موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب سعادة الدارين في الصلاة على سيد الكونين

للشيخ يوسف النبهاني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


فصل في عدة مراءِ نبوية ومبشرات منامية رآها مؤلف هذا الكتاب

فصل في عدة مراءِ نبوية ومبشرات منامية رآها مؤلف هذا الكتاب

الفقير الحقير يوسف النبهاني

أو رؤيت له

وذلك ببركة خدمتي لهذا النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم

وأسأل الله الزيادة من فضله وإحسانه

الرؤيا الأولى:

لما كنت في اللاذقية رئيس المحكمة الجزئية سنة ١٣٠٣ قرأت في بعض الليالي صيغة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم [اللهم صل على روح سيدنا محمد في الأرواح وعلى جسده في الأجساد وعلى قبره في القبور وعلى آله وصحبه وسلم] وأنا مضطجع في الفراش حتى نمت على ذلك فرأيت القمر بدراً كاملاً قريباً من الأرض بيني وبينه نحو عشرين ذراعاً وفيه صورة وجه في غاية الحسن والجمال وجميع أعضاء ذلك الوجه ظاهرة ظهوراً بيِّنا وهو ناظر إليَّ نظر بشاشة وأنا ناظر إليه وقد حصل لي علم ضروري أن هذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلمت أن وقت هذا الإجتماع وقت قصير فتذكرت أعز شيء أسأله إياه فخطر في بالي أن حسن الخاتمة هو أعز الأشياء فصرت أخاطبه وأقول أسألك الوفاة على الإيمان يا رسول الله وكررت ذلك مراراً وهو لا يجيبني سوى أن نظره إليَّ نظر رضا ثم إن ضوء القمر صار يغلب شيئا فشيئاً على أعضاء الوجه الشريف حتى خفيت بالكلية وبقى قمراً خالصاً كالعادة ثم انتبهت والحمد لله رب العالمين.

الرؤيا الثانية:

أني رأيت في المنام في شهر جمادي الأولى من سنة ١٣١٦ كأني زرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حي فدخلت المكان الذي هو فيه وهو مكان لا أعرفه ولعله المدينة المنورة فوجدته صلى الله عليه وسلم نائماً ووجهه الشريف مكشوف فجلست قريباً منه أنظر إليه وانتظر انتباهه من النوم وخلفي اثنان أو ثلاثة من الناس قصدهم مثلي وبعد قليل قام صلى الله عليه وسلم فجلس على مكان مرتفع كالكرسي في وسط ذلك البيت فأقبلت إليه قبل الجماعة الآخرين وأخذت يده الشريفة اليمنى وقبلتها مراراً ظاهرها وباطنها ثم انتحيت إلى رجله الشريفة فقبلتها مراراً أيضاً فقال لي تدخل الجنة وعلق ذلك على شيء فأسأل الله العفو والعافية لي ولكل من دعا لي بهما ثم عاتبني صلى الله عليه وسلم على عدم إعطائي دراهم لرجل كان طلبها مني فاعتذرت له صلى الله عليه وسلم بأنه لم يكن معي وقتئذ ما أعطيه فقال لي إن أولياء الله لم يرضوا بذلك أي بعدم إعطاء الرجل فقلت له أنت سيد الأنبياء والأولياء وسيد الخلق أجمعين وقصدت أنهم يرضون عني لأجلك فقال صلى الله عليه وسلم نعم يجوز أن لا يكون الإنسان راضياً ثم يرضى وانتبهت من النوم وأنا في حالة من السرور والفرح لا أكيفها وكان ذلك المنام قريباً من اليقظة قبيل الفجر وقد رأيته صلى الله عليه وسلم أبيض أزهر أي صافي البياض لا مشرباً بحمرة وهو كذلك في بعض الروايات فالظاهر أنه صلى الله عليه وسلم كان لرقة بشرته تارة يظهر بياضه أزهر أي صافياً وتارة يكون مشرباً بحمرة كما صح بحسب ما يطرأ عليه من الأحوال من نحو الراحة والتعب والبرد والحر كما هو مشاهد في كثير من الناس وباقي أوصافه التي رأيتها هي أوصافه في الشمائل المروية عن أصحابه صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين.

الرؤيا الثالثة:

رأيته صلى الله عليه وسلم بعد الرؤية الثانية بنحو خمسة أشهر قبيل الفجر أيضاً أبيض أزهر كالرؤيا السابقة ورأيت أمامه صلى الله عليه وسلم في هذه الرؤيا قلمين أحدهما أنبوبة كاملة غير مبرية والثاني عقب قلم قد ذهب أكثره وبقي منه نحو خمس قراريط وهو مبري برياً غير مستقيم فخطر في بالي أن أطلبه منه لإستغنائه عنه لأوصي بوضعه معي في قبري عند وفاتي للإحتماء به واستحييت أن أطلبه منه صلى الله تعالى عليه وسلم صراحة فأخذت أمهد الكلام لأصل إلى طلبه فقلت له صلى الله عليه وسلم هل هذا القلم هو قلمك وقد بقى من تلك الأيام أي أيام حياته الظاهرة صلى الله عليه وسلم وقد خطر لي أن هذا الزمان هو غير ذلك الزمان وإن كان هو الآن أيضاً حياً لا ميتاً فقال صلى الله عليه وسلم نعم ما تريد منه فقلت أريد أن تعطيني إياه لأجل أن يدفن معي في قبري فقال صلى الله عليه وسلم وقد ظهر أنه سمح به أنت تدفن في الشيخ سعيد ثم انتبهت من منامي والحمد لله رب العالمين

وكان خطر لي في الرؤيا أنه يوجد مقبرة تسمى الشيخ سعيد فحكيت هذه الرؤيا لأحد أصدقائي الصالحين فقال لي الشيخ سعيد هو أنت وهذا منه صلى الله عليه وسلم إشارة إلى قولك في آخر مثال النعل الشريف

سعد ابن مسعود بخدمة نعله ****** وأنا السعيد بخدمتي لمثالها

فسررت بهذا التأويل جداً جعله الله تعالى حقاً.

الرؤيا الرابعة

كنت ألتجيء في بعض الأحيان لتمشية أموري الدنيوية إلى بعض أكابر الذين ليسوا على قدم التقوى والصلاح وكان يحصل لي من ذلك بعض تشويش خوفاً من أن يكون غير مرضٍ لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وكنت أستدل لنفسي على جوازه بدخول النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة في جوار المطعم بن عدي عند عودته من الطائف لمَّا توجه إليه بعد وفاة أم المؤمنين سيدتنا خديجة رضي الله عنها ووفاة عمه أبي طالب فقابله أهله بما يكره فعاد وهو مكروب فلم يمكنه الدخول إلى مكة إلا بجوار كبير منهم فأرسل إلى المطعم بن عدي فقبل ذلك ودخل صلى الله عليه وسلم في جواره وبعد أن طاف بالبيت توجه إلى منزله وكان معه مولاه زيد بن حارثة رضي الله عنه فكنت إذا تخطرت ذلك يسهل عليَّ الأمر ففي سنة ١٣١٧ حصل لي شيء من ذلك فاغتممت له ونمت فرأيت كأني في محل مرتفع في جهة مكة والنبي صلى الله عليه وسلم داخل إليها من جهة المعلاة ماشياً وقد صار في أوائل العمران وخلفه شخص آخر تابع له وبيني وبينه نحو مائتي خطوة وأنا من خلفه أنظر إليه وإلى الشخص الذي معه وهو يريد الذهاب إلى المسجد الحرام ليطوف بالبيت وأنا أتعجب من جسارته صلى الله عليه وسلم بدخوله إليها على هذه الحالة وأهلها على ما هم عليه من مخالفته صلى الله عليه وسلم ثم انتبهت وتذكرت أن هذه حالة دخوله إلى مكة ومعه زيد حين رجوعه إلى مكة من الطائف على الوجه المذكور فكان لي بذلك أعظم اعتبار والحمد لله رب العالمين

الرؤيا الخامسة

أن زوجتي صفية بنت محمد بك السجعان البيروتية وهي من الصادقات لم أعهد عليها كذباً قط قد أخبرتني في شهر رمضان من العام الماضي سنة ١٣١٧ بأنها نامت ليلة الأربعاء الثالث والعشرين منه على طهارة كاملة فرأتني قبيل السحور في حجرة من حجر الدار التي نسكنها في مجلس من عادتي أن أجلس فيه وكان عندنا مصباحان جديدان جيدان من مصابيح زيت الكاز أحدهما موضوع في حجرتي التي أنام فيها والآخر في تلك الحجرة التي رأتني جالساً فيها فتناولتٌ هذا المصباح الذي في الحجرة ولا ضوء فيه وناولتها إياه وقلت لها خذي فتناولته وقالت لي أأضويه إن الذي في حجرتك مضوي أي لا يلزم إضاءة هذا أيضاً فلم أجبها ثم سمعتْ الجواب إِي آي نعم بصوت حسن غير صوتي فلذلك دققت النظر فيَّ فإذا أنا لستٌ أنا ورأت في موضعي إنساناً آخر على رأسه قلنسوة مضرَّبة كالتي يلبسها الصوفية عفراء مطرزة بحرير أحمر وفوقها طيلسان وقد سترت القلنسوة جبينه وعينيه فرأت ما بقي من وجهه أحمر اللون ولحيته سوداء فيها شعرات قليلة بيضاء وإذا قائل يقول هذا النبي صلى الله عليه وسلم ورأت الحجرة مشرقة وقد ملأها النور إلى سقفها فأرادت أن تعرف هل هذا النور منه صلى الله عليه وسلم أو من مصباح في الحجرة غير الذي أعطيتها إياه فنظرت إلى ذلك المصباح فوجدته غير مضوي فتيقنت أنه نور النبي صلى الله عليه وسلم فأدركها من هيبته عليه الصلاة والسلام خشوع عظيم وانتبهت من نومها بهذه الحالة والحمد لله رب العالمين

الرؤيا السادسة

رؤيا أديب أفندي ابن محمد الحفار الشامي المقيم في بيروت

أخبر هذا الرجل جماعة منذ نحو ثلاث سنوات بأنه رأى في تلك المدة النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وحوله ناس وهو يقول الشيخ يوسف النبهاني من رفقاء موسى بن عمران في الجنة واستيقظ فبلغني ذلك من غيره ثم رآني وأخبرني به مشافهة حتى إني راجعته في لفظ الشيخ فأكد لي أنه هكذا سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم في المنام والحمد لله رب العالمين.

الرؤيا السابعة

رؤيا داود أفندي أبي غزالة النابلسي

وهو رجل صالح معروف بكثرة الرؤيا للنبي صلى الله عليه وسلم أخبرني من نحو سنة أنه رأى في تلك المدة النبي صلى الله عليه وسلم في الجامع الأموي في دمشق الشام وحوله كثير من الناس ورآني من أقرب الناس إليه صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين

الرؤيا الثامنة

رأيت من نحو سبع سنوات في المنام أني جالس وحولي أناس أقول لهم (إن جميع الذين يؤلفون في شئونه الشريفة صلى الله عليه وسلم ويمدحونه إنما يستمدون ذلك منه عليه الصلاة والسلام فهو صلى الله عليه وسلم في الحقيقة الذي يمدح نفسه وهو الذي يؤلف في شئون نفسه) فكأن بعضهم تعجب من ذلك فصرت أكرر هذا المعنى بحدة حتى انتبهت من النوم والحمد لله رب العالمين

الرؤيا التاسعة

رأيت بعد أن طبعت رسم مثال النعل الشريف في المنام بعد فجر يوم الثلاثاء الحادي عشر من شهر شعبان سنة ١٣١٥ هـ أني متوجه إلى الحج براً فرأيت مزاراً مبنياً بالحجارة وفي داخله حجر عليه أثر قدم النبي صلى الله عليه وسلم وقد جٌعل كذلك ليزوره الناس ويتبركون به فخطر في بالي أني أنا الذي عملت هذا المزار فاستقبلته وقلت (اللهم إني أتوسل إليك بصاحب هذا الأثر صلى الله عليه وسلم أن ترزقني حجاً مقبولاً) وانتبهت من النوم فعبرت هذه الرؤيا بصحة المثال المذكور ومطابقته لنعل النبي صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين

الرؤيا العاشرة

رأيت في منامي سنة ١٣١٧ هـ أني أشرح لجماعة كيفية استمداد جميع الخيرات في الكون منه صلى الله عليه وسلم وأمثل ذلك بحوض الماء الكبير الذي يصب فيه النهر خارج بيروت ومنه يتفرق إلى البلدة بمجاري من حديد كثيرة كبيرة وصغيرة إلى أن يعم الدور وغيرها فقلت لهم (إن فضل النبي صلى الله عليه وسلم هو بمنزلة الحوض الكبير الذي يجتمع فيه ماء النهر ومنه يتفرع إلى الناس فهو صلى الله عليه وسلم الواسطة بين الله وبين خلقه في كل نعمة يفيضها تعالى أولاً عليه ومنه تتفرع إلى المخلوقات) وقد نصوا على ذلك والحمد لله رب العالمين وفي هذا المعنى ما قلته في همزيتي

مصدر المكرمات موردٌها العذ *********** ب كرامٌ الورى به كرماء

أفرغ الله فيه كلَّ العطايا *********** والبرايا منه لها استعطاء

إنما ما حوى الزمان من الفض ********** ل وما حازه به الفضلاء

كله عنه فاض من غير نقص *********** مثلما فاض عن ذكاء الضياء

الرؤيا الحادية عشر

رأيت كأني في جامع وسيدنا إبراهيم عليه السلام في مقصورة فيه كالتي يجلس فيها السلاطين في جوامع القسطنطينية لصلاة الجمعة ولكني لم أشاهده بل حصل لي علم ضروري بأنه فيها فزرته بعد الرؤيا بمدة قليلة والحمد لله رب العالمين.

الرؤيا الثانية عشر

جاءني رجل قادم من مدينة الخليل على نبينا وعليه الصلاة والسلام وقال لي إن مفتيها يسلم عليك ويقول لك أنه رأى في المنام نبي الله إسحاق عليه السلام فأخبره بأنه يحميك ويدفع عنك شر أعدائك كرامة لرسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فسررت بذلك سروراً كثيراً

ومفتي الخليل هذا اسمه الشيخ خليل اجتمعت معه فيها منذ أربع عشرة سنة وهو من العلماء العاملين من سلالة سيدنا تميم الدري رضي الله عنه زرته في بيته فلم أجد في حجرته من الأمتعة ما يساوي ديناراً واحداً توفى في العام الماضي وكان على جانب عظيم من مكارم الأخلاق رحمه الله تعالى

وقد رأت إبنتي عائشة في العام الماضي سنة ١٣١٧ هـ في منامها النبي صلى الله عليه وسلم وهو مسرور منها مرتين في ليلة واحدة بعد صلاتها عليه عشر مسابح أي ألف مرة قبل نومها وذلك بصيغة [اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم] في ليلة الجمعة بترغيبي لها وسنها نحو ثمان سنوات وأرته إلى أخيها ولدي محمد شمس الدين وهو أصغر منها بسنتين وأخبرتنا بذلك في صباح تلك الليلة جعلنا الله وإياها وسائر بنينا وأحبابنا وأهلينا من المشمولين بأنظار سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة.

ومن المبشرات التي رأيتها أني رأيت في منامي سلطان الزمان مراراً مقبلاً عليَّ ومحسناً إليَّ وقد قال العارف بالله سيدي الشيخ عبد الغني النابلسي في كتابه (تعطير الأنام في تفسير الأحلام) أن السلطان في المنام هو الله تعالى ورؤيته راضياً دالة على رضى الله تعالى. أ. هـ

ورأيت في المنام من أئمة الدين وأكابر العلماء العاملين

الإمام تاج الدين السبكي صاحب (جمع الجوامع) المتوفي سنة ٧٧١ هـ

ومحرر مذهب الشافعي شيخ الإسلام زكريا الأنصاري المتوفي سنة ٩٢٥ هـ وقال لي رضي الله عنه (إني أحبك) فسرني ذلك كثيراً

والإمام العلامة مجدد القرن الحادي عشر شمس الدين محمد الرملي المتوفي سنة ١١٠٤ هـ

وشيخ مشايخي محدث الشام الشيخ عبد الرحمن الكزبري الدمشقي ولم أدرك حياته وأراد في المنام أن يجلسني فوق مجلسه تواضعاً فامتنعت من ذلك وجلست بجانبه

وهؤلاءالأربعة شافعيون وكل واحد منهم يعد إمام عصره

ورأيت مرة في منامي كأنه حضر من مصر ابن للعارف بالله سيدي الشيخ عبد الوهاب الشعراني المتوفي سنة ٩٧٣ هـ وبلَّغني السلام من أبيه وهو حي فأكرمته كثيراً فإني شديد المحبة للشيخ الشعراني رضي الله عنه وقد طالعت جميع ما وقع في يدي من كتبه وهو معظمها وانتفعت بها نفعاً عظيماً وطالعت (المنن الكبرى) مراراً وكلما طالعتها أحس بزيادة إيماني وقوة ديني لكونها كلها في الحقيقة كرامات فهي من جملة معجزات سيد المرسلين ودلائل صحة دينه المبين صلى الله عليه وسلم

ورأيت في منامي كأن الإمام العلامة السيد محمد مرتضى الزبيدي الحنفي محدث مصر شارح (الإحياء والقاموس) المتوفي سنة ١٢٠٥ هـ ضيف في بيتي في بيروت وكان عندي في تلك الليلة ضيفاً الشيخ عبد الله ابن إدريس السنوسي الفاسي المحدث رحمهم الله أجمعين وحشرني وإياهم في زمرة العلماء العاملين تحت لواء سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم

أما هم فإنهم من العلماء العاملين أئمة الدين حقيقة وأما أنا فوالله الذي لا إله إلا هو إني أعلم نفسي حق العلم أني لست كذلك ولا قريباً من ذلك ولا مناسبة بيني وبينهم إلا أني أحبهم وأحب أمثالهم من أئمة المسلمين والعلماء العاملين ومناسبة المحبة هي التي جعلتني أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأراهم في منامي وأرجو بها أن يحشرني الله بفضله ورحمته في زمرتهم تحت لوائه صلى الله عليه وسلم

فقد صح في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما [المرء مع من أحب]

وروى البخاري ومسلم في الصحيحين أيضاً وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [إن لله ملائكة سياحين يلتمسون مجالس الذكر فإذا أتوا عليهم حفوهم بأجنحتهم إلى السماء فإذا تفرقوا عرجوا إلى ربهم فيسألهم وهو أعلم من أين جئتم فيقولون جئنا من عند عباد لك يسبحونك ويحمدونك ويكبرونك ويهللونك ويسألونك جنتك ويستعيذون من نارك قال وهل رأوا جنتي وناري قالوا لا فقال فكيف لو رأوهما أشهدكم أني قد غفرت لهم وأعطيتهم ما سألوا فيقال إن فيهم رجلاً ليس منهم إنما جاء لحاجة فيقول الله عز وجل هم القوم لا يشقى جليسهم].أ. هـ

فانظر كيف شملت رحمة الله ذلك الرجل وهو ليس من القوم بمجرد مجالسته إياهم وهكذا أرجو أن تشملني رحمة الله تعالى بمحبتي لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللعلماء العاملين والأولياء العارفين أئمة الدين الهداة المهديين وسائر الصالحين وجميع المؤمنين والحمد لله رب العالمين.

وإنما سقت هذه المرائي المبشرات الحسان لأنها من أجلِّ نعم الله تعالى عليَّ وقد حصل لي بها فرج كثير وسرور عظيم لكثرة ذنوبي التي لا أستحق معها شيئاً من ذلك ولكن الله وله الحمد والمنة له التصرف المطلق في خلقه فيمن على من شاء بما شاء لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع سبحانه وتعالى {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يعفو عني ويجعلني بفضله ورحمته من أقرب المقربين عنده وعند حبيبه محمد سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وأن يجعل كذلك كل من يدعو لي بهذه الدعوة في وقت من الأوقات في الحياة وبعد الممات بجاه حبيبه الأكرم صلى الله عليه وسلم.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!