذلك ولا بالحديث فرأيت نفسي في المنام وكأني في فضاء واسع وجماعة بأيديهم السلاح يريدون قتلي ولا ملجأ معي آوى إليه فرأيت أمامي ربوة ورسول الله صلى الله عليه وسلم عليها واقف فلجأت إليه فألقى ذراعه عليَّ وضمني ضماً عظيماً وقال [يا حبيبي استمسك بي لتسلم] فنظرت إلى هؤلاء الأعداء فلم أرَ منهم على وجه الأرض أحداً فمن ذلك الوقت اشتغلت بتقييد الحديث.

مبشرة أخرى في معناها

رأيت مالك بن أنس الأصبحي إمام دار الهجرة في المنام وعليه ثوب أبيض يجر منه في الأرض اثنى عشرة ذراعاً وهو على باب يقال له باب الفتح فقلت له يا مالك ما أقرأ فقال تحب أن تقرأ كتب الرأي فكنت أرى شخصاً كان يشتغل بكتب الرأي وهو ينظر في مزبلة معرضاً عن مالك مقبلاً على المزبلة فقلت يا مالك أخاف أن تقودني كتب الرأي إلى ما قادت هذا الشخص فتبسم مالك رضي الله عنه وقال صدقت عليك يا بني بتقييد الحديث والعمل به.

ومن شرف علم الحديث ما حدثنا به العالم أبو العباس أحمد بن داود بن علي بن ثابت بن منصور الحريري الحلفاوي رحمه الله بمدينة تونس بدار الشيخ الصالح العارف عبد العزيز بن أبي بكر القرشي المهدوي قال أبو العباس كان لي اعتقاد كبير في الإمام أبي حنيفة لحسن رأيه وجودة ذهنه وكنت أميل إليه من دون الأئمة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم فلم يكلمني وهِبْتُ أن أسأله وكان أبو بكر خلفه فقلت يا أبا بكر كيف مراتب الأئمة عندكم فقال [اللاحق بنا أحمد بن حنبل ثم الشافعي ثم مالك ثم أبو حنيفة] قال أبو العباس فتعجبت وعلمت أن النجاة في متابعة الحديث

ولقد أخبرت بهذه الحكاية القاضي عبد الوهاب الأزدي الإسكندراني بمكة سنة تسع وتسعين وخمسمائة فقال هو الصحيح وأنا أخبرك بما يقوي ما رآه أبو العباس فقلت له أخبرني ونحن تجاه الركن اليماني عند باب الحزورة فقال كان عندنا رجل صالح فيه خير وله سمت حسن فمات فرآه بعض الصالحين من أصحابنا في المنام فقال له الرائي يا فلان كيف تكون الأرض إذا جاءك الملكان فقال إنها تصير كالماء كلما اخترقت فيها لم تمتنع عليك كما تخترق الماء قال الرائي فقلت له ما رأيت قال رأيت كتباً مرفوعة وكتباً في الأرض موضوعة فسألت عنها فقيل لي أما المرفوعة فكتب الحديث وأما الموضوعة فكتب الرأي حتى يسأل عنها أصحابها.

مبشرة في معرفة المسجد الحرام

رأيت وأنا بمكة سنة تسع وتسعين وخمسمائة في النوم أبا بكر الصديق رضي الله عنه فسألته أين المسجد الحرام الذي تكون الصلاة فيه بمائة ألف هل هو الحرم كله أو هل هو المسجد المعروف وحده فقال [لا أقول هو الحرم كله ولا أقول هو المسجد وحده ولكني أقول كل موضع في الحرم توقع الصلاة فيه فهو مسجد وهو في الحرم فهو من المسجد الحرام والصلاة فيه بمائة ألف هكذا هو عندنا] ثم استيقظت.

مبشرة تحرض على الأمر بالمعروف

رأيت وأنا بحرم مكة في المنام كأن القيامة قد قامت وكأني واقف بين يدي ربي مطرقاً خائفاً من عتابه إياي من أجل تفريطي فكان يقول لي جل جلاله [يا عبدي لا تخف فإني لا أطلب منك عملاً إلا أن تنصح عبادي فانصح عبادي] وكنت أرشد الناس إلى الطريق القويم فلما رأيت الداخل إلى طريق الله عزيزاً تكاسلت وعزمت تلك الليلة أن أشتغل بنفسي وأترك الخلق وما هم عليه فرأيت هذه الرؤيا فأصبحت وقعدت للناس أبين لهم الطريق الواضح والآفات القاطعة لكل صنف عنه من الفقهاء والفقراء والصوفية والعوام فكل قام عليَّ وسعى في هلاكي فنصرني الله عليهم وعصم فضلاً منه ورحمة.

قال عليه الصلاة والسلام [الدين النصحية لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم] ذكره في صحيح مسلم

مبشرة تحرض على الإيمان

أخبرني كمال الدين أبو عمرو عثمان بن أبي عمرو الأبهري الشافعي من أولاد البراء بن عازب رضي الله عنه بالمسجد الأقصى قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وهو يقول [لكل نبي آل وعدة وآلي وعدتي المؤمن] فمازال يكررها مراراً.

وأخبرني أيضاً قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول [الأنبياء يأمرون أمتهم بأن لا يعبدوا الأصنام وأنا أمرت أمتي بأن لا يعبدوا الأوثان]

___________

تعليق ناقل الكتاب

الفرق بين الصنم والوثن

الوَثَنَ أعمُّ من الصَّنَمِ؛ لأن الصَّنَمَ لا يُطلَق إلاَّ على التِّمثال. وأما الوَثَنُ فيُطلَق على التِّمثال وغيره، مما عُبِد من دون الله تعالى، على أي شكل كان حيًّا، أو ميتًا. فيكون كل صَنَمٍ وَثَنًا، وليس كل وَثَنٍ بصَنَمٍ، بدليل قوله تعالى فيما حكاه عن إبراهيم عليه السلام:?إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا ? (العنكبوت:١٧)، فصار الوَثَنُ يشمل الصَّنَمَ، وغيرَ الصَّنَمِ، مما عُبِد من دون الله عز وجل؛ فالقبر وَثَنٌ إذا عُبد .. وكذلك الإنسان والحيوان. ويدل على ذلك قول الله تعالى:?فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ ? (الحج: ٣٠)، فأمر سبحانه باجتناب الرجس من الأوثان، وهو عبادتها، ولم يأمر باجتنابها كأوثان؛ لأن المحرم من الأوثان إنما هو العبادة؛ ألا ترى أنه قد يستعمل الوثن في بناء وغيره، مما لم يحرم الشرع استعماله؟ فللوثن جهات؛ منها: عبادتها، وهي بعض جهاتها. قال ابن جريج، وابن عباس- رضي الله عنهما- في تفسير الآية السابقة: «اجتنبوا منها العبادة»؛ فـ «مِنَ» على هذا التفسير تبعيضية، وهو أحسن من قول من جعلها لبيان الجنس، وفسر الآية على أن المعنى: «فاجتنبوا الأوثان التي هي رجس» .. والله تعالى أعلم. انتهى التعليق

مبشرة تحرض على حفظ القرآن

رأيت في المنام كأن القيامة قد قامت وقد ماج الناس فسمعت قراءة القرآن في عليين فقلت من هؤلاء الذين يقرؤن القرآن في مثل هذا الوقت ولا خوف عليهم فقيل لي هم حملة القرآن فقلت وأنا منهم فأدلى لي سلم فرقيت فيه إلى غرفة في عليين فيها كبار وصغار يقرؤن على رسول الله إبراهيم الخليل عليه السلام فقعدت بين يديه وافتتحت اقرأ القرآن آمناً لا أعرف خوفاً ولا هولاً ولا حساباً ولا أدري ما هم الناس فيه من الكرب في الحشر.

قال النبي صلى الله عليه وسلم [أهل القرآن هم أهل الله وخاصته] وقال تعالى {وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ}

مبشرة ترغب في قيام الليل

رأيت كأني بمكة وكأني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في دار واحدة وبيني وبينه وصلة عظيمة حتى كأني هو وكأنه أنا وكنت أرى له ابناً صغيراً وكان عليه الصلاة والسلام إذا جاء أحد ليراه أخرج معه ذلك الصغير ليتبرك به الناس ويعرفوه وكأن لذلك الصغير عند الله قدراً عظيماً فبينا نحن قعود وإذا بقارع يقرع الباب فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم والصغير معه ثم رجع إليَّ وقال لي [إن الله أمرني أن أمشي إلى المدينة وأصلي المغرب بشرقيها] وأنا لا أفقده وعيني لا تزال عليه وكأني ذاته فلا أنا هو ولا أنا غيره فبينا هو بين مكة والمدينة إذ رأى خيراً عظيماً ينزل من السماء فقال [يا جبريل ما هذا الخير العظيم الذي لم أر مثله فقال نزل من الفردوس الأعلى على المجتهدين وأنَّى يكون لك أن تكون منهم] خطاب يرجع إليَّ واستيقظت.

مبشرة تحرض على الرغبة في دعاء الصالحين رضي الله عنهم

دخلت بإشبيلية على الشيخ الورع الصالح أبي عمران موسى بن عمران المارتلي فأخبرته بأمر سُرَّ به واستبشر فقال لي بشرك الله بالجنة كما بشرتني فلم تمض أيام حتى رأيت بعض أصحابنا في المنام ممن كان قد مات فقلت له كيف حالك فذكر خيراً في كلام طويل وقصة طويلة ثم قال لي وقد بشرني الله بأنك صاحبي في الجنة فقلت له هذا في المنام فهات الدليل على قولك فقال نعم إذا كان في غدٍ عند صلاة الظهر يطلبك السلطان ليحبسك فانظر لنفسك فأصبحت وما ثمَّ أمر يوجب عندي شيئاً من ذلك فلما صليت الظهر إذا بالطلب من السلطان فقلت صدقت الرؤيا فاختفيت خمسة عشر يوماً حتى ارتفع ذلك الطلب وهذا من بركة دعاء الصالحين.

مبشرة

رأيت في النوم كأن الله يناديني ويقول لي [يا عبدي إن أردت أن تكون عندي مقرباً مكرماً منعماً فأكثر من قول {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} كرر ذلك علىَّ مرات]

مبشرة تفيد علماً في القُرءْ

رأيت في المنام النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله قوله تعالى {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ} ما أراد الله بالقرء هنا الحيض أم الطهر فإنه من الأضداد وقد اختلف العلماء فيه وأنت أعرف بما أنزل الله إليك فقال عليه الصلاة والسلام [إذا فرغ قرؤها فأفرغوا عليها الماء وكلوا مما رزقكم الله] فوقع في نفسي أنه يريد الحيض فقلت له فإذن هو الحيض فأعاد عليَّ إذا فرغ قرؤها مثل الأول فأعيد عليه فيعيد عليَّ ثلاث مرات وتبسم وكنت أتحقق أنه يريد الحيض.

مبشرة

رأيت النبي صلى الله عليه وسلم بين اليقظة والنوم وبيده ميزان الشمس فرمى به وقال [بدعة ملعونة صلُّوا كما شرع لكم]

مبشرة تفيد علماً فيمن لفظ بالطلاق ثلاثاً هل ترجع إلى واحدة أم لا؟

رأيت وأنا بمكة رسول الله صلى الله عليه وسلم بين باب أجياد وباب حزورة ومحمد بن مالك الصدفي التلمساني يقرأ عليه كتاب البخاري فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرجل يقول لإمرأته أنت طالق ثلاثاً ولم يكن طلقها هل هي ثلاث كما قال أو ترجع إلى واحدة؟ فقال عليه الصلاة والسلام [هي ثلاث كما قال] قلت فقد حكم بعض العلماء بأنها ترجع إلى واحدة فقال [هؤلاء حكموا بما وصل إليهم وأصابوا] فقلت له يا رسول الله ما أريد في هذه المسئلة إلا ما تدين الله تعالى أنت به فقال عليه الصلاة والسلام [هي ثلاث كما قال لا تحل له إلا أن تنكح زوجاً غيره] وكأن قائلاً في المجلس يرد عليه قوله وكأنه إبليس فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأن حب الرمان قد فقيء في وجنتيه وقد غضب وصاح صياحاً عظيماً على الراد عليه يقول له عليه الصلاة والسلام في صياحه [تستحلون الفروج] يكرر ذلك مراراً [هي ثلاث كما قال هي ثلاث كما قال] ثم قرأ القاريء كتاب صحيح البخاري فلما أكمل المجلس أخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه واستقبل الركن اليماني وقال [اللهم أسمعنا خيراً وأطلعنا خيراً ورزقنا الله العافية وأدامها لنا وجمع الله قلوبنا على التقوى ووفقنا لما يحبه ويرضاه] أظن وخواتم سورة البقرة.

مبشرة

رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وهو يقول [إنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريباً من فتنة الدجال] ثم استقبل القبلة وحسر كميه عن ذراعيه وفرش سجادة وصلى عليها ركعتين وقمت عن يمينه وأدركت الركعة الثانية.

مبشرة في الركعتين عقيب الطواف

رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم وأنا بمكة سنة أربع وستمائة وهو يقول [يا مالكي هذا] أو [يا ساكني هذا البيت مُرُوا من يطوف به أن يصلي عقيب طوافه ركعتين في أي وقت كان فإن الله يخلق من صلاته ملكاً يعظم الله أو يسبحه- الشك مني - إلي يوم القيامة]

مبشرة تفيد علماً بالشجرة التي هي لا شرقية ولا غربية المذكورة في النور

رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت قوله تعالى {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} ما هذه الشجرة فقال [كنى عن نفسه سبحانه ولذلك نفى عنها الجهات فإنه لا يتقيد بالجهات والغرب والشرق كناية عن الفرع والأصل فهو الله خالق المواد وأصلها ولولا هو ما كانت مادة] في كلام طويل وتفصيل واضح وكان قبل أن يقول لي هذا الكلام يقول لي [أنت تعرف ما هي الشجرة] وما كان لي علم بها فلما قال [أنت تعرفها] فكنت أقول له نعم أعرفها وأحب أن أسمعها من فيك صلى الله عليك وكان يقول ما ذكرته واستيقظت.

فهذا بعض ما رأيته مما جرى على ذكري في هذه الساعة قد ذكرته لسائل الوقت والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خيرته من خلقه سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً إلى يوم الدين. انتهت رسالة الشيخ الأكبر.

ورأيت كتاباً كبيراً لسيدي أبي المواهب الشاذلي كله في مرائيه للنبي صلى الله عليه وسلم.

ورأيت رسالة فيها خمسون رؤيا نبوية للسيد محمد المحفوظ المغربي ابن باباس رضي الله عنهما وعن سيدي محيي الدين وسائر الأولياء العارفين.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!