ما ينتقدهم كثيراً. ولكن تجدر الإشارة إلى أن قولنا أن الملائكة أفضل من البشر على الإطلاق لا يعني أن كلّ الملائكة أفضل من كلّ البشر، وإنّما كما يتفاضل البشر تتفاضل الملائكة، فالفاضل من الملائكة خير من الفاضل من البشر وهو خير من المفضول من الملائكة، والله أعلم.

وقد تكلّم الشيخ محي الدين عن أنواع الملائكة في الفتوحات المكية[1] وكذلك في كتاب إنشاء الدوائر.

السنة 625/1228 والسنة 626/1229

لا توجد بين أيدينا الآن معلومات عن سنة 625 سوى ما ذكره عثمان يحيى في تصنيفه أن الناسخ الذي نسخ كتاب "ثواب قضاء الحوائج" الذي ينسب لابن العربي قال إنه نقله عن نسخة أصلية مؤرخة بسنة 625 وأنها صنفت في "رباط النسوان".[2] وبما أنه لم يتم تحقيق هذا الكتاب، الذي لم يذكره الشيخ محي الدين من بين مصنفاته لا في الفهرس ولا في الإجازة، فلا نعرف إن كان هذا الكتاب فعلاً للشيخ محي الدين، وإن كان كذلك، فما المقصود برباط النسوان وأين هو؟ فيبدو أن الشيخ محي الدين كان غائباً في هذه السنة، ولا نعرف أين.

ويبدو أيضاً أن غيبته قد استمرّت حتى أواخر سنة 626 حيث تذكر لنا بعض مخطوطات "العبادلة" أنه قرأها على بعض تلاميذه في شهر ذي القعدة، من غير ذكر المكان أيضاً.

قراءة كتاب العبادلة (سورية،22 ذو القعدة 626/1229)

ففي الثاني والعشرين من شهر ذي القعدة سنة 626 قام الشيخ محي الدين رضي الله عنه بالاستماع لقراءة هذا الكتاب على محمد بن إسماعيل بن سودكين ومحمد بن إسحاق القونوي بالإضافة إلى أبي بكر بن محمد البلخي، وكان القارئ هو منصور المقري.[3]

وكتاب "العبادلة" من الكتب المهمة التي تركها لنا الشيخ الأكبر رضي الله عنه، ويذكر فيه أقوال وأحوال عدد من العبادلة، وهم الذين يكون اسمهم "عبد الله"، وليس هذا بالضرورة هو الاسم الحقيقي بل هو وصف، ومن كان وصفه عبد الله فهو قطب. والشخصيات التي يذكرها الشيخ محي الدين ويروي بعض سيرتها ليست شخصيات معروفة لرجال معروفين، بل هي أوصاف بعض الأولياء الذين كانوا قبل الشيخ محي الدين رضي الله عنه، ولكننا لا نجد سيرتهم في أي كتاب آخر من كتب التاريخ وتراجم الرجال.[4]

[1] الفتوحات المكية: ج1ص156, 238، 279، ج2ص16، 150، 209، 225، 296، 298، 556، ج3ص275، 315، 344، ج4ص28، 93.

[2] مؤلفات ابن عربي: ص265.

[3] مؤلفات ابن عربي: ص409.

[4] العبادلة، الشيخ محي الدين ابن العربي، تحقيق عبد القادر عطا، مكتبة القاهرة-القاهرة، 1994.