كتاب الفهرس (دمشق، 627/1230)

ويعد كتاب الفهرس من الكتب المهمة التي حفظت لنا بعض أسماء كتب الشيخ محي الدين، بالإضافة إلى رسالة الإجازة للملك المظفر التي سنتكلم عنها بعد قليل. وقد صنف الشيخ محي الدين رضي الله عنها هذا الكتاب قبل سنة 627 تلبية لرغبة تلميذه وولده صدر الدين القونوي، وذكر فيه 248 مصنفا.[1] وقد نشر هذا الكتاب في دمشق[2] وفي القاهرة،[3] وذكرنا هذه المصنفات في الملحق الثاني في آخر هذا الكتاب.

قراءة كتاب القربة وكتاب العظمة (دمشق، 627/1230)

لقد تكلمنا في الفصل السابق عن كتاب القربة وقلنا أن من بين السماعات التي ألقاها الشيخ محي الدين لهذا الكتاب سماع كان في حلب سنة 617. بالإضافة إلى ذلك فهناك سماع آخر للشيخ محي الدين على تلميذه وولده صدر الدين القونوي مؤرخ بهذه السنة في بيته بدمشق.[4]

وكذلك في هذه السنة قرأ الشيخ محي الدين كتاب العظمة على تلميذيه القونوي وابن سودكين،[5] وقد ألف الشيخ الأكبر هذا الكتاب في قونية سنة 602 وتكلمنا عليه في الفصل الخامس.

مبشرة كلام الله (سورية، 20 ربيع الأول 628/1231)

يذكر الشيخ محي الدين رضي الله عنه أنه في هذه السنة كلّمه الله تعالى من غير واسطة في نفس البقعة المباركة التي كلّم الله سبحانه فيها موسى عليه السلام تكليما، وذلك من بلّة (أي بقعة رمل مبلولة بالماء) على قدر الكف وكان كلاماً لا يكيَّف ولا يشبه كلام مخلوق، بل كان عين الكلام هو عين الفهم من السامع.

ويذكر الشيخ محي الدين في الوصايا في الباب الأخير من الفتوحات المكية أنّ من ضمن ما فهمه من الله تعالى في هذه المبشرة:

كن سماء وحيٍ وأرض ينبوعٍ وجبل تسكينٍ فإذا تحركت فلتكن حركة إحياءٍ وسطيةٍ[6] بتحريكٍ عن وحيٍ سماوي.

[1] مؤلفات ابن عربي: ص506.

[2] كودكيس عواد، مجلة المجمع العلمي العربي، دمشق، العدد 3، 4، سنة 1954، ثم أتبعه بمستدرك في العدد 2،3، سنة 1955.

[3] أبو العلا عفيفي، مجلة كلية الآداب، جامعة الإسكندرية، العدد 8، سنة 1954.

[4] مؤلفات ابن عربي: ص578.

[5] مؤلفات ابن عربي: ص414.

[6] في المطبوعة "وسطينة" وصححناها اعتمادا على مخطوطة قونية التي بخط الشيخ الأكبر رضي الله عنه.