موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ذلك.[1] أي أنه سبحانه لو لم يُرد لهذه الأنوار أن تبقى على ما هي عليه من التمييز، لرجعت إلى النور الأصلي وهو الله سبحانه، من اسمه النور، وهو نور السموات الأرض، وقد قال: "وإليه ترجعون"، ولولا ذلك أي لولا أنه سبحانه جعل لهذه الأنوار أجسادا برزخية لَما كان هناك بعث وحياة بعد الموت، ومن هنا نستطيع أن نفهم قول الله سبحانه وتعالى في سورة الزمر: ((اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى [42]))، والله أعلم وهو علاّم الغيوب، والله يقول الحق وهو يهدي السبيلّ.

ونختم هذه الفقرة الطويلة بدعاء النور للشيخ محي الدين ابن العربي رضي الله عنه:

اللَّهُمَّ إِنَّكَ المَلِكُ الحَقُّ المُبِيْنُ، أَنْتَ اللهُ، نُوْرُ الأَنْوَارِ، وَعَالِمُ الأَسْرَارِ، وَمُدَبِّرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَالقَائِلِ فِي الكِتَابِ الكَرِيْمِ المَكْنُوْنِ: ((الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ)) [الأنعام: 1].

سَيِّدِيْ: بِفَضْلِكَ لاَ تجعَلْني ممَّنْ عَدَلَ بِطُغْيَانِهِ، وَغَلَبَتْ شَقَاوَتُهُ عَلَى إِيمَانِهِ، وَامْدُدْنِيْ بِرَقِيْقَةٍ مِنْ رَقَائِقِ اسمِكَ النُّوْرُ لِيَفِيْضَ مَدَدُهَا عَلَى ذَاتِي بِنُوْرِكَ وَامْتِنَانِكَ، فَتَمْلأَ قَلْبي بِنُوْرِ إِيمَانِكَ، وَعَقْلِي بِنُوْرِ مَعْرِفَتِكَ، وَبَصَرِي بِنُوْرِ مُشَاهَدَتِكَ، وَسمْعِي بِنُوْرِ خِطَابِكَ، وَفِكْرِيْ بِنُوْرِ اقْترَابِكَ، وَتَوَلَّ أَمْرِيَ بِنُوْرِ ذَاتِكَ، وَأَسْفِرْ وَجْهِيَ بِنُوْرِ صِفَاتِكَ، وَأَسْبِلْ عَلَيَّ مِنْ فَوْقِيَ نُوْراً مِنْ سِترِكَ وَبِرِّكَ، وَمِنْ تحْتيَ نُوْراً يحْفَظُني مِنْ مَكْرِكَ، وَعَنْ يمِيْنيَ نُوْراً إِلهِياًّ قُدْسِياًّ، وَعَنْ شِمَاليَ نُوْراً مُنِيْفاً مُحَمَّدِياًّ، وَمِنْ أَمَامِيَ نُوْراً شَرِيْفاً مِنْ نُوْرِكَ القَدِيْمِ، أَهْتَدِيْ بِهِ إِلى صِرَاطِكَ المُسْتَقِيْمِ، وَأَيِّدْ أَمْرِيَ بِنُوْرِ تَدْبِيرِكَ وَضِيَاءِ إِرَادَتِكَ، وَأَيِّدْ رِزْقِيَ بِقُدْرَتِكَ وَنُوْرِ مَشِيْئَتِكَ.

مَلِيْكِيَ: وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ فِيْمَا سَأَلْتُهُ مِنْكَ بِمُحَمَّدٍ الكَامِلِ، الفَاتِحِ الخَاتِمِ، نُوْرِ أَنْوَارِ المَعَارِفِ، وَسِرِّ أَسْرَارِ العَوَارِفِ، صَفْوَةِ خَلْقِكَ وَسِرِّ عِلْمِكَ. وَأَسْأَلُكَ بِنُوْرِ وَجْهِكَ وَبِسَاطِ رَحمَتِكَ، أَنْ تَكْسُوَنِي خِلْعَةً مِنْ نُوْرِ جَلاَبِيْبِ العِصْمَةِ، وَأَدْخِلْني بِفَضْلِكَ فِي مَيَادِيْنِ الرَّحمَةِ، وَكُنْ لي مِنْ حَيْثُ لاَ أَكُوْنُ، وَاحْفَظْني فِي الحَرَكَةِ وَالسُّكُوْنِ، يَا أَللهُ يَا نُوْرُ يَا حَقُّ يَا مُبِيْنُ: نَوِّرْ قَلْبيَ بِنُوْرِكَ، وَأَيْقِظْني بِشُهُوْدِكَ، وَعَرِّفْني الطَّرِيْقَ إِلَيْكَ، وَسَهِّلْهُ بِفَضْلِكَ، وَأَدِّبْني بَيْنَ يَدَيْكَ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ. وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.[2]

عودته إلى الأندلس (592/1196)

رغم النموّ الروحي الملحوظ الذي حظي به الشيخ محي الدين في مدينة فاس، إلا أنه تركها ليعود إلى الأندلس من جديد، ربما بسبب التزاماته العائلية التي خلّفها موت أبيه ومن ثم أمه كما رأينا من قبل، حيث بقيت أختاه يتيمتان وكان لا بدّ له من العناية بهما. فبعد أقلّ من سنة على إقامته في فاس نجد



[1] الفتوحات المكية: ج3ص188.

[2] صيغة دعاء النور، من المخطوطة رقم 10043 في مكتبة الأسد، دمشق.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغربي

البحث في كتاب الفتوحات المكية


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!