موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب شق الجيب بعلم الغيب

يسمى أيضاً: در الدرر فى معرفة العالم الأكبر

ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

يحوي هذا الكتاب الكثير من أقوال الشيخ الأكبر وأشعاره، ولكن لا يمكن تأكيد صحة نسبة هذا الكتاب بكامله إلى الشيخ محي الدين ابن العربي. أغلب الظنّ أنه لكاتب لاحق وقد نقل من كتب الشيخ الأكبر.

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


فصل خطبة الغراب الحالك

فقام الغراب فقال :

أنا هيكل الأنوار ، وحامل الأسرار ، ومحل الكيف والكم ، وسبب الفرح والغم ، أنا الرئيس المرؤوس ، ولي الحس والمحسوس بي ظهرت الرسوم ، ومني قام عالم الجسوم ، أنا أصل الأشكال وبمراتب صورتي تضرب الأمثال .

فأنا المصباح في الرياح ، أنا السلسلة على صنوان والجناح ، أنا البحر الذي يصفق موجه ، أنا الفرد المعدود وزوجه ، عرضي دار كرامة لأوليائه ، وعمقي دار إهانة لأعدائه .

وأنا بوطيقى الحكم ، وموسيقى النغم ، وجامع حقائق الكلم إلى المنتهى ، وعليّ عوّل أولو النّهى ، وأنا أمني ما أمنح من النهي ، أنا الغاية وليست لي غاية ، من أجلي أخذ من أخذ ، وبسببي ندب من ندب ، أنا المطوقة باليمين أنا في قبضة الحق المبين ، دعاني الحق إلى حضرته فأتيت ، وناداني إلى معرفته فلبّيت ،

أنا صورة الفلك ، ومحل الملك على أصح الاستواء ، وعنّي كنى بالمستوى ، أنا اللاحق الذي لا يلحق كما أن العقاب السابق الذي لا يسبق . هو الأول وأنا الآخر ، وله الباطن ولي الظاهر ، قسم الوجود بيني وبينه ،

أنا أظهرت عزّه ، وكونه توقف على حكمه ، سرّى فيه علمي ، وسرّى في علمه إذا دفعته ، وأوهبه مالي ليفيده ، وإذا أفدته شكرني لأزيده ، وقامت طائفة ممّن تدّعي العقل الرصين على زعمها ، وقضت على شيمتهم بحكمها .

فناظرتني قبيح الهجاء ، وخلعوا عني خلعة حسن الثناء ، فجاز عليهم وبال ما كانوا يعملون ، وحاق

بهم ما كانوا به يستهزئون . كأني بهم في غمرة يستصرخون فيجابون :اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ[ المؤمنون : 108 ] .

وإذا كان في عرض أهل الثناء الحسن ، في حظي فاكهون هم وأزواجهم في روضة يحبرون ، وقد أثنى عليّ الشرع فلا أبالي .

أنا السّرّ المستوي   ....   خلقت بلا بنان

وأنا الّذي توارى   ....   جسمه عن العيان

فالّذي يرى وجودي   ....   لتصاريف الزّمان

علمه أكمل علم   ....   شأنه أعظم شأن

هام بي لمّا رآني   ....   في مقاصير الجنان

لا أسمّيه فإنّي   ....   خائف حد السّنان .

فهذا يا كعبة الحسن قد أوضحت لك مقامات أمّهات الأكوان .

 



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!