أن هناك سماعاً مؤرخاً في حلب سنة 617 ومصدقاً عليه من قبل المؤلف، وكان المسمع ابن العربي والقارئ إسماعيل ابن سودكين، والمستمعون هم عيسى بن أبي الفتح المعروف بابن الكراعي الحلبي، ومحمد بن سعد الدين برنقش المعظمي، وأبو بكر بن عيسى الدمشقي، وسليمان بن عويجة البعلبكي.[1]

قراءة كتاب منزل المنازل الفهوانية (حلب، 618/1221)

ومن الكتب التي قرأها الشيخ محي الدين في حلب أيضاً في هذه السنة كتاب منزل المنازل الفهوانية، وقد تم تأليف هذا الكتاب سنة 603 (ربما في مصر) وتحدثنا عنه في أول هذا الفصل. فيقول عثمان يحيى في تصنيفه أن هناك سماع مؤرخ في حلب سنة 618 مصدق عليه من قبل المؤلف، وكان المسمع ابن العربي والقارئ إسماعيل ابن سودكين، والمستمعون هم أبو بكر بن عيسى الشاجوري، ومحمد بن سعد الدين برنقوش المعظمي.[2]

الفتن تقع في حلب

في الباب التاسع والخمسين وخمسمائة، وهو الباب ما قبل الأخير من الفتوحات المكية الذي لخّص فيه الشيخ الأكبر رضي الله عنه أسرار ما كتبه في الأبواب السابقة، ذكر الشيخ في سرّ الباب الثلاثين ومائة[3] أنه سوف تقع فتن كثيرة في مدينة حلب، فقال: ومن ذلك سرّ الموت الأحمر بالمقام الأخضر، ثم قال على شكل سجع:

ذبح النفوس أعظم في الألم من الذبح المحسوس. مخالفة الآراء أعظم في الشدة من مقابلة الأعداء. مجانبة الأغراض غاية الأمراض. من فاز بمخالفة النفس سكن حظيرة القدس. من نهى النفس عن الهوى كانت له جنة المأوى. لا ينهاها إلا من خاف مقام ربه وخاف عقوبة ذنبه والتزم الوفاء وتميّز في أهل الصفاء وقام بما كلف فقبِل وما عنف.

ثم قال: ولقد رأيت هذه الليلة واقعة ما شيّب سالفتي وقد نظمت ما رأيته وفي هذا الباب كتبته وفي النوم قلته:

[1] مؤلفات ابن عربي: ص413-414.

[2] مؤلفات ابن عربي: ص591-592.

[3] في مطبوعة القاهرة للفتوحات المكية مذكور من الباب الخامس والثلاثون ومائة، وهو خطأ، وقد صححناه اعتمادا على مخطوطة قونيا التي هي بخط الشيخ رضي الله عنه.