موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


أَحبّ بلاد الله لي بعد طيبة
وما ليَ لا أهوى السلام ولي بها
وقد سكنتها من بنيّات فارس
تحيّي فتُحيي من أماتت بلحظها

ومكة والأقصى مدينة بغدان
إمام هدىً ديني وعقدي وإيماني
لطيفة إيماءٍ مريضة أجفان
فجاءت بحسنى بعد حسنٍ وإحسان[1]

وعلى كل حال، كما قلنا، يصعب تحديد علاقة الشيخ محي الدين بنظام إلا على وجه التخمين وغلبة الظن، ولكن حسن الظن واجب، فربما يكون قد تزوجها أو على الأقل خطبها، ثم حالت الظروف بينهما. وهناك بعض الإشارات تؤكد نظرية الخِطبة أيضاً.

فيقول الشيخ محي الدين في الفتوحات المكية بعد أن ذكر كتاب ترجمان الأشواق وانتقاد بعض فقهاء حلب له ثم توبتهم بعد أن شرح هذا الكتاب في ذخائر الأعلاق، كما سنعود إلى ذلك عند الحديث عن هذه الكتب، يقول الشيخ بعد ذلك موضحا ضرورة حسن الظن قبل الرجم طالما لا يوجد يقين؛ فيقول إنه لو رأينا رجلاً ينظر إلى وجه امرأة وهو خاطب لها ونحن لا نعرف أنه خاطب وكنّا منصفين في الأمر، لم نُقدِم على الإنكار عليه إذا جهلنا حاله حتى نسأله ما دعاه إلى ذلك. فإن قال أو قيل لنا أنه خاطب لها، أو هو طبيب وبها مرض يستدعي في ذلك المرض نظر الطبيب إلى وجهها، علمنا أنه ما نظر إلاّ إلى ما يجوز له النظر إليه فيه، بل نظره عبادة لورود الأمر من الرسول صلّى الله عليه وسلّم في ذلك. ولا يُنكَر عليه ابتداءً مع وجود هذا الاحتمال؛ فليس الإنكار عليه من المنكِر بأولى من الإنكار على المنكِر في ذلك، مع إمكان وجود هذه الاحتمالات.

ثم يضيف رضي الله عنه أن هذا مما يغلظ فيه كثير من المتديّنين، لا من أصحاب الدين؛ فإن أصحاب الدين المتين أوّل ما يحتاط أحدهم على نفسه ولا سيّما في الإنكار خاصة، لأن الله ندبنا إلى حسن الظن بالناس لا إلى سوء الظن بهم، فلا ينكر صاحب الدين مع الظن وقد سمع قول الله تعالى في سورة الحجرات: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ... [12]))، فلعلّ هذا من ذلك البعض وإثمه أن ينطق به، وإن وافق العلم في نفس الأمر (أي وإن كان صحيحاً في النهاية)، فإن الله يؤاخذه بكونه ظنّ وما علم، فنطق فيه بأمرٍ محتملٍ ولم يكن له ذلك. ثم يضيف الشيخ رضي الله عنه فيقول إن سوء ظن الإنسان بنفسه أولى من سوء ظنه بالغير لأنه من نفسه على بصيرة وليس هو من غيره على بصيرة.[2]

ولكن السؤال الذي ربّما يكون مشروعا هو أنّه إن كان تزوّجها فعلا أو خطبها لماذا لم يصرّح بذلك دفعا للريبة والغيبة. فالجواب على ذلك السؤال هو أننا حقيقة لا نملك من كتب الشيخ محي الدين



[1] ترجمان الأشواق: ص150.

[2] الفتوحات المكية: ج3ص563.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغربي

البحث في كتاب الفتوحات المكية


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!